تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

طفل الرأي العام المدلل (ابن المقفع علي العتباني): بقلم د/عمر المؤيد / لندن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/16/2005 3:48 م

طفل الرأي العام المدلل (ابن المقفع علي العتباني):

كانت صحيفة الرأي العام عند انطلاقتها الأولى ابان الاحتلال الانجليزي منارة ووجهة لكل المثقفين الوطنيين الباحثين عن متنفس لاستنشاق هواء الحرية والرأي والرأي الآخر, كانت الرأي العام التي أصدرها عم الجميع السيد اسماعيل العتباني قبلة القراء في تلك الفترة .كانت كابوسا يقض مضاجع الانجليز منذ أن أراد لها أصحابها بأن تسمى الجهاد وأبى الانجليز ذلك لأن هتاف بائعي الجرائد المتجولين في شوارع الخرطوم كان هو (الجهاد ..الجهاد). كانت تجسيدا رائعا للأثر القائل بأن للقلم والبندقية فوهة واحدة.

غير أنه وكما يبدو فأن دوام الحال من المحال , ففي السنوات الأخيرة والتي يحلو لي أن اسميها سنوات الرحيل أخذت الشموس التي أنارت مساحات واسعة من حياتنا تغيب وأخذ الانحطاط طريقه الى جميع مجالات الحياة السودانية بدءا من السياسة وتصريف أمور الوطن ونهاية بالرياضة التي أصبح انتصار فرقنا الرياضة في جولاتها هو الاستثناء. اننا في عصر مصطفي عثمان اسماعيل بعد أن كنا في عصر مبارك زروق ,اننا في عهد الموسيقار شنان بعد أن غادرنا مصطفي سيد أحمد , اننا في عصر الخصصة, اننا في عصر المأكلة والمفسدة والضرب في أجساد الأموات. وللأسف فهذه هي الحقيقة التي ينبغي علينا ألا ننساها بل وأن نقاومها ونتعامل معها.

بتاريخ الخامس عشر من الشهر الجاري كتب السيد علي اسماعيل العتباني في عموده اليومي (تحت الضوء) بجريدة الرأي العام السودانية مقالا بعنوان (في المسألة السودانية والألطاف الالهية), والسيد العتباني يعتقد جازما أن المسيرة الانقاذية القاصدة محروسة من رب العالمين سبحانه وتعالى . رب العالمين الذي نعلم جميعا أنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل جل في علاه . وقبل البدء في مناقشة ماورد في مقال السيد العتباني أود أن أذكر الجميع يآيات بينات من كتاب الله الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه , آيات بينات وردت في سورة الأعراف . يقول رب العزة والجلال سبحانه وتعالى ( وممن خلقنا أمة يهدون للحق وبه يعدلون* والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لايعلمون* وأملي لهم ان كيدي متين) صدق الله العلي العظيم.

من قبل ظن الديكتاتور النميري بأن نظامه محروس بعناية الاهية من بين يديه ومن خلفه ومالبث أن دار الزمان دورته واستدرج النميري من حيث لم يحتسب وانقلب عليه رئيس أركانه بعد أن انتفض الشعب الحر الأبي.

تحدث في هذا المقال عن اللطف الالهي بالسودان وسرد في هذا الاطار ثلاثا من الحالات التي سنتناولها بالبحث والتمحيص ونحن نمضي قدما في هذا التعليق. وثم عرج سيادته على اختراق الحزب الشيوعي السوداني للحركة الشعبية لتحرير السودان وعن المستقبل المظلم الذي يواجهه شماليو الحركة الشعبية بعد رحيل الدكتور جون قرنق.

يصف السيد علي العتباني اللطف الالهي بالسودان وكيف أن الأحوال والمشاكل قد تحولت الى برد وسلام على البلاد وكيف أن ذلك يشبه حالة نبي الله سيدنا ابراهيم عليه السلام حين رماه كفار قومه في النار فتحولت بقدرة الله تبارك وتعالى الى برد وسلام.

ولقد نسي أو تناسى السيد العتباني أن حكومة السودان هي التي أدخلت نفسها في تلك الامتحانات العسيرة , نتيجة للسياسات الرعناء والعرجاء التي ابتدروا بها كل العالم. لقد وضعت الحكومة نفسها دوما في موضع الشبهة والاتهام.

من الذي أعطى راشد الغنوشي الناشط الاسلامي التونسي جواز السفر السوداني؟ ولماذا؟ مع العلم أنه محكوم بالاعدام في تونس.

من الذي سمح لكارلوس بالدخول للسودان؟ ولماذا؟ مع العلم بأنه مطلوب لعدة دول.

من الذي استضاف رعاع الارض وأحضرهم لما يعرف بالمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي؟ ولماذا؟

من الذي تدخل في الشئون الداخلية لارتريا؟ ومن الذي أراد فرض الجماعات الاسلامية على المسرح السياسي الارتري؟ ولماذا؟

ان أهم شخصين تطاردهما أعتى أجهزة المخابرات في العالم نزلا ضيوفا على نظامك في الخرطوم؟ لماذا؟ ومالفائدة التي أتتنا من وراء ذلك؟

.

ان حكومتك ياعتباني هي التي وضعت نفسها في موضع الشبهات, وهي التي أباحت للاخرين اتهامها.

ولذلك فان الحديث عن اتهام حكومة السودان في حادثة اغتيال مبارك, أمر له مايبرره وما يسنده.

واستطرد العتباني في الحديث عن أن القرارات التي صدرت من مجلس الأمن عقب محاولة اغتيال مبارك . والتي أدت في النهاية الى أن تدعم الولايات المتحدة دول الجوار بمبلغ عشرين مليون دولار لاسقاط الحكومة السودانية. وأنا أتساءل ويتساءل معي كثيرون. أي حكومة تلك التي ستسقط بمبلغ العشرين مليون دولار؟ وأي جيش سيجهز بمبلغ العشرين مليون دولار؟ ان هذا المبلغ لايكفي لتجهيز كتيبة دروع واحدة تجهيزا كاملا. فأي محاولة لاسقاط النظام تلك التي تتحدث عنها وتكلف فقط مبلغ عشرين مليون دولار. كفاكم لعبا بعقول الناس, فأنتم أول العارفين بأن هذا المبلغ غير كاف لذلك. ولكنكم عندما جاء قانون سلام السودان الذي كان سيضمن للحركة الشعبية مبلغ من المال قدره ثلاثمائة مليون دولار كانت كفيلة باسقاطكم سارعتم الى مشاكوس ومن ثم نيفاشا.

ومضى العتباني ليتحدث عن الانشقاق الذي حدث بين تياري الحركة الاسلاماوية. وقبل التعليق عليه فأنا أقتبسه حرفيا كلمة كلمة, انه يقول كاتبا (أما اللطف الإلهي الثاني فتمثل فيما حدث من أمر إنشقاق الحركة الإسلامية وكان الناس يتوقعون سيناريو مماثلا لما حدث في اليمن الجنوبي خصوصاً وأنهم اعتقدوا ان مجموعة الترابي لها امتداداتها الأمنية والعسكرية والسياسية. وكلنا يعلم ما حدث في اليمن الجنوبي من تصفيات ومجازر ولكن شيئاً من هذا لم يحدث في السودان وتم لعق الجراح وكان أقصى ما حدث هي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت بعد سنين والتي كان لها أيضاً توجهاتها العرقية ولم تستطيع ان تقنع العقل الاسلامي أو تؤثر على الاقل على التداخل والتواصل الاجتماعي في الصف الاسلامي) انتهى الاقتباس.

ان هذا اعتراف صريح بالفكر الدموي الذي تمتلكه الحركة الاسلامية بجناحيها, واعتراف بأنهم قد أجمعوا أمرهم بالاستعداد لأي طاريء قد يحدث في البلاد لتحويلها الى حمام من الدماء. ان هذا النمط الفكرالاقصائي القائم على العنف هو الذي أوصل النظام الذي تطبل أنت لقادته الى ما هم عليه الآن. وهنا يتخفى السيد علي العتباني مجددا وراء عباءة المنطق, ويحاول أن يجد لرأيه مكانا هناك, والحقيقة التي يعلمها الجميع هي أن الصراع بين جناحي الحركة الاسلامية كان صراع مناصب ومناصب ومناصب فقط ليس الا, لم يكن صراع فكر أو صراع أيدولوجيات, الترابي رغب في زيادة صلاحياته والبشير يدعمه علي عثمان رفضا ذلك.

ويواصل العتباني مقاله ليتحدث ويفرض جزافا أن الحرب في دارفور هي باكورة حروب المياه المقبلة والمتوقعة, يقول العتباني ( أما اللطف الالهي الثالث فقد جاء مع ماحدث في دارفور ونحن نعلم أن قضية دارفور تمثل في بعدها الإستراتيجي (حرب مياه مبكرة).. وهذه الحرب على المياه التي يسمع عنها الناس في الصحف والتي تهييء لها إسرائيل الظروف الموضوعية وتشحذ بها الاذهان لأنها تريد أن تجبر (العسكرية المصرية) إلى أن تتجه إلى الشرق وإلى الجنوب حتى تتبدد طاقاتها في حرب المياه بدلاً من مواجهة إسرائيل وحراسة الحدود معها كما تبددت من قبل واستنزفت في حرب اليمن. والمهم أن حرب دارفور برزت وفي جوهرها (حرب المياه) لأنها إندلعت بين الرعاة الذين كانوا يطلبون المرعى والماء والمزارعين الذين كانوا يجدون (حواكيرهم) وأراضيهم ومزارعهم عرضة لما يسمى بالرعي الجائر)

فلينظر الجميع الى هذا الاختزال المخل المريض وليتدبر ذوي الالباب في كيفية كسر عنق الحقائق. الحرب في دارفور بناء على رأي السيد علي العتباني هي حرب مياه!!! شوف يامؤمن.

يتغاضى السيد عتباني النظر ويغض الطرف عن أمور غاية في الدقة والحساسية ,أمور لاتحتمل أي نوع من المزايدة ,أمور تتعلق بمشكلة تنمية غير متوازنة و توزيع الثروات والسلطات عدلا وقسطا وقسطاسا بين أبناء الوطن الكبير, بين أبناء السودان الواحد المتحد.

سلاح الطيران السوداني تم استخدامه ضد المدنيين في درافور, فهل هذه معارك ماء ومرعى بين قبائل ؟؟

مئات الألوف من اللاجئين الى دول الجوار, فهل هذه حرب ماء ومرعى؟؟

عصابات ومليشيات مسلحة وترتدي اللبسة العسكرية للقوات المسلحة . فهل هذه معارك ماء ومرعى بين قبائل؟؟

نساء تغتصب .وأخريات يترملن؟؟ فهل هذه معارك مياه بين قبائل؟؟

أطفال ييتمون؟ هل هذه حرب مياه بين قبائل؟

هل مايحصل في الشرق؟ ومجزرة بورتسودان هي حروب مياه أيضا؟؟؟

ويذهب العتباني الى أن المجتمع الدولي ونتيجة لزايدة التوتر في العراق بدأ يصرف النظر عن دارفور. وهنا يقع في سوء عمله السيد العتباني, فما هو الشيء الذي لايرغب العتباني وطبعا من خلفه الحكومة أن يراه المجتمع الدولي في دارفور؟ وماذا عن المتهمين في جرائم دارفور؟ وماذا عن لائحة الواحد والخمسين؟

وعموما فلتزف البشرى للسيد العتباني بأن هناك أخبار أكيدة يتابعها كل السودانيين تفيد بأن مايحدث في الشرق من جرائم سيتم أيضا ادراجه ضمن صلاحيات محكمة الجزاء الدولية

وبعد هذه الكرامات والمعجزات الانقاذية ينتقل سيادته ليتحدث عن رد فعل البشير تجاه موسيفيني . وكيف أن السيد القائد الملهم معز الدين والدولة الحاكم بأمر الله قد امتاز رد فعله بالعقلانية والاتزان.

وأسأل السيد العتباني عن كيف يمكن أن يصف رد فعل البشير يوم أن وقف وبطريقة هستيرية يحلف بالله أن لن يسلم المشتبه بهم الى لاهاي؟؟ هل كان عقلانيا ؟ ألا تعلم أن من صفات القائد المحنك ألا يورد قومه موارد الهلاك.

وعرج السيد العتباني بعد ذلك على الحركة الشعبية وكيف أنها مخترقة من خمسة من كوادر الحزب الشيوعي, وفضل العتباني أن يمسك عن ذكر أسماء الكوادر الشيوعية على حد زعمه, وأنا أقتبس هنا حرفا حرفا وكلمة كلمة ماورد في مقاله, يقول السيد أبو العتباني (ونحن نعلم أن الحزب الشيوعي بعد أن فشلت إستراتيجيته القائمة على إستلام السلطة بالانقلاب العسكري في أعقاب إحباط حركة الرائد هاشم العطا وبعد أن تمزق الاتحاد السوفيتي وسقطت الاشتراكية والشيوعية ، دخل في تحالفات تارة مع (منقستو) وتارة أخرى مع (أفورقي) ودخل في تحالفات مع الاحزاب الشيوعية الافريقية. واخترق الحركة الشعبية لتحرير السودان عن طريق خمسة من كوادره نمسك عن ايراد اسمائهم الآن ولكنهم معروفون . وأن هؤلاء الخمسة وحفاظاً على مواقعهم في الحركة إرتضوا أن يسيروا خلف الدكتور منصور خالد الذي كان عدوهم وخصمهم السياسي منذ الخمسينات. ومهما يكن فإن وفاة الدكتور جون قرنق وبالطريقة الدرامية التي تمت بها قد وضعت حداً لنشاطات الحركة الشعبية في شمال السودان ونحن نعتقد الآن أن الشيوعيين الشماليين داخل الحركة وخارجها وبعد الاحداث الدامية لا يستطيع من قادوها أن يجابهوا الشعب السوداني ولا يستطيعون مخاطبته كما أنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم داخل البيت الجنوبي الذي أصبحت له الآن أولوياته واجندته الخاصة) انتهى الاقتباس.

لقد اعترف عراب الانقاذ وأباها المعقوق حسن الترابي بخطائه الذي ارتكبه يوم أن قرر الاستيلاء على السلطة , ورد ذلك في مقابلة مع الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة القطرية . ان الفرق بين استراتجية الشيوعيين واستراتيجية الجبهة الاسلامية هي الأسماء فقط, فالاستيلاء على السلطة عند الشيوعيين يسمى بحرق المراحل وعندك يا سيد على العتباني يسمى المسارعة الى الله .

ولكن الشيوعيين لم يقتحموا الحركة الشعبية فقط ,وهذا اذا افترضنا جزافا بصحة ماذهبت اليه, فالشيوعيون قد اخترقوا الجبهة الاسلامية وما عبدالباسط سبدرات عنك ببعيد. بل على العكس فقد كان الشيوعيين داخل الحركة الشعبية أعضاء فاعلين ووصلوا الى مناصب مرموقة داخل التنظيم وخير مثال على ذلك هو الناطق الرسمي للحركة.أما كونهم ارتضوا أن يسيروا خلف السيد منصور خالد الذي كان على حد زعمك عدوهم الى زمن قريب , فقد سارت الجبهة الاسلامية بكافة أطيافها بدءا من حسن الترابي وعلي عثمان الذي تداهنه وتحرق له البخور وتطبل له في هذا المقال سارت في ركاب مايو. وتولت الوزارات, وحرفت شرع الله زورا وبهتانا وادعت أن ذلك هو الدين الحق, وأزهقت بتلك الحجج أرواح رجال هم خير مني ومنك.

ويمضي العتباني بعد ذلك محاولا زرع بذور الفتنة بين أبناء التنظيمات السياسية, ويقرر افتراضا , ويفترض واقعا. فعلى سبيل المثال , يفترض سيادته أن ولاية السيد سيلفا ميارديت قد حدد لها مابين الشهرين الى ستة أشهر, وكيف أن ممثل أبناء بور لم يحضر التنصيب. وكيف أن فاولينو سيكون الحليف الأساس لكير في الفترة القادمة

وكيف أن هدوء السيد ميارديت الشديد ينطوي على سر مكنون. ويرجح أن يكون تنمية وعمل واهتمام بالجنوب والجنوب فقط. ويختم حديث بالتطبيل والتهليل والتصفيق لحنكة الأستاذ الرائع علي عثمان محمد طه وكيف أن حنكته هذه مصدر طمأنينة للشعب والأمة

ان الانسان ليأسف فعلا عندما يرى قلما مثل قلم علي العتباني, يحاول أن ينسج القصص ويمنطق غير المنطقي , انه يحاول أن يجعلنا نصدق أن حكاوي الانقاذ مع الشعب السوداني, تلك الحكاوي والوعود التي لو جازلنا أن نصدق حكايات كتاب الألف ليلة وليلة الذي ترجمه ابن المقفع لكان أسهل لنا من أن نصدقها. وقد كنت أحاول ومنذ زمن بعيد أن أتفادى الكتابة عنه, بل أني حتى لا أرد على من يرد علي ولكني وجدت نفسي مرغما على ذلك هذه المرة , فهذا رجل شره قد استطار واستدار ليقطع رقاب الحقائق , ويشل أعناق ما اتفقت عليه أعراف الناس ارضاء لنفس مريضة أو حاكم جائر مستبد.

نسأل الله الهداية لنا وله ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

متعكم الله بالصحة

د/عمر المؤيد / لندن

--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved