مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

اليوم‚‚ انتصر مشروع بولاد‚‚ والشرعية الدولية تقيم القصاص بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/3/2005 6:44 م

أبو بكر القاضي ـــ اليوم‚‚ انتصر مشروع بولاد‚‚ والشرعية الدولية تقيم القصاص
للقصاص طعم خاص عندما يطال الحكام وحاشية السلطان الذين لا يفيقون من سكرة السلطة‚ عندما امر الله عز وجل قائلا: (واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) كان امره يعني اقيموا القصاص على جميع المجرمين‚ الاقوياء والضعفاء‚ ان مصادقة مجلس الامن على المشروع الفرنسي بمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور امام المحكمة الجنائية الدولية‚ هذه القائمة (من «51» شخصا) التي تتضمن شخصيات كبيرة‚ رؤوسا كبيرة من حكومة الخرطوم وحكام الولايات من زبانية سلطة الخرطوم الذين باعوا قضية اهلهم وبني جلدتهم في دارفور بدراهم معدودة وكراسي وابهة سلطة فانية‚ كما تشتمل على قيادات الاجهزة الامنية التي هي عقل النظام الذي اقام حلوله لمشكلة دارفور على العقلية الامنية العنجهية القائمة على البطش والحسم من اجل (حفظ هيبة الدولة)‚ كما تتضمن القائمة رؤوسا كبيرة في وزارة الدفاع السودانية‚ ان هؤلاء المجرمين‚ قد خططوا ودبروا ونفذوا مع سبق الاصرار والترصد‚ الابادة الجماعية لشعب دارفور‚ واستخدموا سلاح الجو‚طائرات انتينوف‚ قذفوا بها براميل الملتوف ــ على القرى الآمنة التي يسكنها المدنيون‚ وقاموا بحرق القرى‚ واغتصاب النساء وقتل الاطفال‚ بهدف (بسط هيبة الدولة)‚ وتأديب كل من تسول له نفسه بالحديث عن التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي‚ لقد احسنت حركات التحرر في دارفور (العدل والمساواة وحركة التحرير) صنعا حين قررت وقف المفاوضات مع حكومة الخرطوم لحين تقديم مجرمي الحرب في دارفور للمحاكمة‚ بعد ان ثبت لها ان حكومة الخرطوم لا تحترم عهدا ولا ميثاقا‚ ولا تحترم هدنة‚ وثبت بالدليل القاطع من لجنة المراقبة الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي ان حكومة الخرطوم‚ وذراعها الجنجويد ما زالوا يمارسون التطهير العرقي والابادة والاغتصاب رغم توقيعها على اتفاقيات ايش وانجمينا وأبوجا‚ وتعهدها الخطي للسيد كوفي عنان منذ منتصف عام 2004‚ مندوب السودان في الأمم المتحدة يتباكى على العدالة صوت لقرار محاكمة مجرمي الحرب في دارفور امام محكمة الجنايات الدولية 11 دولة وامتنع عن التصويت 4 أعضاء‚ وعليه فان القرار عمليا صدر بالاجماع اولا: لانه لم تعترض عليه اي دولة‚ ثانيا: لان الدول التي امتنعت عن التصويت تعلم سلفا ان موقفها هذا يسهل صدور القرار من مجلس الامن‚ فالولايات المتحدة التي امتنعت عن التصويت اعلنت صراحة انها توافق على جوهر القرار‚ والصين ارادت ان تسجل موازنة بين مصالحها‚ اما الجزائر فقد امتنعت على قاعدة المثل السوداني (مرة الفكر مجبورة على الصلاة) و(الفكر) بعربي السودان هو الفقيه‚ وموقف الجزائر من قضية دارفور جزء من موقف الجامعة العربية‚ باختصار هو موقف موال للحكام العرب وليس للشعوب العربية‚ لان الجامعة التعيسة هي جامعة السلطان العربي الذي فشل في تحقيق الاصلاح من الداخل والمصالحة مع الشعوب العربية التي تعيش تحت قوانين الطوارئ وقوانين امن الدولة (لا امن الشعوب) والمحاكم الاستثنائية العسكرية‚ ومحاكم امن الدولة‚ وتحت قوانين الصحافة الاستثنائية القمعية‚ ولجان النصوص التي هي عمليا محاكم تفتيش وتكفير‚ وقمع للفكر والابداع‚ هذه الثقافة الاستبدادية التي اخصت الرجال وربطت مبايض النساء‚ وكرست العقم الفكري والادبي والابداعي‚ وحولت الشعوب العربية الى حيوانات تعلف بالرغيف والمكبوس !! نعم‚‚ تباكى السيد الفاتح عروة مندوب السودان في الامم المتحدة على الاستثناء الذي تضمنه المشروع الفرنسي‚ الذي استثنى مواطني الولايات المتحدة الاميركية‚ مدعيا ان المحكمة الجنائية هي للضعفاء ولا تطبق على الاقوياء‚ وتعقيبا على هذه النقطة افيد بالآتي: 1- ان تمرير المشروع الفرنسي داخل مجلس الامن باحالة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور الى محكمة الجنايات الدولية صدر رغم انف الولايات المتحدة‚ ان هذا الاجراء هو عين العدالة‚ وبداية تحقيق العدالة الشاملة‚ ونذكر في هذا الخصوص ان عصبة الامم عندما قامت عام 1920 لم تجد قبولا من مراكز القرار في الولايات المتحدة رغم انها قامت على الـ 20 نقطة التي صاغها الرئيس الاميركي المثالي ويلسون‚ لم يكن الطريق معبدا امام المشروع الفرنسي‚ بل كانت حكومة الخرطوم التي فقدت رأسها ومقدرتها على المناورة والمبادرة‚ كانت تقول بل تجزم في تحليلاتها الساذجة على القنوات الفضائية ان توصية لجنة التحقيق الدولية بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور امام محكمة الجنايات الدولية لن تمر عبر مجلس الامن لان اميركا لن توافق على ذلك مراهنة في ذلك على الموقف الاميركي المتصلب ضد هذه المحكمة الجنائية‚ ولادراكها بأن قبول اميركا بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور امام هذه المحكمة سيعطيها دفعة كبيرة وفاعلية مما سيقود في النهاية الى خضوع الولايات المتحدة نفسها لهذه المحكمة‚ فات على حكومة الخرطوم ان سيف العدالة يطالها هي في الخرطوم وهي ظالمة لشعبها‚ وسوف يطال الجميع بما فيهم الولايات المتحدة‚ 2- الرئيس يحاكمه شعبه عبر المؤسسات وفي اطار سيادة حكم القانون في اميركا‚ الجندي الاميركي يطاله القانون الاميركي‚ ما اريد ان اقوله للسيد الفاتح عروة ان العدالة لم تنته باستثناء المواطن الاميركي من هذه المحكمة‚ انا هنا لا ادافع عن الموقف الاميركي‚ بل اطالب اميركا بالتوقيع على الاتفاقية الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية‚ لكن ما اريد ان اقوله هو ان اميركا بلد سيادة حكم القانون واسبانيا بلد سيادة حكم القانون‚ فقد اشتركت الدولتان في الحرب الاستباقية ضد العراق (تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل العراقية)‚ وقد تعرضت القيادة في البلدين للمحاكمة في البلدين من قبل رجل الشارع عبر صناديق الانتخابات الحرة‚ فحاكم الشعب الاسباني قيادته بالطرد من السلطة بانتخاب الحزب المعارض‚ وجدد الشعب الاميركي ثقته في الرئيس بوش‚ ان المحكمة الجنائية الدولية تستهدف في المقام الاول الدول الاستبدائية التي لا يخضع فيها الحاكم لأي رقابة‚ ويمارس سلطات مطلقة مثل حكومة السودان‚ التي تقتل شعبها‚ وقوات الشعب المسلحة بكل اسف هي نفسها التي تمارس الابادة الجماعية والتطهير العرقي‚ لانها ليست قوات الشعب وانما هي قوات النخبة النيلية في المركز تمارس من خلاله هذه القيادة الاستعمار الداخلي والتهميش بكل انواعه‚ قرار مجلس الأمن بحظر الطيران خطوة في الاتجاه الصحيح لقد قسمت اميركا اجراءات مجلس الامن ضد الحكومة السودانية الى ثلاثة قرارات‚ الاول بالمصادقة بارسال (10 آلاف جندي) لجنوب السودان ومهمتهم واسعة لا تحدها حدود‚ وصدق من قال بأنها لوصاية دولية) على السودان‚ والقرار الثاني بتوقيع العقوبات على المجرمين كأشخاص وليس ضد السودان او الشعب السوداني‚ كما قضى القرار الثاني بفرض حظر الطيران فوق دارفور الا باذن من مجلس الامن‚ والقرار الثالث (قاصم الظهر) وهو الذي دخل التاريخ باسم المشروع الفرنسي‚ قضى باحالة مرتكبي جرائم الحرب الـ (51) الى المحكمة الجنائية الدولية‚ لقد شبه وزير الاعلام السوداني بالانابة عبدالباسط سيدرات الاديب الشاعر قرارات مجلس الامن الثلاثة بالوجبات الثلاث‚ وقال صرنا نفطر بقرار‚ ونتغدى بقرار ونتعشى بقرار‚ وفات على الاستاذ سيدرات ان هذا هو القصاص عن فظائع الحكومة في دارفور‚ فقد كانت الحكومة تطعم اهل دارفور ثلاث وجبات في اليوم من الابادة بالحريق والتطهير العرقي والاغتصاب‚ هذا هو الجزاء الوفاق‚ قرار فرض حظر الطيران في دارفور ظل مطلبا عادلا لاهل دارفور لاكثر من عام‚‚ نعم‚‚ انه وصاية على السودان‚ ولكنها وصاية بالحق‚‚ فالوصاية تقام شرعا على غير الرشيد‚ وعلى السفيه‚ وهو الذي لا يحسن تدبير امواله‚ ان الحكومة التي تبيد شعبها‚ وتمارس سياسة فرق تسد باستقطاب عناصر الجنجويد وتزودهم بالسلاح لاثارة الفتنة الاهلية‚ وهدم النسيج الاجتماعي القائم في دارفور عبر مئات السنين على السلم الاهلي والتعايش والتزاوج بين القبائل‚ ان الحكومة التي تمارس هذه الفظائع في دارفور هي حكومة غير رشيدة‚ وتستحق الوصاية عليها‚ اني اطالب مجلس الامن بتكليف حلف الاطلسي بتنفيذ قرار مجلس الامن بشأن حظر الطيران في دارفور بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي‚ وهذا جزاء الحكومة غيرالرشيدة وغير المؤتمنة على سلامة وأمن وشرف شعبها !! الآن تهيأت الاوضاع في السودان للتغيير الجذري وانتصار مشروع بولاد لسائل ان يسأل: لماذا هبت رياح التغيير في العالم العربي من العراق مرورا بلبنان وسوريا ومصر والسعودية‚ وخرجت المظاهرات‚ لماذا لم نسمع صوت الشارع السوداني وهو سباق في ذلك‚ وقد انجز في اكتوبر 1964 وابريل 1985 ثورتين شعبيتين؟ الاجابة بسيطة‚ هي ان الشعب السوداني قد ادرك ان التغيير في الخرطوم عن طريق المظاهرات على شاكلة اكتوبر وابريل هو تغيير سطحي في الجلد من خلاله يغير ثعبان النخبة النيلية جلده‚ ويظل الثعبان هو الثعبان‚ من هو داود بجي بولاد؟ انه كادر الاتجاه الاسلامي ــ ورئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة 1975‚ والقيادي بالجبهة القومية الاسلامية‚ وحافظ القرآن الكريم‚ منذ حوالي عام 1990 ادرك الشهيد بولاد حقيقتين: الاولى ان شعب دارفور لن يخرج من التهميش بكل اشكاله الا اذا رفع السلاح‚ الثانية هي ان التهميش على مستوى دارفور او السودان ككل لن يرفع ويزال الا بتحالف المهمشين‚ لذلك ذهب بولاد الى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق‚ واتفق معها على تأسيس جبهة غربية للنضال المسلح ضد المركز‚ وقد احسنت الحركة الشعبية استقباله وتدريبه ومنحته افضل كوادرها لمساعدته على تأسيس الجبهة الغربية‚ لقد استشهد بولاد عام 1991 ولم يمت مشروعه‚ ففي عام 2003 ظهرت الحركات المسلحة في دارفور (التحرير والعدل والمساواة) مقتفية آثار مشروع بولاد‚ المهمشون قادمون لقد انتصرت الحركة الشعبية لتحرير السودان في مشاكوس ونيفاشا‚ وحققت 50% من مطالبها ثم حققت مكاسب للآخرين‚ وسوف ينطلق اهل دارفور من ذات المكاسب التي حققتها الحركة الشعبية لنيل حقوقها في المشاركة في السلطة‚ فقد كان مجلس السيادة يتكون من خمسة اشخاص كان الجنوب وحده يمثل بشخص لزوم الديكور‚ حان الوقت لتمثيل الاقاليم الخمسة (الجنوب‚ الشرق‚ الغرب‚ الشمال‚ الوسط) كنواب لرئيس الجمهورية وفي مجلس الرئاسة وقس على ذلك في مستوى السلطة التشريعية‚ والثروة والحقوق الثقافية‚ انهاء التهميش والظلم هو عمل ليس ضد اهل الشمال وانما هو عمل في رد الحقوق والعدل والمساواة‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved