تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

جذور العنف ضد المراة: الثقافة و المجتمع و الدولة بقلم د. عوض محمد احمد جامعة بحر الغزال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
12/12/2005 6:48 ص

د. عوض محمد احمد
جامعة بحر الغزال

تتعرض المرآة منذ بدء الخليقة وفى كل مكان لصنوف من القهر ( الذي يمثل العنف مظهر واحد فقط من تمظهراتة ).. هذا القهر تعود جذورة إلى ثلاث أسباب تشكل ما يمكن تسميتة بمثلث القهر الأنثوي وهي:
1- الأفكار ذات الجذور الثقافية العميقة التي تمتهن المرأة وترى فيها كائنا من الدرجة الثانية (بعد الرجل ) وربما ساوتها مع حيوانات العائلة . هذه النظره للمرآة أحيانا تكون ذات بعد بيولوجي... اى أن دونية وضع المرأة تعود إلى مجرد كونها أنثي ( on the virtue of her sex ) وهذا ربما يفسر القهر الواقع على المرأة في بعض المجتمعات السودانية التي تقوم فيها المرأة بإعالة وكسب عيش الأسرة كما في بعض مناطق غرب السودان. إن العنف ضد المرأة هو محصلة نهائية لتفاعل عوامل عديدة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع (Society)والجماعة(Community). على مستوى الفرد فان تلك العوامل تشمل التعرض للعنف في الطفولة أو مشاهدة ممارسته على نطاق الأسرة، كما تشمل أيضا غياب أو إهمال الإباء لدورهم في التنشئة أو إدمانهم للمخدرات أو الكحول. على مستوى الأسرة تمثل الخلافات الزوجية والهيمنة التامة للزوج على شئون الأسرة المالية وغيرها محددات قوية لظهور العنف. وعلى مستوى المجتمع والجماعة فان عوامل ظهور العنف تشمل الفقر، والعطالة والعزل الاجتماعي على الأسرة أو المرأة، وربط مفهوم الذكورة أو الرجولة بقوامة الزوج أو سيطرته على المرأة، وقبول العنف (أو التأديب بمفهوم المجتمع) كوسيلة لعلاج الخلافات وبالذات العنف ضد الزوجات. إن العنف ضد المرأة قد ينشأ من الأعراف الاجتماعية لكل من دور الرجل ودور المرأة في المجتمع(gender norms) فالرجل هو سيد الأسرة (وبالتالي المرأة) لأنه ينفق عليها مادياً. أما المرأة فمسئولة عن إعداد المنزل ورعاية الأطفال وإظهار الطاعة التامة للزوج في صورة أشبه بالرق أو السخرة. وبالتالي فان اى تقصير من قبل المرأة أو اى تمرد لتحدى(حقوق) الزوج المزعومة فانه يقابل تلقائياً بالعنف المقبول اجتماعياً وربما وجد له بعض ضيقي الأفق من رجال الدين تخريجاً فقهياً بالفهم المتعسف لبعض النصوص الدينية مثل ( النساء ناقصات عقل و دين).

2- العامل الديني: حيث يتبنى ويتأثر الفقهاء وشراح العقائد الدينية في كل الأديان بدون اى استثناء بمفاهيم مجتمعاتهم ( بحكم خلفياتهم الثقافية أو من باب النفاق) السلبية نحو المراة ويلبسونها ثوب القداسة الدينية بما يؤدى إلى ديمومة القهر ضد النساء , حيث أن الأديان , هي في النهاية مؤسسات ثقافية صماء تقوم على مفهومي الطاعة المطلقة وصمدية إحكامها في كل الأزمنة والأمكنة. أن نصيب المرأة من الأديان ( بحكم فهم متفقهة الذكور ) بخس للغاية فهي كائن جنسي ومصدر للغواية ولذا وجب حبسها في البيوت وان اضطرت إلى الخروج فهي ملفوفة في كمية مهولة من الأغطية والألبسة السوداء. ( يخيل لي إن بعض المتفقهة الأوائل يعانون من بعض الانحرافات النفسية – الجنسية من حيث هوسهم الجنسي بكل ما يخص المراة مثل رؤيتهم لبعض الأشياء التي عادة لا تكون مثيراً جنسيا لدى الأسوياء مثل الشعر والصوت والإقدام ) كما لا تقبل شهادتها كاملة حتى لوكانت عضو بمحكمة عليا, وهى تحت ولاية أبيها وأخيها ثم زوجها وأبنائها بعد ذلك، بل و في بعض الأحيان تكون تحت وصاية المجتمع بأسرة.
3- الدولة: الدولة تقهر النساء من خلال السيطرة الذكورية على دولاب اجراءتها الدستورية والإدارية. فيقننون الإجراءات التي تحرم المرأة من كثير من حقوقها. وحتى إذا وجد بعض رجال الدولة المستنيرون فسرعان ما يكتشفون أن مسايرة ومنافقة الأفكار المجتمعية المناهضة للمرأة يكون مصدراً للشعبية
و( الشرعية الزائفة ). فتصدر القوانين باستمرار لملاحقة المرأة وفرض القيود على توظيفها وأزيائها وسفرها ......... الخ فجامعة الخرطوم (قلعة الحداثة العتيدة والأولى تاريخيا في بلادنا) يقوم في بواباتها مجموعات من الحرس شبه ألاميين من بعض مهامهم الحكم بمدى تحشم أزياء طالبات الجامعة, كما عمدت بعض الكليات ( خارج نطاق الجامعة الإسلامية والقران الكريم ) إلى تبنى قبولين للطلاب وللطالبات..... الخ
ختاما في بعض الأحيان تسهم النساء أنفسهن في دعم وديمومة مؤسسة القهر المجتمعي ضدهن من خلال ما يتوهمنة "مهادنة تكتيكية لقوى الظلام المعادية كليا للمراة" و هنا يرصد المرء المواقف الأخيرة الغامضة و غير المفهومة لرائدة تحرير المراة السودانية السيدة فاطمة احمد إبراهيم. وارجوا أن ينتبه لهذا الآمر أنصار قضايا المرأة ومنظماتهن, وسأتناول هذا الأمر في نقاش أخر.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved