تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دارفـــــــور الملحمة ....... ووهـــــــم الشرذمة (1) بقلم عبدالباقى احمد سليمان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
1/12/2005 2:26 ص


[email protected]

دارفـــــــور الملحمة ....... ووهـــــــم الشرذمة (1)


من منا لم يتابع ما حدث وما يحدث من قتل وسلب ودمار وويلات حرب لم يشهد التاريخ لها مثيلا , في دولة من الدول , أو إقليماً من الأقاليم في فترة وجيزة نسبياً بمثل ما شهده التاريخ الحديث من أحداث في إقليم دارفور.
نحن نتابع عن كثب ونراقب كل ما يحدث بالإقليم , وما يدور حول فلكه من أحداث دامية وتدمير لإنسانه ذلك الإنسان البسيط المتواضع المغلوب على أمره.
منذ انزلاق النخبة السياسية الشمالية الصفوية في منحدر الظلم والخيانة عقب خروج المستعمر الأجنبي. كان التدهور السياسي متدرجاً تدرجاً متوالياً نحو ذلك المستنقع المليء بالظلم والقهر والتهميش والعسف؛ نحو إنسان الهامش عموماً وكان لإنسان دارفور نصيب الأسد من ذلك التهميش والظلم؛ ولم تكن هنالك مقاومة تذكر من أهل دارفور؛ فتارةً تتسم مقاومتهم بالسماحة؛ وتارة أخرى بالمطالب؛ وتارة بتكوين الأجسام الاجتماعية المسالمة؛ واستمر الحال كذلك إلى أن بدات الخلافات بين المركز وسكان الإقليم أكثر وضوحا؛ وأضحت هناك معارك سياسية دائمة؛ وفى كل حقبة تاريخية جديدة وكل حكومة شمالية جديدة يزداد الظلم ويزداد الاستهتار بالإقليم أكثر إلى أن وصلت آخر عصابة تقود البلاد تؤدي بسياساتها الرعناء إلي عمق الهاوية . عندما بلغ السيل الزبى وبلغت الأرواح الحناجر.
بكل حزن واسي اندلعت الحرب المدمرة. ولم يردع ذلك الصوت المدوي للمأساء تلك الطبقة المستهترة ذات العقول الاستعمارية عن العدول عن غيهم ؛ بل اذدات هوة الخلاف والحقد المؤصل في عقولهم واستمروا يمارسون اللعبة الخبيثة مرة أخري. فكالوا الدسائس والعنصرية والفتن والنعرات القبلية. تشرذما وفرقا أثنية وأعراقا وما إلي ذلك؛ وهي على الجانب الأخر تعد العدة لهجوم عسكري شامل على الإقليم وذلك بعد إنهاك وخوار قوة؛ وتقتيل سكان الإقليم بعضهم البعض , وبعد ذلك تجد الحكومة ثواراً منهكين ومتعبين لقمة سائقه تحت أحذية عسكرها القتلة المأجورين ولكن هيهات... هيهات أن يصمت إقليماً صوته ويده واصلتا إلي الكعبة .
تفتح هذه الأيام حكومة الخرطوم الاثنية العرقية نبرات العداء على جارتها تشاد بحجة دعم الأخيرة للثوار عن طريق حدودها المشتركة مع السودان وتعلم جيدا إن جارتها تقوم بدور شرطي المنطقة واستخباراتها لصالح نظام الخرطوم وتلك الاتهامات ما هي إلا احدي السيناريوهات التي تقدمها حكومة الخرطوم على مسرح الأحداث وذلك لتطويق تلك المنطقة عسكريا كموقع استراتيجي عسكري .
في حقيقة الأمر لا توجد جديه حقيقية من نظام الخرطوم لإبرام سلامٍ يساوي بين جميع سكان السودان فنظرة الأمس هي نظرة اليوم للدار فوري وسكان الهامش؛ ولا يستطيع نظام الخرطوم والجلابة ولا رغبة لهم في التنازل الطوعي عن مكاسب ظلت منذ فجر الاستقلال الأول حقا لهم. بحكم نسبهم الشريف؛ ونقاوة جنسهم؛ ومدنيتهم العريقة؛ فيعتبر الجلابة الحكم حقا أصيلا لهم ؛ فلا تليق القيادة لإنسان شبة حجري آتٍ من الصحراء راكبا بعيره أو دابته حاملا مخلاة وسعن ماء؛ يتغذى على الأشجار والنبات الذي تجود به الأرض بفضل الله والسماء , ذلك الإنسان الذي يرعي الماشية ويشرب الحليب من ضرع أغنامه. لا تليق بة القيادة ليضاهي ذلك المدني الذي اتي من الشمال ولسان حالة يقول اشربوا من الرهد (لأنة يعلم أنة لا بحر ولا نهر )
عندما انطلقت صافرة الحرب قاد الثوار القتال. تحرك معظم أهل دارفور بعد نفاذ صبرهم . تحركوا رجالا وركبانا يحملون في دواخلهم ثورة الكرامة والعزة والعدالة؛ فترجموها حية جلية ؛الاعمي حاملا المقعد ؛تحركوا دون إذن من أحد؛ وهبوا هبة رجل واحد دون التفات إلي قبيلة أو عرق أو لون أو نسب؛ وكان شعارهم النصر والوحدة وتحطيم آلية الظلم والفساد والصفووية والدكتاتورية الجماعية التي تقودها تلك العصابات في نظام الخرطوم والتي تستأثر بالسلطة والثروة والتي تفرض وصايتها عليهم , هبوا جميعا في الصحاري والبوادي والوديان والمدن. وضحوا بكل ما يملكون , فمنهم من حمل السلاح للقتال مباشرة ومنهم من دفع المال ومنهم من ساهم في تزويد المقاتلين بالغذاء ومنهم من ساهم بالكلمة ومنهم من ساهم بالرأي؛ لان الهدف هو دارفور وسكان الهامش ؛ ليبقى السودان سليماً معافىً .فالثورة موجودة في داخل كل دارفوري ,و كل إنسان في دارفور يلتمس الظلم والتهميش ؛ على المستويين القيادي والشعبي ؛ فلا يعني ذلك إن من يحمل السلاح فقط هو صاحب القضية. فلو لا دعم أبناء دارفور في الداخل والخارج ودول المهجر وتضافر جهودهم لما أصبحت هناك قضية هزت الكرة الأرضية وهزت عرش الخرطوم. فنظام الخرطوم لا يتورع في إن يستعمل أي سلاح كان بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل لو امتلكها , فهو يقتل الأبرياء والعزل والنساء ويحرق الحرث والقرى ويبيد النسل. فما انفك أبناء دارفور خارج الميدان يديرون الصراع بطرق حضارية مختلفة ؛ فطرقوا أبواب المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والمنظمات الخيرية والحكومات وحركوا كل محركات البحث التي توفرت لديهم ودفعوا وقتا غاليا من وقتهم وتحصيلهم والتأم الوئام الصادق ووحدة الهدف وئام الأخ لاخية بين أبناء الإقليم الواحد الذي تشرد أهله في الأصقاع النائية والدول الشقيقة والعراء يعانون زمهرير البرد القارص وشمس الهجير المحرقة والتحفوا الأرض وكان غطائهم السماء دون مأوى يأويهم أو قوتا يقتاتونه إلا ما جادت لهم بة المنظمات الإنسانية فقاتل هولاء الشباب بفكرهم وعلمهم وتنظيمهم . قاتلوا بشراسة وشجاعة وجسارة منقطعة النظير والحق يقال إن جزء كبير من الفضل يرجع إليهم في إظهار الحقيقة للراى العام والعالمي . ..............وللحديث بقيـــــــــــة

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved