تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السودان ونعمة الالطاف العتبانية بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/22/2005 9:22 ص

يجمع كل المراقبين والمتابعين للشأن اتفاق السلام السوداني الموقع بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية أنه تم تحت ضغط المجتمع الدولي ومؤسساته مثل الامم المتحدة و المنظمات الاقليمية مثل الاتحاد الافريقي والاوروبي ، وبذلك يكون هذا السلام هشا وعرضة للارتياب بين الفينة والاخري لعدم طرحه علي قواعد الشعب ، ولكن مهما كانت الطريقة التي أتي بها هذا السلام الا أنه وجد تجاوبا شعبيا سببه مرارات الحرب القاسية التي قادتنا اليها الانقاذ وقادتها ، واللاعب الاساسي في تحقيق هذا السلام هو الولايات المتحدة عندما الكونغرس الامريكي في تشريعاته قانونا أسماه بسلام السودان في عام 2003 ، ونقل مجلس الامن جلسته الاخيرة من المباحثات الي نيروبي وتم توقيع الاتفاق التاريخي أمام عدسات المصورين وأجهزة الاعلام العالمية ، وقد كان الحدث تاريخيا ويستحق الاهتمام من الجميع ، فالحرب الاخيرة والتي بدأت بعد عام 89 كانت وحشية ومدمرة لأنها جمعت في ثوبها السئ كل خصال الحروب الكريهة حيث أستخدم الدين لاول مرة كدعاية اعلامية في هذه الحرب منذ اندلاعها في صيف 1983 ، لم تعد الازمة كما كان سابقا مجرد مطالب سياسية تتمثل في تقاسم السلطة والثروة بين السلطة المركزية وأهل الهامش ، فالجديد هذه المرة هو رفع رايات الجهاد واخضاع المتمردين والخوارج الي طاعة الخليفة المسلم ، وأعتقدت الانقاذ أنها حسمت التوجه الحضاري في الشمال ولم يتبقي لها الي بعض الجيوب من عملاء الطابور الخامس والامبريالية الصهيونية العالمية ، ومن أجل اثبات أسمها في قوائم الفاتحين قررت الاستمرار في حرب الجنوب مستخدمة الدين الاسلامي كغريزة وأيدلوجية مثالية لهذه الحرب ، كان المقاتلون يرددون شعار ( جهاد .. نصر .. شهادة ) و ( مليون شهيد من أجل التوحيد ) و ( الليلة يا قرنق أيامك انتهن ) و ( توريت يا توريت يا أرض الفداء .. اقسمت أجعل منك مقبرة العدا ... أنا عائد .. أنا عائد .. اقسمت اني عائد .. الحق يشهد لي ونعم الشاهد .. معي القذيفة والكتاب الخالد ) وغيرها من قصائد التحريض المذهبي والتي ولدت الان المشاعر العدائية بين أهل الجنوب والشمال ، ومن الصعب جدا الان رتق هذا النسيج الاجتماعي أو ازالة الصورة الكئيبة عن هذه الحرب من أذهان الناس ، ولا يوجد نبل في الحرب ولا يلجأ الخصوم الي أستخدام وسائل شريفة وهم يقاسون نيران العدو في أرض المعركة ، وعندما أطلقت الحركة الشعبية سراح 716 أسيرا من الجيش الحكومي وقوات الدفاع الشعبي تسْاءل الناس ماذا فعلت الانقاذ بأسري الحركة وهي في اعلامها كانت تدعي تدمير المعسكرات وتحرير المدن والتسلل من خلف خطوط العدو ومن المؤكد هناك من هناك من تم أسرهم ولكن أين تبخروا ؟؟ فاذا أقدمت الحركة علي الاحتفاظ بهولاء الاسري واطلاع الصليب الاحمر علي حالتهم وهي يمكن أن تعفي من هذه المهمة لأنها حركة تمرد وغير معنية باتفاقيات جنيف الموقعة بين الدول فمن واجب الحكومة أيضا أن تحتفظ بأسري الحركة الشعبية وتضعهم في مكان آمن أو تعرضهم علي المحاكمات ، والحركة الشعبية أدخلت البهجة والفرحة في نفوس الكثير من الاسر السودانية المنكوبة عندما اطلقت سراح هولاء السجناء ، وبعض هولاء السجناء بقي في أسر الحركة منذ عام 1983 ولم تقدم الحركة الشعبية علي القضاء عليهم بدافع الانتقام والتشفي كما حدث لأسراها الذين وقعوا في يد الحكومة السودانية عندما حاولت الاستيلاء علي مدينة جوبا عام 1992 ، تم اعدام كل الاسري رميا بالرصاص وبعضهم دفن حيا والبعض الاخر تم رميه من المروحيات من فوق ارتفاع شاهق .
والانقاذ أستخدمت شعارات الحركات الجهادية في الشرق الاوسط واناشيدها وترنيماتها وهي تحارب أبناء الجنوب باسم الدين والعرق وفات عليها أن اهل فلسطين يحاربون من أجل الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وهم حالة خاصة لأنهم يقفون في وجه دولة ولا يقفون ضد ارادة شعب ، وفي فلسطين تقف الكنيسة والمسجد والاسلامي والشيوعي والعربي والقبطي في خندق واحد ضد قوة محتلة تنكل بالجميع ، ولكن الانقاذ وجدت في أهل الجنوب ضالتها وهدفها المنشود وطبقت فيهم كل ما كان محظورا في السابق ، و من يريد الجنة وتلمس الحور العين ليس عليه الذهاب الي العراق وفلسطين والشيشان ويلحق بالرفيق الاعلي من هناك كما يفعل شباب أهل الحجاز واليمن والاردن لأن الانقاذ وفرت لهم فرص القتل في الداخل لمحاربة العدو الكافر ، وهذا هو التصور الذي قادنا الي هذا البؤس والشتات عندما تم التعامل مع أهل السودان علي اساس مذاهبهم الدينية ، خليفة مسلم واحد عقدت له البيعة وكل من يخرج عليه يعتبر خارجا ومعتديا ولا يشفيه الا حد السيف ، والقارئ الجيد للتاريخ يعرف أن أهل السودان لم يدخلوا في الاسلام خوفا من حد السيف كما يتصور بعض سلفي الانقاذ بل دخلوا فيه بمحض اختيارهم ورغبتهم .
هذه هي صورة الحرب أيام الانقاذ ، حرب بين المسلم البار والشيوعي الكافر النجس كما حدث في الجنوب ، وحرب بين العرب الاشراف والافارقة الانذال والمنحلين كما يحدث الان في دارفور ، وحرب بين قوات الامن وقطاع الطرق كما يحدث الان في شرق السودان ، وفي يوم من الايام أتهمت الانقاذ كل دول الجوار بما فيها مصر العروبة بمساندة المعارضين وتسليحهم ، وفي تلك الفترة قرات مقالا للدكتور حسن مكي يصف فيه السودان بالمارد الخطر الذي يسعي الي تغيير خارطة القرن الافريقي لتكون موائمة للنموذج الجديد من المشروع الحضاري الذي تبشر به الانقاذ ، وقد غّّّّّّيّّّّّّّّّر بروفيسور حسن مكي تخصصه العلمي من باحث في الشئون الايرانية الي باحث في شئون القرن الافريقي حتي يرصد هذا التطور الهام ، ونسبت الانقاذ تغيرات الحكم في اثيوبيا واسمرا الي نفسها وجعلها هذا التحول المفاجئ تشعر بثقة زائدة وبأنها قادرة علي تغيير الحكام والانظمة السياسية في العالم العربي والافريقي التي لا تروق لها بضربة لازب ، وهذه الثقة الزائدة جعلت أهل السياسة في عهد الانقاذ يدفعون ثمن هذه الحماقة غاليا من الدماء والارواح عندما قررت هذه الدول معاملتهم بالمثل .
وفي السودان كان الناس في تلك الفترة في أمس الحاجة الي عقار الكلوركين للاستقواء به من حمي الملاريا ولكن الدولة كانت مشغولة بارسال بطاقات الدعوة الي مطاريد الطيف السياسي من الاسلاميين والذين اتوا من مختلف الدول لتقاسم الكيكة مع نظام الانقاذ ، وتم ذلك علي حساب دواء اهل السودان وطعامهم وتنميتهم وأخلاقهم ، ذاق السودانيون المر من نظام الانقاذ ، عربا وافراقة ومسلمين ومسيحيين وجنوبيين وشماليين فالمأسآة لا تفرق بين أحد وآخر الكل سواء فوق هذا الجمر ، وهذا البؤس اعتبرته الانقاذ نوعا من ( الالطاف الالهية ) وأن الله خص أهل السودان بهذه الابتلاءات التي لا تتأتي الا لعباده المخلصين ، وطلب منا الدكتور عبد الرحيم حمدي ربط الاحزمة والبطون وعدم مقارفة النعم الزائلة أسوة بالسلف الصالح ، ووعدنا سعادته أنه لو صبرنا علي هذه الثلاث سنوات العجاف ( البرنامج الثلاثي للانقاذ الاقتصادي ) سوف يصبح اقتصاد السودان أقوي من اقتصاد اليابان ، ومضت الثلاثة سنوات وصبرنا علي كل ضائقة وتحملنا كل ابتلاء وتبخر الخير والرخاء الذي وعدنا به الخديوي/ حمدي وأنقطع الرجاء منه بعد أن نقل القطاع العام الي القطاع الخاص في ما كان يعرف بظاهرة الخصخصة ، في صيف 91 الحار من سنين الانقاذ انعدمت سلعة السكر في الاسواق لمدة ستة اشهر ولجأ الناس الي أكل التمر ومضغ النوي من أجل تذكر طعم السكر المفقود ، هزلت أجساد الناس وتمزقت امعاؤهم من الامراض وحمي التيفويد المنقرضة وجدت لها طريقا سلسا الي اجساد السودانيين ، وأحتارت منظمة الصحة العالمية وهيئات مكافحة الملاريا في أمر ميكروب الملاريا في السودان والذي نافس أهل الانقاذ في الفتك بالسودانيين وتحويلهم الي هياكل عظمية لا تقوي حتي علي الوقوف في شماعة المواصلات ، عم الفقر وانعدمت الشهامة وتفشي الانحلال الاخلاقي ، ولكن أين كانت الانقاذ ومفكريها وصحبها الميامين من كل ذلك ؟؟ كانت تتوقع منا أن نشكرها لأنها مهدت لنا الطريق الي الجنة عن طريق التحلي بالصبر ومكابدة الشدائد وتفرغت لنشر مشروعها الحضاري ، عاش أهل الانقاذ عيشة الملوك وهجروا الاكواخ التي أتوا منها وأنتقلوا الي سكن القصور وتركوا الشعب نهبا للامراض والجهل وسوء التنمية . بدأت تظهر عليهم امارات الدعة وحسن الحال وبعضهم بدأ يلبس البدل ( السفاري ) ليخفي ( الكرش ) التي تنز بالحرام الذي سرقوه من أموال الشعب السوداني ، وبعضهم دفعه طول الامل الي صبغ شعره باللون الاسود حتي يخفي ( رغوة العمر ) ويصبح شابا فتيا مثل أهل الجنة ، والاخرين منهم دفعهم الفراغ الي القيام ببعض عمليات تجميل الوجه حتي يخفوا تجاعيد تقادم السنين وكأنهم علي موعد مع الممثلة ( جوليا روبرتس ) في أحد أدوارها في دنيا هوليوود ، وهناك من طلق النظارات وقام باجراء عمليات ( الليزك ) لتقوية الابصار ليري كم حصد وأكتنز من مال الشعب السوداني ، هذه هي اهتمامات أهل السياسة في عهد الانقاذ . فالان سوف يعود منصب ولاية الخرطوم الي صاحبه مجذوب الخليفة ومنصب والي دارفور الي صاحبه يوسف كبر وعبد الحليم سوف يرحل الي ولاية النيل الابيض ليذيقهم من الطافه وحسن صنائعه كما حدث في سوبا وفي يوم الاثنين الدامي ، وهذه التشكيلة الجديدة هي نفس تشكيلة ولاة الانقاذ عام 1996، ومن المحتمل أن يبقي كل من مصطفي عثمان وعوض الجاز في مناصبهم والسلام الموقع مع الحركة الشعبية لم يغير طبيعة الوجوه الكالحة التي أطلت علي مخادع السودانيين طوال عقد ونصف من حكم الانقاذ .
والتهميش الذي نعاني منه اليوم يعتقد البعض أننا نقصد به الجنوب وغرب السودان وشرقه ووسطه ولا حظ لأهل الشمال النيلي في هذه الدعوة ، وذلك غير صحيح لأن التهميش بدأ في الشمال قبل أن يتوغل في مناطق السودان الاخري ، وأولي قرارات التهميش التي صدرت هي قوائم الصاالح العام والتي لم تستثني أبناء الشمال من هذه المقصلة علي أساس لونهم العرقي أو المذهبي ، وذهب ضحية هذه المقصلة الالاف من معيلي الاسر الشمالية ، وفي ولاية نهر النيل أقدم تلميذ الترابي محمد الحسن الامين علي فصل ستة الاف عامل من وظائفهم في السكة حديد بمدينة عطبرة ، وأول من دخل السجن وعذب في عهد الانقاذ كان الحاج مضوي محمد أحمد وسيد احمد الحسين وكل هولاء من ابناء الشمال ، وأول رصاصة اطلقت في عهد الانقاذ كانت في صدر امراة وهي التاية أبوعاقلة وهي من بنات الهامش في الدندر والرصاصة الثانية كانت في صدر سليم أبو بكر والثالثة في صدر طارق محمد ابراهيم ، كل هولاء ماتوا في في باحة حرم جامعة الخرطوم والخطأ الوحيد الذي أرتكبوه كان تواجدهم في هذا المكان عند حدوث اطلاق الرصاص ، ولم تكن السلطة تواجه عصابات السطو والنهب كما حدث في يوم الاثنين الاسود ولكنها كانت تواجه مجموعة من الطلاب الابرياء في حرم الجامعة، وجامعة الخرطوم ليست مثل معسكر ( كلما ) او ( أبو شوك ) و (طويلة ) في دارفور ولا يمكن تصنيف مجزرة جامعة الخرطوم علي اساس أنه عمل عنصري موجه ضد فئة محددة لأن الضحايا الذين سقطوا بسبب الرصاص جلهم من أبناء الشمال ، فالانقاذ تواجه الطلاب كما تواجه اعدائها في أرض المعارك ولا يهمها لون القتلي كان أسمرا أم ابيض طالما أنه عدوا رمي شرطة الانقاذ بحجر أو قذيفة ، فعقوبة الجرم هي الموت السريع ولا يهم لون الضحية طالما أنها تناصب الدولة العداء ، وليس بالضرورة أن تتسق العقوبة مع حجم الجريمة ، فالانقاذ حملت سيفها وبدأت بالفتك بأهل الشمال قبل أن تنقل حربها الي الجنوب والشرق وكردفان ودارفور ، فالفريق خالد الزين واللواء الكدروا واللواء عوض السيد احمد بلول والعقيد محمد أحمد قاسم والنقيب عبد المنعم خضر كمير لم يكونوا ينتمون الي قبيلة الزغاوة أو الدينكا أو المساليت عندما قتلتهم الانقاذ من غير رحمه ومن غير محاكمة عادلة في عام 90 . وكما حدث نزوح جماعي في الجنوب ودارفور للاسر المتضررة من الحرب فقد حدث أيضا نزوح جماعي لأهل الشمال الي خارج السودان ، تجدهم الان موزعين في مختلف بقاع العالم من بيروت الي البرازيل ومن اسبانيا الي الولايات المتحدة وبعضهم الفضل المكوث في العراق والعيش تحت جو الخطر علي العودة الي سودان الاتقاذ ، ومن يحكمون السودان الان ليس بالضرورة اعتبارهم ممثلين شرعيين لأهل الشمال وان حاولوا التخفي وراء هذا الزي الذي لا يسع أجسادهم ، فهم قلة منبوذة من الشمال قبل ان ينبذها أهلنا في دارفور والجنوب والشرق والوسط ، فقد قتلوا أهل الشمال وأوسعوهم ضربا وركلا قبل أن ينتقلوا الي أقاليم السودان المتبقية ليمارسوا فيها ذلهم للناس واضطهادهم ، وحل أزمة مهمشي الشمال يكمن في ازالة الانقاذ وعدم السماح لها بتمثيلهم والا تحولوا الي أقلية مثل سنة العراق بسبب جرائم صدام حسين .
وحاولت الانقاذ بشتي السبل الي دق اسفين الكراهية بين أهل الشمال وباقي أقاليم السودان ، وفي الاحداث الاخيرة سمحت الدولة لمثيري الشغب واللصوص بمهاجمة أهل الشمال والاعتداء علي عصب حياتهم الاقتصادية وهي تعلم ردة فعلهم عندما يتعرضون للظلم ، وهي كانت تسعي الي تشييد حمام دم يسفك فيه الشمالي دم الجنوبي من غير تدخل الدولة ويكفيها شر المهمشين الذين يطوقون الخرطوم بأكواخهم القذرة ، ولكن من ( الالطاف الالهية ) ان هذا المخطط لم ينجح وأهل الشمال أذكي من أن يستدرجوا الي هذا المستنقع الاسن ، ومن ( الالطاف ) ايضا رسائل القلق التي بعثها المبعوث الاممي جان برونك الي حكومة الانقاذ حول تداعيات هذه الازمة ونصحه للدولة بالتدخل وعدم ترك المواطنين يقيمون العدالة علي طريقتهم ، ومن ( الالطاف الالهية ) وجود مندوب دائم للامم المتحدة في السودان في قامة السيد /جان برونك والذي نما الي مسامعه حتي تفاصيل خطب الجمعة في مساجد الكلاكلة ، ومن ( الالطاف ) ايضا وجود مندوب للولايات المتحدة في السودان مثل السيد/جون ونتر والذي يستطيع الان تحديد نسبة المؤيدين للانفصال من الجنوبيين قبل أن يتم الاستفتاء بعد ستة سنوات .. يا تري ما هي ( الالطاف الالهية ) المتبقية التي لم اشر اليها في مقالي .. فالسودان وجوده علي خارطة الاطلس مكتملا حتي هذه اللحظة يعتبر الطافا الاهيا لا يضاهيه لطف ..
ولنا عودة

سارة عيسي

[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved