تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحقيقة الغائبة في مشكلة الحزب القومي السوداني المتحد بقلم ميرغني إدريس جابر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/12/2005 3:06 م

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله وبسم الوطن

الحقيقة الغائبة
في مشكلة الحزب القومي السوداني المتحد

ميرغني إدريس جابر
[email protected]

لقد تخطي الحزب القومي السوداني المتحد وتجاوز كثيرا من الأزمات والصراعات التي داهمت مسيرته منذ أن كان إتحادا عاماً لجبال النوبة إلي أن استقر علي شكله الحالي عندما انضمت جميع أطرافه في مؤتمر كاودا الشهير . وفي كل مرة كان الحزب ينجح في تخطي الأزمات ويتجاوز الصراعات بالحد الأدني أو الأعلي من الاتفاق لأن غالبية جماهيره دائما ما كانوا ينحازون للمصلحة العليا ويتنازلون عن مطالبهم وشروطهم في أحلك الأزمات وأقسي الظروف من أجل لم الشمل وتوفير إجماع مناسب حيال القضايا المصيرية ، ولعلكم قد لاحظتم مدي قوة الدفع التي وفرتها عملية تحالف التنظيمات الأربعة ( الحزب القومي السوداني الحر ، الحزب القومي السوداني (القيادة الجماعية) ، الحزب القومي السوداني وإتحاد عام جبال النوبة ) قبل مؤتمر كاودا الأمر الذي جعل معظم القوي السياسية وتنظيمات المجتمع المدني في جبال النوبة تجتمع علي كلمة واحدة وكان ذلك هو سر نجاح مؤتمر كاودا الأول .
لكن بعض من الشباب الذين شاركوا بقوة في ذلك المؤتمر لم يلتزموا بروح المؤتمر واشراقاته بل نشطوا في إثارة المواضيع الخلافية المسكوت عنها أو المؤجلة في محاولة غير موفقة للتسلق السريع والوصول إلي سدة القيادة ، ساعدتهم في ذلك الروح الثورية التي تفجرت عندما وجدوا أنفسهم في مناطق تقع تحت سيطرة أقرانهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان ، علاوة علي أن المؤتمر اهتم فقط بالجوانب الاحتفالية الحماسية وأهمل الجوانب التنفيذية المتمثلة في شكل العلاقة بين الحزب والحركة والآليات المتفقة عليها لتنفيذ مقررات المؤتمر ،فأصبح الجميع أوصياء علي مقرراته ومفسرين لبنوده بما يتفق وأهوائهم الشخصية .

كانت تلك هي القنابل الموقوتة التي تأبطها المؤتمرون في حقائبهم وهم عائدون إلي الخرطوم . و علي مشارف الخرطوم وبالتحديد في مدينة القطينة تحلق الجميع حول فتاة من جبال النوبة استيقظت باكراً قبل الجميع ولم تكن تدري أنها علي موعد مع أخوانها العائدين من المؤتمر ، فسقتهم شاي الصباح وأطعمتهم (الزلابية) وعادت إلي منزلها قبل أن يستيقظ الناس راضية برزق ذلك اليوم . وبعدها اجتمع الجميع حول مائدة قديمة وأجمعوا أمرهم أن لا حديث للصحافة في الخرطوم إلا بواسطة نواب الرئيس العائدين للخرطوم ( بروفسير الأمين حمودة – يوسف عبدالله جبريل) . إلا أنه في صبيحة اليوم الثالث طالعتنا جريدة الصحافة بتصريح علي صفحاتها الأولي من النائب السابق بالجمعية التأسيسية والقيادي بالحزب القومي السوداني المتحد / هارون إدريس يذكر فيه بأن مؤتمر كاودا قامت بتمويلة (أمريكا) ! . مما يدل علي أنه طوال مكوثه في كاودا لم يكن يفكر إلا في مصلحته الشخصية لدرجة أنه لم تكن له آذان يسمع بها ولا عيون يري بها فرجع وهو لا يدري من الذي مول المؤتمر وبالتالي كان أبعد الناس عن فهم مقرراته . وإذا علمنا بأنه كان أول من ترأس المجموعة التي خرجت عن المؤسسية وفي منزله كانت تعقد الاجتماعات تمهيدا للإنشقاق لعلمنا مدي فداحة الكارثة ومحدودية النظر للمجموعة الخارجة التي ملأت الدنيا صراخا بمذكرة (سمبيويا) ومقررات كاودا لكنه كان أكثرهم ذكاءً ونجح في الوصول إلي ما خطط له منذ البداية حيث أصبح الأن نائبا في البرلمان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان.

من الواضح أنه كانت هناك خطة ما تم الاتفاق عليها لتعويق عمل الحزب القومي السوداني المتحد (الوليد) من داخل مكتبه التنفيذي ، وعندما نشأت مشكلة (مذكرة سمبيويا ) اعتقدت المجموعة أن الوقت قد حان لهدم المسرح علي من فيه فحركت مشاكلها كلها دفعة واحدة وأصبحت تنهش في جسد الحزب ومؤسساته وتطلق الشائعات والأكاذيب قاصدةً هدمها لبناء مؤسساتها علي أنقاضها فكانت المذكرةهي البداية . إن نقاط الخلاف المزعومة في المذكرة تستند إلي ثلاثة نقاط أساسية هي :-
1. عدم ذكر كلمة تقرير المصير صراحة ولكن المذكرة تتحدث عن أنه في حالة إختيار الجنوب الإنفصال يكون للنوبة حق إختيار الانضمام للشمال أو تكوين كيانهم الخاص . فماذا تعني كلمة حق تقرير المصير غير ذلك ؟ .
2. في خطأ تم تداركه لم يذكر خيار الانضمام للجنوب وقد تم تصحيح هذا الوضع في المذكرة التفسيرية التي ألحقت بالمذكرة الرئيسية بطلب من الأسقف غبوش من نيروبي . إذاً لماذا تستمر المشكلة وقد تم تصحيحها ؟ هذا دليل واضح بأن الهدف من إثارة المشكلة هي المشكلة في حد ذاتها وليس أئ هدف آخر ، لأن الجماعة لو كانوا بهذه الدرجة من الحساسية حيال هذا الأمر لكان الأجدر بهم إنتقاد برتكول مشاكوس (1) الإيطاري الذي حصر مناقشة القضية في الجنوب في حدود 1956 م وأستبعد المناطق الثلاثة منها . لقد شارك النوبة في الحرب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان علي أساس فكرة السودان الجديد الذي يتحدث عن سودان موحد بأسس جديدة يكفل للكل الحرية والعدل والمساواة ، وحتي في كاودا أتفق الجميع علي أن الخيار الأول هو وحدة السودان ويبقي خيار تقرير المصير إذا إختار الجنوب الانفصال ، وبالرجوع إلي منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان لما وجدنا كلمة تقرير مصير ولا إنفصال الجنوب لأن الحركة كانت وحدوية تدعو إلي تحرير السودان من نمولي إلي حلفا من الظلم والتهميش . إن موضوع تقرير المصير يعتبر موضوعا عارضا للحركة نفسها وما كان ينبغي أن تأخذ هذا الاهتمام خاصة في أوساط سائر المهمشين غير الجنوبيين بل كان الأجدر مقاومتها لأن تنامي الفكر الانفصالي الجنوبي معناه إجهاض العمل النضالي في المناطق المهمشة في السودان . مع كل ما تقدم فقد استطاعت المجموعة الخارجة تحويل هذا الموضوع المتفق عليه أصلاً إلي نقطة خلاف . وكما قلنا سابقاً الهدف هو المشكلة في حد ذاتها وليس أئ شي آخر .
3. ذكر في المذكرة أن تتمتع جبال النوبة بالحكم الذاتي وأن تتبع خلال الفترة الانتقالية للحكومة المركزية وقد تم توضيح ذلك أيضا في في المذكرة التفسيرية الملحقة حيث أن الحكومة المركزية تعني مؤسسة الرئاسة التي تتكون من رئيس الجمهورية ونائبه الأول ( حسب الصلاحيات الممنوحة لهما في الاتفاقية ) . حورت المجموعة الخارجة هذا الطلب الصريح وأصبحوا يروجون أن الحزب طالب في مذكرته أن تتبع جبال النوبة إلي الشمال .هكذانشأت المجموعة التي سمت نفسها الحزب القومي السوداني المتحد (مرجعية كاودا) وغيرت اسمها لاحقا إلي الحزب القومي السوداني المتحد ( المعارض) .

لم تكن هذه المجموعة هي المجموعة الوحيدة التي استهدفت القيادة المكونة في كاودا بل خرجت مجموعة أخري من الحزب القومي السوداني (الحر) بقيادة حجاج وآخرين ورفضوا إعلان كاودا وأدعوا بأن الأسقف غبوش لم يكن مفوضا لإتخاذ مثل هذا القرار حسب لوائح الحزب والعملية الديمقراطية داخله . ونسبة لأن الحزب كان مسجلاً أصلاً ضمن التنظيمات السياسية المسجلة فقد اتصلوا بمسجل التنظيمات السياسية وأبلغوه بأن الحزب لم يتخذ قراراً بالتوحد مع الأحزاب الثلاثة الأخري وطالبوه بعقد مؤتمر للحزب لحسم هذا الموضوع ، وهذا ما قاد إلي مؤتمر (الأسكلا) . في إعتقادي أن هذه المجموعة وعلي الرغم من عدم تأثيرها الكبير إلا أنها كانت أكثر موضوعية وأكثر شجاعة ، وأهدافهم كانت واضحة لانهم كانوا سيفقدون مواقعهم في وجود أعداد كبيرة من الكوادر المتعلمة والمثقفة التي كانت ستحتل مواقعهم القيادية في الحزب الجديد . إذاً مؤتمر الأسكلا كان لاتخاذ رأي ديمقراطي داخل الحزب القومي السوداني الحر الذي كان يترأسه الأسقف غبوش ومن الطبيعي أن تشارك جماهير الحزب التي ساندت الوحدة وذلك لمنع الآخرين من اتخاذ قرار داخل المؤتمر ببطلان الوحدة والذي كان سيشكل تعقيدات كبيرة خاصة أن (الحر) كان من أكبر الأحزاب المتحدة نفوذاً وشعبية

إن فوز مجموعة الوحدة وتغيير إسم الحزب داخل المؤتمر إلي ( الحزب القومي السوداني المتحد) كان من المفترض مقابلته بالفرح والتهليل لأنه يشكل انتصاراً لمقررات وإعلان كاودا ، إلا أن المجموعة التي سمت نفسها بمرجعية كاودا ولاحقاً بالحزب القومي السوداني المتحد (المعارض) اتخذت هذا الأمر ذريعة وبدأوا يروجون أن الحزب القومي السوداني المتحد تم تسجيله في التوالي وبالتالي هو علي علاقة بالمؤتمر الوطني ! ومرة أخري الوقائع التي أمامنا لا تعني شيء إطلاقاً إذا كان الهدف هو المشكلة في حد ذاتها .

إن طالب حمدان يقول في بيانه أنه بعد مؤتمر الأسكلا اتخذ قراراً بالانحياز إلي المجموعة التي تسمي نفسها الحزب القومي السوداني (المعارض) بعد أن كان ممثلاً وناطقا رسميا ً للحزب القومي السوداني المتحد بأمريكا ، أي أنه يعترف بأنه أنشق عن القيادة الشرعية الأصلية المكونة في كاودا . فكيف يحق له إنتقاد ممثلي الحزب القومي السوداني المتحد في التجمع الوطني الديمقراطي الأستاذان محمد سليم كيم وعيسي حمدين حسابا اللذان ظلا في مكانيهما ممثلا للحزب الذي اختارهما أصلا ولم يبارحا ، ولو شاءا لقالا بأنهما أنحازا لصالح الأغلبية العظمي كما انحاز صاحبهما طالب حمدان ! ! .

هذا قليل القليل من كثير الكثير فيما يخص هذا الأمر ، ولو عادوا إليه لعدنا مرة أخري


ميرغني إدريس جابر
نائب أمين الإعلام الاتصال
الحزب القومي السوداني المتحد
امدرمان – أمبدة
6/12/2005 م

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved