تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ماهي خيارات ابناء المسيرية والرزيقات والحوازمة و بني حميد وبقية القبائل التي ترعى الماشية في حال انفصال الجنوب؟ بقلم الطيب الزين-السويد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/12/2005 11:23 ص

ماهي خيارات ابناء المسيرية والرزيقات والحوازمة و بني حميد وبقية القبائل التي
ترعى الماشية في حال انفصال الجنوب؟

لم يكن يخطر ببالي يوما ما، ان اكتب عن هذا الموضوع ، رغم انه يظل منذ مدة
ليست بالقصيرة يشغل حيزا كبيرا من تفكيري، لكن بعد اغتيال أو مقتل الشهيد البطل
الدكتور/ جون قرنق،وجدت في نفسي رغبة ملحة تولدت نتيجة لتقلص مساحة الامل
والتطلع لكيان وحدوي يحقق تطلعات كل ابناء السودان لاسيما ابناء الهامش الذين
عانوا وما زالوا يعانون البؤس والحرمان وانسداد الافاق، بسبب هيمنة اقلية
انتهازية استأثرت بكل شيء في البلد. واكثرية انطلق خيالها وحلمها ليعانق ذرى
الاحلام بعد توصل الحركة الشعبية ونظام الانقاذ لاتفاقية سلام، انتزع فيها
الجنوب حقوقه كاملة.

اكثرية انطلق عنان حلمها عقب مجيء الدكتورالشهيد/ جون قرنق المسكون بحلم
السودان الجديد، الذي ياتي في صدراهتماماته شن حرب شعواء ضد الفقر والجوع
التخلف والامية حتى تترسخ قيم السودان الجديد في عقول ونفوس الجميع، ليتفاعل
الكل من اجل المحافظة على المكتسبات التي تؤمن الحياة الحرة الكريمة.

ابيي بين الافراط والتفريط ، رغم ما اوجده تقرير اللجنة المفوضة من قبل
الطرفين، نظام الانقاذ والحركة الشعبية بعد ان استعصى عليهم حل قضية ابيي على
طاولة المفاوضات في نيفاشا, الا انه لم يخامرني الشك يوما بأن الدكتورجون قرنق
سيجد الحل المناسب لهذه القضية لانه صاحب تطلعات كبيرة بحجم القارة وليس
السودان فحسب، وهذه التطلعات اوجدت عنده رؤية واضحة ونافذة للقضايا الجوهرية
لذلك كان بمقدوره لو كتب له الحياة حل القضية بمشاركة الاخرين وبخاصة ابناء
المسيرية والدينكا نوك، لكن كان للاقدار أو الاشرار خططهم واجندتهم الخفية،
التي غبيت ذلك الرمز. وحتى لا يفهمني الاخرين خطأ، اقول: للحقيقة ولله أنا لست
عضو حركة شعبية او صديق احد من قياداتها او اعضاءها، ولم اقابل احد منهم سوى
المناضل باقان اموم في النرويج في مؤتمر شركاء الايقاد، هناك صافحته كغيره من
المشاركين، لكن الحق ابلج.
فهذه الحركة رغم ما قيل عنها وعن قائدها من اقاويل واباطيل الا انها ظلت وفية
لمبادئها بوجود قائدها الشهيد جون قرنق، لكن بعد غيابه المفاجيء الذي طرح اكثر
من سؤال لدى العامة وبخاصة اعضاء وقادة الحركة الشعبية، ووصل الامر بالبعض الشك
في بعض اعضاء قيادة الحركة، وان كنت شخصياً اسبتعد ذلك، لكن حتى تنجلى الامور
تبقى كل الاحتمالات واردة.
ولأنه لم تتضح بعد الجهة المدبرة لهذه العملية الخسيسة إن كانت غدرا ، والمؤلمة
والمفجعة ان كانت قضاءا وقدرا، لكن في كل الحالتين ما عادت الامور كما هي عليه
ولن تكون كذلك بسبب غياب أوتغييب، الدكتور جون قرنق، اذن ما هي خيارات القبائل
التي ترعى الماشية سواء كانوا ابالة او بقارة؟ لاسيما اذا ادت التحقيقات الى
تورط احد طرفي الاتفاق او الاثنين معا،او قصر احد الطرفين تجاه التزاماته لسبب
أو لاخر،خلال الفترة المحددة، الامر الذي ادى الى شعورالطرف الاخر بعدم جدوى
الوحدة،وبالتالي سارع الى فصم عرى الوحدة قبل الفترة المحددة او بعد انتهاء
المدة المقررة، وأن كنت اتمنى من كل قلبي ان تخيب كل هذه الاحتمالات المتشائمة
ويتحقق بدلا عنها الوحدة والاستقرار والسلام الشامل في كل السودان وعلى الاخص
الجنوب، لكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر.
وذلك انطلاقا من العقبات التي تواجه الوحدة في الشمال التي هي اكثرمنها في
الجنوب، فهناك فئة من الناس في الشمال للآسف ظنت انها الاولى بحكم السودان
لوحدها والاستئثار بكل الثروات، والتحكم بمصائر البلاد والعباد هو حق مطلق لها،
والا سوف تقف في وجه اي مسعى وطني يسعى لتحقيق العدل والمساواة والخير والسلام
بين كل ابناء السودان.
ومثال على ذلك منبر السلام العادل الذي يدعوا الى انفصال الشمال اليوم قبل
الغد خوفا من تنمية الجنوب ومن ثم يقررابناء الجنوب الانفصال.
وكذلك تلك الجماعات الظلامية التي اصدرت فتوى تحرم التعامل مع الحركة الشعبية
في الشمال ربما تصدر المزيد في المستقبل الى الحد الذي يخلق عزلة نفسية بين
ابناء الجنوب والشمال تزيد من حماسة ابناء الجنوب للتصويت للانفصال بدلا من
الوحدة.
كل هذا مضافا اليه الاوهام والمفاهيم المريضة المسيطرة على مجموعة كبيرة من
ابناء المركز ان ابناء الجنوب والغرب مواطنين درجة ثانية، وهذا الامر يعود الى
فترة الاستقلال، لان النخبة التي استلمت الامور حينذاك، بعد الخروج السلمي
للانجليز كانت في اغلبها من الشمال، ولغياب الوعي الوطني وروح المسؤلية، تفشت
ثقافة القرابة والواسطة لابن الاسرة والقبيلة والقرية والاقليم، التي تجزرت
خلال الخمسين عاما الماضية مما ادى رجحان الكفة سياسيا وثقافيا واقتصاديا
لصحالهم، وبالتالي اصبح من الصعب على الكثير حتى المثقفين وقادة الاحزاب ان
يفهموا ويستجبوا لرغبات ابناء الهامش، ليس هذا حصرا على الماضي حتى الان هناك
الكثير الذين لم يفهموا المعادلة الجديدة، التي قلبت الطاولة على رؤوسهم، مع
بروز الحركات الثورية في الاقاليم، وما جاءت به اخيراَ اتفاقية نيفاشا من قسمة
منصفة للسلطة والثروة، ووضعت الامور في صنابها الصحيح.
وردا على تخرسات اصوات النشاز الصادرة من ابناء الشمال التي تقف في وجه
الوحدة، نطرح السؤال التالي: اذا انفصل الجنوب اليوم من اين يحصل الشمال على
النفط والغاز؟ وكيف يقنع المستثمرين العرب والاجانب بحيوية الاستثمار في
السودان، باي شيء يقنعهم بجدوى الاستثمار في الشمال هل بالاستثمار في الآثار ام
في النخيل أم في الرمال؟ فالجنوبيين والغرابة من حقهم ان يفكروا جدياً في
الانفصال من الشمال لانهم ليسوا في حاجة اليه، وهنا اقصد بالغرابة الكل، دارفور
وكردفان وبخاصة كردفان التي ستخسر كثيراً أن بقيت تابعة للشمال وبشكل اخص
القبائل العربية التي ترعى الماشية ستخسر كثيراً، اذا افترضنا انهم يمكن ان
يحصلوا على ماء الشرب من الحفائر واشجار التبلدي، اذا من اين لهم ان يحصلوا
على المياه الكافية والمراعي المناسبة لمواشيهم المقدرة بمئات بالملايين؟ وبهذه
المناسبة ارجو من اخوتي من ابناء المسيرية ان يبقوا كل الابواب مفتوحة وبخاصة
نحو الجنوب على اساس المصلحة المتبادلة وإقامة العلاقات والصداقات الجيدة بغض
النظر عن كل الاعتبارات الاخرى بحيث يمكن لهم ممارسة حقوقهم على اساس العدالة
والمساواة، واعتقد أن هذا السبيل هو الاجدى للقبائل التي ترعي الماشية ولاسيما
المسيرية والرزيقات لان انفصال الجنوب يعني انتحار لهذه القبائل لان الشمال لا
يوفر حاجتهم ولا حاجة مواشيهم. كما انهم لن يحصلوا على حقوقهم سواء السياسية
او الاقتصادية، ليس هذا فحسب بل سيجدون التهميش والاقصاء، لأن ثقافة اهل الشمال
لا تقبل الاخر، بل هي ثقافة تقسم الناس الى عبيد واحرار وفي نظرهم كل من هو
خارج الشمال فهو في مرتبة اقل حتى لو كان جده خالد ابن الوليد. بينما اذا حدث
تفاهم وتقارب عقلاني فان عوامل التفاهم والتعايش اكثروافضل منها في الشمال، اذن
على ابناء الجنوب والغرب ان يبحثوا عن نقاط التلاقي والتفاعل اكثر من التباعد
والخلاف، وذلك لتعميق اواصر القربى والتمازج التاريخي الذي ادى الى خلق ثقافة
شكلت دواخل ابناء المنطقة سواء كانوا عرب او جنوبيين او نوبة أو فور وغيرهم،
اذن ان اردنا الذهاب الى المستقبل فعلينا بالتوازن بين المواقف والاراء
والمصالح المتبادلة بين الاطراف بغض النظر عن الدين او القومية، وانضمامنا الى
الجنوب لايعني اي حال من الاحوال حجر لممارسة الشعائر الدينية، لان دولة العدل
والمساواة تجعل الانسان يمارس شعائره الدينية بنقاء ودون اكراه في الدين،
واقامة العلاقات الحميمة مع كل الوان الطيف الثقافي والعرقي والديني المختلفة
حيث يكون المحور هو المصلحة والفائدة المتبادلة في اطار الوحدة، لذا علينا ان
نحسب الامور بدقة
ولنا لقاء في ذات الموضوع
الطيب الزين
السويد

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved