مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

دور المنظمات غير الحكومية في حماية حقوق الإنسان في السودان ... بين الواقع والمحال (3) بقلم حسن سعيد المجمر طه-المحامي-جنيف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/6/2005 10:51 ص

مشهد أول؛ في الحلقة الماضية طوفنا بكم شارحين مبادئ
عملية رصد حقوق الإنسان التي توصلت إليها الأمم المتحدة
من خلال عمليات عديدة قام بها خبراءها ومبعوثيها في
مختلف بلدان العالم وأضافوا إليها رؤى وأفكار المنظمات
غير الحكومية التي تحظي أنشطتها وتقاريرها باهتمام
المنظومة الدولية اعتبارا للدور الكبير الذي تبذله في
تعزيز وحماية حقوق الإنسان لما لا وهي تنقل وترصد حركة
المجتمع المدني عامة نحو الوصول بمبادئ ومعايير حقوق
الإنسان إلي غايتها المنشودة "احترام كرامة الإنسان
وقدره". تلك الغاية السامية التي قامت عليها أركان
النظام العالمي لحقوق الإنسان إضافة إلي نبذ الحرب
بإقرار الأمن والسلم الدوليين.
ورغم أهمية التسلسل المنطقي لعنوان مقالنا هذا إلا أن
مستجدات الوضع الراهن لحالة حقوق الإنسان بالسودان فرضت
علي أن أنتقل بكم سريعا لنغطي دور منظماتنا في الحالة
المشاهدة حتى لا نسبح عكس التيار لكن بالقطع سنكتب عن
الحالة كما من زاوية فنية كما اعتدنا ونترك التقييم
للقارئ الكريم.
لقد جرت العادة منذ وقت طويل أن تتصدي الدول للقرارات
الدولية وبخاصة في المنطقة العربية بشئ من التعنت في
المرحلة الأولي ثم تبدأ في التنازل العددي حتى تبلغ
التنفيذ الكامل والاستجابة التي تفوق الحدود السياسية
واللباقة الدبلوماسية"مثال ليبيا التي حشدت دول العالم
الحر لجانبها وأصدرت الرسائل والكتب فيما يتعلق
بمواجهة الإمبريالية وقوي الشر إلا أنها وبدون مقدمات
سلمت مواطنيها ودفعت من حر مالها ملايين الدولارات
لأمريكا وأوربا بل قبلت التمايز بين المواطن الأمريكي
والمواطن الأوربي فيما عرف بتعويضات حادث إسقاط طائرة
الخطوط الجوية الأمريكية في إسكوتلندا"
إننا حين نقول أن أمريكا هي شرطي العالم وتريد أن تكيل
للسودان بمكيالين نكون قد أخطأنا في أمن بلادنا
استقرارها وسلامة مواطنيها لأنها "أميركا" ودول أربعة
أخر هم الذين أصدروا إعلان موسكو مطلع عقد الأربعينات
بضرورة قيام منظمة دولية "الأمم المتحدة" وعندما انعقد
مؤتمر سان فرانسيسكو الذي أقر قيام الأمم المتحدة في عام
1945م دعيت الدول التي تصادق عليه أن تُودع تصديقاتها
لدي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كما نص علي ذلك
ميثاق الأمم. وهو ذات الوقت الذي كنا فيه تحت الاحتلال
بل سير بعض قياداتنا الرسمية مصطحبين زعماء قبائل كبار
في رحلة مشهورة إلي بريطانيا حيث كرموا في احتفال مشهود
وتسلموا سيوف الولاء والطاعة للإمبراطورية التي لا تغيب
عنها الشمس. وقد حدثني قبل سنوات بمكتبي بالخرطوم أحد
أبناء أمير قبيلة الرزيقات حول حادثة رفض أبيه للسفر إلي
بريطانيا لتهنئتها بالانتصار وكيف رد علي صديقه زعيم
قبيلة أخري من قبائل غرب السودان ارتضي السفر وعاد ليحكي
له عن التكريم الذي ناله الوفد من الملكة إليزابيث فقال
له الأمير مادبو "نحن ما نقبل تكرمنا حريم أوربا
الرُجَالُمْ محتلين بلدنا".
هنالك صورتين لما يعيب محاولتنا لطلب الاستغلال؛ الصورة
الأولي كانت تحدث وقت الحرب الباردة - أننا ظللنا نتبادل
قرابين الولاء والطاعة حسبما أتي إلي ديارنا السلطان
فمتي ما استلم حزب السلطة وارتضاه العالم الغربي بذل كل
جهده لتشويه صورة المعارضين في نظر الغرب لكن الغرب لا
يتعامل بنفس الأسلوب إلا إذا كانت لديه مصالح كبري مع
تلك الدول فهو لا يخطب ود المعارضة التي لا تجني ثمارا
لمصالحه الكبرى من بترول ومعادن أخري إلا في مقابل
الوعيد والتهديد للنظام الحاكم، حيث علم الغرب حينذاك أن
كفه عن دعم أولئك المعارضين مقابله المتعة الحرام مع
الحكومة فالكل يعلم ما حدث للمعارضين في بعض الدول
الغربية الكبرى وقتذاك عاني الكنغوليين أشد معاناة في
السنين الأولي لحكم مابوتو ومثلهم الجزائريين عندما صعدت
جبهة الإنقاذ ديمقراطيا إلي سدة الحكم وأجهضت
الديمقراطية التي كادت تلد طبيعيا دولة للإسلاميين في
دار الإسلام وليس ديار الحرب كما عاني التوانسة في سنوات
حكم الحبيب برقيبة وبعض سنين حكم بن علي أما بلاد الخليج
العربي فبعضها تشكل أوضح مثالا لما نقول.
أما الصورة الثانية فهي التي نعيشها اليوم تحت النظام
العالمي الجديد حيث يسير العالم بخطي سريعة علت فيها صوت
الشعوب أكثر من الحكومات، وبلغت فيها حركة المال لتليين
السياسات وكسب العقول أقصي مدي، فيما أضحت القوة
العسكرية جاهزة لتأديب الخارجين عن الشرعة الدولية إما
بإحالات مجلس الأمن أو بشرعة الغاب التي تتجاوزه عدوانا
علي الدول المارقة وكما قال رئيس أمريكا بوش العالم
قسمين معنا أو ضدنا. لقد حظيت المعارضة في هذه الأثناء
بدعمين معنوي ومادي سمحت بموجبه تلك الدول للمعارضين
بالإقامة الدائمة علي أراضيها بل وكفلت لهم التمتع
بالحقوق والحريات الأساسية كافة علي قدم المساواة مع
مواطنيها وأطلقت لهم العنان تحت راية حقوق الإنسان أن
يدعموا ويدافعوا عن أفكارهم التي رغبوا تطبيقها في
بلادهم حتى ولو لم تتوافق مع مقاصد الأمم المتحدة بتهديد
الأمن والسلم الدوليين وتشجيع عدم التسامح ونبذ العنف
والتمييز العنصري والكراهية بين الشعوب، الأمر الذي
يتناقض مع ما نص عليه إعلان فينا بشأن حقوق الإنسان
العام 1993م الذي انعقد عقب انتقال العالم من الحرب
الباردة إلي القطبية الواحدة وهدف إلي تعزيز وحماية حقوق
الإنسان في ظل شرعية دولية تؤمن فيها الدول الكبرى
بواجبها الأخلاقي تجاه الدول الفقيرة، وبصفة خاصة فيما
يتعلق بدور التعاون الدولي ودفع تلك الدول لإصلاح أنظمة
الحكم فيها بما يتوافق ومبادئ الديمقراطية والعدالة حقوق
الإنسان. لقد ضربت الدول الكبرى بتلك الأسس والمعايير
أرض الحائط وذهبت لتحقيق مصالحها مع أي جهة كانت معارضة
أو حكومة فقط المهم أن يكون الطرف المرغوب فيه حاضرا عن
الطلب.
مشهد ثاني؛ يمكننا القول أن العولمة باطنها يرمي إلي ألا
تكون هنالك دولة قومية لذلك سعت أوربا لتشكيل إتحاد قوي
يحميها اقتصادي وأمني وسياسي واجتماعي لدرجة وُحدت عبرها
الوثائق الثُبوتية والعملة النقدية والبرلمان وقامت
ركائزه علي أساس الديمقراطية والعدالة رغم الفوارق
الكبيرة الموجودة بين أعضائه القدامى والجدد حيث أثبتت
آخر إحصائية للناتج القومي أن مساهمة الدول المضافة
حديثا للإتحاد الأوربي لم تتجاوز الخمس في المئة أي أن
تلك الدول الحديثة مجتمعة تحتاج إلي عون ومساعدة الدول
الكبرى في الإتحاد الأوربي للنهوض باقتصادها وشعوبها.
وهو ذات الشئ الذي نفتقده في منطقتنا العربية إذ تسعي
دولنا الغنية إلي رفع معدلات حجم استثماراتها في الدول
الغربية فتدفع بلايين الدولارات للإعلان عن شركاتها
ومؤسساتها التي تخدمها العمالة الماهرة والخبيرة من دول
المنطقة الفقيرة، ولا تسعي أبدا إلي خلق موازنة إيجابية
بتحريك اقتصاد جيرانها حتى تدعم خطي التنمية والإصلاح
لبناء عالم عربي موحد ومتقدم يمكنه تبني قرارات موحدة
ويقف بشجاعة أعضاءه متكاتفين لرفع الظلم الذي يقع علي أي
عضو منه فالمسلمون في توادهم وراحمهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي،
ولنا أيضا الأسوة في نصرة أخاك ظالما أو مظلوما، وقد
وقفنا جميعا شهودا علي الدور العربي والإسلامي الرسمي
والشعبي في قضية دار فور للدرجة التي أعطت انطباعا لمعظم
شعب دارفور أن نصرتهم تقوم علي جهود الغرب لا العرب
والمسلمين الذين اكتفوا بصالح الدعاء والتمنيات والرجاء
لإنهاء الخلاف فلم يزجروا مجرما صانت الأطراف حماه دون
تقديمه للقصاص وسكتوا علي الظلم الذي تجرعه الأبرياء
الفقراء في عتمة الليل أو لهيب شمس النهار من أطراف
الصراع في دارفور كما سكتوا من قبل علي الجريمة البشعة
التي أرتكبها صدام حسين بحق شعبه في شمال العراق وراح
ضحيتها المئات من المسلمين العزل وهم نيام.
لقد استفحلت الأزمة في السودان وبلغت مداها وجيَش الغرب
جيوشه وقُطعت أوصال السودان إربا فحلت القوات الأمريكية
وفرق الحماية المدنية في جنوب كردفان منذ سنوات كما ستحل
ألوف أخري في الجنوب وجنوب النيل الأزرق والشرق ودار
فور، دولية كانت أم إقليمية فالهدف واحد هو أن تتم
الحماية لأرواح وممتلكات شعب السودان من سياسية
المتصارعين علي السلطة تلك هي مهمة المجتمع الدولي الذي
تحركه الأخلاق والقيم الإنسانية لا نظرية المؤامرة رغم
دخول الأجندة الخفية فيها أحيانا.
لكنا عندما ننظر إلي دولنا العربية فحالها يغني عن
السؤال والحقيقة أن الفتنة تنبت بين دولنا وتؤتي أكلها
في يوم واحد وتمر علي أنظمتنا بلا إنتباهة كما تعبر
القمة العربية التي تنعقد وتمضي توصياتها كالفتاة
اليتيمة بلا أب أو أم لا يحس بها أحد إلا وهي حبلي تضيف
للمجتمع أجيالا ملأت قلوبهم الكراهية والحقد لا يأبهون
لمنكر أتوه أو معروف انتهوا عنه.

مشهد ثالث؛ إننا في السودان كالمريض يعاني من الداء الذي
يزداد عليه وهو طريح المستشفي العمومي لقصور في الدواء
والغذاء والغطاء ولا يجد الطبيب بد غير أن يرشد مرافق
المريض إلي أن يشري حاجة المريض من السوق.
إننا جميعا مسؤلون كشركاء ثلاثاء حكومة ومجتمع مدني
ومنظمات غير حكومية عما حدث لبلادنا وما وصلنا إليه من
حال، لكني قد قيدت نفسي بعنوان مقالي هذا أن أتناول دور
المنظمات غير الحكومية وهي شقان أحدهما تعمل في مجال
النهج المؤسس (Rights Based A broach) علي الحقوق
بتقديمها للخدمات الأساسية وأخري عاملة في مجال حقوق
الإنسان (Human Rights) تعمل علي تعزيز وحماية تلك
الحقوق من باب المراقبة والرصد وتنمية القدرات الوطنية
ورفع مستوي الوعي بحقوق الإنسان وسط فئات المجتمع كافة
دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو
الرأي السياسي. فإذا نجحت تلك المنظمات في تنفيذ أهدافها
تلك تكون قد قطعت شوطا بعيدا نحو دفع الدولة إلي احترام
وتعزيز حقوق الإنسان والمستفيد الأول هو الشعب، فأي دولة
/حكومة تحترم كرامة وقدر شعبها يتعزز حقها في وضع قوانين
عادلة تحدد عبرها موجهات عامة ورقابية تضع حدودا مقبولة
تحمي بها العادات والتقاليد والأعراف التي تشكل قيم
الشعب وتبين مناطق الخلل التي يجب أن تغطيها تلك
المنظمات وتضع شروطا فنية مقبولة تؤطر عمل المنظمة وفق
نظامها الأساسي الذي نالت به تسجيلها وتمنع المنظمات
المتطفلة التي لا تحترم قيم الشعب أو وجود السلطات
المحلية، وكما هو واجب علي كل شعب متحضر أن يقوم حكومته
ويحافظ عليها علي المنظمات أيضا أن ترصد وتراقب واجبات
والتزامات الأطراف في الدولة فهي تحمي الأفراد
والمجتمعات من ظلم السلطان كما تنبه الدولة لضرورة
القيام بدورها وتلفت انتباهها لمناطق الخلل لأن خطي
الإصلاح تبدأ بمن بيده السلطة وتتنزل لمنفذها والقائم
عليها والمنفذة عليها. لقد صدرت صكوك دولية وإقليمية
عديدة نظمت دور المدافعين عن حقوق الإنسان ووضعت للدول
معايير ملزمة يجب احترامها بشأن حماية وتعزيز حركة حماة
تلك الحقوق. وفي نفس الوقت أرست مبادئ يجب علي المدافعين
الالتزام بها كي لا يكونوا في نظر الدولة أو العامة هم
معارضون أو سياسيون وعندها يختل الميزان.
ما ذكرنا يكاد لا ينطبق في بلادنا فالمنظمات غير
الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان في بلادنا وأنا
أدير واحد منها تعاني من مشكلات عديدة سياسية وقانونية
وأمنية وفنية تكاد تعصف بحركة حقوق الإنسان في السودان
ككل بل بالفعل حدت حركتها في أن تتجاوب مع الأحداث التي
جرت في مناطق لصراع والمناطق التي امتدت إليها آثاره.
فالمشكلة السياسية تتلخص في تبني الكثير من تلك المنظمات
اتجاهات سياسية لأحزاب وكيانات وحركات ارتبط نشاط
المنظمات للحد الذي لا تقرأ فيه سطرا من تقاريرها أو
بياناتها أو تعليقاتها إلا وتشتم بل وتلمس روح وأهداف
تلك الجهات، وعلي الرغم من ذلك تجد بعضا من هذه المنظمات
دعما ماديا ومعنويا كبير من منظمات دولية ووكالات أمم
متحدة وأحيانا من جهات رسمية وشعبية، أما المنظمات
المحايدة والقائمة فبعضها قد لا يجد أذنا صاغية ولا دعما
إلا هبة من السماء. ومن الأمثلة الكثير إذا لا حظنا بدقة
غياب منظمات وطنية كانت ملئ السمع والبصر عن القيام
بدورها الإغاثي والتنموي في ذات الوقت الذي قامت فيه
منظمات تعلن صراحة أنها تتلقي أموال من الدولة وتتبناها
شخصيات رسمية بل ظهرت في الفترة الأخيرة إلي سطح الأحداث
حرمات كبار المسئولين يتحدثن عن العمل التطوعي بلغة
جديدة وهو تحرك محمود لكنه كمسجد الضرار لم يبني أبداً
علي تقوي لأننا في الواقع نملك منظمات عريقة بكوادرها
المؤهلة لا تجد الدعم ولا أصحاب النفوذ ليقفوا بجانبها
فقط لنجدة الملهوف وعون الضعيف.
أما المشكلة القانونية فهي تحدث وللأسف رغم وجود قانون
ينظم العمل التطوعي الوطني والأجنبي بل توجد وزارة
للشئون الإنسانية ومفوضية للعمل التطوعي مختصة برقابة
المنظمات حمايتها وتعزيز حقوقها وتوجيهها فهي مماثلة لكل
الدول لكننا في السودان نجد منظمات عديد ارتضت بنفسها أن
تكون خارج إطار التسجيل الوطني وتعمل في وضح النهار بلا
رقيب أو حسيب وبأشكال عديدة فبعضها يعمل بأسماء ويصدر
تقاريره بأسماء أخري وبعضها بلا مكاتب ولا أصول ولا حتى
عنوان أو لافتات مثبتة علي مكان ظاهر والعجيب أن منظمات
من تلك الشاكلة تتلقي تمويلها ومن جهات دولية وإقليمية
ومحلية بما في ذلك الإتحاد الأوربي وبعض وكالات الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية التي من واجبها تنظيم العمل
التطوعي وتطويعه لإصلاح حركة المجتمع المدني كافة لأنها
الأساس في بناء دولة يتمتع شعبها بالأسس الديمقراطية
لأنواع الممارسة كافة، "سأعود لهذا الموضوع إذا دعت
الضرورة لذكر أسماء بعض من تلك المنظمات والجهات الدولية
والإقليمية التي ترتكب تلك الأخطاء" إذن نحن بحاجة إلي
التزام قواعد الأخلاق ومبادئ العمل التطوعي المتعارف
عليها حتى نبني مجتمع مدني يؤمن بالقانون الذي ينظم في
الأصل علاقات المجتمع بعضه بعضا والدول.
أما المشكلة الأمنية فتتمثل في الموازنات أو القرارات
التي اتخذت علي الصعيد الأمني في التعامل مشكلات
المنظمات غير الحكومية والأمثلة لدينا كثيرة إذا ساهمت
المستويات التي تمت بشأن مدافعين أو منظمات أن ترفع من
قدر منظمات وتحط من قدر الأخريات حيث شهدنا منظمات غير
حكومية دولية وإقليمية ومحلية وقعت في أخطاء أمنية كبيرة
لكنها تجاوزتها بسبب تسويات أمنية سياسية مكنتها من
معاودة نشاطها دون أن تجد لرادع القانوني اللازم لها فكم
منظمة تم استدعائها والتحقيق معها في ظل وجود بينات
قانونية دامغة تثبت تورطها لكننا بين ليلة وضحاها نجدها
تتحرك ويسعى موظفيها بين الناس بلا حياء بل ونجدهم
يستمرون في دورهم السالب الذي قد يؤسس لانتهاك مقاصد
الأمم المتحدة المأمول احترامها وإعمالها من الجميع.
أما المسألة الفنية فهي تتلخص في أن بعض المنظمات وأخص
النشطة منها في مجال الرصد أن لا تضع اعتباراً لمبادئ
الرصد التي رسختها عمليات الأمم المتحدة في مجال حقوق
الإنسان والتي تناولناها بإسهاب في مقالنا للأسبوع
الماضي، بعض تلك المنظمات لا يضع اعتبارا لعادات وتقاليد
السكان المحليين ولا لأصول حماية وتعزيز حقوق الإنسان
التي تتطلب إدارة حوار فعال مع السلطات وتذكيرها الدائم
بأنها يجب عليها احترام ووفاء وحماية حقوق مواطنيها
أفراداً وجماعات إذ لا يعقل أن نسمع ونشاهد تقارير حول
حالات اغتصاب واعتداء علي العروض كان بالإمكان حلها
عرفيا حسب تقاليد سكان المنطقة أو وضعها أمام وسائل
الإنصاف المحلية أو الإقليمية أو الدولية عند استحالة
حلها، وعدم تحريكها والتشهير بالمتضررين عبر وسائل
الإعلام التي صدرت صكوك دولية حددت تعاملها مع قضايا
حقوق الإنسان وحثت المدافعين والمنظمات إلي الالتزام
بذلك، لأن الضرر الذي يمكن أن يخلفه التشهير بالمجني
عليهم في غياب الجانب قد تمتد أثاره النفسية لتضيف
للصراع أبعاد أخري غير محمودة، وهو ما وقع ويقع في
دارفور حالياً.
نواصل....

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved