مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

مايو تاجرت بالإسلام وذهبت مع الزنادقة والمرجفين يونيو أتت من بوابة دارفور وستذهب مع المنكسرين-محمد الزين ، أوسلو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/4/2005 8:12 م


في ذكري ثورتي أبريل ودارفور المجيدتين ولكي لا يتحول الوطن الي محمية دولية:

مايو تاجرت بالإسلام وذهبت مع الزنادقة والمرجفين

يونيو أتت من بوابة دارفور وستذهب مع المنكسرين

أكتوبر وأبريل عائدتين في ثورة المهمشين الخضراء

محمد الزين ، أوسلو

[email protected]

تمر اليوم ذكري ثورة أبريل الفتية التي قادها الشعب السوداني ضد القهر والظلم المايوي في عام 1985م ، ولكنها أجهضت بمن ظن الشعب فيهم خيرا ، فكانت قيادات الحكومة الإنتقالية برئاسة المشير سوار الذهب والدكتور الجزولي دفع الله، وهم من وضعوا السم في الدسم ، وضعوا لبنات إنقلاب يونيو المشئوم، حينما تلكوء في تطهير الشارع السوداني من السدنة ، أشخاصهم ومؤسساتهم وقوانيينهم. وأكتملت عمليات ذبح الحريات وممارسة الفساد السياسي والاقتصادي حكومات السيد الصادق المهدي الاتئلافية والوفاقية وهلمجراء، وأفسحوا الطريق لاعداء الحرية والسلام ، وأفترشوا لهم البساط الاحمر لاستلام السلطة ، بعدما أكثروا فيها الفساد و ظلموا فيها العباد، فكانت حكومة الجبهة الاسلامية القومية في الثلاثين من يونيو1989م.

وتمر علينا أيضا الذكري الثانية لثورة دارفور التي إنطلقت من جبل مرة في عام 2003م ، والتي سجلت أروع تلاحم شعبي ضد الطغاة في حكومة الخرطوم، ثورة ضد الذين إستغلوا بعض حفظة القرآن في دارفور ليشاركوهم في مسيرتهم وينفذون معهم إنقلاب الجبهة الاسلامية ويؤسسوا نظام فاشي فاسد، فإنقلب عليها أبناء دارفور النشامي وجعل قادة الانقاذ يفرون من المسئولية الجنائية لافعالهم النكراء التي يشيب لها الولدان . وقد سخر الله للضعفاء والارامل آليات المجتمع الدولي ليقتص من كل القتلة، من الذين أزهقوا أرواح أطفال دارفور وإغتصبوا نساءها، وفقا لما جاء في تقارير اللجنة الدولية ولجنة دفع الله الحاج يوسف. فلن تفيد تصريحات الصحاف سبدرات و لن تجدي اليمين المقلظة للمشير البشير، وتهويشات إبراهيم أحمد عمر أو مجذوب الخليفة ، فجبهتهم الداخلية الان متصدعه متأكلة، وعداواتهم الشخصية في الخارج أكثر، ليس لهم صديق، وهذه ليست بسبب الاسلام كما يدعون ،فالاسلام برئ منهم ، الإسلام في صدور أهل السودان، في الخلاوي وتقابة القرآن، وفي حلقات الذكر قبل أن يولد المشير و زبانيته، و أيضا ليس بسبب الموارد، فكثرتها تجعل العالم صديق للسودان،كحال الدول الخليجية أو الاسكندنافية، وليس عدوا.

فما الذي يبرر تورط حكومة الانقاذ في محاولات إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك أو الرئيس أساس أفورقي؟ هل هي من أجل الدعوة الاسلامية أم أجل موارد مصر وأرتيريا؟!

بأفعالهم هذه أهانوا الشعب السوداني الذي لم يستكين ابدا للظلم والطغيان والاحتلال، شعب يقود الاحداث ويقدم النفس والنفيس، في ملاحم تاريخية، بشعارات ثورية، تواقه وتعشق الحرية وتتنفس حرية، فتأتي الثورة بقيادت قزمية، وتمضي الاطروحات والاماني الوريدية، وتعود حليمة الي عادتها القديمة، كهذا يدور السودان في حلقته الجهنمية منذ إستقلاله في يناير 1956م، تدور طاحونة الحكومات المدنية والعسكرية، ونسمع عجيجا ولا نري طحينا يوحد أهل السودان، يحقق العدل والمساواة والتنمية والسلام.

تداعيات القرار 1593

نحاول في هذه السانحة التاريخية والسودان يمر بمنعطف خطير وفي مفترق الطرق، وبعد قرار مجلس الامن الدولي رقم 1593، والاتجاه لفرض وصاية دولية علي السودان بأفعال الانقاذ الغير مسؤله وإستهتارها بالاعراف والقوانين الدولية ومن قبلها تشويه الاحتكام للشرع الاسلامي، في ظل جهاز قضائي سوداني فقد الاستقلالية والحياد، وأصبح تحت السيطرة المطلقة لحكومة الإنقاذ، وبالتالي فهو غير مؤهل للفصل العادل في محاكمة المتورطين في جرائم ضد الإنسانية .

نضع بين يد القاري ملاحظات هامة حول الوضع السياسي الراهن وظاهرة الثورة السودانية، لان الواقع اليوم يؤكد التالي: قرارات مجلس الامن الدولي نتاج مباشر لممارسات حكومة الانقاذ وسياساتها الخاطئة طوال ال16 عاما الماضية، والمتمثلة في:

· أساليب المناورة والإلتفاف على التصدي الحقيقي لإنجاز مهام الحل السياسى الشامل للأزمة السودانية، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، عبر تجزئة الحل من خلال تعدد المنابر: نيفاشا، أبوجا، القاهرة.

· التلكؤ في تنفيذ اتفافية نيفاشا للسلام الموقعة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.

· الإصرار على إقصاء القوى السياسية من لجنة صياغة الدستور الإنتقالي مما يفقده أي مشروعية قومية.

· الاصرار على التشبث بأجهزة الدولة الراهنة المنحازة حزبيا مثل القضاء والقوات المسلحة وأجهزة الشرطة و الامن.

· مقاومة أي خطوات لمصلحة تحول ديمقراطى حقيقى وواسع، وكفالة الحريات العامة.

· مواصلة الجرائم ضد الانسانية في دارفور عدم الإلتزام بتنفيذ التدابير الأمنية والإنسانية المتفق عليها ، و إنتهاج سياسة المذابح لابناء البجا في بورتسودان.

إزاء هذا الوضع السياسي الراهن، ما العمل؟

طلما أن حكومة الانقاذ تسوف قضايا الحل السياسي الشامل، وبإصرارها على استمرار هيمنتها المطلقة على السلطة، وبتفريطها في السيادة الوطنية وتحويلها الوطن إلى محمية دولية تحكم وتدار من قبل الامم المتحدة، أضحت الحكومة غير مؤهلة لتنفيذ مرحلة الانتقال من الحرب إلى السلام، وتحقيق التحول الديمقراطي والتنمية والاستقرار، وبالتالي يجب أن تذهب فورا غي مأسوف عليها، وتفسح المجال لحكومة قومية، حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة، تكون قادرة على تطبيق اتفاقيات السلام كاملة، وعلى تحقيق السلام والاستقرار في دارفور وفرض تسوية سلمية على أساس قومي تلبي كافة مطالب الشعب السوداني شماله وجنوبه، غربه وشرقه، حكومة ذات برامج سياسية وثقافية وتنموية واجتماعية، تضمن الاستقرار والوحدة.

ظاهرة ثورات أكتوبر وابريل ودارفور

تتجلي ظاهرة الثورة السودانية في أكتوبر وأبريل والان في دارفور، في أوضح صورها ومظاهرها في التعبير عن حق مقاومة الطغيان، وهي رد الفعل العنيف الذي يرتبط بالعنف الجماعي؛ ليعلن عن التغيير في النظام السياسي، وهي تفترض التغيير الكلي في المفهوم الفكري الذي يسيطر على المجتمع السياسي، وهي أيضا وضع حد لتصور معين للشرعية السياسية واستقبال جديد لتصوراتها، وأيضا تغيير في الغايات التي يسعى لتحقيقها النظام السياسي.و تتطلب نشأة ومولد عمليات العصيان السياسي وتبلورها بعد ذلك في حق مقاومة الطغيان حدوث عمليات تغييرية متعددة الأبعاد تقوم على مستويين متكاملين وهما:

المستوى الأول: التغيير الذي له جوانب ثلاثة هي:

الأول: ما يحدث في إدراكات وذهنيات الناس الذين ألفوا وتعودوا من قبل على القبول بالوضع القائم.

الثاني: يبدأ النظام السياسي القائم بفقدان شرعيته ككل.

الثالث: يتولد لدى الناس "شعور جديد" بالقدرة والإرادة والفعالية- بديلاً عن الشعور بالعجز الذي كان سائداً من قبل؛ فتصبح هناك قناعة وإرادة على التغيير في بعض الأمور.

المستوي الثاني: يحدث في السلوك والفعل السياسي، ويتسم بسمتين:

الأولى: من ناحية التوجه والاتجاه الذي يتمثل في رفض الانصياع للسلطة الحاكمة، وعصيان أوامرها والخروج عليها.

والثانية: الجماعية؛ أي أن تتم العملية باعتبارها سلوكاً جماعياً وليس مجرد سلوك مجموعة من الأفراد المتفرقين المعزولين.

إستراتيجيات الفريق عبود والمشيرنميري والمشير البشير في التعامل مع الثورة والثوار:

تختلف إستراتيجية الأنظمة الفاشية الحاكمة في التعامل مع الثورة والثوار طبقاً للأجواء التي ينشأ فيها، وهي غالباً استثنائية؛ ينعدم فيها الاستقرار، وترتفع فيها الحساسية السياسية، وهناك ثلاث إستراتيجيات أساسية:

الأولى: التجاهل السياسي.

الثانية: استخدام القوة والعنف.

الثالثة: الاسترضاء والرشوة السياسية.

وهناك ما أطلق عليه "الإستراتيجية المزدوجة" التي إتبعتها أنظمة نوفمبر، مايو و يونيو في احتواء الثورة ، وهي تشمل جهود الترضية والرشاوى السياسية والمكاسب الظاهرية من جانب، ومن الجانب الآخر يتم عادة التبني الآمن لإجراءات قمعية يتم من خلالها مضايقة القادة والقطاعات الأكثر تمرداً أو تلك التي ترفض التنازلات من خلال تحرش أجهزة الامن.

ومن ناحية أخري بعد أن تتأكد الصفوات والسلطات الحاكمة من درجة ومستوى فعالية القوي السياسية المعارضة التي قامت في سياق عمليات عصيان سياسي تعبيراً عن مطالب حقيقية تسعى إلى جذبها إلى بنية الأنظمة السياسية لمعرفة آرائها كالمجلس الاعلي، والاتحاد الاشتراكي، والمؤتمر الوطني ، ولكي تعرض شكواها عبر القنوات الرسمية للدولة، وهذه الاستجابة الرمزية ليست للمنظمة كـ"تنظيم"، ولكن للبقية الباقية من قوى العصيان السياسي داخلها.. وهكذا فإنَّ أكثر التنظيمات التي نشأت تعبيراً عن مطالب حقيقية ومن رحم حركة شعبية تتلاشى كوجود حقيقي..وهذا ما سترمي اليه الانقاذ في شراكتها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.

ومع ذلك تستمر هذه المنظمات كـ"هياكل" و"أبنية" فارغة رهينةً بأمرين:

الأول: تصبح ذات فائدة ومصدر وجاهة، وغالباً ما تشكل وسيلة معيشة للذين يتحكمون في مواردها من المجموعات والأفراد الذين يدعون تمثيل الجماهير.

الثاني: تصبح أكثر خضوعاً لمن تعتمد عليهم في مواردها المختلفة، ويبقى توازنها الهش رهيناً بتوازن مجموعات "الشلل" الذين تؤول أمورها إليهم.

وأخيرًا فإن الوعي المنهجي بضرورة تعلُّم الدرس من تاريخ التنظيمات السياسية الفاشلة وخبرتها، وأنَّ المكاسب الحقيقية الضئيلة التي تحققت من ورائها لم يكن بسبب كونها كذلك، وإنما من تيارات العصيان السياسي والقوى الضاغطة داخلها، ولكن ما العمل؛ فهكذا تكرر القيادات الأخطاء نفسها؛ فتسعى لتحقيق ما ليس في متناولها، وتهدر فرص تحقيق ما كان ممكناً دائما..

والان الفرصة للقوي المهمشة، وللمهمشين ضد المركز السلطوي، وهم الاغلبية الصامته، الاستفادة من تجارب الاخرين لتصحيح مسار الثورة السودانية والتفاعل الواعي والمدروس مع القوي السياسية السودانية، من أجل تحقيق الثورة الخضراء ، فلتتحد قوانا وتتوحد عزيمتنا لإنقاذ البلاد وتصفية نظام الظلم والطغيان إلى الأبد من تاريخ الحياة السياسية ولضمان مستقبل واعد لأجيال السودان الجديد.

أوسلو، 4 أبريل 2005م

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved