تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مرحبا بك يا غسان في السودان بقلم تورنتو- بدرالدين حسن علي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/25/2005 6:38 م

مرحبا بك يا غسان في السودان
غسان مطر : أعشق طيبة السودانيين وسماحتهم وسعيهم للمحبة والإستقرار
تورنتو- بدرالدين حسن علي
[email protected]
تعرفت على الفنان الكبير غسان مطر قبل سنين طويلة تعود إلى أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ، من خلال فيلميه " الفلسطيني الثائر – 1969 " و " عائد من حيفا 1974 " ، وبالطبع من الواضح أن الفيلمين عن القضية الفلسطينية التي وهب غسان مطر كل مشواره الفني من أجلها ، وقطعا يختلف الناس والنقاد حول مطر – شخصيته ، فنه ، رؤيته الفكرية والسياسية ، ولكن من المؤكد أنه عاشق لفلسطين وعلى إستعداد للتضحية من أجل فلسطين حتى الرمق الأخير ، وغسان مطر بالنسبة لي يختفي بضع سنوات لا أسمع عنه شيئا ولا أرى له أعمالا فنية ما عدا بضع أفلام مصرية لم تكن تشغل بالي سوى أنها كانت ضمن مهامي العملية عندما كنت مديرا لرقابة الأفلام بالمحطة التلفزيونية المعروفة " راديو وتلفزيون العرب " ، وبالفعل كنت أقوم بعملية رقابة فيها الكثير جدا من المرونة أعجبت الفنانة صفاء أبو السعود وزوجها الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس المحطة ومالكها والأستاذ والصديق ورجل الأعمال اللبناني الشهير محمد ياسين الذي يشرف حاليا على المحطة وهو يعرف كل صغيرة وكبيرة عن جميع الأفلام المصرية واللبنانية وغيرها ، وشاهدت لغسان مطر أيضا الكثير من المسلسلات التلفزيونية وكانت أيضا تقع ضمن إختصاصي ،وكنت عندما أكتب رأيا للأستاذ محمد ياسين فإنه لا يتوانى عن الأخذ به حتى دون نقاش .
مرحبا بك في السودان يا غسان
كان لا بد من هذه المقدمة الشخصية – والتي أقولها للمرة الأولى رغم مضي أكثر من عشر سنوات منذ أن تسلمت مهامي براديو وتلفزيون العرب ، ويجيء حديثي هذا بمناسبة ما طالعته من أخبار عن إستعداد الفنان غسان مطر لزيارة السودان والمشاركة في أعمال سينمائية سودانية ، وبالطبع كواحد من المهتمين بقضايا السينما والمسرح أسعدني الخبر ، وقد كنت دائما أدعو زملائي وأصدقائي المسرحيين والسينمائيين السودانيين والعرب لكي يفتح السودان أبوابه لكل الفنانين العرب والأفارقة وفناني العالم ، وبالفعل زار السودان الكثير منهم وأعجبوا أيما إعجاب بالسودان والحياة السودانية وبالشخصية السودانية وتلك المفردات والجماليات الفنية التي يندر توافرها في كل بقاع الأرض ، وقد قال لي مرة الفنان الكبير السوري الراحل سعدالله ونوس " ياخي إنتو شعب غريب وعجيب والله حبيتكم ، ثم " ضاحكا " من جو ه الجوه حبيتكم " . كان المسرح القومي وقتها يعرض مسرحية " حفل سمر لأجل خمسة حزيران " للكاتب المسرحي العملاق سعدالله ونوس إخراج الراحل المقيم علي عبدالقيوم ، وكان الجمهور المسرحي كعادة السودانيين يحتفون بالمسرحية والممثلين وبالقضية الفلسطينية وبحركة التحرير العربية لدرجة أزعجت الأمن القومي الذي خيل له أن إسرائيل ستقوم بضرب الخرطوم . وأذكر أن أحد المتفرجين قام من كرسيه – وكان بعض الممثلين يجلسون وسط الجمهور – وهتف قائلا " أهو ده المسرح ولا بلاش "، وهكذا أرحب من البعد بزيارة الفنان غسان مطر للسودان .
المفاجأة الكبرى
مثلي مثل الآخرين إستمعت لأغنية المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم " أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى " ، بصراحة أعجبت بها وظللت أرددها بين الحين والآخر ، وكنت دائما أتساءل عن شاعرها وقلت ربما أحمد فؤاد نجم أو الأبنودي ، وكانت المفاجأة الكبرى عندما علمت أن كاتبها هو الفنان غسان مطر ، وقد إشتهرت هذه الأغنية بصورة غير معهودة ويرددها الملايين من المصريين والعرب البسطاء كأنما أتت لتكون تكريما لهذا الفنان العملاق البسيط المنسي .
خمسون عاما الآن تمر على غسان مطر وهو يقدم أعماله الفنية التي حفرت إسمها بأحرف من نور وحتى هذه اللحظة التي يعتلي فيها خشبة

مسرح الريحاني بالقاهرة مشاركا في مسرحية " دو ري مي فاصوليا " مع
الفنانين سمير غانم ودنيا وشعبان عبدالرحيم ونخبة من نجوم السينما والمسرح . ولكن أكثر ما ملأني فخرا وإعزازا لهذا الفنان إلمامه الواسع بقضايا السودان وفهمه العميق لمجريات الأمور فيه وهو ما يندر أن نجده بين أشهر الفنانين المصريين والعرب ، فنان لا يمكن أن يستخف به أحد لأنه يعي كل شيء حوله ويتأصل فكره وفنه يوما بعد يوم ، ولا أملك في هذا المجال إلا أن أنشر بعض الذي قاله عن السودان مؤخرا لكي أترك القاريء أن يحكم بنفسه على فنان عملاق مثل غسان مطر .
يقول غسان " لقد كانت فرحتي غامرة للغاية بتوقيع إتفاق السلام السوداني بين أولئك السودانيين الوطنيين والمحبين للوحدة والسلام ، ولن أنسى تلكم اللحظة الخالدة في التاريخ التي جمعت بين الرئيس السوداني عمر البشير والراحل الدكتور جون قرنق ، الذي حزنت جدا لفقده العظيم والذي أعتبر أن فقده كان عظيما لكل السودانيين ولكل من يعشق السودان وأرضه الطيبة ، وطبعا ما حدث عقب وفاة الدكتور قرنق كان فوضى غير مسبوقة ، وكل ذلك كان بسبب التهور والإندفاع دون النظر لموقع الأقدام ، فهذه العاصمة عاصمة قومية لكل السودانيين ، وهي رمز للوطن السوداني الكبير الذي يضم كل السودانيين وضيوفهم من كل الإتجاهات ، ولا يجب أن يحدث فيها ما حدث ، وفي إعتقادي أن الشعب السوداني بكل قطاعاته ونخبه السياسية والثقافية يرفض ذلك رفضا باتا ، بل ويجرمه ، ولكن عليه أن يسعى من جانبه في الفترة القادمة للقضاء على بؤر التوتر والقضاء على الدوائر الداخلية التي تسعى للنيل من وحدة وإستقرار هذا الشعب الطيب ، أما بالنسبة للسينما السودانية فأنا على إستعداد تام للمشاركة في أي عمل سوداني في الفترة القادمة خصوصا إذا ما إرتبط بدعم السلام والوحدة والإستقرار في ربوع هذا البلد الطيب الذي أعشق فيه طيبة أهله وسماحتهم وسعيهم للمحبة والإستقرار دون النظر لصغائر الأمور " .
إنتهى حديث غسان ولكن الأمر لم ينته ، فقد تذكرت غسان كنفاني كما أتذكر الآن غسان إبن الشاعر الرائع علي عبدالقيوم ، وبإنتظار أن نرى غسان في السودان .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved