السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رجل أذهل العالم حرباً وسلما وموتاً بقلم/ حنان باشري

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/4/2005 11:23 ص


هل غارت سلسلة جبال الأماتونج وجبل إيري تحديداً أن يكون إنساناً أكثر رسوخاً منها في مبادئه حين الحرب, وأطول هامةً وشموخاً في تنفيذ السلام فتسببت في موته, لقد رحل الرجل الرمز وتبقى مبادئه التي رسمها للسلام في الشعب السوداني كبقاء جبال الأماتونج تناطح السحاب شموخاً في القمم , ورسوخ مبادئ جون علواً في الهمم, سيكون دستور السلام الذي وقعه راسخٌ كأوتاد الأرض فينا, إذاً لم يمت الرجل طالما فكره باقٍ فينا! وأهدافه التي رسمها حيز التنفيذ, لم يمت الرجل!طالما ترك أُناس قادرون على المضي في طريقه بعزم لم يمت الرجل!
قد قاد حركة إصلاح وتصحيح بالقوة فكان فذاً كما شهد له الأستاذ/ عثمان علي محمد طه , ورفض السلام حينما كان ينادي به آخرون من الجنوب والشمال لأنه كان ناقصاً ولم يشمل كل السودان , ورفض تقسيم السودان وضرب مثلاً رجلاً أن نقطع رجليه ونأمره بالسير , لكن حينما جلس الرجل للسلام كان أسطورة , استغرقت مفاوضات السلام وقتاً طويلاً ليرضي جميع الأطراف والأحزاب , لكن تنفيذه على أرض الواقع استغرق من جون 21 يوماً كأنه بين حياته وموته رسالة وقد أنجزها حرباً وسلماً .
كان عسكرياً يضع الخطط ويحارب ويفاوض ويدرِّب , تارة يعيش في الغابة وتارة في بلاد الله البعيدة وفي نفس الوقت يدرس الزراعة تحديداً ويحضر الدكتوراه في قناة جُنقلي وتأثيرها على السدود , وبنظرة فاحصة لنوع دراسته ولمشروع نيله الشهادة نجده رغم خوضه الحرب و النظرة إليه أنه رجلٌ دمويٌّ إلا أن المستقبل والتنمية آخذ كل تفكيره والسلم غالب على الحرب عنده بنوع دراسته التي ترتبط بالأرض وبالنيل شريان الحياة , فيا لبعد نظرته وصدق حدسه الذي يتلمس به طريقه بمنتهى الشفافية فكان فرداً يحمل هم أمة فلا عجب أن أحبته الأمة , سوف لن يجلسوا يلطموا الخدود بعدك لكن كما سألك يوماً مذيع في لقاء معك في مَشاكُس كيف وصلت العسكرية ؟ هل بتوجيه أم ورثتها ؟ فأجبت بطريقتك المعهودة ساخراً جاداً: "ما عشته من ظروفٍ وأحداثٍ خلقت فيني تلك الروح القيادية" فيا من تعلمت من مرارة الحياة حلوها , وتلمست طريقك بقول الحق حتى أوصلت من ائـتمنوك إلى بر الأمان , سيسيرون على نهجك لن يلتفتوا حتى لا تتعطل مسيرتهم , فكل فارغ يصدر صوتاً وإزعاجاً , فقادة الحركة ملأى بكفاح سنين عمرك وعدد شهداء الأمة السودانية شمالاً وجنوباً , فكما قلت أنت والبشير وعلى عثمان طه يداً واحدة سودانٌ واحد لنمضي في طريق النهضة قُدماً , ولنكون قبضة قوية في وجه كل من يريد أن يعبث بمكتسبات الوطن , فسيرتك ومسيرتك ونضالك وكفاحك وتحقيق السلام على يدك أثرى من أن يحيط به مقال , ولكن مازال الشارع السوداني والعالم حولنا في حالة ذهول لفقدك بهذه الطريقة فلترقد روحك بسلام فأنت القائد والظاهرة حتى في موتك,و إنك لموسوعة لمن يقرأ .

نسأل الله لك الرحمة والجنة ولأسرتك الصبر والسلوان وللشعب السوداني أن يعيش في السلام الذي زرعته.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved