ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
بعد الوجه‚‚ أيّها العلماء: ازرعوا لنا ضميرا بقلم هاشم كرار
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/12/2005 8:14 م
هاشم كرار - بعد الوجه‚‚ أيّها العلماء: ازرعوا لنا ضميرا ! «أرى لي وجها‚ شوّه الله خلقه فقبح من وجه‚ وقبح حامله» تخيلته: صاحب هذا البيت من الشعر القديم‚‚ الحطيئة‚ يحاول أن يشق عنه قبره‚ ليخرج‚‚ يسرع يزرع وجها‚ مثل تلك المرأة التي دخلت التاريخ بوجه مزروع‚ بعد أن ظلت تعاني قبح وجهها الذي افترسه كلب! زرع الوجه فتح طبيٌ‚‚ هكذا قالت «الميديا» وقال علماء‚‚ وهو فتح مهم لكل حطيئة في الدنيا‚‚ وما أكثرهم‚‚ أولئك الذين لا يرون ــ حتى في أنفسهم ــ ما تراه أم القرد في القرد‚‚ وما تراه أنه‚‚ غزال! في النهاية‚ كان‚‚ القبح‚‚ وكل وجه جميل‚ هو في النهاية‚ إلى دمامة‚‚ خذوا قاطع القول من العواجيز‚‚ امثالي‚‚ اولئك الذين استحالت وجوههم ـ في النهاية ـ الى قرى دخلها‚‚ الملوك! الزمن‚‚ ملك‚ ما ان يدخل أخيرا جدا ـ بتعاقب نهاراته ولياليه وصباحاته وعشياته واوقات قيلولته ـ على اي وجه في الدنيا‚ إلا أفسده ‚‚ اي مفسدة! سعداء جدا‚ امثالي من العواجيز‚ ان يلحق العلم بالنهايات قبل ان تنتهي‚ ليصيرها سيرتها الاولى‚‚ وما انضر البدايات‚‚ اي بداية‚‚ وما اجملها‚‚ كثيرون من امثالي‚ اولئك الذين امتلأت وجوههم بالغضون والتجاعيد والخطوط الدائرية‚ والمستطيلة‚ وشبه الدائرية‚ صفقوا للفتح‚ وحجزوا لزراعة وجوه‚ من‚‚ الدار الآخرة: وجوه أموات‚ وليست وجوها من اولئك البشر الذين ما زالوا في الحياة الدنيا‚ برغم الفائض في الوجوه (الحية) بكثرة البشر الذين يمتلك كل واحد منهم‚‚ وجهين! كل وجه «ميت» في الدار الآخرة هو وجه «أصلي» الذين يمتلكون في هذه الدنيا وجهين او أكثر يتركون وجوه الدنيا للدنيا ‚حين تبلغ الروح الحلقوم‚ ويذهبون للآخرة بالوجه السليم‚ الآخرة‚ لا تقبل الزيف ولا تقبل التزييف‚ وحدها الدنيا‚ تلك التي يمكن أن تقبل أكثر من وجه حقيقي‚ تجارة زراعة الوجوه‚ ستصبح اذن تجارة رائجة و«اسكراب الأموات‚ هو وحده الذي يعيد البدايات‚‚ وفي البدايات كان‚‚ الجمال! زراعة الوجه‚ ستصبح موضة: «والله يا خي قلنا الواحد يغير شوية‚‚ ما معقول أصابح يوميا وجهي مثل مراتي - وما ممكن كمان أمسيه يوميا مثل‚‚ مثل خليلتي! احيي العلم‚‚ هذا الجبار جدا‚ الذي لا يرضى بالنهايات غير السعيدة اطلاقا‚‚ أحيي فيه هذا «الارتداد» وبالتأكيد سأحييه اكثر إذا ما استمر في فتوحاته الزراعية‚ حتى اذا ما توصل إلى «زراعة الضمير» ‚ نعم‚ هذا العالم يريد وجها جميلا لكنه ما يريده اكثر ضميرا «براند نيو»‚‚ ولا ضمير في هذه الدنيا «براند نيو» بعد ان قطع كل ضمير مئات الآلاف من الاميال في طرق الحسد والضغينة والكراهية والرياء والكذب‚ و‚‚ العذاب! أيها العلماء‚ ازرعوا لنا من الدار الآخرة‚ ضمير اول انسان في هذه الدنيا‚‚ وعقموه من آفات وفطريات وجراثيم وفيروسات العصر‚ نريد ضميرا‚‚ بعد هذا الوجه ضميرا لم يأكله كلب‚‚ ولم يأكله الزمن‚‚ والزمن‚‚ ملك!
للمزيد من االمقالات
