مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الخرطوم والطوفان بقلم شاكر عبد الرسول-امريكا كنتاكى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/5/2005 7:47 ص

الخرطوم والطوفان

قال الشاعر

بذلت لهم نصحى بمنعرج اللوى

فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغد

بعد جدال ومشاورات فى داخل اروقة مجلس الامن الدولى بشأن محاكمة الآشخاص الذين ارتكبوا جرائماً ضد الانسانيه فى دارفور وصل المجلس وبأغلبية إلى إحالة هذا الملف الى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى وبذلك فلقد أسدل الستار عن أهم فصل من فصول القضية وهو المكان . واليوم نستطيع ان نقول بكل ثقة ان الذين ارتكبوا الجرائم فى اقليم دارفور السودانى سيتم محاكمتهم فى لاهاى حيث توجد المحكمة الجزا ئية الدولية . فبعد ثلاثين يوماً من الآن قد تصدر المحكمة الدولية طلباً الى الحكومة السودانية تطالبها بتسليم عدداً من السودانين ورد أسمائهم فى القائمة الدولية لمحاكمتهم ، و هذا المطلب بلاشك قد يضع النظام السودانى فى منعطف خطير لان القائمة قد تضم عدداً من المسؤلين فى قمة الهرم الوظيفى للدولة وتشمل كبار الضباط وزعماءعشائر وغيرهم ، فلذلك اتخذ السودان منذ وقت بعيد موقفاً معاكساً للمجتمع الدولى وهو ما أفصح عنه وزير الخارجية د.مصطفى أسماعيل حيث قال ان الدوله لم تسلم أى مواطن لمحاكمة فى الخارج أما د.مجذوب الخليفة فاعلن التعبئة الشعبية ووعد بالمقاومة .ان النظام الذى قتل شعبة فى الجنوب ودارفور وفى الشرق حتى فى الشمال قد لا يجد أحداً من الشعب أن يقف معه ، لآن النظام منذ وقت بعيد فى وادٍ والشعب فى وادى اّخر ،السؤال المحيرهو لماذا يلجأ الديكتاتوريون دائماً الى الشعب فى اللحظات الآخيرة أى فى ساعة الصفر .

فصدام حسين قبيل لحظات من مغادرته لبغداد ظهر فى حىشعبي فقير يحرسه فقط ابنيه عدى وقصى ويلتف من حوله عددا من البغداديين البسطاء جاؤا للنظرة وللوداع الآخير. ولماذا دائماً يختارون مسقط الرأس قبيل النهايه فصدام أختارمدينته تكريت وفى تكريت أختار أضيق ا لامكنه ياترى اية من المدن السودانية يختارها الانقاذيون السودانيون؟ هل استعدت القرير او حوش بنقا لاستقبال فلذات اكبادها ام تلفظهم كما لفظت تكريت ابنها البار صدام التكريتي ؟

وصدام فىأوج صراعه مع المجتمع الدولى زاره حمد الجاسم وزير خارجية قطرفى زيارة مفاجئة وقدم له نصائحاً قال الشيخ حمد لصدام ، الحرب واقع لامحالة ،هذة المرة مطلوب رأسك غادر البلد . ولو اخذ صدام بنصيحة حمد لكان حاله وحال العراقيين أحسن من اليوم بأى حالٍ

فالنظام السودانى اليوم يحتاج الى رجل حكيم مثل الشيخ حمد ليقول لهم ، الطوفان قادم لامحالة ، سلموا البلد لحكومة انتقالية ، سلموا أنفسكم للمحكمة الدولية . ياترى من سيكون هذا الحكيم الناصح ،

المهم حتى هذه اللحظة أختار النظام المواجهة مع المجتمع الدولى وهى معركة غير متكافئة وأمام النظام تجربتان هما : الليبية والعراقية يمكن الاستفادة منهما، أما الاشخاص الذين ورد أسماؤهم فى القائمة الدولية أوكل من يساوره الشكوك فى ظهور اسمه فى أى مرحلة من مراحل المحاكمةعليه من الآن الآسراع فى الاطلاع على ملف لوكربى وهو ملف ضخم ويحتوى على أكثر من 500وثيقة ومعظمها باللغة الانجليزية على حد قول عبد البارى عطوان من القدس العربى ، وهو عمل يحتاج التأنى والصبر ولكنه مفيد فى مثل هذه الحالات . فليعلم السودانيون وغيرهم أن مثول أى شخص أمام المحكمة الجنائية الدولية لايعنى انك فى نهاية المطاف لآن المحكمة كما يقول الصادق المهدى (فهى مستقلة وبعيدة من المؤثرات السياسية والمصالح وتتوافر فيها كافة الضمانات والمحاكمة العادلة ) وتجربة المواطنين الليبين فحيمة والمقرحى خير شاهد على ذالك .

ففى الوقت الذى حكمت المحكمة على المقرحي بالسجن فلقد قال القاضى لفحيمة انك بريئ ويمكنك من الآن أن تغادر إلى وطنك . فلذلك إذا كنت مطلوباً عليك ان تسلم نفسك بنفسك إلى أقرب مخفر للشرطة فى العالم . وتجربة طارق عزيز مفيدة ، كما إن تجربة مدير الشرطة الصربية أكثر أفاده . مهما حاولت ان تهرب أوتختبئ لن تستطيع لان الطوفان واقع بلاشك .

من هذا الموقع الكبير وبهذه المناسبة أزف كل التهانى والتبريكات إلى أطفال القارة السمراء خصوصاً أطفال دارفور الذين يعيشون فى المعسكرات .

وأقول لهم أن دموعكم وصراخكم وداعواتكم ، لم تذهب سدى لآن دموعكم دموع اليتامى وصراخكم كانت صرخة المفجوع ، ودعواتكم دعوة المظلوم فلذالك الآرض رددت صدأها والسماء استجابها وأجمل من ذالك أقول لكم أن المأساة لم تتكرر أبداً فى أرض أفريقيا أو فى أى مكان فى العالم ، لآن فى طوفان السودان عظه وعبرة لكل من يريد أن يتعظ ويعتبر وهو قبل كل شيئ عظة وعبرة لكل من دعته قدرتة الى ظلم الناس ولم يتذكر قدرة الله عليه

شاكر عبد الرسول

امريكا كنتاكى



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved