تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

العمل الاستخباراتى السودانى بقلم محمد احمد الخليل

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/13/2005 9:57 ص

قال الدكتور عبدالله على ابراهيم ذات مرة ان الجبهة الاسلامية أصبحت تنفذ اجندة أمنية بدل ان يقوم الأمن بتنفيذ اجندة اسلامية. ولعمرى لم أجد اصدق من ذلك الوصف فى عرض مايحدث امامنا. ونعى التجانى عبد القادر على مثقفى الاسلاميين انهم ضاعوا وسلموا امرهم اما لسياسى محترف او لكادر امنى او لتاجر جهول او لهؤلاء جميعا. وبالتأكيد هذه المقالة لاتريد ان تجمل وجه الاسلاميين بأى شكل او لون. وبرغم ان تجربة اسلامييى السودان ستنسحب على كل من ينصب نفسه مناديا بدور سياسى للاسلام الى ابد الآبدين، وبرغم ان ما نحن بصدد اثباته يبدو محاولة مستميتة لرمى كل تقصير ورده لمطامع ونواقص البشر، الا ان يقيننا ثابت بأن فى الأمر فائدة لكل سواد السودانيين بما فيهم المنادين بفصل الدين عن الدنيا. وليس أنفع من تبيان مكامن القصور ودسائس الدهاليزو القصور فى توعية غوغاء هم حطب كل ملمة وأول المكتوين بالنيران. اما الهدف العام من هذه المقالة فهو صرخة فى وادى الصمت علها تحيى مواتا وتنبه غفلة وتنير طريقا.

اول مايتبادر لذهن السودانى عند ايراد كلمة الأمن والاستخبارات هو وقعها السالب، وكأنها مسبة تهبط بالرجال الى أشباه الرجال او هم أدنى. وليعذرنى انصار الجندر فلاأعرف الى أين تهبط هذه الكلمة بالنساء. والسودانى فى ذلك محق بسبب كل مايعرفه ويراه ويتحسسه ويسمعه ويشمه ويحلم به. والسؤال الآن من المسؤول عن ذلك؟ هذا فرع من أصل أين الأجندة الاسلامية فى العمل الاستخباراتى. وحتى لا يزايد علينا الاسلاميون شريرهم وخيرهم فى نفى تهمة الهبوط، نورد مثالا ما تم مع الضابط ود الريح، ويقاس عليه كل ماتم ببيوت الأشباح ومالقيه الطلاب من تقتيل وتعذيب على مر سنين الانقاذ. اذا كانت هذه الأحداث عابرة وفرادى، ولاأحسبها كذلك، فقد أدت دورا مهما فى تنفير كل ذى لب وضمير من الدخول الى ذلك المستنقع الآسن الى يوم الدين.

هذا بالداخل، اما بالخارج، فأول ما استقرت الانقاذ تفاخر أهلوها بدور لهم فى ارتريا واثيوبيا، ولنا أن نصدقهم مع وجود الشواهد وأبرزها بقاء عثمان السيد حتى الآن فى أديس أبابا وقد سمعنا ان ملس زيناوى قد طالب به شخصيا. وسؤال لايخفى على كل ذى بصيرة هل يمكننا ان نتخيل الاخوان المسلمون فى مصر يخوضون فى عمل استخباراتى يأتى باسياسى أفورقى رئيسا؟ وهل يمكن لهم فى مصر ان يتعاونوا مع أمريكا لتغيير الحكم فى ليبيا مثلا؟ ولا احسب هذا القياس بعيدا فكلا الحركتين منطلقاته فيما يؤكدون اسلامية. الأمر يحتاج أكبر من مجدد قرن.

وشواهدنا التاريخية تبدأ مع الفلاشا، وحقا الفلاشا لن تتلاشى. لا أعرف كيف تنطلى اللعبة على كل الناس. من من اسلاميي العالم يقبل بترحيل اليهود فى تعامل سافر مع اسرائيل؟ ثم بعد كل ذلك يتغدى ويتعشى كما لو صلى فى القدس؟ حسبنا ان الأمر موثق والتهمة غير منكورة، ولم نسمع ان الفاتح عروة اعلن توبته على رؤؤس الأشهاد او حتى أسرها للترابى وعلى عثمان. ومازال عثمان السيد نافذا فيهم، وهناك شخص يسمى هاشم الدابى تذكره المراجع الأمريكية مع من سبق بأنه خريج معامل تفريخ السى أى أيه، وهناك نميرى آخر. ومن حكمة الله انهم جميعا صدرهم السودان فى منظمات دولية واقليمية كما لو أن حواء السودان حبلى وولود لتنجب من يدرب استخباريي افريقيا فى كينيا وأثيوبي وماجاورها من الكوميسا. من يقول بأن الأفعى تغير جلدها وان هؤلاء الاساطين فى العمل الاستخباراتى قد تنزلت عليهم الهداية ليصبحوا اسلاميين، بل من عتاة الاسلاميين، فلن نملك الا ان نصدقه ونحن نتحسس موقع الرأس منا.

فى كتابه عن الأسرار الخفية لحرب العراق، ذكر يوسف بودانسكى وسنأتى للرجل لاحقا، ذكر ان اختراق التنظيمات المعارضة عمل استخبارى قديم. وقدم تلخيصا لما تم فى روسيا أواخر القرن التاسع عشر، وايران الشاه، ثم كيف تلقفت الأمر مخابرات السوفيت. وقد قامت شيكا، السابقة للكى جى بى، باختراق كل التنظيمات المعارضة التى دعمها الغرب. وحتى قبل بضعة شهور قرأنا لحزب التحرير كيف ان طاجيكستان بعثت بمخابراتها داخل السجون ليخرج الاسلاميون من سجنهم فى تمرد مصطنع، ويتحرك الشارع كذلك حتى يسهل اصطياد زعامات المعارضة وقد تم كل ذلك، وحتى من لم يصدق الخدعة، اغتالته المخابرات داخل السجن بحجة انه تمرد داخل السجن، ومن نجح وخرج كان اصطياده أسهل. يوسف بودانسكى هذا كتب عن ابن لادن الرجل الذى اعلن حربا على أمريكا، والرجل ملم بتفاصيل كثيرة عن السودان بصفته مختصا بالارهاب فى واحدة من لجان الكونجرس.

والناس يتناقلون من حين، وشهد بذلك الامريكان من قمتهم، كيف ان أشاوسنا كانوا نعم العون ونعم الساعد. ونعم هى طامة لاكاشف لها الا احناء الرأس للعاصفة، لكن الأمر أعمق من ذلك. وقد قرأنا ان طائرة خاصة ابتعثت لتأتى برأس مخابراتنا الى واشنطن بعدما جاءت بقتلة الأكروبول، ونحن نصدق كل ذلك. هل هو تقاطع المصالح؟ وهل هى ضرورات اللحظة ونكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا ما من صداقته بد؟ لنا ان نصدق او لا نصدق. ستبدى لك الأيام ماكنت جاهلا.

قياس آخر، وما أمر طالبان بسر. كل العالم يشهد، حتى طالبان أنفسهم، انهم جاءوا بالدبابات الباكستانية. حتى عند اقتحام تحالف الشمال لمزار شريف بدعم وتغطية امريكيين، سمعنا عن طائرات باكستانية تنقل ضباطا باكستانيين من المدينة قبيل ساعات من سقوطها، وبتنسيق كامل مع الامريكان. ويدخل فى ذات السيناريو اغتيال أحمد شاه مسعود الذى تطوع شابان من بلجيكا قيل انهما ينتميان للقاعدة قررا ان يدخلا به الجنة. كان ذلك فى العاشر من سبتمبرّ!!! وعجب كلها الحياة فما أعجب الا من راغب فى ازدياد.

هذه الطالبان ترتبط بسياقنا عندما تم تهجير ابن لادن من السودان اليها. ولفعل ذلك كان التدبير باشعاره بعدم الأمان بعد أحداث مسجد أنصار السنة فى الثورة. وهذا يقودنا لمن أتى بابن لادن الى السودان. تخيلوا لو بقى ابن لادن هذا فى السودان حتى الحادى عشر من سبتمبر؟ طبعا بعد حسابات يسيرة من السهل معرفة ان السودان أصعب من ان تدار فيه معركة مع كل مجاهدى العالم. من السهل فعل ذلك فى جبال افغانستان التى انقطعت عن الحضارة لعقود ولكن السودان ضرورى لخداع الاصوليين بدولة الخلافة ورصد كل احوالهم قبل منازلتهم. كان نصيب السودان قصف مصنع الشفاء بكل هوله ولكنه هول دون هول وقدر اهون من قدر. وهنا نأتى لشاهد آخر. أمريكا بكل جبروتها وعيونها تعجز عن رؤية فخر الصناعة السودانية العسكرية لتصيب مصنع أدوية. الا ان تكون النية مبيتة للحفاظ على شعرة معاوية والهاء الغوغاء. بخصوص أحداث مسجد الشيخ ابو زيد، تسرب للسطح أخيرا من الأمريكان ان السعوديين ارادوا التخلص من ابن لادن فاخترقوا تنظيم التكفير والهجرة ليكفيهم ذلك الشر. فقط تذكروا ان ذلك كان فى عام 1993 ولا أحد فى العالم يعلم عن ابن لادن الارهابى الا من قاموا باحتضانه عندما كان فتيا فى افغانستان، ولا أدرى لماذا يغتاله السعوديون وهم من رفض استلامه كما زعم الفاتح عروة. وتسرب أيضا ان ابن لادن وجماعته أقاموا حكومة داخل الحكومة بتطبيق شريعتهم على ابن واحد من عضويتهم بعدما اشترته المخابرات المصرية. وكانت تلك الحكومة هى السبب فى غضب الترابى وأمره بطردهم مع ان الأمن السودانى هو من تطوع بابلاغ الجماعة باختراقها.

المحير فى كل ماتفعله استخبارات السودان هو محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك. الشاهد انها تمت عام 1995 وكانت سببا فى قطع شعرة معاوية بين مصر والسودان الى حين. فى ذات العام وافقت الحكومة السودانية بعد تأب عارض على مقررات ايقاد وشرعت فى مفاوضات السلام بعد القبول بمبدأ تقرير المصير. كانت ضربة قاصمة لمصر بعد انكشاف ظهر الخرطوم، لم يفق منها المصريون الا بعد عام 1997 ليتولوا بأنفسهم التسويق لحكومة السودان فى المحافل الدولية لرفع العقوبات. هل كانوا يطمعون فى ان تجزيهم الحكومة بالنكوص عن ايقاد؟ وهكذا تمت الطبخة هادئة بعد تحييد مصر على الأقل. ودائما أوراق اللعبة أمريكية.

للاختصار، والى ان نعود مستقبلا ان يسر الله لنا عودة، نقفز الى مستجدات الأحداث بعد تحطم طائرة النائب الأول الفقيد دكتور جون قرنق. واضح جدا ان صوت قرنق ليس مقبولا لجميع اللاعبين الاستخباراتيين فى المنطقة. فى تقييمى الساذج ان السودان مقبل على تفتيت وبلقنة دبلوماسية بحيث يبقى قطرا موحدا ظاهريا، او دولة واحدة وعدة أنظمة سياسية كما تصور معهد الدراسات الاستراتيجية. البداية ستكون بالجنوب، وغدا دارفور وبعدها الشرق. مصر لاتريد دولة أخرى وأمريكا لا تريد ان تغامر بفرض سابقة فى أفريقيا، مع ان يوغندا واسرائيل يدعمون الانفصال بشدة. ولكن الأفارقة أعجز من ان يحكموا انفسهم وقد سئم الغرب من اطعام جوعى افريقيا عاما بعد عام. وبعد نهضة آسيا جاء الدور على افريقيا، فقط هم يعلمون ان هذه الدول أتفه من تتحكم بمواردها. الأفضل توزيع الثروة وتقصير الظل الادارى. طالما هناك لاعبون على المستوى القومى فمن الأولى تحريك الهوامش حتى تتفتت الأحزاب الكبيرة وتستأسد صغار القوى الحديثة. حتى المؤتمر الوطنى لايستطيع ان ينافس حزبى السيدين لو رجع الأمر لما كان عليه. لهذا ليس مستبعدا ان تسقط طوكر مستقبلا، وبالأضافة لهمشكوريب، سنرى وجودا للبجا فى مدن أخرى وربما تهتز بورتسودان لكنها لن تسقط كما سقطت توريت، وتلك كانت لعبة أخرى. فى عز المفاوضات اختار الطرفان ان يمثلا تلك اللعبة لاقناع من بقى متعنتا من المقاتلين بقفل باب القتال الى الأبد وقد تساوى النصر والهزيمة كما قال عرمان يومذاك. اما تدمير الطائرات العسكرية وهى آمنة فى سربها داخل الفاشر، فلعمرى تلك سقطة أمنية بلقاء، الا ان يكون فى الأمر حملة تأديب لبعض العسكر غير المدجن.

الآن أين قرنق من ذلك كله؟ أولا هو يلعب مثلما فعل شداد بدورى الكرة مناديا بكل السودان، وثانيا هو حليف لليسار. الأول ليس من خطط المرحلة، وحلف اليسار ليس هذا أوانه لأنه لا أحد يريدهم ان يدخلوابأنوفهم فى العمل الاستخبارى. وبمناسبة السلام، فقد تم تسريح ثلاثمائة من ضباط الأمن وقد قيل ان ذلك بغرض ايجاد أوعية لاستيعاب ضباط الحركة. والمؤكد ان الخارجين هم أكثر الامنيين اسلامية ، ولا اقول اسلاما فقد كانوا شاهدين وشركاء على وفى كل الانحطاط. ومرة ثانية سيتولى أمن الاسلاميين تدريب ضباط الحركة ومزيدا من الانطلاق الافريقى، وهم احرار فى ان يتعاونوا مع اسرائيل كما تفعل ارتريا. ليس لدينا اى اعتراض على مستحقات السلام بل هى محل كل ترحيب وياحبذا لو ساهمت فى تخفيف ان لم تكن ازالة التشوهات الحاصلة الآن باسم الاسلام. اما هل ساهمت الحكومة فى حادث الطائرة، فالمؤكد انها مستفيدة من غياب صوت جنوبى، زعم روجر وينتر انه وحيد، ينادى بالوحدة. يدخل على الخط الدور اليوغندى والاسرائيلى، لكن المؤكد ان للاستخبارات السودانية قدما راسخة فى التعاون مع الامريكان وهم يدورون حيث دارت المصالح الأمريكية. بمناسبة وينتر هذا، هل هو نفسه مهندس عملية موسى؟؟

وثيق الصلة بالعمل الاستخباراتى السودانى فى الاقليم الافريقى أمر التعارك فى البحيرات واجلاء الفرنسيين والبلجيك وتغلغل الأمريكان. ومن المعلوم ان السودان تحرك فى السابق نحو الكونغو ولن ننسى زيارة البشير للمشاركة معزيا عند اغتيال كابيلا الأب، ولما تجف دماء الميت بعد. وهناك التعاون مع فرنسا بخصوص ابن آوى\ كارلوس. وكل هذه اسئلة تحتاج مزيدا من تسليط الاضواء لمعرفة اين يقف العمل الاستخباراتى السودانى، وهل هو خبط عشوء ام انه يتحرك وفق استراتيجية اكبر من حجم دول المنطقة؟ وربما يكون مقيدا ان نتساءل عما حدث لشحنة الذهب التى صدرت الى المانيا ثم ضاعت فى المطار، وشبيه بذلك عمليات الاحتيال التى يجنى أصحابها ملايين الدولارات مثل نسيم الياس الفلسطينى او صقر قريش او افلاس بنك الشمال. اما لماذا كانت قطر تمد الانقاذ بالبترول فى اول ايامها، فللأمر صلة. ومثله سيطرة الأمنيين على المجال الاقتصادى. وشأن الأمن والاستخبارات كله خيوط متشابكة. والأغرب من كل ذلك هو التقاتل فى شوارع الخرطوم وكيف يفوت ذلك على جهاز امن لا يدع شاردة ولاواردة؟ هذه كلها رؤوس مواضيع تصلح لمعالجات منفصلة فى كتابات مستقبلية.

مع عميق ايماننا بعظم العمل الاستخباراتى ودوره فى حماية التراب، الا انه ان كان لى انادى بشئ، فهو ضرورة تنظيف اجهزة الشعب السودانى من كل المفسدين، وحقا كما قال الحاج وراق يوما. لسنا بعيدين من أصابع الموساد وقد رأينا سابق تجربتها فى الفلاشا. اذا اراداو تطميننا، فعلى قادة الحكومة التضحية بكل الصف الأول من القادة الأمنيين فى جهاز الاستخبارات تحديدا. امالو كان امنيونا وقادتنا يركنون الى وعود أمريكية بحلول التنمية والمساعدات الاقتصادية، ففى غيرنا فى ارتريا وافغانستان والعراق عظة. كان العراق أسبق الى اجابة مطالب الأمريكان حربا مع ايران وربما غزوا للكويت. ومع ذلك ضحى الأمريكان بحكومة البعث لما استهلكت اغراضها كما ضحوا بنميرى. وخوفى من كل ما يحدث ان يصدق قول الرئيس الأمريكى بوش عندما صرح بأنه قرر ان ينقل الحرب مع الأشرار الى بلادهم فيشغلوا بأنفسهم ولا يعودون لتهديد امريكا فى عقر دارها. خوفى ان تكون احداث الفاتح من اغسطس بداية لظهور زرقاوى او بنفسجاوى سودانى. ربما يكون الأمر أولى لو تدخل عقلاء الجيش والشرطة فهم أول الضحايا لما يتلاعب به الأمنيون.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved