تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مواصلة : قبيلة النعام ترد علي الاستاذ/الطيب مصطفي بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/12/2005 5:41 ص

مواصلة : قبيلة النعام ترد علي الاستاذ/الطيب مصطفي

لم يثبت علماء الحيوان بالبرهان والدليل نظرية أن النعامة تغمس رأسها في الرمال من أجل تنحية نفسها من الخطر ، فلنترك نظريات عالم الحيوان ونعود قليلا الي لغة الادب لعلنا نجد فيها ما يسد رمق ضالتنا المنشودة والتائهة من أجل الوصول للمعرفة والعلم ، فشعراء العرب قالوا عن النعامة :
أسد علي وفي الحروب نعامة .. فتخاء تفر من صفير الصافر
وبذلك نستنتج بأن النعامة تفر من الخطر المحدق وتطلق ساقيها للريح ولا تنتظره اطلاقا ، ولو كانت طيور النعام تنتظر عدوها بهذا الشكل لأنقرضت من الوجود ، ولأصبحت طيرا نادرا مثل صقر الجديان شعار جمهورية السودان والذي لا يتواجد الان الا في أرض الجنوب ، وهذا المقال ذو صلة بالمقال السابق والذي سميته ( الطيب مصطفي وحديث النعامات ) ، وكما أسلفت سابقا أن الرد علي الاستاذ/الطيب مصطفي أشبه بالعامل الذي يجمع أكياس القمامة ، فعلينا أن نعتاد علي الرائحة النتنة ونحن نمحص في كومة الاوساخ التي أطلق عليها أستاذنا الطيب تجاوزا سلسلة المقالات ، فهو قد جعل نفسه ( عرافا) ومطلعا علي الغيب وهو يحلل مآلات السياسة السودانية ، فيشخص الداء ويصف الحلول والدواء ، وقد لاحظت في مقاله الاخير بأنه يمارس لغة جلد الخصوم ، ولم تقتصر سهامه علي رموز الحركة الشعبية ولكنه تطاول حتي علي أبناء الشمال أنفسهم عندما شبههم بالنعام ، فوصف أستاذنا الكبير محجوب محمد صالح بأنه مصاب ( بفتنة الاثم ) ، وأطلق علي مؤيدي الحركة الشعبية بأبناء جون ، وتهكم حتي علي مجموعة المؤتمر الوطني الشريك المستفيد أولا واخيرا من اتفاقية نيفاشا ، فكل الذين نالهم الشيخ/الطيب مصطفي بسهامه السامة هم من المفكرين وأصحاب الرأي وكتاب الصحافة ، وهم بالتأكيد قادرون علي الرد عليه ولكن ربما مشاغل المرحلة الحساسة التي يمر بها السودان أخذت من وقتهم الكثير ، والوقت الان أثمن من أن يهدر علي أمثال الاستاذ/الطيب مصطفي ، فخلال خمسة عشر عاما من حكم الانقاذ أستطاع عن طريق أجهزة الدولة الاعلامية أن يقول كل ما لديه ، ولم يتبقي له الان سوي البكاء علي الاطلال ووصف سحل الجنوبيين والقائهم في نهر النيل وهم أحياء يوم الثلاثاء الذي تلي رحيل قرنق بأنه يوم مهم وتاريخي ، وأشبه بانتصار العرب علي الفرس في موقعة ( ذي قار ) ، كهذا يري الاستاذ/الطيب مصطفي حركة التاريخ ، فهي اما هازم أو مهزوم ، وأحيانا اما قاتلا أو مقتول ، فهو قد بني لغطه علي الاضداد ولم يعطي نفسه مساحة للمناورة أو احتمال الخصم لمعرفة ماذا يريد ، والسؤال المهم هل تعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان هي مطية لتحقيق أحلام الغازي الامريكي والصهيوني في السودان ؟؟ وهل هي بالفعل ضد الاسلام والعروبة ؟؟ وهل هي مخترقة من قبل الشيوعيين ؟؟ وهذه هي النقاط التي تستحق الرد والتفنيد ، وليس السبب لأن الطيب مصطفي أثار هذه النقاط ولكن الغرض الاساسي هو تمليك الحقيقة ورصد تاريخ الحركة الشعبية والذي لا يكتبه الان سوي خصومها بعد رحيل الشهيد الدكتور /جون قرنق .
عندما تاسست الحركة الشعبية عام 1983 وجدت مساندة قوية من الجماهيرية العربية الليبية ومن اليمن الجنوبي أيام علي ناصر محمد ، وشمل هذا الدعم التدريب وتوفير السلاح والدعاية الاعلامية ، فالقذافي كان يعتبر جون قرنق بأنه قائد تحرر ومؤسس لثورة شعبية قامت من أجل الانتصار لحقوق أهل الهامش ، وقتها كانت حكومة الخرطوم التي يسيطر عليها أبناء الشمال متحالفة مع الولايات المتحدة ، وغارقة الي اذنيها في مستنقع تهريب يهود الفلاشا الي اسرائيل ، فالرئيس النميري الذي كرم قبل أيام علي اساس انه خدم القرآن الكريم في السودان كان هو الذي لعب دور ( العراب ) في صفقة المقايضة ، وبذلك نكون قد أتفقنا بأن الحركة الشعبية في بداياتها تلقت الدعم من دول عربية ذات توجه قومي عربي مثل ليبيا واليمن الجنوبي ، وكي لا ننسي ، ان العقيد القذافي في أول زياره له بعد قيام حكم الانقاذ أعترف بدعمه للحركة الشعبية من خلال مخاطبة جماهيرية أعدت له في الساحة الخضراء ، ووقتها تم تغيير أسم سجن كوبر الي أسم سجن عمر المختار كنوع من تدشين العلاقات بين البلدين ، والخلاصة الثانية أن أبناء الشمال الذي حكموا البلاد في تلك الحقبة كانوا أول من تهافت علي اسرائيل وعقد معها الصفقات ، واذا سلمنا جدلا بأن النميري فعل ذلك من غير الرجوع لقواعد الشعب.. فلماذا يكرم الان ؟؟ ولماذا تم تعيين الفاتح عروة مندوبا للسودان في الامم المتحدة ؟؟ وهو لم ينكر اطلاقا تعامله مع اسرائيل من خلال عمليتي موسي وبئر السبع والتي نقل من خلالها عشرين ألفا من يهود الفلاشا الي اسرائيل ، وبذلك يرفع الحرج علي الحركة الشعبية اذا تعاملت مع الولايات المتحدة أو اسرائيل ، وذلك مع علمي التام أن هذا النوع من التعامل لم يحدث ، وان حدث فلن تتردد الحركة الشعبية من الاعتراف به وخاصة اذا أستنت نخب الشمال الحاكمة مثل هذا النوع من التعامل المحظور .
بعد قيام الانقاذ ووصول مجموعة الترابي الي الحكم قامت دولة مصر بتوفير الدعم السياسي والاعلامي للحركة الشعبية ، وتم فتح المكاتب وأصبح بالامكان قبول الطلاب الجنوبيين للدراسة في الجامعات المصرية ، وبعد حرب الخليج وتأييد النظام الضمني لاحتلال الكويت من قبل صدام حسين نشأ نوع جديد من الهلع وحمي الارتياب سرت بين رموز النظام وهم يتوقعون عاقبة جرمهم الشنيع عندما أيدوا صدام حسين في غزوه لهذا البلد الامن والذي كان له ايادي بيضاء علي أهل السودان ، فأتهم النظام علنا دولا أسلامية مثل السعودية والامارات وأعتبر دولة معادية للاسلام لأنها حسب زعمه قامت بمد الحركة الشعبية بالسلاح ، وعرض برنامج ( ساحات الفداء ) حلقة عن ذلك وتم بث صور لشحنات من السلاح زعم أنه عثر عليها في منطقة جبال النوبة وعليها شعار العربية السعودية ( سيفين ونخلة ) ، وتم تناول هذه الواقعة في منابر المساجد وقامت الدنيا ولم تقعد ، وعلي ما أعتقد أن هذه الواقعة كانت مفبركة من قبل الاعلام الرسمي والذي كان يشغل فيه الطيب مصطفي ركنا مهما أنذاك ، فمن المستحيل أن تقدم العربية السعودية علي هذه الخطوة وترسل شحنات سلاح الي الحركة وعليها شعار المملكة ،وخلال النزاع الافغاني لم تقم العربية السعودية بمثل هذه الخطوة علي الرغم أنها كانت تجد التوافق من الولايات المتحدة ، واذا قبلنا برواية اعلام النظام بخصوص السعودية وغيرها من سيل الاتهامات التي ساقها بحق كل من تونس والجزائر متهما اياها بدعم الحركة الشعبية – فتكون عندها الحركة الشعبية هي نتاج زرعه الصانع العربي ورعاه بيديه الي أن اشتد عوده وذلك بسبب تصاعد الخلافات بين هذه الدول و النظام أنذاك . وهنا لا أري أثرا لأمريكا أو اسرائيل ، ونكون بذلك قد نفينا تهمة أن الحركة الشعبية تعادي العروبة – اللهم الا اذا كان عرب السودان من غير طينة عرب ليبيا ومصر واليمن والسعودية والامارات والجزائر وتونس .

ولنا عودة

سارة عيسي

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved