تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ما أرخص الأنسان السودانى بقلم د. سيد عبد القادر قنات

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/12/2005 8:16 م

بسم الله الرحمن الرحيم
ما أرخص الأنسان السودانى
د. سيد عبد القادر قنات [email protected]
كتب الأستاذ/ يسن حسن بشير صاحب عمود قضايا ساخنة عن الأهمال القاتل فى جبال النوبة بسبب الحمى النزفية ،و نضيف ونقول أن هذا العمود ظل يطرق فعلا هموم المواطن ومواجعه ، يكشف ويعرى ،ينتقد فى شفافية وصراحة متجردة ، ولكن ، استاذنا – يس ،كل من يملك ثمن الجريدة بطريقة مباشرة أو بغيرها ، يقرأ ويفهم ويتنفس ، ولكن دون أحباط ، هل تعتقد أن المسئولين ، وكلهم تأتيهم الصحف بالرزم ،والشعب يدفع ثمنها ، هل يقرأون الصحف ؟؟ أوحتى هل يتم تلخيصها لهم ؟؟
قال سبحانه وتعالى ( ولقد كرمنا بنى آدم ) ، ولكن فى وطننا ، فأن المواطن ، يعتبر أرخص شىء ، والأسباب معروفة ، وعلاجها لا يحتاج لدرس و مدرس خصوصى ، بل تكمن العلة فى أهل السلطة ، لتكبرهم وجبروتهم وطغيانهم ، لأنهم يؤمنوا بأنهم يحكمون باسم الدين ، بل هم خلفاء الله فى أرضه ، ولهذا لا يأتيهم الباطل ، بل كل أفعالهم خالصة لله ، لأن كل شىء لله .
نعم الموت يحصد المئات فى كردفان بسبب علة ، نعتقد أنه لوتعاملت معها الدولة بشفافية وسرعة مطلوبة فى مثل هذه الظروف ، لكفينا البلاد والعباد الكثير ،ولكن وزارة الصحة الأتحادية لم تتكرم بكشف الحجب والمستورفى كردفان ، ووزارة الصحة الولائية ، لم تكن بأحسن حال من الأم ، ولهذا صارت البلد مزرعة خصبة للشائعات ، فبعضهم يقول أنها الحمى النزفية ، وآخرون يقولون أنها حمى الضنك ( أولا يعلم الجميع ، أن الشعب السودانى يعيش ضنكا مركبا منذ عقد ونصف من الزمان مضى ؟)،ولكن منظمات المجتمع المدنى و منظمة الصحة العالمية ، كشفت الحقيقة عارية دون لبس أو غموض ، بأن مايحدث فى كردفان ، هو حمى صفراء ، بل شمرت عن ساعد الجد ، لأن الأنسانية لا تحدها حدود جغرافية وعرقية وسياسية ودينية ، ومع كل ذلك ، فما زال أهل الدار ، يطبق عليهم صمت أهل القبور ، والمساعدات من WHO وصلت ،ونحن مازلنا نعقد الأجتماعات للتفاكر والدراسة والتوصية ، ولو صرفنا ماتم صرفه على أجتماعات المؤتمر الوطنى لتمت المحاصرة والقضاء على الضنك وخلافها، ولكن عقلية دس المحافير ، وليس سياسة أحسان ترتيب الأولويات هىالمسيطرة..
هكذا حال مسئولينا ، وأن كانوا يحملون أرفع الدرجات العلمية ، ولكن ، السكوت من ذهب ، هو سياستهم وعقيدتهم ، وهم يتحدثون فى كل شىء ألا ما يخص الوطن والمواطن ، كأنهم يعيشون فى بلد الواق واق ، أو كما قال وزير الخارجية السابق : أن الرئيس سأله مرة ، متى تزور السودان ؟ والآن متى تتفرغ وزيرة الصحة الأتحادية لتبدأ فى حل مشكلات الصحة ؟
وليت الأمربدأ وأنتهى بأن يدفع أهل جنوب كردفان ضريبة الأهمال والنسيان ، لأنهم ليسوا أهل ولاء ، بل هم خارج المثلث .
أن مشكلة دارفور ، بدأت من مستصغر الشرر ، ونبهت كل الصحف لها ، ولم يقف الحادبين على الوطن متفرجين ، بل أدلوا بدلوهم ، وشرحت صحيفةالأيام تداعيات المشكلة وأبعادها ، فى شفافية جبلت عليها ، ولكن تم قفل الصحيفة لشهور عدة ، ولم يستبين أولو الأمر النصح ألى يومنا هذا ، بل صارت دارفور مشكلة دولية ،ونظرتهم وقتها ألى أنها مجرد نهب مسلح ، وعدم أشراكهم أهل الرأى والفكر والخبرة ، لقناعتهم بأنهم هم أسياد العارفين ، ولكن ، ماهو رأيهم اليوم ، ولاهاى تظهر فى الأفق خلف1950و1951و1953وحتى الدول المانحة بأوسلوا ، أشترطت حل مشكلة دارفور أولا ، ولا ندرى متى تحل مشكلة الشرق ؟ وكل ذلك يدل على أن المواطن السودانى أرخص من رخيص . والأمثلة تدل على ذلك ،وليس ببعيد غرق طلبة الخدمة بالعيلفون، وحوادث بورتسودان ، والجخيص ، وأراضي سوبا ،وفوق ذلك أستيراد البيض الفاسد والفراخ الفاسد والأسمنت الفاسد ومحاليل كور والبولمر والديوكسين ، ألم نسمح بدخول الذرة الأمريكية المحورة جينيا ،ولماذا نسمح بتصدير زيوتنا عالية الجودة وأستيراد زيت الأولين ؟
هل هنالك رخصة أكثر من أن يلهث المريض لطوارىء عيون معدومة فى العاصمة، فكيف الأقاليم ؟ وخدمات عربات الأسعاف متوفرة وبالقيمة !! والأعلانات فى الصحف على قفا من يشيل طلبا للمساعدة للعلاج ، بل وصحف أفردت صفحات كاملة لاهل الخير والأحسان .
الأنسان رخيص لأن بعض الجامعات الحكومية طردت الطلاب لأنهم لم يدفعوا رسوم الأمتحانات ،ونسى مدرائها ، أنهم كانوا بالأمس أولاد حكومة من حيث مجانية التعليم والعلاج والسكن والترحيل والبيرسري والتخصص ؟؟
الأنسان رخيص ، لأن عشرات الخريجين يهيمون فى الأرض وهم يحملون الدرجات الجامعية بشرف وأمتياز ، مابين الطب والصيدلة والبيطرى والزراعى والمهندس،ومع ذلك هم عطالة ،ونحن نهتف السودان سلة غذاء العالم ، ومن لا يملك قوته لا يملك قراره ، وحنقود العالم أجمع ، ولكن!!!
ولو لم يكن الأنسان السودانى رخيص بحق وحقيقة لما حملت ألينا الأنباء العالمية أن السودان سيكون مطمورة لدفن 170ألف طن من المخلفات البشرية لسكان مدينة أثينا ، ولأن مخلفاتهم سوبر والأنسان السودانى رخيص ، سيتم دفنها بعد معالجتها بواسطة شركة أمريكية ،وقد تناول هذا الموضوع السيد/ كلود مارتن ، مدير الحياة البرية العالمية بكثير من الشفافية ، ولكن للاسف لم نسمع كلمة من أهل الأختصاص والخبرة ، مابين وزارة الصحة الأتحادية ، ووزارة البيئة ، لا نفيا ،أو تاكيدا .
ربما كان هذا الموضوع حقيقة ، وقد تم الأتفاق مسبقا ، وهل كان الشعب السودانى يستشار ؟ أو ربما كان بالونة أختبار لمعرفة ودراسة ردود الأفعال محليا وعالميا من المهتمين بشأن الأنسان. ولكن لو كان من بيده أتخاذ قرار المصادقة يعلم ، أو أن التصديق قد تم فعلا ، فما العمل ، يا وزيرا الصحة والبيبئة .
خاتمة
عطفا على ماتقدم فأن الأنسان السودانى أرخص من رخيص من وجهة نظرنا، و ربما تتفتق ذهنية أحد المسئولين بأنشاء شركة لتبيع ود الأحد للأنسان وهو جثة هامدة ، حتى يظل الأنسان السودانى يدفع حيا وميتا ،لأن دولتنا تفوق العالم أجمع ، ولكن ألى أين ؟؟؟ الى قاع التصنيف الدولى لمنظمة الشفافية العالمية ، حيث يحتل السودان مركز الطيش بين الدول العربية ، والمركز144 بين التصنيف العالمى ، من حيث درجة الفساد ، وهذا يرتبط بدرجة كبيرة بمدى تكريم الدولة لمواطنيها ودرجة أحترامهم وأنسانيتهم ، وأخيرا ، لماذا أزدادت حالات مرض السرطان ؟؟؟
ملحوظة : تأكيدا لرخصة الأنسان السودانى ، فقد أوردت صحيفة الأيام7/ديسمبر2005، ما يفيد بصحة ماتناقلته أجهزة الأعلام الغربية والسودانية ، بأتفاق وزارة الزراعة ، وشركة أيدل هيلايس اليونانية لحماية المدن والقرى من الرياح وأستيراد ( بقايا غير معالجة ) ،أما تصريح مدير الغابات وافقنا على ما يلينا..أنشاء الأحزمة الواقية فقط *. ، وكل ذلك تم بخطابات ما بين 15/ و19أكتوبر ، ولنا أن نسأل ، فيم العجلة ؟ هل الموضوع يخص أمن السودان ، شعبا وأرضا ؟ ولهذا أتخذ قرار الموافقة فى أقل من 100ساعة ؟أم أن تحت السواهى دواهى ؟ هل توجد حتى دراسة لما وافقت عليه الهيئة القومية للغابات (:أنشاء الأحزمة الواقية )؟ أين هذه المدن والقرى ؟ لماذا وافقتم على أزالة الحزام الأخضر من جنوب الخرطوم ؟
نعم الأنسان السودانى رخيص جدا جدا ، ومن يهن ، يسهل الهوان عليه !!
ولكن ، ألى متى ، اهلنا أمة الأمجاد ؟ أمة أكتوبر ، وأمة رجب أبريل ؟ وماضيكم التليد خطه الجدود بدمائهم الزكية الطاهرة ، وقد أوصوكم على الوطن ، فما ذا أنتم فاعلون بهذه الوصية ؟؟؟؟؟؟؟

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved