تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كلب أهل الكهف رمز لرجل الأمن,, عين السلطان! بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/28/2005 7:46 م

أبو بكر القاضي - كلب أهل الكهف رمز لرجل الأمن,, عين السلطان!
الفرضية التي اريد اثباتها او مناقشتها في هذاا لمقال هي ان كلب اهل الكهف المشار إليه في سورة الكهف هو رجل الامن والاستخبارات في الدولة الاستبدادية,, استخدم القرآن «الكلب» كرمز فقط مثلما استخدم «النعجة» كرمز «للمرأة» في سورة «ص» عن قصة سيدنا داوود, والهدف من هذا المقال هو تعريف القارىء بالمدرسة العقلانية الاعتزالية الاسلامية التي افلحت في استيعاب الحضارة اليونانية والفارسية ضمن الحضارة الاسلامية في ازهى عصورها ــ في العصر العباسي ـ عصر المأمون,, وسوف احاول في هذا الخصوص ربط القارىء بالمراجع الأصلية لبعض جهابذة المعتزلة وهما الاديب والفيلسوف الجاحظ والامام الزمخشري المشهور بصاحب الكشاف, وبالطبع فان هذه الخطوة ليست هروبا للوراء او ردة سلفية ماضوية, لا ,, وانما هي تجديد منهج الاعتزال كمدرسة عقلانية اسلامية تقوم على فكرة التسامح وحوار الحضارات,, وهي القضايا والمشاكل التي نحن بصدد معالجتها الآن,, اذن نحن بصدد الربط بين الاصالة والمعاصرة, الاجهزة القمعية اكبر عائق للتحول الديمقراطي في مسرح السلطان العربي كما صوره الكاتب المسرحي فتح الله ونوس في كتابه «الملك هو الملك» نجد ان رئيس الشرطة والسياف يشكلان الجهاز القمعي للسلطان العربي المستبد في حين يمثل المفتي ــ رجل الدين ــ رجل الاعلام وبوق السلطان الذي يوجد المبررات الدينية لأهواء السلطان الاستبدادي, اشكالية رجل الامن في الدولة القومية العربية خلال فترة الستين سنة الماضية انه يمثل العرش الذي يجلس عليه السلطان الذي لا يستمد شرعيته من شعبه عبر الانتخابات الحرة بل اصبح رجل الأمن المتفاني هو الذي يتجسس على ابيه وأمه واشقائه وأهله وعشيرته لذلك فان أول خطوة في المشروع النهضوي العربي الاسلامي هي معادلة التحول الديمقراطي والتي تعني ايجاد صيغة مناسبة للمصالحة التاريخية بين السلطان والمحكومين لتأمين مشاركة عادلة للشعب في السلطة والثروة والحفاظ على مؤسسة «الدولة» كمكسب حضاري, هل كان كلب أهل الكهف جاسوسا ؟! 1- لاثبات فرضيتنا التي هي محور المقال نقول ان قصة اهل الكهف ليست دينية صرفة,, وانما هي قضية علاقة بين الحاكم «الجبار دقيانوس» وبين الشباب «الفتية» وهم أدوات التغيير واصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير, فنحن امام قضية سياسية استخدم الدين فيها كلافتة كما هي العادة عبر التاريخ فجميع الثورات والحركات الشيعية في العراق وبلاد فارس كانت حركات سياسية لتحقيق مصالح طبقية او جهوية ولكنها ترفع لافتة آل البيت في مواجهة السلطان العربي, وكل قضية سياسية هي قضية دولة وجاسوسية وامن واستخبارات, 2- قصة اهل الكهف وردت بشكل مفصل في سورة الكهف ونستشهد هنا بالآيات (13 و14 و15) لنؤكد ان مضمون القصة مرتبط بقضية سياسية بين الحاكم المستبد والمحكومين: «نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذن شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا», وفي شرح هذه الآيات يقول صاحب الكشاف الامام الزمخشري وهو احد اقطاب المعتزلة «وزدناهم هدى» بالتوفيق والتثبيت «وربطنا على قلوبهم» وقويناها بالصبرعلى هجر الاوطان والنعيم والفرار بالدين الى بعض الفيران وجسرناهم على القيام بكلمة الحق والتظاهر بالاسلام «اذ قاموا» بين يدي الجبار دقيانوس من غير مبالاة به حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم» انتهى كلام الزمخشري, اذن القضية هي صراع بين الحاكم المستبد والمعارضة التي هي من فئة «الفتية» لقد استخدم تنظيم القاعدة «الفتية» لضرب اميركا في عقر دارها وضرب اسبانيا وبريطانيا لان الفتية يفتقرون الى التجربة ويمكن برمجتهم والتحكم فيهم من بعد, لقد خرج البابا بنيديكت الجديد في الايام الماضية في اول رحلة له الى المانيا لمخاطبة الشباب, 3- ركزت سورة الكهف على «الكلب» في ايحاء بأن الكلب رمز اكثر منه حيوان فجاء النص القرآني كما يلي «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعه وثامنهم كلبهم» صدق الله العظيم, ويروى الكشاف ص 685 الجزء الثاني في شرح هذه الآيات (وعن علي رضى الله عنه هم سبعة نفر اسماؤهم: يمليخا, ومكشليتيا, ومشلينيا هؤلاء اصحاب يمين الملك, وكان على يساره مرنوس وديرنوش, وشادنوش, وكان يستشير هؤلاء الستة في امره, والسابع الراعي الذي وافقهم حين هربوا من ملكهم دقيانوس, واسم مدينتهم افوس واسم كلبهم قطميز) انتهى, فالفتية حينئذ لم يكونوا مجرد شباب متدينين, وانما هم مستشارو الملك وساسة محترفون, هذا يؤكد قولنا بان القصة تعبر عن قضية سياسية, 4 - (البعث) الوارد بسورة الكهف, والنوم انما يرمزان إلى قضايا حياتية وحضارية, فالبعث يرمز للنهضة الحضارية, والنوم يرمز إلى لحظات الاضمحلال الحضاري والانهزام, لقد سجل شاعرنا السوداني خليل فرح (1894 - 1932م) في قصيدته التحريضية على حد قول الكاتب صلاح الباشا في كتابه «مبدعون سودانيون» هذه المعاني في قصيدته التي مطلعها: «نحن ونحن الشرف الباذح ,, دابى الكرشباب النيل», وشاهدنا في هذه القصيدة قول الراحل المقيم خليل فرح: قوم وقوم كفاك يانائم قوم وشوف مداك يا هائم ويختمها بالبيت الذي يقول: نحن يرانا نحمى حمانا ,, نحن نموت ويحيا النيل الذين يأخذون الامور على نهج «الخطاب يكفيك عنوانه» يتوهمون ان كتاب الحيوان للجاحظ يتناول فقط الحيوان وما علموا انه كتاب فلسفة وفكر وادب واخلاق وحكمة وتفسير, تناول الجاحظ في المجلد الثاني ص190 شرح الآية «يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم, ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب, ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم», يقول الجاحظ ان هذه الآية «دليل على ان الكلب رفيع الحال نبيه الذكر, اذ جعل رابعهم, وعطف ذكره على ذكرهم واشتق ذكره من اصل ذكرهم, حتى كأنه واحد منهم, ومن اكفائهم او اشباههم, او مما يقاربهم ولولا ذلك لقال: «سيقولون ثلاثة ومعهم كلب لهم, وبين قولهم رابعهم كلبهم ـ فرق بيّن وطريق واضح», انتهى, يؤكد ما ذهبنا اليه من قول بأن كلب اهل الكهف هو رمز للجاسوس ورجل الامن البعثي في الدولة الاستبدادية ان هذا اسلوب قرآني معروف وعلى سبيل المثال رمز القرآن بالنعجة بمعنى المرأة في قوله تعالى «ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدا فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب», ويقول الزمخشري في الكشاف ج4 ص80 ـ 81 في شرح هذه الآية مايلي: «وانما خص هذه القصة لما فيها من الرمز الى الفرض, بذكر النعجة, فان قلت انما تستقيم طريقة التمثيل اذا فسرت الخطاب بالجدال, فان فسرته بالمفاعلة من الخطبة لم يستقم, قلت: الوجه من هذا التفسير ان اجعل النعجة استعارة عن المرأة», انتهى, والقاسم المشترك بين النعجة والمرأة هو الحياء, فالنعجة كما قال الشيخ العبيد ود, بدر (عريتها مستورة ,, ولا يرى احد عورتها), اذ ان النعجة تستر عورتها بذنبها مثل بنت حواء التي تغطي عورتها باللباس والريش, وورق الجنة, 7 - القاسم المشترك بين الكلب ورجل الأمن الجاسوس في الدولة الاستبدادية هو الأنفة والتكبر والتفنن في تعذيب الخصوم السياسيين, فعندنا في السودان في ظل الدولة الدينية الانقاذية (بيوت الاشباح) وعن أنفة الكلب وممارساته الوحشية الخصوم يقول الجاحظ في الجزء الثاني من كتاب الحيوان ص 161, تحت عنوان «أنفة الكلب» (فمن نبله في نفسه ان يتخير ابدا أنبل موضع في المجلس, وحيث يدعه رب المجلس صيانة له وابقاء عليه - الا ان يتصدر فيه من لا يجوز إن إلا أن يكون صدرا, فلا يقصر الكلب دون ان يرقى إليه, وقد كان في حجج معاوية في اتخاذ المقصورة بعد ضرب (البُرَك) اياه بالسيف انه ابصر كلبا على منبره), انتهى, ومفهوم ان البُرك هو الحجّاج بن عبد الله الصريمي, وكان احد الثلاثة الذين عهد اليهم بقتل علي ومعاوية وعمرو في ليلة واحدة, ويقول الجاحظ ايضا عن الكلب ص 162 من ذات المرجع (ومن كبر وشدة تجبّره وفرط حميته, وأنفته واحتقاره, انه متى نبح على رجل في الليل ولم يمنعه حارس ولم يمكنه الفوت, فدواؤه عند الرجل انه لا ينجيه منه إلا ان يقعد بين يديه مستخذيا مستسلما, وانه اذا رآه في تلك الحال دنا منه وشفر عليه (رفع رجله فبال), ولم يهجه, كأنه حين ظفر به, ورآه تحت قدرته رأى ان يسمه بميسم ذل) انتهى, 8 - طبيعة عمل الراعي انه يعمل حوالي القرية او المدينة, لذلك يرصد الداخل والخارج منها, كذلك يمكن ان يستخدمه العدو كمصدر للمعلومات عن المدينة, لذلك يستخدمه السلطان كجاسوس له, لذلك يتمتع بحس امني عال, لذلك عندما شاهد الراعي اهل الكهف الستة تبعهم هو وكلبه الذي يوافقه في طبعه, فصار الكلب رمزا لسيده, 9 - هذه قراءة اعتزالية للاستبداد من خلال قصص القرآن الهدف منها التنديد بالاستبداد, والدعوة للتحول الديمقراطي الذي يستمد فيه السلطان شرعيته من شعبه وليس على البطش وعد انفاس البشر عن طريق الاجهزة القمعية,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved