بقلم د. محمــد شــريف لندن [email protected]

في هذه الايام العصيبة من تاريخ السودان وشعبه المغلوب علي امره يتعجب المرء لما آلت اليه اوضاع الحكومة والمعارضة.. لقد نيهنا منذ العام 1997 بان تشرزم المعارضة ومحاولة الحكومة علي تعزيز هذا التشرزم سوف يؤدي في نهاية الامر الي نهاية المعارضة واستحواذ الحكومة بالملعب ولكنهم لم يتبينوا النصح, بعد ثمان سنوات عجاف وفي ضحي عام 2005 و قد جعلوا الخرطوم عاصمة السخافة العربية نورد الحقائق الآتية:

1ـ رفض التجمع انضمام حركة (حق) للتجمع وهم معارضون اكثر شراسة من معارضة المير الغني الانتهازية
2ـ رفض التجمع انضام مؤتمر البجا ـ المركزالعام ـ عام 1998 ولكن هذا امر تجاوزناه لاحقا بالتئام واحتواء الخلاف وتكوين مؤتمر البجا بالداخل ومن ثم تكوين جبهة الشرق العملاقة.
3 ـ لقد ادار المير الغني التجمع كما يدير دائرة الختمية وكمثال صارخ في احدي المرات رفض ارسال تذاكر سفر المناضلة فاطمة احمد ابراهيم ليمنعها من الحضور لاحد الاجتماعات الهامة. فلم يكن هناك بد سوي ان تجمع لها التبرعات لتسافر كممثلة للمرأة السودانية.
من لديه ادني شك ان يسألها عن هذه الحادثة.
نعم مولانا محمد عثمان المير الغني يحاول رشوة البجا باختيار بعض ابنائه في مناصب هامشية ويباهي انه سوف يعمل قناة فضائية من مصر! لماذا لا يعمل قناته هذه او حتي جريدة في كسلا او بورتسودان؟؟

لقد فات علي مولانا الكثير وعليه ان يعود للسودان لعمل مشروعاته . ولكننا نتساءل هنا: هل هذه المشاريع تشمل شرق السودان؟؟ يعود هو وقد كثر ماله بكل ما جمعه من الدول والمنظمات المتعاطفة مع الشعب السوداني بدعوي دعم المعارضة والتي دق اخيرا اسفينا ومسمارا في نعشها.
لقد نبهنا الي هذا الامر مرارا وتكرارا فالذي لا يستطيع ان يوحد حزبه لا يمكنه ان يوحد جسما كالتجمع بكل ما فيه من احزاب لها عقائدها ورؤياها ومبادؤها , احزاب عرفت بالشجاعة والاستقامة والثبات وعلي راسها الحزب الشيوعي. وأقول للذين لايعرفون ميولي السياسية بانني كنت اكثر الناس عداوة للحزب الشيوعي من ناحية الفكر طالبا ونقابيا وفاعلا في العمل السياسي. ولكن يجب ان ياخذ كل ذي حق حقه.

سوف يحفظ التاريخ للحزب الشيوعي نضاله ونزاهته بصرف النظر عن الاختلافات الموجودة بيننا.

ما تبقي من التجمع هو جبهة الشرق وحركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة وربما الحزب الشيوعي لو انسلخ من هذا الكيان الميت وكذلك حركة حق لو ارادوا الانضمام لهذه الحركات والجبهات. لقدفعلت جبهة الشرق خيرا عندما انسحبت من هذا التفرق اللاديموقراطي اللاوطني قبل اكثر من عام وكذلك فعل المناضل مبروك مبارك خيرا عندما انسلخ من عباءة مولانا المير الغني وانضم باسوده الحرة الي جبهة الشرق معا مع مؤتمر البجا. ولقد فعل الحزب الشيوعي وممثل النقابات الصديق هاشم خيرا عندما كشفوا التزوير الذي قلم به المير الغني. رحم الله عمنا المناضل محمد عبد الجواد والذي مات كمدا عندما غدر به المير الغني.

انا شريف هاشمي من ناحية وبجاوي من ناحية اخري ولدي ما يثبت ذلك ولكنني لم استغل الشروفية الهاشمية لمكسب شخصي او استغلال شعب البجا او اي شعب اخر للاغراض الشخصية.
بل ربطت مصيري بهؤلاء الناس الطيبين ولن ارضي ان يستغلوا كالنعام...يا مولاي.

هنيئا لك فضائياتك ومشاريع الاقتصاد والتي دفع رصيدها الاساسي اهلي البجا والشايقية. فلماذا لا ترد بعض الدين الان وهم الذين بنيتم من عطاياهم ـ رغم فقرهم ـ القباب والاضرحة وتركتموهم فريسة ليقضي عليهم ثالوث الفقر والمرض والجهل.