تحية لثوار حركة الكفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش

تحية للذين كشفوا عورة الخرافة النيلية واستعادوا الوعي المفقود وكرموا عقل الانسان

مساندتنا ودعمنا اللامحدود لحركة الكفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش ليس ضربا من ضروب العبث الفكري وليس شعيرة من شعائر الدجل والشعوذة التي اعتادت استخدامها حكومة الحناكيش لتضليل الشعب السوداني منذ فجر الاستقلال .

حتى الوقت الراهن هنالك قطاعات كبيرة من الشعب السوداني لم يتحرر بعد من براثن تلك الثقافة الخرافية التي تزعم بان كردافان ودار فور بؤرتان غير محظوظتان من حيث الثروات الطبيعية وتذهب هذه الخرافة النيلية بعيدا ثم تتستر بدموع التماسيح في سرادق العزاء الذي يقام عندما يرحل إلي رحمة الله معلما بارزا أو شيخا جليلا يتمتع بمكانة خاصة في قلوب الناس وهنا أستشهد بشيخنا الجليل عبد الرحيم البرعي رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.

المغزى من الاستشهاد بهذه الحادثة ذو دلالة عميقة ودرسا بليغا لمن يفهم ويفسر ما وراء دموع التي يذرفها السياسيين عندما يذهبون إلي مكان ما لتقديم واجب العزاء كما فعلوا في الكردفان عند وفاة المرحوم الشيخ البرعي وهنا يجب أن نتساءل : هل دمعة علي عثمان محمد طه كانت دمعة حقيقية أم أنها لا تتعدى كونها دمعة من دموع التماسيح وكان القصد من تلك الدمعة المزيفة الخادعة هي محاولة لكسب ود أبناء كردفان وتلاعب بمشاعرهم وعواطفهم ولكن هذه المرة من بوابة تقديم واجب العزاء لعل وعسى أن ينسي المظلومين همومهم وينخرطوا في تلقين وحفظ خرافة المؤتمر الوطني الذي تقول بان كردفان نموذج فريد لفضيلة الصبر وقوة تحمل العطش ومجابهة الشدائد والعواصف التي دائما تجرف الوطن وفي نهاية هذه المقطوعة المخدرة يقولون لشعب السوداني تعلموا فضيلة الصبر من أبناء كردفان وهكذا كونوا مثلهم في الصبر والتحمل وإياكم أن تشكوا من العطش والمجاعة مهما كان رقم الضحايا مرتفعا من البشر والبهائم وكما يجب تعلموا أن بان الأغنياء والمرفهين أمثالنا لا يمكن أن يدخلوا الجنة إلا إذا تم تمرير الجمل من ثقب الدبوس إذن أيها الأحباب اصبروا واطمئنوا طالما نحن لا ندخل الجنة بسهولة !!

تأييدنا اللانهائي لثوار كردفان ليس تقليعة جديدة ولا يمثل انحرافا لقوانين الطبيعة بل ننطلق من قناعة تامة بان ثوار حركة الكفاح تمكنوا من كسر حاجز الحيرة والترقب والتوجس الذي كان يتربص بإقليم كردفان بسبب تراكمات ثقافة الخرافية التي كان تكبل الشعب السوداني وتشوش رادار عقله من رصد تلك الخرافة النيلية ولكن يبدوا أن ثوار حركة الكفاح تمكنوا رصد تلك الخرافة وفجروا ثورة الوعي والتحرر من الأساطير والخرافات والأوهام وهذا مكسب كبيرا لعقل المواطن السوداني الذي أهين لعقود من الزمن بالهراء .

حركة الكفاح استعادت الوعي المفقود لأبناء كردفان ومن هنا تبدأ معركة التحرير الشاملة من التبعية والتهميش والظلم وثقافة الكذب والنفاق والدجل والشعوذة وهذا شرف عظيم لعقل الإنسان السوداني الذي كان مخدوعا بالأوهام وخزعبلات التنويم المغنطيسي التي تتستر بالابتسامات الصفراء ودموع التماسيح الذي يذرفها المنافقين وسماسرة دين الله الحنيف في سرادق عزاء الشيوخ الأجلاء لخداع الجماهير باستخدام حيل شيطانية ماكرة تمهيدا لجني ثمار ومكاسب سياسية في وقت لاحق ولكن يبدوا أن ثوار حركة الكفاح من اجل التنمية وإزالة التمهيش فطنوا لتلك الكذبة الكبرى وفجروا الثورة فوق ارض كردفان الغرة وتلك كانت خطوة مهمة جدا في اتجاه تعديل كل المسارات المقوسة والموازيين المزدوجة .

حركة الكفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش التي انفجرت من ارض كردفان الغرة ليست خرافة من خرافات ما يسمي بالمؤتمر الوطني زورا وبهتانا الذي أجبر كل الشعب السوداني لحمل السلاح باعتباره الخيار الوحيد الفعال الذي يستطيع أن يحمل رسالة المظلومين والمضطهدين والمهمشين في مشارق الأرض ومغاربها و يجبر الطغاة والمنافقين والظالمين علي الإذعان لإرادة المقهورين والمسحوقين سواء كانوا في دار فور أو كردفان والذي يمثل الامتداد الطبيعي لدار فور .

تحية ثورية صادقة لثوار كردفان الذين فجروا الثورة ووجهوا رسالة بليغة للذين يتوهمون بان كردفان لم يستقيظ بعد بل احيانا يذهبون الي ابعد من ذلك ويعتقدون بان القطط المغمضة ستظل مغمضة طالما نحن نمتلك المكسنات ودموع التماسيح والابتسامات الصفراء ونختار الوقت المناسب لتقديم واجب العزاء لتلطيف المناخ وكسب ود اهل المنطقة ..ولكن بيدوا ان هذه الحيل الثعلبية استوعب مغزاها ابناء كردفان وفجروا الثورة وهذا مكسب كبير لعقل الانسان وإرادته وفي نفس الوقت يعتبر صفعة قوية للخرافة التي دائما تستخف بعقل الانسان ويشكله حسب مزاجه ويتلاعب به بالطريقة التي ينسجم مع مصلحتها الخاصة .

فتحية للذين كشفوا عورة الخرافة واستعادوا الوعي المفقود وكرموا عقل الانسان .

مبارك ابراهيم

[email protected]