تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

سفارات السودان بالخارج بقلم هيثم عتبانى -بريطانيا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/23/2005 9:43 ص

بدأ تاريخ السفراء والبعثات الدبلوماسية منذ ما يقارب الألف وخمسمائة عام في
تللك العهود الإسلامية القديمة حيث بدأت بالرسل الذين يحملون الخطابات بين
الروم والمسليمن والفرس والمسلمين وغيرهم كنوع من المد الدبلوماسي بين الأطراف
واستندت ميكانيكية البعثات آنذاك على هؤلاء الرسل الذين أحيانا ما يبعثون
بخطابات شكر وتهنئة من وإلي حكامهم ورسائل تنسيق وغيره وقد تطورت الفكرة حتى
عهدنا هذا الذي حدث فيه الإنفتاح الذي جعل سكان الوطن الواحد منتشرين في جميع
أصقاع الأرض و ذلك لكسب المعرفة و العيش فأصبحت هذه الجاليات المنتشرة في بقاع
الأرض تشكل مجموعات لها إحتياجياتها و متطلباتها و مظالمها و هي في بلدان الغير
فتكونت فكرة السفارات و البعثات الدبلوماسية التي هي أساسا مد طبيعي لحكومة
بلدانها في بلاد الآخرين و تعكس سياسة تلك الدول .

و قد لعبت السفارات في تاريخنا الحديث دورا رائدا في تقوية العلاقات التجارية و
الإقتصادية و الإجتماعية بين دول العالم , و حافظت أيضا على علاقة مواطنيها
ببلدانهم فأصبحت جسر تواصل لإجتماعي للمواطنين المقيمين خارج ديارهم فمن
خلالها يلتقي أفراد الجالية و ا يحتمون بها و يستذكرون أوطانهم و الكثير من
الإجراءات الأخرى .

إذا إعتبرنا أن ما ذكر أعلاه هو الأساس الصحيح في طبيعة عمل السفارات فسوف نكون
ملائكيين بعض الشئ و ذلك لأن للسفارات جانب خفي لا يعلمه إلا المتابع القصي
لتاريخها الطويل الملئ بالإثارة ... إن معظم الأجهزة المخابراتية في العالم
تعتمد إعتمادا يمثل 80% على السفارات في عملها الإستخباراتي في تلك الدولة
المعنية ... كل هذا معلوم لدى الكثير من المتابعين للتاريخ و الشارع السياسيين
ولكن لدي سؤال سيكون مدخلا لهذا المقال , هل تتعارض المهام الإستخباراتية
السرية للسفارات مع مصالح المواطنين لديها ؟

الإجابة نعم تتعارض في حالة السودان ؟ ولكن لماذا ؟

إنها بالطبع السياسة التي تدار بها سدة الحكم في السودان والتي ألقت بظلالها
القاتمة على جميع المؤسسات عسكرية منها ومدنية فالناظر بتمعن في سفارات السودان
في كل دول العالم نجد أن القنصليات السودانية عبارة عن شعبة من ضباط جهاز
الأمن وهذه ليست المشكلة ولكن الإشكالية أن جميع الندوات والفعاليات التي
تقيمها قنصلياتنا السودانية أهدافها أمنية وتسعى لجذب الأخوة المغتربين لتفحصهم
جيدا وكل هذا من خلال التوثيق الذي يحدث لهذه الندوات وفي بعض الأحيان توثق
الاعراس الخاصة التي تقام في دور ثقافية سودانية في بلاد الإغتراب وغيرها من
قبل عملاء الأمن في السفارات والقنصليات , واصبح بالتالي سلوك جميع من تعاقبوا
على هذه السفارات من السفير وحتى الخفير سلوك أمني بحت يعتمد في أجندته الأولي
على ملاحقة ومطاردة السودانيين المغتربين بالخارج ودفع الأموال لبعض أبناء
الوطن الذين ضاقت بهم الظروف ليتجسسوا على إخوتهم و بهذا السلوك أصبح المغترب
السوداني لا يعلم ما هو الذنب الذي إقترفه ليعامل بمثل هذه الصورة وبالتالي فقد
الثقة بالسفارات والقنصليات السودانية ؟ والعجيب في الأمر أن السودانيين في
الولايات المتحدة و لندن عندما يودون الذهاب إلي السفارة السودانية
يقولون"ماشيين الأمن" , وقد تسببت هذه المجموعة الضخمة من رجالات جهاز الأمن في
سفارات السودان في فجوة مالية ضخمة ظهرت في الخمس أعوام الأخيرة و ذلك لأن
سياسة الدولة تجاه كل ما هو أمن أو جهاز لتقويض الحريات هو إطلاق كامل
الصلاحيات و الحريات ليفعلو ما يحلو لهم بالعباد فلا يسئلوا عن مال عام أو غيره
و لا تستطيع جهة معينة مهما كانت متقدمة في الدولة أن تراجع حساباتها المالية
وكل هذا ساعد القائمين على أمر هذه السفارات بأن أصبحو بين ليلة وضحاها من أثرى
أثرياء السودان وتجد الموظف البسيط في السفارة لمجرد أنه عنصر أمن يمتلك
نثريات و حوافز لا حدود لها مكنته من إمتلاك الأطيان والمزارع على ضفاف النيل
!! أما السفير فتجده يغدق على نفسه بالنثريات والحوافز حتى فاقت مجموع رواتب
موظفي السفارة مجتمعين يا للهول هل يصدق هذا ؟!!

إن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن تبديد الأموال في سفاراتنا بالخارج و لكنني
لا أجد في الأصل شخصا مسؤولا يعتمد عليه لتشكو له لأن الوزير نفسه أصبح يعيش
داخل الطائرة ويجول الكرة الأرضية شرقا وغربا شمالا وجنوبا فأصبح قدوة يقتدى
بها فكيف للسادة السفراء أن لا يعتدوا على أموال المغتربين في الخارج وميزانية
الدولة وهم يرون قائدهم يبعثر في الأموال يمينا ويسارا دون حساب ؟؟

هذه هي إشكالات السودان أخي القارئ الأنانية وعدم الإحساس بقيمة الوطن لدى
المسؤول الحكومي ولن أقول المواطن لأن المواطن يأتيه الحس الوطني من قبل
الحكومة التي تمثله وذلك من خلال تصرفاتها وسلوكياتها تجاه شعبها فأستفحلت
نظرية سيئة داخل الدوائر الحكومية وهي تحليل سرقة المال العام والإستفادة من
نفوذ السلطة لخدمة الأفراد و هكذا نجد أن الأجيال التي تأتي و تتعاقب على
الدوائر الحكومية و خصوصا السفارات قد تربت على سوء الأخلاق و عدم الإكتراث
بهموم المواطنين بل و اصبحوا يزجرون المواطن الذي يأتي لقضاء إجراء معين في
السفارة و يعطلون إجراءه ولا يسيرون عمله إلا إذا سلم حفنة من الدولارات لهم
فيسير الإجراء المعني على قدم و ساق .. ما هكذا تورد الإبل يا سفرائنا .

في ختام حديثي أريد أن أشير إلي أن سفارة السودان لدى دولة كذا تعني أنها
جمهورية السودان بالنسبة للمواطن x ومن حقه أن يحتمي بها و لا بد أن يجد آذانا
صاغية تستمع إلي معاناته مهما كانت كثافة السودانيين في الدولة المعنية لأن
مهمة السفارة الأساسية هي حفظ حقوق مواطنيها و حمايتهم و حل المعضلات التي تقف
في طرقاتهم , و أما ما تقوم به سفارات السودان اليوم فهو أمر يشين إلي الوطن و
يشوه صورته حتى بالنسبة للاجانب الآخرين فأرجو أن نستطيع أن نغير هذه الواجهات
الفاسدة لوطننا العزيز و نحسن ما تبقى من صورة الوطن العملاق السودان .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved