تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أحلام الشعوب... تحت أقدام العسكر! بقلم فارس الطاهر الجاك النصري-صنعاء – اليمن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/23/2005 5:56 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
أحلام الشعوب... تحت أقدام العسكر!
الانقلابات في أفريقيا
هذه السمراء الفاتنة،، أما آن لها أن تحط رحال البؤس والشقاء،، وتستريح من وعثاء السفر الطويل، الذي أرهقها به أصحاب الذهنيات الأحادية؟

أما آن لها أن تضع عن كاهلها، كما فعل غيرها، شبح الانقلابات المخيف الذي ملأ قلوب أهلها الطيبون بالرعب وعدم الأمن والأمان؟

أما آن لها أن تخلع عن نفسها هذا الرداء القبيح الذي تسربلت به طويلا،، فلم تبق إلا هي وحدها التي تتصف بمثل تلك الأعمال التي عفي عليها الزمن، وتجاوزتها ذهنيات الاستنارة، والرقي والتقدم،، إلي رحاب الحوار بالكلمة، بدل المدافع،، وإقامة الحجة بديلا عن منطق الغصب وسرقة إرادة الشعوب وتزويرها،، حيث يعتبر الانقلابيين أنهم ممثلو تلك الإرادة؟؟

أما آن لعسكر تلك القارة الجميلة الحالمة بالحرية ،، أن يجنحوا لصوت العقل وضمير الإنسانية،، ويتكاتفوا مع شعوبهم للانطلاق معا لبناء أوطان حرة ديمقراطية، فتستقر هذه البلدان وتنمو وتزدهر؟

أما آن الأوان، أن يشارك هؤلاء مع القوي المدنية،، تنظيمات سياسية،، أو منظمات مجتمع مدني،، وغيرها في وضع لبنات الحضارة الواعدة من قلب أفريقيا،، والتي لن تقوم إلا بالتعاون والتعاضد من جميع فئات المجتمع؟

ألم يحن الوقت،، لنبذ العنف،والاقتتال، والتراشق بالسلاح، لمجرد الاختلاف في وجهات النظر في معالجة القضايا الوطنية،، فتحل البندقية مكان الحوار؟ وتقتل الحرية لسيادة رأي واحد،،! والانقلاب يصبح بديلا للديمقراطية؟ والبيان الأول يصير برلمانا،،! وتدق المارشات العسكرية،، ويسكت صوت الشعب! ويعلوا صوت الزعيم الأوحد! وترسم المراسيم؟؟ وتفتح المعتقلات،، ويا ويل البلد التي يعشش فيها هذا اللون من الحكم؟ وهنا تبدأ دوامة الصراع،، والبحث الطويل عن بصيص للحرية،، فمهما امتد ليل الظلم لا بد من الفجر الجديد؟؟

إذن لا بد للبندقية أن تسكت،، وللحرية أن تعلوا،، لينتحي الجلاد،، ويرتفع صوت العباد؟ لتعيش الشعوب دون خوف،، وبلا وجل،، لكي تحقق أحلامها في جو من الصفاء، والتسامح مع النفس،، حيث يقودها إلي فضاءات التقدم والرقي،، لتتبادل سلميا السلطة،، وتسود ثقافة الرأي والرأي الآخر علي نطاق الوطن الواحد، فتسري تلك الروح إلى كافة أجنحة القارة الحبيبة،، وبذلك تركب قطار الإنسانية الذي فاتها قرونا،، حيث لا مجال لأن يتكي ويرقد أهل الحكم الانقلابي علي الأجساد التي ذبحوها وسلخوها و امتصوا دمائها،، لأنه في ظل الحرية تسود ثقافة حق الإنسان، للعيش مع أخيه ،، دون عداء أو اعتداء،، وفي الحالة تلك تنشأ محاسبة القتلة، والظالمين الذين سلبوا الحقوق،، وأضاعوا الشعوب،، مع إعطاءهم كامل حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم !!،، دون محابة، وفي واضحة الشمس؟؟

وكما فعل أهل أمريكا اللاتينية،، الذين نبذوا كل أشكال القهر والعنف، ولفظوا كل ديكتاتور انقلابي مدعي أنه الحاكم بالأمر المطلق في الأرض،، وأنكروا علي كل فاشي جبار،، ذلك الجبروت المكبل للحريات، والمذل للشعوب،، حيث كان يحرق من يحرق،، ويسحل من يسحل،، ولا رقيب وبلا حسيب!! أهل القارة اللاتينية قطعوا الطريق أمام المغامرين،، وأصحاب الأفكار الانقلابية الحالمين للوصول للسلطة بأقصر الطرق؟؟ تلك القارة التي إحتربت كثيرا شعوبها في داخلها،، وآذت نفسها أكثر مما آذاها الغير،، عادت ، وجلست، وتصالحت، إلي دواخلها،، ومن ذاتها! وفي ضميرها،، عرفت مكمن الداء،! ومن عقلها،، وفي باطنها،، عرفت كيف تستخلص الدواء؟؟

جاء الملتقي بين العسكر والمدنيين،، علي صعيد واحد،، ولهدف واحد!! والسؤال الأوحد؟؟ ما هو المخرج لقارة يجب أن نتعايش فيها جميعا؟؟ وكيف يتم هذا التعايش؟؟ هل مشاريع الانقلابات هي الوسيلة والمخرج لأهل بلدان القارة؟ هل التخوين والتخويف والفرقة والقتل هما الأسلوب الأمثل لإدارة الخلاف؟ هل التسلط، وكبت وكتم الحريات يحقق أي تقدم لإنسان القارة؟ أم أن التداول السلمي للسلطة هو الأجدى والأنفع ،، كمخرج لكل صاحب رأي وفكر يريد أن يصل إلي السلطة؟؟ وأن الحرية والديمقراطية هي الأفضل والأصلح، لبناء الإنسان والأوطان؟؟ ما هو المطلوب لتحقيق تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار؟؟ كانت الأسئلة مشروعة ! ومنطقية،، وكان الحوار بناء،؟ وكانت النتيجة أيضا منطقية،، وبناءة؟؟ وكان الاتفاق لصالح حرية الشعوب،، وإعطاء الفرصة للتداول السلمي للسلطة،، بعد طول انتظار،، وبعد ركون طويل وقاتل في ظل الديكتاتوريات؟؟ وعاشت بلاد أمريكا اللاتينية في استقرار،، وها هي تحقق من النمو والازدهار،، ما يشهد به العالم،، بعدما كانت تصنف من القارات الأقل نموا،، كل ذلك بفضل الحرية،، ونبذ التسلط وتوافق المدنيين والعسكر، حيث عرف كلا منهما دوره فقام به ، فكان التعاون الذي أوصلها إلي الحكم الراشد، حيث تراضت عليه جميع مجتمعاتها،، المدنيين والانقلابيين!!هل تحذوا قارتنا السمراء الحذو نفسه؟؟

عليه،، فإنه علي جميع أبناء الوطن الواحد في قارتنا السمراء، أولا أن يتفقوا علي أن قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان،، هي المشروع الذي تبني عليه الأمم؟ ولن تقوم حضارة إلا في ظل الحرية؟؟ وبالتالي لا بد من الالتفاف حول قيمة تبادل الرأي والرأي الآخر،، مهما كلف ذلك؟؟ ليتم عبر تلك المؤثرات إرساء مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة علي نطاق نظم الحكم التي يجب أن تسود في الوطن ،، وفي القارة جمعاء ،، إذ أنها تنمي قدرات الأفراد علي أيجاد فرص التحاور فيما بينهم، وإعطائهم الحق في الاختيار الأمثل لتكوين قناعاتهم واتجاهاتهم وأفكارهم في حرية تامة دون أن تفرض عليهم بأي أسلوب قهري فوقي،، أو من أي جهة كانت ؟؟، إذ أنها تجنب مز الق الانقلابات وإراقة الدماء والفتن والتشريد ،،إذ أن كل ذلك ينتج من فعائل الجبروت والكبت التي تتم ممارستها في ظلام النظم الشمولية، سواءا وقعت عن طريق الانقلاب،، أو غيره!!

وفي المقام الثاني، يجب علي شعوب القارة، و في أوطانهم، أن ينهجوا نفس النهج،، وأن ترفض تلك الشعوب ممثلة في قواها المدنية، ومنظماتها الجماهيرية،، وحتى داخل مؤسساتها النظامية ممثلة في أفرادها، عليها أن ترفض مثل تلك الأساليب التي يقوم بها المغامرون لاعتلاء سدة الحكم ،، وعليها أن تعي دورها الذي يعتبر أكبر من ذلك بكثير، حيث يتجاوز الانحصار في دائرة تداول السلطة ،، فبالإضافة لمطالبتها بحكم نفسها بنفسها؟؟ هناك دور خطير مناط بها في القارة ، كل القارة،، هو بناء حلم أفريقيا الحرة!! بناء حلم التقدم ورسم مشروعها التحاوري مع بقية الحضارات!! وهو دور لا يقل خطورة عن دور أبنائها في صناعة حريتها واستقلالها،، ويحتاج لجهد وبذل فكري عميق،، من أجل النهوض؟؟من أجل بناء وإعادة حضارة، ومجد تلك السمراء، الذي يحاول الجميع طمسه؟؟

لذا،، ومن هنا يجب أن نتذكر أن عهد حكم الدول البوليسية الإرهابية قد ولي،، وعهد إلهاب الظهور مضي إلي غير رجعة،،!! ولكن علي أرض السمراء ما زالت ظاهرة فجيعة الشعوب، التي ابتليت بها مستمرة،، إذ ظلت تعمل تلك الأفكار والنظم القاتلة للحلم الوطني ، علي النخر في جسدها، وإفقارها وإمراضها بكافة أنواع الأمراض،، وعلي رأسها أمرض الديكتاتورية الغزيرة التي تصيب أحلام الشعوب في العيش بحرية، في مقتل ، حيث ناضلت من أجلها طويلا؟؟ ذلك الحلم الذي بنت عليه آمالها في مستقبل من الرفاهية ،، وتحقيق الأماني للعيش في وطن يتمتع بالهدوء والسكينة ،، وطن فيه اطمئنان الإنسان ،، لحياة كريمة، في منزل كبير اسمه الوطن!! تم الحصول عليه بالألم والدموع، والعرق والدماء؟؟ وطن خالي من العقد والأحقاد، والتآمر!! وإذا بذلك الحلم تتم سرقته منهم،،! بيد حفنة من أبناء الوطن ذاته!! ويا لها من فجيعة؟؟

إن التجارب أثبتت، أن التفكير الانقلابي ما هو إلا تطلع أحادي لفئة بعينها،، للوصول للسلطة بأقصر الطرق،، واحتكارها، سواءا كانت عسكرية أو مدنية، ما دامت قد استولت عليها بالخفاء،، ومهما كانت أهدافها ومراميها، فإنها ستظل سلطة غاصبة،، لن تقود إلي ديمقراطية،، بل ستحجر الحريات علي الآخرين،، وتحظر العمل التنظيمي الحر،، وتمنع المنتديات الديمقراطية،،وتفرض رؤيتها علي الوطن،، مدعية أنها أتت لاستئصال الفساد الذي كان قائما؟ وأنها ستسلم الحكم بعد أن ينضج الشعب؟؟ وإنهاء النزيف الفلاني ،، أو الحرب العلانية!! والتدهور الأمني؟ وتطول قائمة البيان الأول؟؟ الذي لن ينتهي بصاحبه إلا وهو ديكتاتور علي شعبه،، يذيقه مر العذاب؟؟ وفنون التنكيل؟؟ ولن يهدأ حتى تهب عليه العواصف فيذهب غير مأسوفا عليه؟؟ بعد أن يكون قد ترك البلاد في مهب الريح؟؟ وحينما تصحي الشعوب،، وتنتفض لتزيل ذلك الغبار؟ يكون فاتها الكثير!!

لذا، وبدلا من كل هذا العناء،، وبعد كل تلك التجارب ،، لماذا لا تتصالح أفريقيا مع نفسها وذاتها،، وتتكاتف كل القوي فيها لنبذ هذا الأسلوب العقيم في صناعة البؤس لأهلها؟؟وتفعل كما فعل غيرها من شعوب الأرض؟؟ فالنظرية، تقول،، أنه في لحظة التفكير الأعمى للاستيلاء علي السلطة، فأن الرؤية الأخرى تحتجب،،! والتي تعبر عن أن الانقلاب الأحادي،، يكون علي الحرية الجماعية،، فتبرز الحرية الفردية لصانع الانقلاب وجماعته؟ وبالتالي تكون المعادلة واضحة؟؟ الفردية،، مقابل الجماعية؟ حيث تطغي الأولي علي الثانية؟ وهي النقطة التي لا يعي بها الانقلابي ، لان تركيبته متمحورة في الذات،،؟ وهذا يعني تحكم تلك الفئة علي الجماعة، ويكون لها الحق في كل شئ؟ حتى إزهاق الأرواح، ومصادرة الكلام،، وعدم البوح به،، نهاية بالحكم المطلق والاستبداد،، وصولا إلي الفرعنة!! التاريخ الانقلابي لم يقل غير ذلك؟؟ فعندما يتم الانقلاب يقوم بمحو كل ممارسة ديمقراطية استفاد منها الشعب في يوم من الأيام،، وذلك من خلال تعليق العمل بالدستور، وحظر الأحزاب،، وفتح المعتقلات لأصحاب الرأي والسياسيين،، ومصادرة الحريات،؟ هذه ديمقراطية الانقلاب!! وكلما طال أمد الحكم المطلق الانقلابي،، وتباعدت فترة الحريات والديمقراطية؟ كلما ترسخت في أذهان أبناء الشعب ثقافة القهر والكبت،، وتولد لديهم الضيق، واليأس،،؟ مما يفضي ذلك إلي خطرين،، الأول هو بناء أجيال مقهورة نفسيا، بائسة الفكر،، يكون مصيرها الانزواء والتقوقع حول نفسها،،! أو تشيع في وسطها ثقافة بناء الذات الفردية، والأنانية ، فتمتلئ نفوسها بالتخمة والفساد! أما الأخرى، وهي التي تتكاثر العدوى الانقلابية في دواخل أفرادها،، تأخذ في اتهام بعضها البعض بأقذع التهم؟ وتبدأ بالتخوين فيما بينها،، ووصم كل فريق للآخر بعدم الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها حركتهم؟؟ وهكذا يبدأ التناطح والتناحر والتصفيات،، باسم التصحيح ؟؟ وينتهج أحد الأطراف من نفس الفئة ، النهج الانقلابي، نتيجة ليأسه، وعدم إنصافه داخل الجماعة ؟أو لشعوره بالغبن الذي حاق به؟ وبالتالي يقع الصراع بشكل مفتوح، وترد فيه كافة الاحتمالات؟؟نتيجة لتولد الضغائن بين الفئات المتصارعة؟؟

والانقلابات بطبيعة الحال لا يمكن أن تفضي إلي طريق الديمقراطية،، رغم أنها تدعي في بيانها الأول، أنها ستعيد للشعب حريته وديمقراطيته بالصورة الصحيحة، في مدة كذا !! ولكن هذا يقع تحت زعم أن الشعوب غير مؤهلة للعمل الديمقراطي ، لذلك تم الانقلاب؟؟ فإذا كان الأنقلابيون يعرفون حقيقة الديمقراطية، هل يعقل أن ينقلبوا عليها؟؟إن فاقد الشي لا يعطيه! والذي يصدق أنهم سيعيدون الحرية للشعب من تلقاء أنفسهم فهذا أكبر واهم!! و ليس أدل علي ذلك ،، من الاستمرار اللانهائي في سدة الحكم، حتى تأتي طامة كبري تزيحهم منها!! ولنأتي بمضابط التاريخ لتشهد علي ذلك؟؟ حينها يكون علي الشعوب أن تتكلف غاليا! من عرق ودماء أبنائها؟؟ للخلاص من جرائم عقوق أبنائها السفاحين!!

ولذلك فمهما كانت مبررات الانقلابات، فإنها لا تستطيع تحقيق أي نجاح سوي إطالة عمر الجهل بالحريات، والتخلف في الكسب المعرفي بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان،، صحيح أنها تقوم ببعض المشاريع في أزمان طويلة من قبضتها الديكتاتورية، فتلتبس تلك علي البعض وكأنها إنجازات تعادل ما سلب من حرية الشعوب، وضياع أعظم الفرص منها،، أو علي ما تم ارتكابه من تدمير في حق الوطن، وتأخير تقدمه الفكري،،؟ فلو منحت الحريات والديمقراطية ربع هذه الأزمان، لكان الكسب أكبر في تزامن البناءين ، الفكري والمادي، و بشكل مدروس ومبرمج؟؟ تلك إنجازات لا تخلق تنمية متوازنة، ولا مستدامة، ولا استقرار سياسي واجتماعي دائم في الوطن.!

وعليه فعلي أصحاب التفكير الأحادي الانقلابي،، الذين يفكرون في الوصول إلي السلطة بهذه الوسيلة،، عليهم الجلوس مع المدنيين، والمفكرين، والقوي الشعبية في بلدان القارة السمراء،، ومحاولة إيجاد صيغة مشتركة لتجنيب هذه القارة وبلدانها مثل هذا الطريق المظلم،، والتفاهم فيما بينهم علي إرساء قواعد الديمقراطية، والعمل علي كيفية التداول السلمي للسلطة، والتحاكم إلي الشعب،، وعلي المدنيين والعسكريين العمل علي إيجاد صيغة لإشباع تطلعات أفراد المؤسسات العسكرية القابلة للانفلات،أو غيرها،، وذلك من خلال تأهيل وتدريب هذه القوي علي مبادئ المحافظة علي الوطن، وحمايته، والذود عن قيم الحرية التي يرتضيها شعبه ، والحفاظ علي الديمقراطية كوسيلة لتداول السلطة سلميا، والتي تعتبر حق من حقوقه؟؟ وعلي أن تفهم هذه المؤسسة أن تقويض ذلك يحمل الوطن الكثير من المخاطر،، ويجر التخلف له،، إذ أن العصر صار عصر الحريات، واختيار الإنسان لإرادته،،؟؟؟ وفي المقابل علي القوي المدنية والسياسية أن تعمل علي تطوير نفسها وتواكب روح العصر، وتعمل علي التأسيس الذاتي لمؤسساتها وفق النهج الديمقراطي السليم المنظم،، الذي يخدم الأفكار والبرامج القومية التي تصب في مصلحة الوطن،، الأمر الذي يخلق الفرص لكل أبناء الشعب، ويحقق فيهم روح الالتزام والتمسك بالديمقراطية؟؟

إذن،، ومن كل ذلك، فعلي الاتحاد الأفريقي ، ودوله أن تعي ظروف هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة، وما يراد لها أن تكون،، فإما أن يكون المطلوب هو بناء القارة لتؤدي دورها المنوط بها،، كقارة واعدة بكل الخير،، لأبناءها،، وللغير؟؟ أو أن يكون المطلوب منها أن تظل في مثل هذا الركود والانحطاط؟؟ مع العلم أن أنظار العالم تراقب ما يجري فيها،، وتعتبرها قارة المستقبل لحلحت الاشكلات فيه؟؟ وبدورها،، فعليها أن تنظر للعالم الآخذ في التكتلات العملاقة لإنتاج حضارة مسيطرة؟؟ وأين سيكون موقعها من ذلك،، ومن كل ما يجري حولها؟؟ وحسنا فعل الاتحاد الأفريقي عندما أقر بعدم اعترافه بمبدأ الانقلاب علي الأنظمة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا،، ولكن نطالب بالمزيد من الإجراءات التي توقف ذلك بصورة واضحة،، بوضع المزيد من القوانين الصارمة التي تلزم بها الدول الأعضاء فيها،، حتى يتم القضاء علي تلك الظاهرة من قارتنا ،، وحتى يتوقف المغامرون من اللعب بمثل هذه الوسائل التي كان جزء أصيل منها مساهما في ظلام هذه القارة لزمن طويل؟؟ لذا أقترح الآتي:

1/ التعاهد بين دول الاتحاد، علي عدم الاعتراف بأي انقلاب يقع علي أرض إحدى دوله مهما كان.

2/علي دول جوار الدولة التي يقع فيها الانقلاب،، قطع علاقاتها الدبلوماسية فورا مع الانقلابيين،، إضافة لقفل الحدود المشتركة بينهما، إلا في وجهة الهاربين من ذاك الانقلاب.

3/ العمل علي تقديم الانقلابيين للمحاكمات الوطنية في بلدانهم كمجرمين تحت إشراف الاتحاد..

4/التعامل بصورة صارمة من دول العالم الأخرى التي تتعامل مع الانقلابيين.

5/أخطار كل المنظمات الدولية الفاعلة بهذه القرارات، مع حثها للتعاون في هذا الإطار بكل جد ومسئولية.

ود الجاك


فارس الطاهر الجاك النصري
23/8/2005م صنعاء – اليمن


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved