مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

موقف العقيد المريب من محاكمة الجنجويد خارج السودان بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/5/2005 5:50 م

في عام 1969 من القرن الماضي حدث انقلاب في ليبيا بقيادة العقيد معمر القذافي أطاح بالحكم الملكي ، ولم يعدم الانقلابيون في تلك الحقبة أسباب ثوراتهم فكلها جاءت لتخليص الوطن من ذيول الاستعمار الاجنبي ومحاربة الامبريالية العالمية ، وأضاف العقيد القذافي الي تلك الاهداف كتابه الاخضر ذو الحواشي المطولة ، ويري عقيد ليبيا أن كتابه جاء ليفتح الطريق أمام الحائرين بين اختيار الشيوعية والراسمالية ، واذا أردت أن تعرف العقول السخيفة التي تحكم العالم العربي باسم الثورة فعليك بقراءة هذا الكتاب ، فتجد فيه أحيانا بعض الاشياء الطريفة ، فاذا قرأت باب المرأة تجد أن العقيد القذافي عرف المرأة كما يلي (( المرأة مرأة لانها تحيض وتلد )) و (( الرجل رجل لأنه لا يحيض ولا يلد )) ، فسبحان الله معلم الاشياء ؟؟؟ ومن يجهل ذلك أيها العقيد الفقيه ؟؟ ، والعقيد القذافي يعتبر الرئيس جمال عبد الناصر ملهم ثورته وأب أفكاره ، ولكن عبد الناصر كان أو من أكتشف حماقات العقيد ، فبعد هزيمة عبد الناصر في حرب 67 أرتدي العقيد الليبي بزته العسكرية مع كامل نياشينها ة وطلب مقابلة عبد الناصر علي علي عجل ، ولما قابل عبد الناصر أخبره أنه أشتري قنبلة نووية من السوق السوداء بمبلغ خمسة وعشرون مليون دولار فقط وان هذه القنبلة تحت تصرفه من أجل ضرب اسرائيل ، فرفض جمال عبد الناصر تلك الفكرة الغبية , والرئيس أنور السادات كان يقول (( أنا أفضل أن اهمس باسرارنا العسكرية في اذن قولدا مائير بدلا من افضائها الي العقيد القذافي )) ، ولذلك رفض الرئيس انور السادات اطلاع معمر القذافي بساعة الصفر في حرب اكتوبر 1973 م ، وغضب العقيد الثائر لذلك وسحب دباباته من الاراضي المصرية اثناء الحرب ، وعقد مؤتمرا صحفيا في روما وقال فيه (( اذا مصر انهزمت في حرب 67 في ستة أيام فانها سوف تهزم اليوم في ستة ساعات )) وعندها بكي اللواء فؤاد غالي قائد الفوج الاول من القوات المصرية الذي عبر القناة وقال (( ان الجندي المصري لم تصدمه الدعاية الاسرائيلية مثلما صدمته دعاية العقيد القذافي )) ، هذا هو العقيد القذافي ، دائما يسبح عكس التيار ، وصرف مليارت الدولارات من أموال الشعب الليبي وانفقها علي السلاح والتسلح ولكنه أنهزم في كل حروبه ، ففي نزاعه مع تشاد حول اقليم أوزو استطاع الرئيس التشادي حسين هبري أسر الوية كاملة من الجيش الليبي والذي كان أغلب جنوده من النساء ، وانهزمت ليبيا أمام التشاديين لأنها حاولت أن تغزوهم في أرضهم ، ولملم العقيد الليبي بقايا جيوشه المنهزمة وانسحب في خجل ومن غير ضجيج ، وحتي هذه اللحظة لم يقل لنا العقيد المفكر لماذا فكر في غزو تشاد ولماذا انهزم ولماذا أنسحب ، هذه هي العقلية التي تحكم العالم العربي ، لا تسمع صوتهم في ساعة الهزيمة وتخرس السنتهم عند الخسارة ولا يقرون بأخطائهم الجسيمة ، ان ليبيا فقدت فقدت بعض ابنائها في تشاد من أجل ارضاء نزوات العقيد المتهور ، والعقيد القذافي كالعرب في الجاهلية حياته كلها حروب ومعارك ، ففي عام 1986 افتعل أزمة مع الادارة الامريكية أيام الرئيس رونالد ريغان ، وهدد عندها بأنه سوف يضرب بطائراته الاسطول الامريكي السادس والمرابط في البحر الابيض المتوسط ، وبالفعل اقلعت طائرات العقيد متجهة صوب الهدف الامريكي ولكنها سرعان ما تناثرت في الهواء رمادا بعد أصابتها الطائرات الامريكية في مقتل ، ودخلت اسراب الطائرات الامريكية المجال الجوي الليبي ومرحنت فيه يمنة ويسري وقصفت منزله ، واختبأ العقيد الشجاع في أحد حصونه السرية منتظرا الطائرات الامريكية حتي تلقي بكل حمولتها من قنابل علي الشعب الليبي المغلوب علي امره ، وخرج بعدها العقيد بعد صفا الجو وبدأ الحديث عن الثأر والرد المناسب للزمان والمكان ، ان العسكر في عالمنا العربي تجدهم شجعان في قتل شعوبهم ولكنهم جبناء في ساعة المعركة الحقيقية ، ودخل العقيد الليبي كطرف في كل النزاعات في العالم ابتداء من دعمه لمنغستو هايلي مريام الي دعمه لحركة الجيش الجمهور الايرلندي ، ووظف أموال الشعب الليبي في تمويل تلك النزاعات والتي كان يصرف عليها بسخاء من أجل أن يذاع صيت الزعيم ،ودخل ايضا في الحرب اللبنانية الاهلية وزكي نارها بل وصل به الامر الي قتل الضيف الزائر وانكاره كما حدث للامام موسي الصدر والذي دخل الاراضي الليبية ولم يعرف مصيره حتي الان ، كل دول الجوار تضررت من العقيد القذافي وثوراته التي لا تنتهي الا بموت الابرياء ، هذا الرجل جعل من ليبيا ( كوبا ) العالم العربي ، وجعل شعبها يعيش في الجهل والتخلف ، ولا تجد في ليبيا مثقفا أو شاعرا أو حتي كاتب قصة ، وذلك لأن العقيد القذافي أعتدي علي كل ملكات الشعب الليبي وحطمها تماما ، وأغلب برامج التلفزيون مكرسة لكلمات العقيد الليبي وفي ساعة نومه يبثون الحلقات القديمة من الارشيف وفي بعض الاحيان ينادون بعض مطبلي النظام لشرح نظرية الكتاب الاخضر ، وعندما شعر العقيد الليبي أن مشروعه الاخضر لم يثمر وأن كل مناصري هذا المشروع أيدوه طمعا في دراهم العقيد لجأ الي اسلوب اخر ، وهو أسلوب الارهاب والاغتيالات ، فحصدت قنابل العقيد العديد من الضحايا الغربيين والمسالمين في نفس الوقت ، وبعدها داهمته أزمة لوكربي ، فرفض العقيد العنيد تسليم المتهمين الي محكمة العدل الدولية ، وصمم علي اجراء المحاكمة في الداخل ووعد الغربيين أن في نيته اعدام هولاء المتهمين حتي لمجرد الاشتباه بهم ، فهو دائما يسترخص دماء الشعب الليبي من أجل البقاء في الحكم ، ولكن المجتمع الدولي رفض هذا العرض الخسيس ، لأن الجريمة هي جريمة نظام حرض ومول قبل أن تكون قضية فردين من أبناء الشعب الليبي ، رفض العقيد وصمم علي المقاومة ، ففرض الحصار علي شعب ليبيا ، ولم تكفيهم سنوات الحصار التي عاشوها تحت حكم العقيد حتي تصدر الامم المتحدة قرار الحصار علي ليبيا ، ولكن علي أئ شئ راهن العقيد عندما تحدي ارادة المجتمع الدولي ، فمعروف عن الدول الغربية أنها لا تساوم في نفوس مواطنيها ، ولكن لنري ما استجد من تطورات كلها انصبت شؤما وحمما في نفس العقيد، اولا سقط الاتحاد السوفيتي حليف الفاشلين في العالم العربي ، وثانيا كوبا الحليف الثاني يبعد الاف الاميال من الاراضي الليبية ، وكانت الطامة الكبري ووصول المحافظون اليمينيون الي سدة الحكم في البيت الابيض ، هولاء كانوا لا يعرفون الحلول الوسط ولا يقلون تهورا في سياساتهم عن العقيد نفسه ، ولكن العقيد بذكاء أستطاع أن يغريهم بالمال الليبي ، ووافق أيضا علي تسليم المتهمين الي محكمة العدل الدولية ، خسر العقيد الليبي عشر سنوات من الحصار ثم عاد ونفذ كل ما هو مطلوب منه بل وزاد عليه بعد أن حول 4 مليارات دولار نقدا الي حساب البنك المركزي الامريكي كتعويض لاسر ضحايا طائرة لوكربي ، واعتبرت وزارة العدل الامريكية أن هذا المبلغ الضخم عبارة عن تسوية بين ليبيا وأسر الضحايا وان هذه التسوية لا تعني ان امريكا تخلت عن حقها القانوني في مقاضاة العقيد ، ونسبة للسعر الباهظ الذي دفعه العقيد مقابل أرواح الضحايا الامريكيين طالبت كل من فرنسا والمانيا أن يعوض ضحاياها بنفس السعر ، ودفع العقيد لهم أيضا وبنفس التسعيرة من مال الشعب الليبي والذي ضاع سدي في ديات الضحايا الغربيين الذين قتلهم العقيد ، والقذافي أيضا رفع الراية البيضاء وقرر تسليم مفاتيح مفاعلاته النووية الي الولايات المتحدة امعانا في الطاعة والتذلل ، وشحنها علي حسابه الخاص ووضعت في متحف في امريكا ، واعتبر هذا نصرا كبيرا للرئيس الامريكي جورج بوش والذي علق علي عملية نزع ليبيا لاسلحتها النووية من تلقاء نفسها ( بأنه ثمرة الاطاحة بنظام بصدام حسين ) ، هكذا أنتهت الاسطورة التي كان بطلها العقيد ذو المزاج المضطرب ، ولكنه الان يريد من نظام الخرطوم أن يسلك طريقا وعرا استصعبه العقيد ولم يقدر علي المسير فيه ، أنه يريد من سدنة النظام في الخرطوم أن يرفضوا باسم الوطنية تسليم أي مواطن سوداني للمحكمة الدولية ، والعقيد يعتبر أن هذا اهانة للقضاء السوداني ، ولكن العقيد لا يعرف أنه لا يوجد قضاء في السودان ، فالموجودين هم عبارة من المحاسيب وموظفي الدولة الذين تهمهم مخصصاتهم أكثر من تحقيق مجريات العدالة ، واحيانا تجد هولاء المسمين قضاة يخرجون في المسيرات التي تطبل للنظام ، وان رئلسة الجمهورية هي السلطة القضائية والتنفيذية ، وهولاء الموظفين القابعين في دور الهيئة القضائية هم مجرد كتبة فقط ولذلك لا نتوقع منهم أن يقوموا باجراء محاكمات نزيهة ، والمشير البشير عندما رفض قرار مجلس الامن لم يرجع للسلطة القضائية علي اساس أنها ذات اختصاص بهذه القضية ولم يرجع الي المجلس الوطني ومجلس الوزراء علي الرغم أن هذه الهيئات لا يمكن أن تخالف عمر البشير في قراراته ، اي عدالة يتحدث عنها العقيد القذافي في السودان ، ولماذا لم يطبق العقيد العدالة الليبية علي مواطنيه ورضخ لمطالب مجلس الامن بعد طول الحصار ، ولماذا يريدنا العقيد الثوري أن نكرر أخطائه في السودان ، ان ما حدث ليس اهانة لجهاز القضاء في السودان ولكنه اهانة لكل الانظمة العربية التي لم تنصح نظام الخرطوم بأن بوقف المذابح التي يرتكبها في حق أهل دارفور ، واذا عجزت ليبيا ذات الشعب المتجانس في قوميته ان تتحمل عبء الدولة العروبية والقومية فلماذا يتحملها السودان المكون من مختلف الاعراق والاعراف ، وحتي فكرة حل هذا النزاع عن طريق الاتحاد الافريقي رفضته الحكومة السودانية في بادئ امر ووضعت أمام قوات الاتحاد الافريقي العراقيل ، وكان وزير الصحة يفحص جنود الاتحاد الافريقي في كل يوم تشرق فيه الشمس أملا في اكتشاف حالة ايدز واحدة يقوم بموجبها بطرد هذه القوات من أجل الحفاظ علي صحة أهل دارفور من مرض الايدز ، ونظام الخرطوم لا يحتاج لدرس من القذافي من أجل اتخاذ القرارات المتهورة ، فالمشير البشير صحا من نومه العميق وأعلن موقف الحكومة من قرار مجلس الامن ودعا وزرائه الي ( بر القسم ) الذي تفوه به ، وكلنا شاهدنا اليوم ما حدث في مدينة الخرطوم من فوضي بعد أن دعا النظام أنصاره الي مهاجمة مقارالبعثات الدبلوماسية في الخرطوم ، واستطاع الغوغاء والذين كان من بينهم عناصر النظام الامنية أستطاعوا تكسير زجاج نوافذ السفارة البريطانية ، وفتحت لهم الاجهزة الامنية الطريق الي سفارة الولايات المتحدة وقاموا بقذف المجمع بالحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة ، وافراد الشرطة كانوا يتفرجون علي هذه الفوضي كما تفرجوا علي ذبح أهلينا في دارفور ، ودعا أحد ولاة الاقليم الشمالي الي قتل الغربيين وأستحل معهم معهم دم السيد الصادق المهدي ، وطلب من انصار النظام تنفيذ القصاص في كل هولاء علي مسؤوليته الشخصية ، أن هولاء لا يحتاجون لدعم من العقيد لرفض القرار الدولي فكلهم قتلة مثل الزرقاوي في العراق ، ولكن هل هذه الفوضي التي نظمها د.ابراهيم أحمد عمر تعتبر هي استراتيجية النظام لمواجهة تبعات هذه الازمة ؟؟، ولكن ما نراه الان كله يصب في خانة الفوضي واللا مسؤولية واستعراض لخطب حماسية مكررة ملها الناس من كثرة سماعها ، ان معركة مثل هذه لا يمكن أن تكون ساحتها شارع علي عبد اللطيف أو ميدان الامم المتحدة ، انها كما قلت سابقا ليس معركة بين انحاد الطلاب وادارة الجامعة ، هذه معركة كبري حلها الاحتكام الي صوت العقل ونبذ التشنج والهستيريا وقبول ما هو واقع ، وهولاء الذين يدعون النظام الي المواجهة نسوا بأن من يدفع الثمن هو الشعب السوداني وليس النظام الحاكم والذي يحرص رموزه الان في تعبئة استمارات الهجرة الي الخارج أملا في النجاة من سيف العدالة الدولية ، وأزمة نظام الخرطوم هو تعدد الرؤوس وازدواجية الطرح الاعلامي ، واليوم سوف يقدم الامين العام لامم المتحدة قائمة المطلوبين الي مجلس الامن ، ونحن ضد هذه القائمة اذا ضمت فقط 51 متهما ، وسوف نوافيكم بالمزيد حول هذا القرار

[email protected]
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved