مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

حصار الكلمات بالدوشكات وحصار الدوشكات بالكلمات بقلم ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/7/2005 8:24 م

بسم الله الرحمن الرحيم

حصار الكلمات بالدوشكات وحصار الدوشكات بالكلمات

ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم

بالأمس واليوم ظن كثير من الشموليين بأنهم يمكنهم تجاوز الأمة وتجاوز وحزب الأمة فظل حزب الأمة حزب الأمة وخاب مسعى مضطهدي الأمة. ذلك ليس حكم التأريخ وحده وإنما حكم المستقبل أيضاً. فهل يعقل من في الخرطوم؟ هل يقرأون التأريخ أبداً؟
أيها الناس انهضوا انها لحظتكم المواتية. يا جماهير الشعب السوداني تحركوا انها فرصة التأريخ لقد حان وقت الخلاص. بسيفك أيها الشعب لا بسيف النظام الخشبي سوف تنقذ البلد، احمل عصاك أيها الشعب وهش بها على الإنقاذ.
الأوضاع تتحرك من حول النظام وتحته والكل يحس الحركة إلا النظام. الإنتفاضة قادمة، والسودانيون قادمون، قادمون للمشاركة في تحرير انفسهم وانقاذها من الإنقاذ، الإنقاذ التي ليست إنقاذ، وهتافاتها التي ليست إلا تهافتات.
لماذا كل هذه الضجة إنه مجرد احتفال عادي بمناسبة عزيزة على أهل السودان مناسبة السادس من ابريل التي غني فيها الشعب السوداني "بلى وانجلى " يبدو أن "الرئيس القائد" الثاني وبعد ان ضم "الرئيس القائد" الأول وحزبه إلى حزبه صعب عليه احتفال اهل السودان بهذه المناسبة الجليلة وذلك مجاملة للطاغية الأول الذي قال عنه البشير أنه كان يتمنى أن يكون مديراً لمكتبه عندما طبق نميري ما يسمى بقوانين سبتمبر.لا ندري لماذا كل الضجة لماذا الخوف من مجرد احتفال في دار الأمة بهذه المناسبة. هل هناك قرارات تمنع وتجرم الاحتفال بذكرى انتفاضة السادس من أبريل؟
الواضح أن الموقف الذي وقفه المهدي ابن المهدي فيما يتعلق بالمحاكمات وموقف حزب الأمة وجماهيره هو الذي جعل النظام يحقد بهذه الصورة الفظيعة ويحاصر الدار بعربات محملة بالدوشكا. الدوشكا سلاح رشاش ثقيل يستخدم في الحرب لتدمير المواقع الثابتة والاليات المتحركة. هل يا ترى استخدم حزب الأمة شيء غير سلاح الكلمات؟ هل تحاصر الكلمات بالدوشكات؟ نعم إنه الخوف، فلقد ارتعشت اوصال النظام وخافوا من مصير من سبقهم من الطغاة لذلك يجب مواصلة حصار الدوشكات بالكلمات فحتما سوف تهزم الكلمات الدوشكات.
تعالوا ننظر في موقف حزب الأمة القومي من القرار 1593 والذي جعلهم يفقدون صوابهم. الموضوع بكل بساطة أن الحزب أيد القرار بعد دراسة ونشرت هذه الدراسة وهي أن المحكمة الدولية مستقلة وبها قضاة من جنسيات مختلفة وسوف تنظر في حيثيات امامها وسوف تنظر في الأدلة وتحدد من هو المجرم من البريء وتصدر حكمها. بالمقابل فالقضاة السوداني قد شرد اغلب القضاة وخاصة اصحاب الكفاءات واصدر أكثر من أربعمائة قاضي مذكرة بهذا الشأن. هذا جانب، الجانب الآخر لم نسمع بأن هناك مجرم يمكن أن يحاكم نفسه، فالنظام هو المجرم وهو المتهم بكل هذه الشنائع كيف يريد أن يحاكم نفسه؟ بالله خبرونا. التعليمات فيما يتعلق بممارسة القتل والقصف الجوي في دارفور صادرة من جهات عليا في الدولة وسوف يصلها رأس الصوت.
كيف يقنعونا بأن الرئيس أو نائبه سوف يحاكمون انفسهم، أو كيف يحاكمون من قبل قضاء غير مستقل يأتمر بامرتهم. هل سوف يستقيل البشير ونائبه الميمون ومن ثم يقدمون انفسهم للقضاء السوداني. إذا قاموا بذلك فسوف لن تكون هناك مشكلة. عندها سوف يؤيد حزب الأمة المحاكمات الداخلية وسوف تكون عادلة في هذه الحالة، فقط فليستقيلوا أولاً.
ما يجب قوله هو أن حزب الأمة باق وموجود، وكون هذا الحزب في الأربعينات ليكون حزباً للأمة، وخابت كل الشموليات في الغاءه بل القاها حزب الأمة في اليم مع مشاركة الشعب وتنظيماته. لذلك يجب أن يتعاملوا مع هذه الحقيقة وإن كانت مرة بالنسبة لهم. ما قاله حزب الأمة كلام عاقل وبسيط هو أن اتفاقات نيفاشا وأخواتها وصويحباتها إتفاقات أوقفت الحرب وجلبت السلام وهذه محمدة، فقط تحتاج إلى اضافات وأن يصادق عليها اهل السودان، واقترح الحزب عقد مؤتمر قومي دستوري لذلك، فجن جنون النظام وزاد همهم أكثر عندما أيد الحزب القرارات الدولية الأخيرة.
بعد كل الضجة والمظاهرات يبدو ان السكرة راحت وجاءت العبرة وبدأوا في الحديث عن انهم سوف يتعاونوا مع القرار اياه، وارسلوا وزير الخارجية للتفاكر مع مصر الشقيقة. وموقف مصر سوف يكون واضح لأن مبارك اقنع الأسد الصغير في سوريا بأهمية تنفيذ القرارات الدولية واستجاب، وأيضاً أقنع القذافي قبل ذلك فيما يتعلق بقضية لوكربي. وحاول مع صدام ولكن تعنت الطاغية إلا أن اخرج من الحفرة.
لذلك فقناعتي أن النظام سوف يستجيب في النهاية ولكن يبقى موقف الحركة الشعبية والقوى السياسية الأخرى في حالة ما حدث فراغ سياسي خاصة إذا كان في القائمة أحد الرؤوس الكبيرة، ويجب التحضير لذلك. بالنسبة لقادة الأجهزة الأمنية والجيش سوف يتم تسيلمهم وبرغم "حليفة" الرئيس ولا يوجد لدي اي شك في ذلك. ولكن تبقى المشكلة إذا اشتملت القائمة على أحد الرأسين عندها سوف يضحى احدهما بالآخر وسوف نرى من يضحي بمن. أو ربما يتدخل عقلاء الحركة الإسلاموية ويقوموا بملء فراغ هؤلاء الرموز. واعتقد هنا سوف يبرز دور غازي صلاح الدين والطيب زين العابدين واحمد عبدالرحمن، وربما يضعوا ابراهيم سليمان كرئيس أو نائب للرئيس وهو يعتبر جنرال الظل القوي وسوف يساعد في حل أزمة دارفور لما له من استقلالية وذلك من اجل المحافظة على بقايا الحركة الإسلاموية، أو ربما يحدث انقلاب قصر تقوده مجموعة غازي وبعض قيادات الجيش والأجهزة الأمنية وبموافقة اغلب تيار الإسلامويين. هذه مجرد قراءة وسوف نرى ما تجود به قادمات أيام السودان والنظام.
من ناحية أخرى على حزب الأمة مواصلة مجهوده في جمع اهل السودان واجراء مفاوضات مع الجميع وحتى يتم التوصل إلى برنامج وطني. ويجب أن يبدأ بحركات دارفور المسلحة، وجبهة الشرق، والحركة الشعبية فلابد من إستعادة العلاقات معها فهي ركن مهم في العملية السياسية وخاصة للقبائل التي تؤيد حزب الأمة فلديها مصلحة في التواصل مع الحركة، وذلك من اجل مصالح تلك القبائل في رحلتها إلى الجنوب بحثاً عن الكلأ لمواشيها وذلك في حالة الإنفصال إو الوحدة. وايضا يجب مواصلة التصعيد واعلاء رايات الجهاد المدني وتحريك الطلاب والشباب والتنسيق مع هيئة شؤون الأنصار وخاصة في صلوات الجمعة وكشف ممارسات النظام وكشف ملفات الفساد. ولابد من البدء في تشكيل لجان الإنتفاضة في الأحياء ووسط الجماهير، فالإنتفاضة اصبحت علم وتحتاج إلى عمل منظم. أيضاً لابد من إجراء مصالحات شاملة داخل حزب الأمة وبشكل مؤسسي وغير عفوي، ويجب أن نسمو فوق جراحاتنا مع المجموعات الأخرى، فهم اكتشفوا خطأ الأمر وعبروا عن ذلك في اكثر من مناسبة. وفي هذه اللحظة نحتاج إلى أي فرد يستطيع أن يلقى بحجر على النظام فكلما كثرت الحجارة الملقاة على النظام كلما كانت الفائدة اكبر فلنكثر من الحجارة والكلمات، وبلا شك سوف نهزم بها الدوشكات.
في الختام لابد أن نحي ابطال الأمة في وقفتهم الشجاعة يوم السادس من أبريل من أجل الأمة، فهو بلا شك موقف مشرف وضع حزب الأمة في المكان الذي يليق به، وبذلك نكون بدأنا أول الطريق في تحويل الكلام المكتوب إلى فعل يمشي بأرجله بين اهل السودان، فعل سوف يأتي في خاتمة المطاف بالنتيجة المرجوة وإن طال السفر، فسفر النضال طويل كليل المحبوب مليء بالسهاد والألم.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved