مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

انتخاب كاردينال إفريقي لكرسي البابا يعزز قضية المهمشين بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/9/2005 10:13 م

أبو بكر القاضي ـــ انتخاب كاردينال إفريقي لكرسي البابا يعزز قضية المهمشين
مثلما ان حياة الراحل المقيم البابا يوحنا بولس الثاني كانت تسامحا ومحبة وسلاما, فقد كان موته ايضا موسم تسامح وقبول للآخر, فقد تفاعل العالم العربي والاسلامي مع هذا الحدث الجلل بقدر كبير من الشفافية التي تبشر بمستقبل واعد لتنامي قبول الآخر, والتخلص من آثار الماضي بحروبه الدينية منذ عهد صلاح الدين وريتشارد قلب الاسد الى عهد جديد يقوم على مبدأ حوار الاديان والحضارات وليس تصادمها, ان عالمنا العربي والاسلامي قد قدم لنا بفعله وسلوكه واقواله فهما حضاريا للبراء والولاء, يقوم على البر والقسط بالآخر وهما اعلى درجات المودة والمحبة مع الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا, ان موقف العالم العربي الاسلامي من موت البابا يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لتغيير صورة الانسان العربي المسلم امام العالم حيث ارتبطت بـ (الارهاب) وكره الآخر لدرجة قتله, والاستمتاع بقتله كما شاهد العالم كله الطريقة الوقحة التي يقتل بها الرهائن في العراق على ايدي الارهابيين الاسلاميين !! لقد اعلنت الدول العربية, في مصر والمغرب وتونس ودولة قطر والسلطة الفلسطينية, عن نعيها وحزنها على البابا, وشاطرت العالم كله الاحزان, وحفظت للبابا مواقفه النبيلة حيال قضايانا العربية العادلة, وسوف اسجل هنا للتاريخ مواقف علماء منطقة الخليج وهي المنطقة الاسلامية التي ينظر لها غير المسلم انطلاقا من فهمهم الخاص ورؤيتهم لمفهوم البراء والولاء, اذ يصل بهم التشدد لدرجة عدم قبول تهنئة النصارى ومشاركتهم في اعياد الكريسماس ورأس السنة علما بان هؤلاء يبادرون بتهنئتنا في اعيادنا ومناسباتنا الدينية الاسلامية, في السعودية قال عضو مجلس الشورى السعودي محمد عبدالله زلفة ان وفاة البابا يوحنا الثاني «خسارة للسلام العالمي والاستقرار في العالم» وتابع,, (كان مناصرا للقضايا العادلة لشعوب العالم وأولاها القضية الفلسطينية كما ساهم في تقريب وجهات النظر بين الاديان والثقافات والحضارات واسهم في تخليص العالم من الانظمة الشيوعية والشمولية), وفي السعودية ايضا قال الداعية الاسلامي السعودي محسن العواجي ان وفاة الباب ستترك فراغا نتمنى من خليفته ان يملأه, ويواصل تبني القضايا العادلة لشعوب العالم, واضاف العواجي: ديننا الاسلامي امرنا باحترام الانسان والانسانية بغض النظر عن معتقده او دينه,, النصارى هم اقرب مودة للمسلمين), كما قدم حزب الله اللبناني خالص تعازيه الى عموم المسيحيين في العالم, واشار بيان حزب الله اللبناني في هذا الخصوص إلى ان الراحل كان شخصية عالمية مؤمنة بالحوار بين الاديان والحضارات في سبيل تقدم البشرية وغناها الروحي, البابا يوحنا,, مدرسة في التسامح ومن العافين عمن ظلمه من السهل ان يقف رجل الدين على المنبر ويدعو الناس الى الالتزام بقيم السماء من تسامح وعفو وكرم,, الخ, ولكن من النادر تجسيد هذه القيم وانزالها الى ارض الواقع, البابا يوحنا بولس الثاني واحد من الذين جسدوا قيم المسيحية الداعية الى العفو عندما زار محمد علي اقجا, المسلح التركي الذي حاول اغتيال البابا عام 1981, فقد نقلت «رويترز» عن عدنان اقجا شقيق محمد علي اقجا الموجود حاليا بسجن استنبول انه ينعى البابا,, «وانه يشعر بأسى بالغ,, انه حزين,,» ويقول عدنان ان البابا استقبله ووالدته ست مرات في الفاتيكان, وصفح البابا عن اقجا خلال لقاء معه في الزنزانة التي كان مسجونا بها في سجن ايطالي عام 1983 بعد عامين من اقدامه على اطلاق النار على البابا فأصابه في بطنه بجروح بالغة خلال قداس في ساحة القديس بطرس, وتجدر الاشارة الى ان دوافع محمد علي اقجا لاغتيال البابا لم تكن دينية (اسلامية ضد المسيحية), وانما انطلق حسب قوله من تآمر مع الجهاز السري البلغاري خلال العهد الشيوعي وجهاز المخابرات السوفياتي (كي,جي,بي) حيث كانت تخشى هذه الاجهزة الامنية من تأثير البابا البولندي على الشيوعية في شرق اوروبا آنذاك, دعوة توتو الى اختيار بابا افريقي للفاتيكان اعرب ديسموند توتو رئيس اساقفة الكنيسة الانجليكانية في جنوب افريقيا عن امله بان يتم اختيار (افريقي) خليفة للبابا يوحنا, وقال توتو في حديث للصحفيين نقلته الـ «بي,بي,سي» من مدينة كيب تاون: (نأمل ان يعمد الكرادلة الى ترشيح اول افريقي رئيسا للكنيسة الكاثوليكية كما حدث عند اختيار اول بابا غير ايطالي), الأب توتو لا ينطلق في دعوته هذه من فراغ فهو انما يشير الى الكاردينال النيجيري فرانسيز ارنيز الذي جاء ترتيبه الثالث ضمن المرشحين لخلافة البابا يوحنا الثاني, فرص نجاح الكاردينال النيجيري تعود الى ثلاثة اعتبارات: 1- اعتبارات شخصية كونه شخصا مؤهلا بسبب مميزات شخصية لديه, وهذه افضل ميزة تتطلبها الوظيفة, على الاقل حسب منظور بعض رجال الدين الذين لا يضعون اهمية لجنسية الشخص المرشح لمنصب الكرسي الرسولي, 2- الاعتبار الثاني هو ان الافارقة الكاثوليك يبلغ عددهم (130) مليون نسمة يمثلون عشرة بالمائة من الكاثوليك على مستوى العالم, 3- اعتبارات الدعوة والتبشير وعوامل المنافسة, اذ تعتبر افريقيا قارة الاسلام ومهد الاسلام, والقارة التي استقبلت الصحابة في الهجرة الاولى حين رفضتهم قريش, كما ان افريقيا تعتبر ارضا بكرا للدعوة والتبشير خاصة افريقيا الاستوائية وجنوب خط الاستواء, اختيار افريقي للكرسي الرسولي سيدفع قضية المهمشين إلى المواجهة المهمشون هم (المستضعفون) الذين وعدهم الله في كتبه السماوية, التي لا نميز بين احد منها, ولا نميز بين رسله بل نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, ولا نفرق بين احد منهم, كما امرنا ديننا الحنيف, لقد وعد الله المستضعفين (المهمشين) ان يمن عليهم بان يجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين, والمهمشون في التاريخ هم اليهود, اخذهم بذنوبهم, وضرب عليهم الذلة والمسكنة ووعدهم بالعلو مرتين, ويقول بروفيسور حسن مكي ان اليهود والصهاينة في مرحلة علو في هذه الايام, وقد نفذ الله وعده, والمستضعفون الآخرون الذين ذكرهم القرآن هم النساء والولدان والعبيد, وهم المظلومون عبر التاريخ منذ ديمقراطية اثينا الاولى, ارتباط الرق بالانسان الاسود يشبه ارتباط الارهاب بالاسلام, معلوم ان الرق كان نظاما اقتصاديا عالميا, ولكنه ارتبط بافريقيا بالذات بسبب تجارة الرق الشنيعة من شواطئ غرب افريقيا لتعمير الاراضي الجديدة في اميركا الشمالية والجنوبية على ايدي المكتشفين الاوروبيين, لهذا السبب اصبح الاسود ينظر اليه في كل العالم على انه (عبد) ! لقد ساهمت الدول الاستعمارية الامبريالية في القضاء على تجارة الرقيق في محاولة من الاحفاد للتكفير عن ذنوب وجرائم اسلافهم واجدادهم في الترويج لهذه التجارة البغيضة, رغم كل هذه الجهود المسنودة باتفاقيات مكافحة التمييز العنصري الا ان العقول المتحجرة تصر على ان (العمدة عمدة والعبد عبد), وترد (العبد عبد ولو طالت عمامته والكلب كلب ولو ترك النباح !!), ما مغزى أن يكون البابا افريقيا؟ مخطئ من لا يقدر مساهمة البابا والفاتيكان في هزيمة المعسكر الشيوعي الذي قمع الاديان ــ المسيحية والاسلام على السواء ــ اكثر من هذا, ليس مصادفة ان يبدأ التحرر في المعسكر الشرقي من بولندا الدولة التي ينتمي البابا بولس الثاني الى جنسيتها, لقد اعطى البابا يوحنا, الجالس على الكرسي الرسولي بالفاتيكان ــ اعطى كل بولندي احساسا قويا بانه صاحب رسالة عالمية في الاصلاح والتجديد والتغيير, لقد استلهم البولنديون تــــــطلعهم للحرية من روح الـــبابا يوحنا بولس الثـاني, اذا قدر الله للكرادلة الذين سيجتمعون في الثامن عشر من ابريل الجاري لاختيار بابا جديد ــ اذا قدر لهم اختيار الكاردينال النيجيري وهو ما نأمله, فانهم سيسمون بالبشرية الى مرحلة جديدة, اعني ان هذه الخطوة سوف تساهم في تغيير النظرة الدونية التي ينظر بها العالم بموروثه الثقافي المتخلف للانسان الاسود, افريقيا هي بلد الفقر والمرض (الايدز), للحقيقة تعترف افريقيا للبابا يوحنا بولس الثاني بجهوده المقدرة في مكافحة الايدز, ففي زيمبابوي امتدح بيوس نيكوبي اسقف بولا دايو البابا وقال عنه (اهتم البابا يوحنا بولس الثاني بأزمة الايدز, كان يشعر بأنه من الممكن بذل مزيد من الجهد), العالم الغربي بحاجة الى شخصية في قامة البابا تذكرهم بأنهم لو صرفوا (25%) فقط من المبالغ التي تصرف على الكلاب والقطط في اوروبا على اخوانهم في افريقيا لانتهت مشكلة الفقر والمرض, ان المهمشين في جنوب الكرة الارضية وفي افريقيا بصورة خاصة يطالبون بقسمة الثروة من حصة الحيوانات في اوروبا من اجل ازالة الفقر والمرض, نطالب فقط باستثمار هذه الحصة في افريقيا, يحمد للحزبين الحاكمين في اميركا بالتعاقب لجهودهما في رفع التهميش بتعيينهما كيسنجر ومادلين اولبرايت وكولن باول وكوندوليزا رايس في مناصب رفيعة (حقيبة الخارجية الاميركية) مما ساهم في تحسين وضع المنبوذين من اليهود والزنوج, لقد ساهم جلوس السيد كوفي عنان الغاني الافريقي في منصب السكرتير العام للامم المتحدة في تحسين وضع الافارقة الزنوج, لكل هذه الاعتبارات الانسانية فاننا نتطلع كشعوب افريقية ان يختار مجلس جمعية الكرادلة في روما الكاردينال النيجيري فرانسيز ارنيز من اجل دفع قضـــــية المهمشين في جنوب الكرة الارضية,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved