السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بين الضفة والساحل الفصل الحادي عشر- حكاية ماديبا- مقدما.. بقلم بقادى الحاج احمد - جدة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/7/2005 5:31 ص


بين الضفة والساحل الفصل الحادي عشر- حكاية ماديبا- مقدما..
الي روح المناضل/ د. جون قرنق بقلم:
بقادى الحاج احمد - جدة

يكتب الراوى رسالة من ديار الغربة الي صديقه في السودان عن نلسون مانديلا.

الفصل الحادى عشر
حكاية ماديبا

التاريخ --

الأخ/ علي حسين النور

السلام عليك ورحمة الله،

أهديك هذا النص الذي كتبته..

حكاية "ماديبا"(1) تحكي عن رجل ولد ليكون أسطورة المناضلين من اجل الحرية.
"ماديبا" الاسم المحبب لدى شعبه . . كان " ماديبا"يرعي الماعز في القرية
الوا دعة "مفتيزو" عند اقليم "ترانسكاي" .
كانت القرية ترقد في بساط رحب بين السهول والغابات . هطلت عليها الامطارالغزيرة
مرارا وتكرار خريف بعد خريف .. تمتزج المياه بالتربة .. بالطين فتأخذ منهما
اللون والطعم..
هي والطبيعة صنوان وكطفلين كانا يلعبان في ضوء القمر.
ذات يوم هبت عليها رياح عاتية، لـم تكن تلك التي تعرفها من قبل ، ولا ما تحدث
عنه الطبول ..عند شق الطريق السريع أخذها في رجليه ..
*
أفريقيا،تزداد فيك الشمس وهجا وإشراقا،ويتدفق ماء المطر،بنفس لون ذاك
الأسمر،وتلبس الأرض الأخضر، وعلي الشجر، ينبت النوار،ويتدلي الثمر.
*
ذهب "ماديبا" إلى المدينة التي اتخذت من الذهب بعض زينته واسما لها
"جوهانسبرج" ، ذهب للدراسة ، والعمل.. استقبلته أطرافها التي امتلأت بأمثاله
في مساكن ضيقة - هناك في "سويتو" - "الجحيم الأسود".
كان المواطنون يجتمعون بالنهار في العمل ويفرق بينهم الليل ليس في المساكن
والمضاجع بل في الطرقات وفي النوادي... وأيضا تفرق بينهم الحقوق في حق؛
التـنقل والتملك والتصويت !
لوترك "ماديبا" لعاش حياته مثل الآخرين؛ يعتـني بأسرته وينمى أعماله ويبحث عن
مستقبله، لو ترك لما عاش السنين تحت الأرض يعاني.. ويعاني، ولانه أيضا لم
يستطع ان يرى قومه يحملون الأثقال من الذل والاستعباد ويتركهم. من هنا بدأ عشق
الوطن.. بداخله ..يكبر ويكبر.
" لقد كرست حياتي للنضال من اجل شعب أفريقيا، لقد حاربت ضد تميز البيض العنصري
وضد تميز السود العنصري. لقد آمنت بفكرة المجتمع الحر الديمقراطي الذي يعيش فيه
الجميع في تآلف وتناغم وفرص متساوية. لقد وهبت نفسي لتحقيق هذه المثل وسوف
أموت من أجلها إن اقتضى الامر ذلك."(2)
*
أفريقيا، تمضين إلى الأمام كل يوم،مثقلة أنت بالمعادن بالزيت والمدائن،مكبلة
بالسلاسل،محفوفة بحبنا إليك، وخوفنا عليك..اجسادنا تباعد بينك وبين أفواه
البنادق.
*
عرفت البلاد والشوارع والكثير من المعالـم باسم محرريها أو مكتشفيها أولئك
الذين تركوا بصماتهم عليها وذهبوا، لكن لم يعرف سجن باسم أحد من مساجينه كما
عرف "مديبا" وسجن "جزيرة روبن"، اشتهر السجن باسم أحد الذين حبست القضبان عنهم
الحرية . صار السجن معروفا و مزارا بفضل القادم إليه من قرية "مفتيزو" عند
"ترانسكاي".
كان يعلم من بداخل السجن في مغارة صغيرة تسمى"جامعة جزيرة روبن" ومن هم خارجه:
معاني الحرية وكيف أن الطريق إليها طويل و شاق ومحفوف بالمصاعب.
كان الغناء الحزين من اجل الحرية - انيسهم في ليل السجن الطويل..
" ليس هناك طريق ممهد مطلقا يقود الي الحرية،علي الكثيرين منا ان يمروا خلال
وأدى محفوف بالمخاطر والموت قبل ان نبلغ القمة التي تحقق رغباتنا." (3)
بدأت قامة "ماديبا" تسمو وتطول من عند الجزيرة النائيه كمنارة للحرية والنضال
تطل علي أفريقيا من جنوبها وعلي العالـم بأثره من بين المحيطين ، اخذ الضو
يكبر .. ويكبر ..وضع السجانون أيديهم فوق عيونهم ليقوها الضوء الباهر .. عندها
برز "ماديبا" كالطود الراسخ وكالهضبة الشماء، بعد عشرين وسبعه عام قضاها في
الطريق الشاق الي الحرية.كثيرون هم الذين قضوا السنين الطويلة في السجن من اجل
الحرية،ألا أن "ماديبا" هو الأكثر وسامة بينهم . خرج للحرية ليقول لشعبه:
"لقد اظهرتم الصبر العظيم والتصميم الأعظم، حتى تستعيدوا هذه البلاد، ان في
إمكاننا أن نصرخ بأعلى صوتنا: نحن أحرار، أخيرا نحن احرار، إنني انحني في تواضع
أمام شجاعتكم، وبقلب مليء بالحب لكم ان هذا ليس زمن الانتقام ولكنه زمن مداواة
الجراح من اجل بناء جنوب أفريقيا الجديدة، لنا وللعالم."
*
"ماديبا" تخلي عن السلطة وهي مقبلة عليه ، وأن تخلي عنها قبله كثيرون"ماديبا"
كان فارع الطول بينهم شامخا شموخ الجبل الراسي. قالها من اعلي القيمة؛ ترك
السلطة والحكم للجيل الذي يليه ليرتقي هو الي مستوى أعلي.. إلى مستوى الرمز
والروح الكبرى كما يطلق عليها أهله. من اجل ذلك كانت الأسطورة..ذهب "ماديبا"
إلى حيث بدأ طريق الحرية .. ذهب إلى الريف حيث الرعي والصيد..
*
- تعلمنا تجارب التغيير أن الأمم التي لا تعالج أحزان الماضي، تقع فريسة هذا
الماضي الذي يطاردها لأجيال.
- الرغبة في بناء أمة متصالحة مع نفسها هو الدافع الأساسي.
- الطريق إلى المصالحة يمس كل مظهر وجانب من جوانبنا.
- مثلما أمكن أن نغيير خطوط الانقسام الممتدة منذ قرون لكي نؤسس الديمقراطية،
فإننا نحن الجنوب أفريقيين بحاجة إلى التكاتف للعمل معا في سبيل تذليل هذه
الانقسامات نفسها واقتلاع آثارها.
- أن المصالحة عنصر مركزي في تلك الرؤية المستقبلية التي ألهمت ملايين الرجال
والنساء ودفعتهم للتضحية بكل ما يمكن حتى حيواتهم نفسها في سبيل مكافحة الفصل
العنصري.
- ينبقي علي الجنوب أفريقيين أن يتذكروا الماضي الفظيع كيما نستطيع معالجته،
بان نمنح الغفران حينما تكون المغفرة مطلوبة وضرورية."(4)
*
أفريقيا،نحو القمة اليوم تعدو،وسط الأدغال والحقول،ومثلما تنداح المياه،يتردد
صوت موسيقي الحياة،تغريد..صيحات..رزم...هدير..

أفريقيا، نحو القمة اليوم تعدو،وسط الأدغال والحقول،ومثلما تنداح المياه،يردد
صوت موسيقي الحياة... الوابور... الطبول... الأطفال... الطيور..

أفريقيا،نحو القمة اليوم تعدو،وسط الأدغال والحقول.
مع تحياتي،،،

اخوك: صالح حامدين


هامش:
(1) ماديبا: اسم نلسون ماندلا القبلى.
(2) كتاب: نلسون مانديلا “NO EASY WALK TO FREEDOM”.
(3) كلمة لنهرو أخذ منها مانديلا أسم كتابه:” LONG WALK TO FREEDOM”
(4) "من كلمة وداع بعنوان: دعوة للغفران.. لا النسيان ألقاها نلسون مانديلا
رئيس جنوب أفريقيا وهو يغادر الرئاسة- طائعا مختارا."


[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved