شهدت الاوضاع بدارفور تطورات متسارعة من كل النواحى قفزت بالمسالة لتضعها فى صدارة الاجندة المحلية والاقليمية والدولية مما كشف عن الوجه المنكر للازمة .

مايثير العجب ! ويجعلنى اضحك ( وشر البليه ما يضحك ) هو ان تسعى فى ذات الوقت حركة تحرير السودان بالقاهرة الى اعادة سينايورهات قيادة الحركة وتتعامل كتكوينات اثنية متنوعة بشكل محزن حقيقة يجعلنا كدارفوريين نتحسر على هذا الوضع المتردى الذى برهن لنا ان المشاركة فى الحركة ليس من اجل دار فورالقضية انما من السعى وراء مناصب وسلطة دون الالتفات للقضية التى صارت الان فى مرحلتها الحتمية ولكن بالرغم من ذلك حركة القاهرة غير عابئة بخطورة المرحلة مايمكن ان ينجم عنها من تاثيرات على القضية .

ولكن بالرغم من ذلك فلم يكن مستغربا ابدا بروز الازمة على هذا الشكل الذي ارق ضمير كل دارفورى في هذه البسيطة, وقد اصبح الهم الاكبر لحركتنا ليست القضية الدارفورية انما المناصب والشرعية والنظرة الاجتماعية التى يكتسبها من خلال وجوده بالحركة ككادر دارفورى. فى حقيقة الامر مايحدث الان هو تجسيد حقيقى لسيكلوجية الكادر الدارفورى سوى التباهي بالاثنيات و المباهة الاجتماعية التى لن تخدم احدا سوى افراد بعينهم فقط .لذلك لابد علينا ان نضع بعض الاستفهامات ؟؟؟؟ لماذا لانتفهم دورنا اتجاه القضية ونتصارع وراء مناصب وهمية ؟ لماذا لاننظر لامهاتنا بمعسكر( كلما ) وابو شوك وامبرو وقاسيلا وحجر حديد و فرشانة الذين هم الآن يعانون من قساوة الألم ؟ لماذا لانضمد جراحاتهم ونكون عون وسند لهم كالمنظمات التى ارقها ضمير الانسانية ودفعها ايلا اهتمام اكبر بالبقعة الاكثر انتهاكا لحقوق الانسان فى العالم .

من المؤسف حقا هو انتشار فكرة النزعة العرقية والقبلية الضيقة بين اواسط المثقفين الدارفوريين او من اخذ على عاتقهم قضية دارفور وليس على مستوى حركة القاهرة فقط ولكن على مستوى قيادات الحركة التى حتى الان فى نزاع دائم لم يلتفتوا لما تترتب عليه هذه الصراعات ولابد من احتواء هذه القضية على وجه السرعة لانها حتما سوف تؤدي بالقضية الى المربع الاول .

لذلك ماارجوه واتمناه من حركة تحرير السودان مكتب القاهرة هو الوعى بالقضية كهدف وغاية يكون السعى من اجلها ليست المشاركة فى المؤتمر التاسيسى والمفاوضات باعتبارها رصيد فكرى , لا والف لا ان لم يكن هنالك ولاء كامل من اجل القضية والخزى والعار لكل دارفورى يجعل السلطة والمنصب اساس لمشاركته بمكتب الحركة لاننا لانحترم الحركة كافراد انما نحترمها كجسم تحررى يسعى لتحقيق التنمية والاستقرارفى دارفور .

فى الجانب الاخر نجد ان ازمة دارفور تفرز كثير من الكوارث الانسانية التى لاتحتمل التاخير وتستوجب العجلة ,من هنا ادعو جميع اطراف النزاع الى فتح كافة مسارات الحوار للتواصل لحلول سلمية لان الخلاف الذى يحدث الان سيؤدى بالقضية الى(سلة مهملات المجتمع الدولى ).

لذلك لابد لحركة القاهرةان تصحى من الاوهام السلطوية وتصحح المفاهيم الخاطة التى سادت على الحركة الام وتتذكر دارفور القضية حتى تكون دارفور الهم وليس الصراعات من اجل المناصب ......

ايمن احمد ادم هرون

القاهرة