تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تحليل أمني وإستخباري حول مقتل الزعيم الإفريقي الدكتور جون قرنق النائب الأول لحكومة السودان ورئيس حكومة الجنوب بقلم بقلم المحلل:عيسى حسن محمد ابونا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/17/2005 1:36 م

تحليل أمني وإستخباري حول مقتل الزعيم الإفريقي الدكتور جون قرنق النائب الأول لحكومة السودان ورئيس حكومة الجنوب

بقلم المحلل:عيسى حسن محمد ابونا

لقد تردد كثير من الاقاويل والتحاليل حول مقتل الدكتور جون قرنق ديمابيور اذا جاز لنا التعبير. سوف نتعامل مع حادث تحطم مروحية الرئيس اليوغندي التي كانت تقل الدكتور جون قرنق من يوغندا الى نيوسايت(New site ) بجنوب السودان.

انها تحطمت بفعل فاعل وتخطيط مسبق للحادث ولكى نتعامل مع هذا الحادث بهذا الفهم يجب ان نحدد الأطراف المستفيدة من عدم وجود الدكتور جون قرنق كنائب أول لحكومة السودان والجهات التي تتوفر لديها الإمكانيات لتنفيذ مثل هذا العمل الإستخباري الدقيق.

الجهات المستفيدة من عدم وجود الدكتور جون قرنق في هذا المنصب:-

1- التيارات والتنظيمات الاصولية الإسلامية التي اعلنت حربهما ضد النظام العالمي الجديد.

2- التيارات العروبية المغلفة بالإيدلوجية الإسلامية.

3- الأقليات الحاكمة في الخرطوم التي تدعي الإنتماء للعروبة وتمارس حق الوصايا علي حماية الإسلام والمسلمين.

4- أجهزة المخابرات الغربية ذات المصالح المتصلة بإفريقيا والتي تقف ضد حركة التحرر الإفريقي من أشكال الإستعمار الحديث ، والبرنامج الإفريقي من أجل الوحدة.

5- الدول العربية ذات العمق الإستراتيجي الأمني بالسودان.

لماذا تلك الجهات المذكورة أعلاه مستفيدة من مقتل الدكتور جون قرنق:-

عندما نقول ان تلك الجهات مستفيدة من مقتل الدكتور جون قرنق ذالك لان معطيات الحادث تؤكد ان الحادث أستهدف فيه الدكتور في شخصه! وسوف نستعرض في تحليلنا لماذا الدكتور.

1-الجهة الأولي : التيارات والتنظيمات الأصولية الإسلامية المتشددة:

هنالك بعض المرتكزات الأساسية التي تمثل محور حركية العمل الإستراتيجي للحركات الإسلامية العالمية تتمثل في :-

أ- الحرب المشروعة ضد النظام العالمي الجديد بزعم منها بأنه برنامج الحركة الصهيونية.

ب- محاربة المد الكنسي كإمتداد طبيعي لمرارات الحروب الصليبية وشكل من أشكال معركة الحضارات.

ج- توطين الإسلام كثقافة عربية من حيث اللغة والعادات والتقاليد والمنتج الفكري التاريخي والمنتج الفكري المعاصر ، مع التركيز علي الدول الغير عربية ومحاربة الحركات الفكرية الأخري مثل الشيوعية والعلمانية.

د- تحويل الإسلام من كونه خطاب سماوي يخاطب العقل والفكر الإنساني الي خطاب عاطفي تعبوي لتعبئة المسلمين والإستفاد منهم لتحقيق أهداف وأغراض تلك الجماعات.

ه - توسعه نطاق عمل تلك الجماعات جغرافياً ونشر أفكارها وتنفيذ أغراضها بشتي السبل.ومن تلك المرتكزات صنف السودان كعمق إستراتيجي للحركات الإسلامية العالمية وفقاً للمعطيات الآتية:-

أ/ يشكل السودان خط تقسيم أديان ما بين المد المسيحي من الجنوب والتوغل الإسلامي من الشمال وكريم المعتقدات الإفريقية داخل حركة المجتمع.

ب/ يمثل السودان بؤرة إنتشار ثقافي علي المستوي الإفريقي لما يتمتع به من تنوع وموقع جغرافي إستراتيجي يربطه بشرق ووسط وغرب وشمال إفريقيا.

ج/ يقع السودان في الحد الجغرافي الغربي للدولة الصهيونية ( دولة المعبر الثالث) التي يعمل اليهود علي إنشائها ويتضح ذلك في برتوكولات بني صهيون ( حدودك يا إسرائيل من النيل الي الفرات) كما يتضح في العلم الإسرائيلي المتمثل في خطين ونجمة الخط الأول يمثل النيل والثاني الفرات والنجمة هي دولة بني إسرائيل مما يجعل السودان هدفاً إستراتيجياً للطرفين فمن يسيطر علي هذا العمق الإستراتيجي الهام. فمن هنا يتولد النذاع من قبل المجموعتين علي السودان حتي ولو كانت الأهداف وهمية ولكنها إستراتيجية تحمل في طياتها الكثير .

د/ ريادة السودان لحلف عدن في فترة الإحزاب بين القطبين أدت المعسكر الغربي الي إستغلال المفاهيم الإسلامية المتطرفة ضد الأفكار الشيوعية ودعمهما. لمساعدة الراسمالية في حربها ضد الشيوعية مما ساهم مساهمة فاعلة في إنتاج الحركات الإسلامية المتطرفة بالمنطقة.

وقفاً لهذا المعطيات التي تواجه سياسات الحركات الإسلامية العالمية كان الخطاب السياسي والحركات التحررية موجهاً وفقاً لمرتكزاتها والمعطيات التي أدت الي قوتها وهي الحرب ضد الشيوعية كواحد من المعطيات السياسية في تلك الفترة. مردوفاً ببعض مرتكزاتها وهي الحرب ضد النظام العالمي الجديد او ما يسمونه الحرب ضد الصهيونية والنصرانية. وعليه كان كل من عارض التيار الإسلامي فهو شيوعي كافر او عميل لخدمة النصاري واليهود. اما بالنسبة للتجمعات السياسية السودانية فكانت تقمع بالعنصرية . فهذا الخطاب السياسي الإعلامي المبتور تم به تغييب الذاكرة الجماعية للشعب السوداني طيلة فترات النضال المسلح من أجل تحرير السودان من علله وأمراضه حتي بدأت تلك الذاكرة في إستعادة قواها وتوازنها بموجب الوعي الجماعي بمفاهيم ورؤي وأهداف النضال المسلح التي بدأت تسود الشعب السوداني مع توقف الحرب وبداية الحرب الفكرية الشئ الذي يكشف القناع ويعري تلك التجمعات والتنظيمات الإسلامية امام الشعب السوداني الذي غاب عن الحقيقة منذ الإستقلال باسم الدين والإسلام مما يشكل مهدداً لديمومة تلك التنظيمات الإسلامية وهدم برامجها بالمنطقة وتفريغ الذهنية الجماعية بالبلاد من ضلال الهوس الديني وتوضيح المسار الصحيح للإعتناق والتعبد كعلاقة خاصة بين العبد والخالق في تسامح وتناغم متكاملين مع حركة المجتمع وقوانين الطبيعة ولذا كان الدكتور بمثابة حجر عثرة امام خطط وبرامج تلك التنظيمات كواحد من عباقرة هندسة إعادة إنتاج الإنسان السوداني ولذا موقعه الريادي والقيادي داخل حكومة السودان يشكل خطراً جسيماً علي تلك التجمعات والتنظيمات ويجب التخلص منه.

- ثانياً: التيارات العروبية المغلقة بالأيدلوجية الإسلامية:

عندما فشل التيار العروبي في تحقيق مكاسب كمية ونوعية لخارطه الإنتشار الأفقي والرأسي للعروبة في العالم حاول ان يردف الإسلام لتحرير الأجندة العروبية من تحته، فكان شعار( الأمة الإسلامية العربية ) او ( الأمة العربية الإسلامية ) او ( الدول العربية الإسلامية) بالرغم من ان هنالك مسيحيين ويهود عرب داخل الأمة العربية والدول العربية الشئ الذي أدي الي إنفصال الحركة المسلحة ضد اليهود في فلسطين عندما قام التيار الداعم لتغليف العروبة بالإسلام الي فرض هذا المنهج علي تلك الثورة الشئ الذي وجد معارضة من قبل المسيحيين العرب داخل الثورة وإنشقوا بثورتهم فكانت حركة فتح وإحتفظ التيار الداعم لذلك المنهج بمنهجهم فكانت حرية المقاومة الإسلامية ( حماس ) وواصل ذلك الفكر تمدداً ليحقق المرتكزات الإستراتيجية للحركة الإسلامية العالمية مستخدماً العروبة كقاعدة جماهيرية تنطلق منها وتوطين الإسلام كثقافة عربية مع التركيز علي الدول الغير عربية لتحقيق مبدا الإنتشار الأفقي فكانت اللغة العربية هي بمثابة البوابة للإسلام ثم العادات والتقاليد المرتبطة بالعروبة والنافذة الثانية مثل الزي ، المعاملات ، الأعراف وإرتباط الموروث التاريخي العربي بحياة المسلم وفصله عن مورثه التاريخي ليكون منتجه الفكري المعاصر إمتداداً للموروث التاريخي العروبي في محاولة للاستلاب والطمس والتذويب. ولذا تشكل رؤي ومفاهيم الدكتور جون قرنق في حل مشكلة السودان مهدداً قوياً للانتشار الأفقي للتيار العروبي بالسودان وإفريقيا وفقاً للمميزات التي يمتاز بها السودان من حيث الموقع الجغرافي والتنوع الثقافي وقوة التاثير علي الآخر بواقع المنتج التاريخي والمنتج الفكري المعاصر بحيث انه يوافق كل التيارات الفكرية الإفريقية بما في ذلك الدول العربية ، ويشكل الدكتور مهدداً للتيار العروبي في النقاط الآتية:-

أ/ مهدد اللغة - ستأخذ اللغة العربية موقعها الطبيعي بين اللغات الأخري في السودان وسوف يكون هنالك منافسة قوية لها من قبل تلك اللغات المحلية إضافة الي منافسة اللغات العالمية الأخري لها مثل الإنجليزية.

ب/ مهدد العادات والتقاليد - سوف يتغير الشارع السوداني وسوف يأخذ الشكل السوداني وليست الشكل العربي من حيث ( الزي - الأعراف _ العادات والتقاليد - المناسبات - الخ)

ج/ مهدد المنتج الفكري التاريخي - ستعاد صياغة تاريخ السودان بعيداً من التزييف والإستلاب والتغول علي إنجازات الآخرين ويأخذ كل ذو حق حقه.

د/ مهدد المنتج الفكري المعاصر - سيكون الإبداع والإنتاج الفكري مربوطاً ببيئه الإنسان وعاداته وتقاليده الموروثه وليست متصلاً بثقافة الآخر التي تدرس او تلغن،

ه/ إعادة صياغة الهوية السودانية لتعبر عن كل سوداني في اي بقعة من بقاع السودان وليست هوية مستوردة من الخارج بمواصفات البشرة الصفراء او الشعر الطويل ( السبيبي) او اللسان القرشي او الامريكي او الإفريقي بل ستكون هوية سودانية.

و/ سيغلق السودان كسوق للعمالة بالدول العربية.

فكل هذه الأشياء تشكل مهددات للتيار العروبي فإذاً هو مستفيد من إزاحة الدكتور والتخلص منه.

- ثالثاً: الأقليات الحاكمة في الخرطوم.

لقد حارب كل الحكومات السودانية منذ الإستقلال الثورة المسلحة بجنوب السودان علي مراحلها الأثنين ، الأولي تمرد 1955 م (انيا نيا1)ثم بعد ذلك الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي بدأت نضالها في 16/5/1983 بقيادة الدكتور جون قرنق. وكل الحكومات لم تنظر للحرب الدائرة في جنوب السودان بانها ليست حرب تعبر عن مشكلة جنوب السودان فحسب بل بالحرب تعبر عن مشكلة السودان ككل ولذلك كان التعامل مع الحرب الدائرة بجنوب السودان من قبل حكومات الشمال دائماً ينصب في المعالجة القمعية للعمل المسلح الذي يعد جزءاً من الثورة . متأثراً بتلك المفاهيم التي تبرر لهم ان الذين يحاربون في جنوب السودان ما هم إلا عبارة عن مرتذقة تحارب نيابة عن الدول الغربية ضد المشروع الإسلامي والعروبة وتنفذ مخططات اللوبي الصهيوني في المنطقة وحركة التبشير الكنسي مفترضين الغباء علي عقليات المحاربين الثوار ودوافعهم للقتال ضد كل الحكومات المتعاقبة علي حكم السودان منذ الإستقلال دون اي عائد مادي او عيني. مفترضين الغباء علي قيادات الحركة وهي تخطط وتقاتل من أجل الحفاظ علي أهداف ومبادئ الثورة وديمومتها بل إستكان بهم الإستخفاف بقيادات الحركة الي حد ان كل إنتصار تحققه الحركة يقال انه من صنع أجهزة مخابرات أجنبية امريكية كانت او إسرائيلية حيث انهم يتوهمون بان الحركة لا تمتلك القدرات لتحقيق النصر عليهم . وبعد نضال دام 21 عاماً وبضغط من المجتمع الدولي جلست حكومة الخرطوم مع قيادات الحركة الشعبية علي طاولة المفاوضات لتتجلي الحقائق هناك وينحني الفكر الزائف امام الاصل إجلالاً وتعظيماً لما يحملوه اولئك القادة من فكر. في الوقت الذي كان يتخيل لمفاوضي حكومة الخرطوم ان الحركة سوف تاتي بمستشارين امريكان وبريطانيون ويهود وخبراء في وقت التفاوض . إتضح لهم ان عظمة الصمود وبسالة النصر ورصافة الفكر كانت تتجلي في القيادة الرشيدة للحركة المتمثلة في شخص الدكتور جون قرنق حينما أظهر لهم قدراً في التفاوض اعجز كل حلفاء حكومة الخرطوم في مجابهتها و بددت محركات طائرة النائب الأول علي عثمان محمد طه مابين نيفاشا والخرطوم حينها ادركو انهم كانوا مخطئين طوال سنوات الحرب عندما إفترضوا ان الحركة ليس لديها مفكرين او عقول تمكنها علي الصمود امام قدراتهم وبامكانهم ان يضربوا الحركة بالعمل السياسي من هنا بدأ تفكير نظام الخرطوم يتغير بعد ان دعمه قدرات الدكتور بالإستفتاء الشعبي الذي لم يشهد له العالم مثيلاً عند إستقباله بالخرطوم. تلك القدرات التي جعلت مجلس الامن ولاول مرة في تاريخه ينعقد خارج إطار الدول العظمي كل هذه الأشياء اربكت حسابات نظام الخرطوم ودعتهم لإعادة حساباتهم من جديد حتي ولو كانت تلك الحسابات الرصيد الأول فيها حياة الدكتور جون قرنق.

- رابعا: أجهزة المخابرات الغربية ذات المصالح المتصلة بإفريقيا والتي تقف ضد حركة التحرر الإفريقي من الإستعمار الحديث والبرنامج الإفريقي من أجل الوحدة.

فرط جيل التحرير الإفريقي دون ان يصنع قيادة رمزية يلتف حولها كل الأفارقة او يطرح لها ولم يتم هذا وفق لبرامج بعض أجهزة المخابرات الغربية الرامية لعدم إستقرار القارة في الوقت الراهن وللإحتفاظ بثروات القارة كمخزون إستراتيجي لها ولضعف البنية التحتية للقارة الإفريقية فشل قادة التحرر الإفريقي لمواصلة مسيرتهم التحررية المتكاملة بالقارة الإفريقية ولقد لمع في الآونة الأخيرة بعض القادة الثوريين الأفارقة الذين كان بإمكانهم ان يلعبوا دور كبير في تغير حركة التاريخ الإفريقي الحديث مثل ( نلسون مانديلا وخليفته سامبو امبوكى بجنوب إفريقيا والرئيس الزمبابوي روبرت موقابي) إلا انهم تمت محاربتهم بقوة بعد ان اظهروا عداءاً واضحاً للغرب وتصويب أصابع الإتهام لهم بانهم السبب الرئيسي لتدهور القارة . ولقد إتضح ذلك جلياً في مؤتمر ( العبيد ) بجنوب إفريقيا ومطالبة الدول الإستعمارية بالإعتزار للشعوب الإفريقية ودفع تعويضات جراء ما إقترفوا من جرائم ا تجاه حقوق الإنسان الإفريقي كما تم تجريد البيض في زيمبابوي من إمتيازاتهم ومساواتهم بعامة الناس وقبل ان تقفل ملفات حسابات اولئك القادة الافارقة الذين تجرؤ لتصويب اصابع الإتهام لمن يسمون انفسهم بالعظام لاح في الأفق من هو ادهي وامر من حارب وحورب من صنعته ميادين القتال من أجل الحرية باحراش إفريقيا من علمته التجارب وتعلم منها الكثير من لا يرضخ لغير الحق والحرية من يعمل لشعبه قبل نفسه من اعتنق الحرية ديناً وعقيدة فكان لا بد من ان يذهب قبل ان يبشر بأيديولوجيته الجديده وتصفر ابواب الكنائس والصوامع والجوامع لتعيد افريقيا الحرية.

- خامساً: الدول العربية ذات العمق الإستراتيجي والأمني المباشر بالسودان.

هنالك بعض الدول العربية التي تغولت علي ممتلكات السودان من حضارة وتاريخ وتراث ومازالت تمارس سياسات السلب والنهب والتغول علي ممتلكات الشعب السوداني إنساناً وارضاً ولقد إستلذه بعماله الإستعمار السابق ومازالت تمارسه علي من يسمون انفسهم حكام السودان بالخرطوم. فمنهم من سيفقد عائدات العملات الحرة من الحضارة المسلوبة ومنهم من سيفقد ماء الحرث والزرع ومنهم من سيفقد التلذذ برحلات الصديد وخيرات البلاد من الغزلان والنمور وصقور الشاهين ومنهم من سيفقد عطاءاً حكر لتصدير الماشية بالسودان او إدخال السلع الفاسده. فكل منهما كان عليه ان يحافظ علي سوق نخاسته فلذلك قتل القاضي المكلف بانقاذ قوانين العدالة.

- الجهات التي تتوفر لديها إمكانيات مادية وفنية لتنفيذ مثل هذا العمل الإستخباري الدقيق:-

يمكننا تقسيم الجهات التي يمكن ان تتوفر لديها إمكانيات مادية وفنية لتنفيذ مثل هذا العمل الي ثلاث جهات:

أ/ منظمات إرهابية إسلامية متطرفة

ب/ دول عربية ذات عمق إستراتيجي مباشرة بالسودان.

ج/ أجهزة مخابرات غربية نفذت الحادث عن طريق وسيط إفريقي او عربي.

سنتناول إمكانية لتنفيذ كل جهة علي حده.

أ/ المنظمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة:

لقد سعت المنظمات الإسلامية في تنظيم نفسها منذ الحرب الأفغانية ضد الإتحاد السوفيتي وبعد إنتهاء مهمتها في الحرب الأفغانية ضد الإتحاد السوفيتي بدأت في تنظيم نفسها بشكل أفضل إذ توفرت لها ظروف أفضل لذلك من حيث القدرات المالية المتمثلة في الشركات والمؤسسات الإستعمارية بشكل منظم مما كانت عليه أثناء حربها في افغانستان حيث كانت تعتمد في التمويل علي رجالات الخير ومؤسسات البر والإحسان والهبات والمساعدات من بعض الحكومات. اما من ناحية القدرات الفنية والقتالية فلقد ساهمت الحرب الافغانية ضد الإتحاد السوفيتي مساهمة فاعلة في تطور القدرات الفنية والقتالية للمنظمات الإسلامية حيث كان التدريب والتاهيل في معظم الاحيان يتم من قبل محترفين من دول متقدمة مثل امريكا وبريطانيا مما فتح شهية المنظمات الإسلامية لتطور نفسها بشكل منفصل بعد الحرب ولقد واجهت تلك المنظمات اشكالات عديدة اولها واكبرها يتمثل في الارض التي تكون محور إرتكاز لنشاطاتها فبدأ الإختيار لتحديد الأرض علي حسب الفراغات والثغرات الأمنية الموجودة داخل الدول ذات العضوية في تلك التنظيمات فكان إختيار كل من ( افغانستان - كشمير - الشيشان - الصومال - الفلبين - والسودان) ولقد تطورت هذه التنظيمات حتي علي مستوي البناء التنظيمي لها من حيث الهيكلة وبناء النظم وإدارة البرامج حيث اصبحت تدير برامجها باحدث انواع النظم الحديثة ( الدوائر المغلقة - الملفات السرية - الخلايا العنقودية ذات التطور المنفصل ونظم الواجهة ومراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية ... الخ) مما يصعب عملية المراقبة والمتابعة لمناشط وبرامج تلك المنظمات وعليه نريد القول ان المنظمات الإرهابية الإسلامية اصبحت تمتلك الإمكانيات الكافية لتنفيذ مثل هذا العمل المتقدم وهنالك كثير من الشواهد والأحداث التي نفذت من قبل تلك المنظمات بالإقليم ( إقليم شرق إفريقيا ) مما يعني ان الإقليم اصبح حقل لنشاط تلك المنظمات الإرهابية الإسلامية وفي الغالب ينطلق نشاط تلك المنظمات من قاعدتين اساسيتين لهم وهما ( الصومال والسودان) وارتباط نشاط تلك المنظمات بالإقليم يعني ان لتلك المنظمات مصالح قوية بالمنطقة او مهددات لديمومتها فيجب ان تحارب حتي ولو كانت تلك الحرب من اجل البقاء . ومصالح تلك المنظمات في المنطقة تتمثل في الآتي:

أ/ القرن الإفريقي يعتبر ملاذاً آمناً للمسلمين منذ عهد الرسول ويستغل الآن من قبل المنظمات الإسلامية علي نفس المنهج الذي سارت عليه إبان الحرب الباردة حيث إستغل المعسكر الغربي الإسلاميين في محاربة حلف عدن الشيوعي والذي يشمل إقليم ( اليمن الجنوبي سابقاً - والصومال وإثيوبيا والسودان ) وإذا امعنا النظر لوجدنا ان نفس القوي الإسلامية في تلك الفترة هي التي تنفذ العمليات الإرهابية بالمنطقة علي ذات الشريط من اجل الحفاظ علي بقائها.

ب/ إستغلال ثغرات الدول الإفريقية الامنية والإدارية في تنظيم حركة المجتمع وتدريب عناصرها وتجنيد بعض العناصر مستقلين دوائر الفقر والهوس الديني بإفريقيا.

- المهددات التي تواجه المنظمات الإرهابية الإسلامية في المنطقة وتتمثل في الآتي:-

أ/ نشاط البرنامج العالمي الجديد بالمنطقة ونشاط أجهزة الإدارة الامريكية بالمنطقة من أجل محاربة الإرهاب.

ب/ الوحدة الإفريقية للتحرر والوحدة والتي تضيق الخناق علي حركة تلك المنظمات.

ج/ إنشاء المنظمات الإقليمية بإفريقيا التي تحمي الإقليم إقتصادياً وسياسياً وامنياً وتضاعف قوة الدولة الواحدة وتحارب الدول ذات البرامج الهدّامة بالإقليم.

لهذه الأشياء مجتمعة تشكل مهددات رئيسية لمصالح وبقاء تلك المنظمات الإرهابية والدكتور جون قرنق واحد من اقوي القادة بالإقليم العاملين من اجل التحرر والوحدة وإزالة كل العلل والأمراض منه والنهوض به ولقد ساهم الدكتور في حل كثير من المشاكل التي تتصل بدول الإقليم وهو قائد لثورة مسلحة لم تري النور كدولة مثل الحرب الإثيوبية ، الحرب اليوغندية ، النزاعات الإرترية ومساهمته ببعض الرؤي و المفاهيم للسياسات الداخلية لكينيا و العديد من النشاطات الايجابية و كان يحارب من قبل تلك المنظمات الارهابية لاسلامية منذ ذالك الوقت

و بدر ذلك فى محاولات الاغتيلات المتعددة و التشويه الاعلامى بنعته عميل للصهيونية و داعى لمحاربة الاسلام و واحد من ازرع الشيطان الاكبر بالاقليم (امريكا)و فشلت كل محاولات اغتيال الدكتور سياسيا و عسكريا او تصفيتة جسديا و لذالك من الممكن ان توفر تلك المنظمات كل الامكانيات لقطع الطريق امام الدكتور جون قرنق لكن كيف؟ و من المنفذ ؟و باى طريقة نفذ الحادث.

بامكان تلك المنظمات استقلال عناصرها فى كل من السودان و الصومال كدول داخل الاقليم وذات اتصال مباشر من ناحية الاحتكاك بموقع الحادث و بامكانها تنفيذ الحادث بعناصر عربية من ناحية التخطيط و القدرة المادية و الفنية وسودانية من ناحية المعلومات والارض و الجانب الاستشارى و التنفيذى او يكون التنفيذ مشترك كما جرت العادة لتنفيذ تلك المنظمات لعملياتها و سوف نتناول ملخصات تصويرية للطريقة التى يمكن ان ينفذ بها الحادث

ب/الدول العربية ذات العمق الاستراتيجى المباشر بالسودان

-هناك بعض التيارات العروبية المتطرفة التي بدأت تنمو بشكل قوي داخل السودان بعد حرب الخليج والحرب العراقية الأخيرة واحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية وإعلان الإدارة الأمريكية حالة الطوارئ ومحاربتها للإرهاب وتغيير خارط الشرق الأوسط كبؤرة لتفريغ الإرهابيين أخذت بعض الدول العربية إستراتيجيات لتنظيم نفسها لتواجه الحرب الأمريكية التي تعتقد تلك الدول بانها شوكة من أجل إبادة العرب والعروبة فكان السودان واحد من تلك الدول التي شملتها تلك الإستراتيجيات حيث بدأ في تنظيم مجموعات سياسية ومجموعات مسلحة من أجل حماية العروبة في السودان وتمكينها بدعم من العديد من الدول العربية باشكال مختلفة واهداف مختلفة حيث بدأ ذلك الدعم لبرنامج قريش الذي يهدف لحماية الشريط العربي الممتد من غرب السودان مروراً بتشاد والنيجر وشمال الكمرون ومالي والمغرب ولقد كان الدعم لتلك المجموعات من دول الخليج للعمق التاريخي الذي يربط تلك المجموعات بالخليج إبان الفتوحات الإسلامية إذ انهم ينحدرون من جيش طارق بن زياد ومعظم ذلك الجيش كان ينتمي الي اصول ذات علاقة بعرب الخليج ولقد وصل ذلك البرنامج قمته بتجمع كل هذه المجموعات في حرب الإبادة والتطهير العرقي بدارفور.

- البرنامج الثاني :وهو بدعم من المخابرات المصرية لتامين عمقها الإستراتيجي الأمني المتمثل في مياة النيل وعدم إتاحة الفرصة لمطالبة السودانيين بحقهم في الحضارة المسلوبة وقطع الطريق امام حركة الماتوكي بجنوب مصر والتي تطالب بالإنضمام الي مجموعاتها الإثنية واللغوية بشمال السودان ولقد قام هذا البرنامج علي قاعدة المحس الحمر وهم يشكلون 108 أسرة داخل المحس ولقد حقق هذا البرنامج تقدماً تكتيكياً وإستخبارياً كبيرين ولقد توجه تلك النجاحات بإتفاق البشير مبارك بالقاهرة علي إتفاق ( الحريات الأربعة).

- البرنامج الثالث: وهو مدعوم من السعودية واليمن وهو يهدف لتأمين المواجه الغربية للجزيرة العربية علي ذات النمط الذي قام إبان الحرب بين القطبين حيث حصرة الجزيرة العربية بحكومات شيوعية من الشرق العراق ومن الجنوب اليمن الجنوبي ومن الغرب إثيوبيا والسودان فقام المعسكر الغربي بدعم السعودية واليمن الشمالي لتحرير التيارات العروبية الاسلامية لفك ذلك الحصار. فحصار الأمس هو غربي إفريقي اليوم. ومن إفرازات ذلك البرنامج العروبي برنامج السلام العادل الذي يقوده خال رئيس جمهورية السودان ( الطيب مصطفي). كل هذا البرامج والتيارات تدعم من قبل دول ذات إمكانيات مادية وفنية عالي ويمكنها تنفيذ الحادث بواسطة أذرعها المذكورة أعلاه سواء ان كانت رموز داخل السلطة الحاكمة في الخرطوم او عن طريق اجهزة السلطة الحاكمة مباشرة علماً بان النائب الثاني لحكومة السودان ( علي عثمان ) هو احد مهندسي تلك العلاقات السياسية ذات العمق الأمني الإستراتيجي.

ج/ أجهزة المخابرات الغربية:

تمتلك اجهزة المخابرات الغربية إمكانيات وقدرات عالية تمكنها من تنفيذ مثل هذا الحادث سواء ان كان تنفيذ مباشرة او عن طريق وسيطاً إفريقياً كان او عربياً . ولكن تنتفي الأسباب الموضوعية لتنفيذ تلك الاجهزة هذا الحادث. وعليه بإمكاننا القول من المحتمل ان بعض أجهزة المخابرات الغربية كانت علي علم مسبق بالحادث ولكن غضد عنه النظر لانه يخدم أهدافها بشكل بعيد المدي لان الدكتور جون قرنق سيكون إضافة قوية للفكر التحرري الإفريقي المناهض لشتي انواع الإستعمار الحديث ( إقتصادي - ثقافي - سياسي) . كما ان هنالك بعض الدول والحركات الإفريقية التي تقف ضد برنامج السلام في السودان إذ انه يهوي مصالحها ولكنها لا تمتلك القدرات والإمكانات التي تمكنها من تنفيذ مثل هذه العملية.

تحليل لكيفية التخطيط وتنفيذ الحادث:

هنالك طريقتين لتنفيذ مثل هذه العملية.

1- التنفيذ عن طريق الإختراق المباشر:-

وهو إختراق الدوائر الأولي المحيطة بالهدف ( الدكتور جون قرنق) ويتمثل إختراق الدوائر الأولي في الآتي:-

أ/ تجنيد احد افراد طاقم الطائرة للقيام بعمل إنتحاري

ب/ تجنيد احد افراد الحرس الخاص بالدكتور.

ج/ إختراق الدوائر الأمنية لرئالسة الرئيس اليوغندي والوصول الي جسم الطائرة قبل الإقلاع وزرع قنبلة موقوته او إحداث خلل بجسم او محركات الطائرة.

د/ إحداث خلل وظيفي بجسم الطيارين عن طريق إعطائهم كمية كبيرة من الكحول او مخدرات او سموم عن طريق الأكل او الشرب.

وفي هذه الحالة تنفذ العملية من داخل الطائرة مما يضعف إمكانية نجاهها وإكتشاف الفاعل بعد التنفيذ بسرعة وقف للمعلومات التي تتوفر من الصندوق الأسود من حوار يدور أثناء التنفيذ داخل الطائرة او عملية الإنفجار. او اكتشاف الفاعل بالمعلومات التي تتوفر بعد التحريات. وإذا صح تصريح الرئيس اليوغندي بان رواندا قامت بإختراق دوائر رئاسته الامنية فهذا يعني من السهل الوصول الي الفاعل من خلال التحريات ومعلومات الصندوق الأسود.

2- التنفيذ عن طريق الإختراق الغير مباشر.

وهو الإستفادة من الدوائر الثانوية للهدف وإستغلال البيئة المحيطة بالهدف . ويتمثل ذلك في :-

أ/ الإستفادة من المعلومات التي تخص برنامج وحركة الهدف مثل ( موعد الزيارة - موعد إنتهاء الزيارة -موعد الإقلاع - نوع الطائرة التي تقل الهدف - المكان الذى سيتجه اليه).

ب/ الإستفادة من تحليل المعلومات الأساسية المتوفرة فنياً مثل ( مجال الإبحار الجوي للطائرة - إحداثيات المجال الجوي - طبوغرافية الأرض زمن الرحلة من والي).

ج/ إستغلال البيئة المحيطة بالهدف مثل المناخ والتضاريس ، نوعية الرحلة من داخل السودان الي خارجه ام من خارج السودان الي داخله طاقم الطائرة سودانيون ام اجانب الطائرة سودانية ام اجنبية.

د/ إستغلال البيئة السلوكية مثل علاقة الهدف بنقطة الإنطلاق هل هي نقطة أصدقاء ام أعداء.

وفي هذه الحالة يتم تنفيذ العملية من خارج الطائرة مما يوفر ضمانات نجاح عالية لإنجاح المهمة وضمانات كافية لمنفذي العملية وتحقيق نجاحات في تضليل البحث والتحري حتي علي مستوي معلومات الصندوق الأسود.

إذاً سوف نتعامل مع الطريقة الأولي وهي تنفيذ العملية عن طريق الإختراق المباشر فإذا تمت العملية بتلك الطريقة سوف تتوفر معلومات سريعة وقوية للوصول للمدبر عن طريق معلومات الصندوق الأسود والتحريات المتعلقة بالدوائر الأولي ( حرس الدكتور - الطيارين- جسم الطائرة). وعليه سوف تقدم أدلة كافية ودامغة لأسباب الجريمة اما إذا تعاملنا مع الطريقة الثانية فهذا يعني ان العملية تمت بموجب إعتراض جوي من قبل طائرات مناورة حربية او إسقاط جوي من نيران أرضية مضادة للطائرات ومن الأرجح ان تكون العملية منفذة عن طريق إعتراض جوي من قبل طائرات مناورة تمتلك معلومات فنية دقيقة عن حركة الطائرة المقلة للهدف تم التشويش للطائرة المقلة للهدف عن طريق صواريخ دخانيه مع إستقلال الظرف المناخي حيث الغيوم والأمطار بالمناطق الإستوائية في فصل الخريف بحيث يكون الحوار الدائر في اللحظات الأخيرة بين الطيارين ( ان ما هذه الكتل الدخانيه او ماهذه الغيوم). ثم إصطياد الطائرة بقوة دفع صاروخي غير متفجرة لاحداث ربكة في توازن الطائرة وشرخ في جسرها مما يؤدي الي سقوطها علي الجبال بشكل يمكن تفسيره بالإصطدام مع زوال كل الدلائل عند البحث والتحري. وهذا النوع من العمليات لقد تميزت به المنظمات الإرهابية الإسلامية ولقد تم إستغلاله بشكل كبير في الآونه الأخيرة كما تتميز به المنظمات الإرهابية الشرقية وبعض أجهزة المخابرات الغربية . ولكن السؤال من هو الوسيط المنفذ ؟ ومن اين اقلعت الطائرة؟ هل الوسيط هو الحكومة السودانية ؟ ام عناصر المنظمات الإرهابية الإسلامية بالسودان ؟ ام هنالك دولة بالإقليم لعبت دور الوسيط؟ هذه الأسئلة سوف نقوم بالإجابة عليها في التحليل القادم.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved