لأن التوحد والتوافق الفكرى قوة تجعل السودان اكثر تماسكا يهدد عرش ريادة مصر في المنطقة , وايضا فى ثورة يوليوا التى قامت في مصر قبل استقلال السودان سنة 1953 حتى سنة 1956 ,فى تلك الفترة ساهم الجانب المصرى كثيرا فى تشويه التجربة الديمقراطية الوليدة فى السودان , وبدات المحاولات المصرية فى استقطاب الجيش السودانى اثناء حكم حزب الامة 1958 , وعندما احست مصر بان مصيرها مرتبط بالسودان حاولوا تاسيس علاقة تتلخص في طرح الحساسيات التاريخية جانبا وتسوية المشكلات التقليدية بين مصر والسودان من حيث اتفاقية مياه النيل وكانت نظرتهم اليها من جانب مصلحة مصر اولا , لان الكثير من الخبراء يتوقع فى عام 2025م هبوط دخل الفرد فى مصر من المياه العذبة الى اقل من خط الفقر المائى وهذا سوف يهدد الامن القومى المصرى وحاولت مصر القيام بتسوية لمشاكل الحدود بتدخل تحكيم دولى كوسيلة حضارية للتفاوض ومقصد من ذلك هو استمرار العلاقة السلمية لتحقيق مصالحهم الخاصة .
وما تناولته من شق تاريخى للعلاقة مابين مصر والسودان لاظهر ما بجعبة العدو الخفى ومدى السلبية التى كانوا يتعاملون بها لان مبتغاهم الاول والاخير عدم استقرار السودان ويدعون ان العلاقة ايجابية وان مصر والسودان قطر واحد لا والف لا للاذدواجية لان مصر عدو خلف الستار. ان مايثير دهشتى هو التطبيع الكامل الذى قامت به حكومة الخرطوم مع مصر والتعاون المشترك لم يقف الى حد التطبيع السياسي بدوا فى اعادة صياغة العلاقات الثقافية للدولتين حتى يكون التطبيع على المستوى العلمى بطرح التواصل الثقافى الذى يقوم على التطورات العلمية والتكنلوجية .
ان ما تقوم به حكومة البشير من ادخال مصر فى عملية الامن والاستقرار فى دار فور
هذا يزيد من هوة القضية ويعقد المشكلة اكثر لان مصر تعمل دوما على السودان العربى وان دورها عبارة عن ممثل خفى للجامعة العربية لذلك لابد من ابعاد مصر تماما من المشاركة حتى بالراى ناهيك عن الامن والاستقرار فى دارفور لانها تؤزم من القضية .
اما اذا تناولنا الجانب الاجتماعى نجد ان العلاقة بين الشعبين السودانى والمصرى لا يوجد اي توافق وان هنالك تباعد فكري وثقافى وعلمى كبير يصل الى مرحلة الكراهية بين الشعبين والسبب في ذالك هو ان الحكومات التى تعاقبت على حكم مصر المتعاقبة كانو دوما يسعون الى طرح مفاهيم خاطئةعن السودان وشعبه وان السودان من الدول التى ليس لها شان وترسخت هذه المفاهيم الخاطئة فكرة ومضمونا فى اذهان الشعب المصرى واصبحت النظرة الدونية هى سمة العلاقة بين مصر والسودان لذلك من الصعب محو هذه المفاهيم من عقول الشعب المصرى .
لابد من اصحاب الشأن السياسي اتخاذ الحيطة والحذر الكامل حتى يكون السودان امنا ومستقرا.
أيمن أحمد ادم هارون
القاهرة