مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

نعم انها عدالة السماء قبل ان تكون عدالة المجتمع الدولي بقلم الطيب الزين/السويد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/3/2005 6:43 م

نعم انها عدالة السماء قبل ان تكون عدالة المجتمع الدولي

الطيب الزين/السويد
[email protected]

كلمة نطق بها: عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان في المقابلة التي اجرتها معه قناة الجزيرة من جبل مرة وكم احييه على هذه الشجاعة التي جاءت في حديثه اذ اعلن انه اول من يقدم نفسه الى محكمة العدل الدولية في موقف ينم عن شرف ورجولة نادرة في هذا الزمان, الامر الذي يجعل المرء يطرح السؤال التالي: هل سيفعل المعنيون في الطرف الاخر ذلك؟ ام انهم سيحتمون وراء شعارات الوطنية التي قطعوا اوصالها بجرائمهم التي بشانها صدر قرار مجلس الامن الاخيرالذي تقدمت به فرنسا بعد ان ادخلت عليه بعض التعديلات التي ضمنت للولايات المتحدة حق عدم ملاحقة ومحاكمة مواطنيها في السودان مما جعلها تصوت الى جانب القرار بالامتناع عن استخدام حق الكبار اي (الفيتو). نعم انها عدالة السماء التي انتصرت لضحايا دارفور وقبلهم لكل الشعب السوداني الذي اذاقه نظام الانقاذ خلال سنوات حكمه كل صنوف الذل والعذاب بدءاً من لحظة سطوه على الديمقراطية, ثم تخربيه لمؤسسات البلاد السياسية والاقتصادية التي بدأت بحملة جائرة من الملاحقات والاعتقالات والتصفيات من الخدمة المدنية والعسكرية واخيرا توجت باعدامات جائرة لضباط انتفاضة 28 رمضان, ثم اتبع ذلك ببيعه لكل مؤسسات القطاع العام الى انصاره وعملائه في الداخل والخارج واخيرا كللها بسياسة السوق الحرة التي ضاعفت من معدلات البطالة والفقر والفساد بكل الوانه واشكاله وفي المقابل فتحت السوق لاصحاب رؤوس الاموال الاجنبية لينهبوا موارد البلاد والعباد في وقت فرض على المواطنين في الداخل والخارج قيود وضرائب لا قبل لهم بها لاحقت الناس حتى في كمشة الملاح, وللامعان في تخريب وحدة واقتصاد البلاد اعلن الجهاد على الجنوب من خلال تجييش الشباب وزجهم في حرب راح جراءها الملايين من الضحايا والنازحين واللاجئين وخسرت الخزينة المليارات من الدولارات التي كان الاحرى ان توظف لقضايا التنمية والتطور والتحديث الا انها سياسة الراي الواحد التي انتهت في نهاية المطاف بالتسليم الكامل بحق الحنوب في السلطة والثروة وفتح القصر الجمهوري على مصراعيه ليدخله جون قرنق في وضح النهار الذي طالما ما وصمه النظام بالكفر والعمالة, وقبله يفعل النقيض تماما مع شيخه الذي علمه دهاء السياسة اذ يخرج الشيخ من القصرالى السجن الى اجل غير معلومة نهايته, انه الظلم والغرور والغباء انه الجهل المركب الذي يسوق صاحبه الى الانتحار فأذا ما نظرنا الى واقع البلاد اليوم هناك حروب في جهات البلاد الاربعة هناك جبهة دارفورو جبهة الشرق وجبهة اقصى الشمال وجبهة الجنوب التي حسمت قضيتها والى الابد سوءا بقي النظام الحالي او ذهب غير ماسوف عليه, هذا بجانب الجيوب الاخرى. اذن نظام الانقاذ محاصر ومعزول من القوى التي تناضل في الاطراف ومعزول حتى في قلب البلاد اذ لم يجد له حليفا من القوى السياسية يمينها ويسارها من يتحالف معه سوى تنظيم جعفر نميري الذي خلعه الشعب السوداني قبل عشرون عاما من الان في مثل هذه الايام التي تصادف الذكرى العشرين لانتفاضة مارس ابريل المجيدة حيا الله شهداءها وصناعها.

اذاً نظام الانقاذ ليس امامه سوى خيارين, الخيار الاول أن يعود الى رشده وينسى سياسة التحكم والسيطرة والاستخفاف بعقول الشعب وان يتحمل مسؤوليته كاملة تجاه تحديات المرحلة لانه هو الوحيد المسؤول عما وصلت اليه البلاد من تدهور وتصدع وانهيار, واصبحت الاوضاع تنذر بنتائج خطيرة بعد القرارات الاخيرة, لذلك الاجدى له والافضل والانسب للشعب والوطن ان يسلم السلطة للشعب ويعتذر امام الملأ عن ما اقترفه من تجاوزات وانتهاكات وعندها يمكن للشعب أن يغفره له تلك التجاوزات واما أن تاخذه العزة والغرورويواصل الحماقات والمقامرات الجنونية تحت شعور بأن نهايته قد حانت وبالتالي يمارس كل ما في جعبته من امراض وخباثات لزج الشعب في معركة غير معركته, معركة هي خاسرة في كل الاحوال لانه هو وحده الذي وضع نفسه في هذا المضيق. بسبب تجاهله للاصوات المنادية بالعدل والمساواة والحرية والديمقراطية. الديمقراطية التي من ابسط معانيها حق الانسان في التفكير والتعبير والمطالبة بحقوقه, تلك التي انكرها النظام تحت شعارات التوجه الحضاري وجعل من نفسه وصيا على الناس باسم الدين وعبأ رؤوس قادة وافراد القوات المسلحة والشرطة والامن بانهم يمثلون الحق المطلق في الارض لذلك ارتكبوا تلك الجرائم والفظاعات مما جعل المجتمع الدولي يصدر القرارات الاخيرة والتي ستنفذ بحذافيرها ما دام هناك طائرات البي 52 وطائرات الايف 16 التي تجيد عمليات القرصنه الجوية فعلى اركان النظام ان يفتحوا اعينهم جيداً هذه المرة,هذه المرة ليست كسابقاتها اذا ما قارناها بسواها من قرارات اذ سرعان ما تاتيك المقارنة بما يريد ان يسمعه ضحايا نظام الانقاذ في الداخل والخارج وبخاصة اهل دارفور وثوارها اذا ما اخذاً في الاعتبار جدية ووضوح نوايا المجتمع الدولي التي تتجلى في صرامة القرارات الاخيرة مما يجعلنا نقول لكل بداية نهاية فكونوا رجال يا جماعة الانقاذ وقولوها كما قالها عبد الواحد محمد نور حتى لا تذيقوا الشعب ذلاً ومرارات اكثر مما يعانيه الان تذكروا كلام الحكامات السمعة ولا طول العمر.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved