مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

سبقتنا إليها أيها العقيد وفاقد الشئ لا يعطيه ! بقلم أبو نمو وادي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/3/2005 5:30 م

سبقتنا " إليها " أيها العقيد وفاقد الشئ لا يعطيه !

أبو نمو وادي [email protected]

جاء في الأخبار أن العقيد القذافى قد صرح أن قرار مجلس الأمن الأخير بإحالة المتهمين بجرائم الحرب في دار فور إلى محكمة الجزاء الدولية هو بمثابة " إهانة لكل الشعب السوداني " ويساهم في تأجيج روح النزاع في دار فور وان القرار ليس في صالح اى طرف من الأطراف وهو إهانة فقط لكل السودانيين وتعد سافر على استقلال السودان "، مضيفا بان مجلس الأمن غير مختص بمشكلة دار فور وان قراره هذا باطل كما أن كل المحاكم المسماة بالدولية هي غير شرعية وقال انه " كلما خطونا خطوة نحو الحل السلمي، يزرع التدخل الاجنبى قنبلة لتعطيل محاولات الحل السلمي "، هذا باختصار تصريح العقيد فيما يختص بتحرك المجتمع الدولي الدراماتيكي والايجابي الأخير تجاه مأساة دار فور.
ويشار إلى أن العقيد قد أشار في مؤتمر القمة العربية الأخيرة في الجزائر أن قضية دار فور هي قضية محلية في شكل صراع قبلي و " أنهم " اى العرب كفيلون بحلها.
أولا، لا بد من التأكيد على أننا في دار فور لنا علاقة تاريخية خاصة بليبيا وان الكثيرين هناك لا يفصلون بين ليبيا كدولة وبين العقيد القذافى كرئيس لها، لان اغلبهم ببساطة جاء إلى هذه الدنيا وشب فيها وسمع عن العقيد القذافى قبل دولة ليبيا منذ حوالي أكثر من ثلاث عقود ونصف من الزمن فيختلط عليه الأمر ايهما الأصل وايهما التابع وبالتالي يصعب عليه انتقاد المهازل التي يأتي بها القذافى في هذه الزحمة !
على المستوى الشخصي كنت ولا زلت في حيرة من امرى أن يظل شخص بعقلية القذافى في الحكم لمدة تقارب الأربعة عقود يتخذ القرارات المصيرية الخاطئة في حق بلده ويبدد موارد اغنى دولة في أفريقيا شمال الصحراء ويتطاول على زعماء العالم ويتحداهم وبل يتآمر على اغتيال بعضهم لأتفه الأسباب، ولا حياة لمن تنادى. تناسى الشعب الليبي المليارات التي أنفقها القذافى في " نهره العظيم " والذي قبض مقابله الوهم الممثل في رمال الصحراء الناصع البياض، تناسى الشعب الليبي وتغاضى عن مئات الملايين التي أنفقها القذافى في تمويل الحركات الثورية والإرهابية في مشارق الأرض ومغاربها، دفع الشعب الليبي ثمن مغامرات القذافى وتورطه في الإرهاب الدولي وتحمل الحصار القاسي من المجتمع الدولي نتيجة لذلك، وبعد ذلك ركع للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص في ذلة غير مسبوقة وأرسى سابقة خطيرة في العلاقات الدولية وفى التعويض عن القتلى
" الدية " عندما دفع عن كل قتيل امريكى تسبب في موته في حادثة لوكوربى المشهورة مبلغ عشرة ملايين دولار " للنفس الأمريكية البريئة " وهو الذي يصطاد المعارضين الليبين في وضح النهار في العواصم الأوربية والعربية دون أدنى تردد قبل ترويضه الأخير من قبل الأمريكان، وهو الذي أودع مواطنه المسكين في سجون أوربا كضحية وكبش فداء لجرائمه ونزواته.
ومن الجانب الآخر، تحمل القادة العرب والأفارقة الكثير من عجرفته وطباعه الغريب، ففي اجتماعات الجامعة العربية لا بد أن تنصب له خيمته المشهورة في العراء حتى يكلف الدولة المضيفة المزيد من الإجراءات الأمنية العويصة والتحوط من أفراد فريق حرسه من " الصبايا " المتوحشات اللائي لا يتورعن عن استعمال حتى أسنانهن للدفاع عنه، ومن من ؟ من حرس الدولة المضيفة !! ، ليس ذلك فحسب، فلا بد من تخصيص طائرة ليبية في كل رحلاته لنقل " نوقه الحمر " حيثما ذهب حتى يستمتع بالحليب ويثبت عراقة عروبته وبداوته التي يفتخر بها.
أما عن ثورة دار فور فيحق لنا الآن أن نسأل القذافى ماذا قدمت لهذه الثورة ؟ لاشى ولا نلومك في ذلك، ماذا قدمت لشعب دار فور المنكوب ؟ لا شئ، وربما لا يلومك بعضهم حتى عن هذا. ولكننا على علم عماذا قدمته في الماضي الغير بعيد للمليشيات الحالية في دار فور باسم العروبة التي كفرت بها أخيرا.
ما هي الخطوات العملية الجادة التي قمتم بها نحو الحل السلمي في دار فور " وزرع التدخل الاجنبى " قنابله لإجهاض هذه الخطوات ؟ الم يكن الخطوة الجادة الحقيقية هي "المناصحة " و الضغط على الحكومة السودانية للإيفاء بالتزاماتها تجاه وقف إطلاق النار وتجريد المليشيات التابعة لها والكف عن انتهاج سياسة الأرض المحروقة تجاه مواطنيها ؟ هل قمتم بهذا العمل ؟ ما قيمة السيادة " الضائعة " التي تتباكى عليها لحكومة تتسبب في موت أكثر من ربع مليون من مواطنيها الأبرياء وانتم جيرانها الاقربون تتفرجون ؟ حتى تمرير الإغاثة من حدود ليبيا إلى لاجئ دار فور في تشاد جاء بمبادرة (ولا نقول بفرض ) من الحكومة الأمريكية التي لا تستطيعون رفض طلب لها هذه الأيام والتي تركضون إلى نيل رضاها حتى بإشعال "السجارة " الأمريكية الطويلة أمام عدسات التلفزة العالمية و أنت الذي لا يعرف عنك التدخين من قبل !
كيف يكون قرار الأمم المتحدة " ليس في صالح اى طرف من الأطراف " ؟ الم يوقف هذه القرارات تحليق الطيران العسكري في دار فور وهو العنصر الاساسى في حرق آلاف القرى في دار فور وبالتالي أدى إلى ما يعرف بال (Mass displacement ) للمواطنين من قراهم إلى مخيمات النازحين واللاجئين ؟ الم يطالب القرار بمحاكمة من تسببوا في هذه الكارثة في محكمة ، الغرض من إنشائها هو توفير المحاكمة العادلة البعيدة عن التأثيرات السياسية واللوبي الدولي ؟ ومن قال لك أن مجلس الأمن " غير مختص إطلاقا بمشكلة دار فور "، ومن الذي فوض الاتحاد الافريقى الكسيح أن يكون مختصا ومجلس الأمن غير ذلك، وما هي إنجازاته حتى
الآن ؟ لا شئ بالطبع.
وأخيرا إذا كان من رأيك " عدم شرعية ما سمي بالمحاكم الدولية " فلماذا قمت بتسليم المواطنين الليبين إلى محكمة " لاهاي الدولية " ؟ الم ينتقص ذلك من سيادة ليبيا ؟ ولماذا يكون تسليم مجرمي حرب دار فور إلى المحكمة الجنائية انتقاصا من سيادة السودان ولا تنتقص من سيادة ليبيا تسليم مواطنيها إلى محكمة لاهاي ؟ ولماذا يكون هذا العمل " إهانة " في حاله السودان و عمل مبارك في حالة ليبيا ؟
اذهب اخى العقيد ودعنا من خزعبلاتك فقد سبقتنا إلى " الإهانة " إن صح ذلك، وفاقد الشئ لا يعطيه

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved