تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كاترينا وصقر الجديان؟ فماذا غير الطوفان؟ بقلم salah almahal

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
2/12/2005 11:58 م


هناك أشياء كثيرة في السودان وعن السودان تضايقني، ولكن الوطن ليس فندقا تقرر تبديله عندما تتدهور فيه الخدمات، وحتى الذين يرحلون الى فندق (وطن) بديل يظلون معلقين بالوطن الأم وينزفون لأنهم بارحوه، ورغم كل صنوف البهدلة التي أتعرض لها كلما جئت الى السودان ك"متهم" بجريمة الاغتراب، يتعين عليه دفع "غرامة" محددة، فإنني وغيري من المغتربين نسعد بالأيام القليلة التي نقضيها في السودان، ثم نغادره وفي القلوب غصة الفراق، و"مغصة" الفلوس التي استولى عليها جهاز المغتربين! (اقترح أحدهم وضع لافتة في جهاز المغتربين ليلا عليها عبارة "هنا مقر حركة طالبان" حتى يلحق الجهاز بمصنع الشفاء).. وبما أنني كثير السفر فقد عانيت خلال السنوات القليلة الماضية من نظرات الريبة في المطارات: إرهابي.. تاجر رقيق.. من الجنجويد.. مستهبل يطلب اللجوء السياسي .. وقد نجحت الدبلوماسية السودانية في تحسين صورة البلاد في الخارج الى درجة كبيرة، ولكن الولايات المتحدة في عهد جورج دبليو بوش "ما عندها أمان"، حتى صار الناس يحنون الى ايام بيل كلينتون الذي كانت هوايته خمش وهبش النساء، بينما بوش يخمش الدول بالصواريخ والقنابل، وكمواطن شبه صالح فقد ظللت أرصد محاولات الزج باسم السودان في كل شيء مريب، ولاحظت أنه حتى الدول العربية التي تربطنا بها علاقات طيبة ترمي اللوم علينا لأشياء لا علاقة فعلية لنا بها، فكلما هبت رياح ترابية على الجزيرة العربية قالوا انها ناجمة عن "منخفض السودان".. وظهرت في نيويورك حمى غريبة حيرت الأطباء لبعض الوقت، ولكن سرعان ما قالوا إنها حمى غرب النيل، ومن الواضح ان التسمية لا تخلو من أوانطة: كيف تكون هناك حمى اسمها غرب النيل ولم يسمع بها من يسكنون غرب وشرق النيل؟ المسألة واضحة: يريدون ان يقولوا ان السودان أرسل بعوضا من نوع خاص ليقرص أهل نيويورك و"يقرضهم" تماما كما أرسل أسامة بن لادن محمد عطا ورفاقه لضرب برجين في تلك المدينة، ومنح بوش الأشتر ذريعة لنشر الديمقراطية "بالعافية"! وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي هناك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يعتبر كلام بشبوش المربوش مُنزلا من السماء، وهكذا طلعت علينا بريطانيا مؤخرا بفرية، فما ان اتضح ان مادة تضاف الى الشطة في الأكلات المعلبة سامة حتى أسماها "سودان ون" أي سودان رقم واحد، ولحسن حظنا لم تتسبب تلك الشطة في حالات وفاة ولكن ما الذي يمنع بلير من ان يكتشف سما اسمه سودان تو او سودان فايف؟
كل هذا أمره هين، ولكن هناك تهمة لن نستطيع الإفلات منها، وهي التسبب في الكارثة التي لحقت بولاية لويزيانا الأمريكية،.. ستقول: ما لنا نحن والإعصار كاترينا؟ هذا تساؤل غشيم من شخص لا يعرف كيف تفكر الحكومة الأمريكية، فمنذ الخمسينات وفي الخرطوم شارع يحمل اسم كاترينا، وهو الامتداد الجنوبي لشارع القصر وبالتحديد الجزء الذي يقع جنوب خط السكة الحديد وحتى حديقة القرشي.. كاترينا هذه يونانية وقد تحسب الأجيال الجديدة أنه تقرر تخليد ذكرها لأنها أكتشفت خلطة للزبالة بدون رائحة او أعادت اكتشاف البنسلين، ولكن واقع الأمر هو أنها كانت تملك خمارة (بار) في ذلك الشارع.. يعني ست عرقى ملون ومستورد! ما الذي يحمل أناسا متدينين بالفطرة لتسمية جزء من شارع يرمز الى سيادتهم (القصر الجمهوري) باسم ست عرقي يونانية، ما لم تكن في الحكاية "إنَّ"؟.. دعك من الحكومة الأمريكية التي تتعامل معنا بطريقة المديدة حرقتني (كانت هذه الطريقة تقوم على ان تحمل في يدك بعض التراب وتقول تلك العبارة البلهاء أمام شخص لتستدرجه للتشاجر معك بأن يقوم بضرب يدك حتى يتطاير التراب فتطير الشكلة).. في ذمتك ألا يبدو مريبا ان يتم تكريم كاترينا دون سائر ستات العرقي، ثم تقوم كاترينا هذه بتدمير ولاية بأكملها لتفضح أن حكومة بوش تعاني من عجز جنسي (لا تفهموني غلط فأنا أقصد أنها بدت عاجزة أمام الجنس الأسود الذي شكل غالبية سكان مدينة نيو أورليانز المنكوبة)؟!
ثم جاءت انفلونزا الطيور، ويقال انها في حال انتشارها وبائيا ستتسبب في مقتل 150مليون آدمي! لا تكن غرا ساذجا وتقول: ما لنا نحن وتلك الانفلونزا؟ فكر بهدوء بطريقة الأمريكان: ما هو شعار جمهورية السودان؟ عليك نور: صقر الجديان الذي يقال أنه نوع من الطيور.. أنا شخصيا اعتقد ان اكبر جريمة ارتكبها جعفر نميري في حق السودان هي أنه اختار ذلك الكائن العجيب شعارا لبلدنا، وقد شاء حظي العاثر ان أراه في حديقة الحيوان في السبعينات واستنتجت على الفور انه نتاج علاقة غير شريفة بين نعامة وزرافة، ولو رأيت هذا الصقر المزعوم فإنك ستستنتج أنه يسبب الإسهال والإمساك والبواسير والفشل الكلوي.. اختاره نميري لأن فيه ملامح الصقر الذي تستخدمه الكثير من الدول العربية شعارا واختار معه علما بلا شخصية نتج عن مزج علم الكويت بعلم فلسطين بعلم مصر، وكان نميري يحسب ان ذلك يكرس دوره كزعيم عربي وحدوي (مع أنه من عندنا.. دنقلاوي قح، وصلته بالعروبة مثل صلة جورج بوش باللغة الانجليزية... وكمدرس لغة انجليزية سابق فإنني ما كنت سأمنح بوش أكثر من 3 من 20 في أي امتحان إنشاء بسبب الأذى الجسيم الذي يلحقه بتلك اللغة)
والخلاصة هي ان الامريكان لن يعدموا ذريعة لحصارنا وحتى ضربنا طالما الكترابة التي حصلت في بلادهم مؤخرا تحمل اسم كاترينا، وطالما ان شعارنا طائر في زمن صارت فيه الطيور خطرا على البشرية، ويحاول بوش ان يقضي على الطيور وعلى رأسها الحمام رمز السلام، بحجة مكافحة الانفلونزا الوبائية، تماما كما يقوم بقتل الناس وتدمير المدن بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو كأن تغتصب فتاة بزعم أنك تفعل ذلك دفاعا عن عذريتها



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved