تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مفــاهيم باليـــة بقلم صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/19/2005 1:37 م

مفــاهيم باليـــة

( صلاح شكوكو )

 أركـــز دائماً في حديثي ومقالاتي حول المفاهيم الرياضية البالية التي نعتنقها والتي أقعدتنا كثيرا عن التطور واللحاق بالأمم الأخرى تلك الأمم التي تحررت من هذا القيد وأصبح لها قدر عالي في الممارسة وأحرزت فرقها نتائج باهرة وتجاوزتنا بكثير .

 نحن في السودان مازانا نلوك مضغة بالية ومازلنا نردد أسطوانة مشروخة نتحدث دونما خجل ونردد إستحياء بأننا الذين أسسنا الإتحاد الفريقي وأننا أحرزنا كأس أفريقيـا في العـــام 1970 .

 والعقلاء فقط الذين يدركون أن مثل هذا الحديث الممجوج يعتبر في حقيقة الأمر خصما علينا ذلك أن من يتحدث عن التاريخ ويتشدق به ينبغي له أن يكون له مكان في الحاضر والواقع .. لأن التاريخ يعني وجود الأساس والدعامة المتينة ومن كان يملك الأساس يستطيع أن يبني عليه واقعا متقدما وشاهدا و ماثلاً للتطور والتقدم والنماء ثم يقول ها أنذا .. لأن الشواهد هي قرائن الخفايا .

 ونحن حينما نركز على هذه المفاهيم فإننا نحاول أن نجليها وننقيها من الشوائب السالبة حتى يأتي المنظور واضحا وجليا .. خاصة وأننا في بلد مازالت تكبله الأمية الثقافية التي تقبض بكلكلها على بعض العقول وتجعلها ترزح تحت نير رحاها .. وإن لم نصحح هذه الأفكار المغلوطة فإن الحديث عن التطور الرياضي سيصبح ضربا من الخيال .

 ألم يكن الأجدى لنا أن نهيء المعين قبل العجين ؟؟ أما كان من الضروري أن ننظف العقول مما علق بها من شوائب الأيام لنستخلص اللاعب والإداري والحكم وغير ذلك ثم يسعى الإعلام الى إشاعة هذه الثقافة بين الجمهور و الناس .. لكن مايحدث من الإعلام في أحايين كثيرة ربما يكون معاكسا لذلك كثيرا .. فقد قسم الإعلام الناس الى أحزاب وأشعل فتيل الإحتراب وفرق الأحباب .

 هــذه الأفكار ستظل مسيطرة على العقول وتجعلنا نتصور بعض الأشياء بصورة تختلف عن الواقع كثيرا بل أاننا نتصورها حقائق وأفكار صحيحة بينما هي في حقيقة الأمر أخطاء تستصحب معها ممارسة خاطئة ( وما ببني على خطأ يقود حتما الى خطأ ) .

 إذ ما زال هناك كثيرين من أهل الصفوة في المجتمع ( ولا أقـول العــوام ) يؤمنون بفكرة ( الأناطيين ) ومقــدرتهم على تغيير الوقائع والنتائج والأحداث بل مايزال هؤلاء وهم مسؤولون بالأندية وربما بقطاعات مهمة بالمجتمع يرتادون هؤلاء في دورهم وبإيمان لا يتزحزح .. يتوشحون عبق بخورهم .. بل يحاولون إقناعنا بذلك .

 ولهؤلاء نقول .. لماذا لم يحرز السودان كأس العالم ؟؟؟ هل لأن أناطينهم في الغرب أقوى من أناطيننا ؟؟ ولماذا لم نؤكد جدارتنا بكأس أفريقيا ثانية ؟؟ ثم لماذا تُلطخ سمعة السودان في الأوحال وسؤ الحال كلما شاركنا في منافسة دولية ؟؟ ولماذا تمرغ سمعتنا وسمعة أندينا في تراب الإنهزام ؟؟ والأناطين عندنا على قفـا من يشيل ؟؟؟؟ وأسألوا عثمان الحاج ليخبركم عن حال التحرير الآن .

 ثم لماذا نتعب أنفسنا بإستجلاب المدربين واللاعبين الأجانب والمحترفين ؟؟ أما كان الأجـدى لنا أن نوفر كل هذا العناء والمال ونأتي بأناطين يديرون لنا الكرة بالرموت كونترول ويدخلونها الشبكة بدلا من هذا العك الذي نسميه زورا أداءاً رياضيا ؟؟

 ولماذا يطالب إتحادنا العام بميزانية للفريق القومي ولماذا يملأ ( حسن المصري ) التلفزيون ضجيجا وهو يتحدث عن ضــرورة دعــم الدولة للرياضة .. بينما ( كلية التربية الرياضية ) التي يتشرف بعمادتها قد فشلت تماما في أن تخرَج لنا مدربا واحدا بخلاف معلمي الجمباز لماذا لا تهمسوا في أذنه وتقولوا له :- يمكننا أن نكج المباريات فلا نتعب ؟؟؟ ليستريح ويريحنا على الأقل وهــو يتحدث أكثر من ضيوفه الــذين يستضيفهم عـــبر برنامجه التلفزيوني ( أحــلام رياضية ) !! ..

 العالم كله ينادي بأن النهضة الرياضية تقوم على الناشئين والمدارس السنية بينما مايزال إداريونا في الأندية يعتقدون أن اللاعب الجاهز الذي تجاوز الثلاثين من العمر أكثر فائدة من عشرة ناشئين والدليل على ذلك مايقوم به هؤلاء من إهدار للمال االعام في صفقات خاسرة بتسجيل لاعبين إنتهت أعمارهم الإفتراضية في الملاعب .

 إتحادنا الهمام الذي قضى على هيئة رعاية الناشئين وقضى على فكرة الأشبال في الأندية بدعوى أن الممارسة لم تكن صحيحة .. وهذا يذكرني بمنطق الرجل الذي قتل حماره لأنه أكل شجرة الرمان التي يقتنيها .. لماذا لم يصحح الإتحاد الهمام المسار إن كان بالفعل يؤمن بالفكرة ؟؟ ثم لماذا لم يقدم طرحا جديدا إحلالا للنظام القديم .

 الم يدرك هـــذا الإتحاد أن أغلب اللاعبين الذي يمثلون السودان الآن هم في حقيقة الأمر ممن مروا على تلك التجربة التي أثرت معينهم الأدائي .. ( رغم تحفظاتنا على طريق الإختيار ذاتها ) .

 أما قضية الناشئين فهي أكثر تعقيدا من التطرق اليها في هذه العجالة العابرة ذلك أن هناك معضلات كثيرة تعترض سبل الإستفادة منهم وتهيئتهم للدور المطلوب .. وأول تلك الصور هي الأزمة الأخلاقية السالبة التي تكتنف الأندية وأهلها ومجتمعها والتي تشكل حجر عثرة أمام الأباء والتي تجعلهم يحجمون عن إرسال أبنائهم اليها .. وهذه قضية أخرى سنتناولها في مرة قادمة وبصورة أوسع .

 وحينما تصبح الأندية مهيئة بالمستوى الذي يجعلها تستقبل الأسر في دورها .. هناك يمكننا أن ننادي بفكرة النادي الشامل وعندها نعمل الفكر لتنفيذ فكرة الناشئين والمراحل السنية لأن الناشيء يكون تحت رقابة الأهل وعندها يمكن للناس أن يثقوا في الأندية ورجالها بل يمكن وقتئذ للبيئة الرياضية أن تستوعب فكرة الأشبال والناشئين .

 يحجم الكثيرون عن الحديث في هذا الأمر لحساسيتة رغم أن الجميع مُقرون وموقنون بهذه الصورة السالبة .. لكن حياءا في النفس يجعل الكثيرين متعففين عن الخوض في ذلك .. على الرغم من أن المعالجة تكمن في مواجهة العلة بشيء من النقد الذاتي . وشيء من الإعتراف بحقيقة المسألة ووجودها .

كلمــــــــــات متقاطعــــــة :-

• التحية والتقدير للأستاذ / أحمد محمد الحسن وهو يعود للكتابة الرياضية عبر صحيفة ( الخبر ) يعود والساحة قد أصبحت تعج بالمتطفلين الذين إمتهنوا وأهانوا العمل الصحفي .

• التحية له وهو رجل رغم إنتماءه المعروف لم يتلون لون مداده بلون الإنتماء .. فقد ظل الرجل هامة وقامة تحترم الكلمة وتعرف للناس أقدارها بل يعرف قدر نفسه .

• مرحبا بالقلم الذي لم يصدأ .. ولم تلوثه المداهنة .. وإستحق الإحترام .. في وقت أصبحت فيه المساحة عامرة بالنفاق والإسترقاق .


صلاح محمـد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved