مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

لقد أقسم المشير البشير أنه لن يسلم نفسه ؟؟ بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/3/2005 5:19 م

قديما كان زياد بن أبيه يصعد المنبر و يخطب في الناس ويقول ( أن كذبة الامير بلغاء مشهورة ) وذلك ليدل علي تنفيذه لوعيده وحتي لا ينتشر خبر كذبه بين العامة ، وكان الحجاج كان يسلك نفس المنهج ويصر علي رأيه وحتي ان كان مخطئا وذلك كي لا يظن الناس أنه ضعيف وغير قادر علي اتخاذ القرار ،وقبل ستة عشر عاما كتب د.التيجاني المشرف رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم أنذاك مذكرة شديدة لهجة وجها الي الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب وهدده بالقول (( أرفعوا أيديكم عن الشعب الفلسطيني وكفي ))) ولا زال نظام الحكم في السودان ينظر الي قرار مجلس الامن الاخير كأنه نزاع بين اتحاد الطلاب وعمادة الجامعة حول الميزانية الصيفية ، وتبين لنا أن المشير البشير يتعامل مع هذه الازمة كما يتعامل مع زوجتيه داخل سكنه في مبني القيادة العامة ، والانكي من ذلك موقف ممثل الطلاب السودانيين والذي طلب من نظامه طرد البعثات الدبلوماسية للدول التي صوتت لصالح القرار ولكن هذا ( المستوزر ) الطلابي كان عليه أن يسحب بعثات السودان المترهلة في هذه الدول اولا قبل تبني هذا الطرح الانفعالي ، ويبدأ باستدعاء الفاتح عروة فما الفائدة الان من بقائه هناك ؟؟ هل من أجل ابلاغنا بالقرارات السيئة فقط ؟؟؟ فلنسحبه واذا أراد مجلس الامن تبليغنا بأي قرار ففاكس القصر الجمهوري معروف وتحت الخدمة 24 ساعة ، ولا ننسي أن المشير البشير وصف مجلس الامن والامم المتحدة بالانهيار الاخلاقي فلماذا بقاء بعثتنا هناك ، ولقد أختار المشير سياسة الرقص علي المنابر في مواجهة القرار ، وهذا القرار لم تتم حتي مناقشته في المجلس الوطني ، وجاء رد السلطة أنيا وممزوجاء بعبارات التحدي الجوفاء ، وفكرة القسم بالله في الدولة العصرية من أجل اتخاذ القرارات السياسية تعتبر من المستحدثات ، لأن السياسة هي فن الممكن ولا توجد فيها مطلقات تلتزم بها الحكومات ، فعدو اليوم يمكن أن يصبح صديق الغد والعكس صحيح ، ويبدو ان عمر البشير متأثر بفكر رجل القاعدة المختفي أسامة بن لادن والذي يظهر دائما في قناة الجزيرة وهو يحلف بأغلظ الايمان بأنه سوف يدمر أمريكا والصليبيين ، ولن يحتاج رئيس دولة في العالم أن يحلف بالله من أجل اتخاذ قراراته لأنها سوف تكون يمينا ( غموسا ) من أول يوم ، وذلك لأن قرارات الدولة أحيانا تصطدم بواقع غير موجود ساعة اتخاذ القرار ولذلك أحيانا يتطلب الظرف الغاء القرار بدل الاصرار عليه ، فالرئيس الكوري الشمالي كمثال تحدي المجتمع الدولي وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقام بازالة الشمع الاحمر والكاميرات من بوابة معامله النووي وزاد علي ذلك عندما قرر المضي قدما في تخصيب اليورانيوم ، ولم يقسم باسم ( بوذا ) لفعل هذا التحدي ولكنه ترك الامر لوزارة الخارجية ولم يعلن تلك القرارات في الميادين العامة كما يفعل مشير البشير ، أن قاعة المجلس الوطني قد تحولت في الفترة الاخيرة الي صالة لعرض العضلات والقاء الخطب ، وكثر فيها المطبلين وحارقي البخور والذين يملأون القاعة تصفيقا وهتافا وهم يحمسون المشير للمضي قدما في توعداته ، أن كوريا الشمالية كانت تمتلك رادعا دوليا يعفيها من عقوبة الغزو ولكنه لم يخلصها من أزمة الحصار والعزلة الدولية ، ان البشير وزمرته الان يتحدون الارادة الدولية ورغبة المجتمع الدولي ويتبنون حماية المجرمين ، ولكن ليس مستغربا أن يرفض النظام الانصياع لقرارات مجلس الامن ، فالبشير عندما يقول ( أنه لن يسلم أي سوداني للمحاكمة في الخارج ) فهو بذلك يعني نفسه ومساعديه ابتداء من علي عثمان طه ونهاية بموسي هلال ، ولو رجعنا الي محاكمات نوريمبرج والتي أسسها الحلفاء لمحاكمة الجنود الالمان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فسوف نجد أن مسؤولية الجرائم شملت القادة الذين أعطوا الاوامر ، ولم يقتصر الامر علي الجنود الذين أطاعوا قادتهم وفقا للاعراف العسكرية ، وقانون المحكمة الدولية أيضا حمل الرئيس ملوسيفتش مسؤولية مجازر البوسنة بحكم أنه كان يمثل هرم السلطة التي أصدرت قرار الحرب ، فالبشير عندما يغلظ الايمان بعدم تسليم أي سوداني للمحكمة الدولية فهو يعني نفسه في المقام الاول لأنه ولا زال يمثل هرم القيادة العسكرية التي أمرت باستخدام الطيران الحربي في قصف القري والاهالي ، فالتظام هو الذي يملك الطائرات المقاتلة وليس الجنجويد ، ولكن لماذا يريد البشير وزمرته الاحتماء الان بالشعب السوداني ، الم تكفيهم السلطة والنفوذ والابرياء الذين قتلوهم طوال فترة حكمهم ، وقرار فرض الحصار علي الشعب السوداني بيد النظام وليس بيد مجلس الامن ، فالمطالب التي قدمت اليهم تعتبر مطالب عادلة وليس فيها نوع من الشطط ، فهولاء المطلوبين لهم حق الاستعانة بمحامي واذا ثبتت براءتهم فسوف يتم اخلاء سبيلهم ، فالقضاء الاوروبي قضاء عادل ويعمل بنظرية ( المتهم برئ حتي تثبت ادانته ) كما أنهم يعتمدون علي البينات المادية في مواجهة المتهم ولا يميلون الي أخذ الاعترافات تحت ضغط التعذيب ، ولكن النظام يريد المواجهة علي اساس أنه قوي مثل امريك كما يزعم المشير البشير ا ولذلك يجب استثناؤه من المثول للمحكمة الدولية ، وللأمانة أنني سمعت الرئيس الامريكي أكثر من مرة يقول ( أنه يشعر بالتقزز ) كلما نظر الي صور تعذيب سجناء أبو غريب ، ولكن المشير البشير الي الان لم يهمس في أذاننا بأن ما حدث في دارفور يجعله يشعر بأن هناك خطأ بسيط قد أرتكب في حق مواطني هذا الاقليم ، وكل الذي نسمعه في الاعلام الحكومي ارسال المزيد من المتحركات العسكرية من أجل القضاء علي أعداء العقيدة والوطن والمرتدين ، هكذا يصنف النظام خصومه ويصور كل حروبه علي أنها حرب بين فئة مؤمنة تعبد ربها واخري كافرة لا ينفع معها الي حد السيف ، والنظام أعتبر أن كل أهل دارفور مرتدين وكفر ة ولذلك أستحل دماؤهم واعراضهم ، وهم يعتبرون النساء في دارفور نوع من سبايا الحروب ولذلك شاعت عملية الاغتصاب الجماعي للنساء علي أساس أنهن يدخلن في بند ( ما ملكت أيمانكم )) ، وجريمة الاغتصاب من الجرائم القذرة وهي تحط من انسانية الانسان وتجعله في مصاف البهائم وهي دخيلة علي المجتمع السوداني ، ولم يرد في التاريخ الاسلامي أن المسلمين ربما يكونوا قد قاموا بمثل هذا النوع من الوحشية ، ويظهر جليا أن سياسة النظام العدائية مزقت السودان ووزعت رقعته الجغرافية ، فالمستعر الانجليزي فشل في دق أسفين التفرق بين أبناء السودان الواحد ، وسياسة المناطق المقفولة التي مارسها المستعمر البريطاني مع أهل الجنوب لم تؤتي أكلها ولم يغرد الجنوبيون خارج سرب الوطن ، وعاشوا مع الشمال أحزانه وافراحه ، ولكن الجبهة الاسلامية أتتهم بالعجائب بعد أن أعلنت الجهاد عليهم وبدأت في ارسال أفواج الدبابين لغزوهم في عقر دارهم ، مشكلة الجنوب أنه سكت طويلا علي تجاوزات الشمال ولذلك قاتلوا لمدة خمسين عاما من غير أن يكسبوا دعم مجلس الامن لقضيتهم كما كسبها أهل دارفور اليوم ، وشهدوا كل تقلبات الحكم في الشمال من ديمقراطي وعسكري ، ونكاد نجزم أن اهل الجنوب قد ذاقوا ويلات مضاعفة من عذابات النظام لا تقل بشاعة عن ما حدث في دارفور ، واذكر في الفترة التي كان فيها ابراهيم شمس الدين يتولي قيادة الدبابين في الجنوب أنه قد أحرق قري بأكملها لمجرد الاشتباه أنها تحتضن بعض عناصر الحركة أو أن بعض ابنائها كانوا جنودا في جيش الحركة الشعبية ، وابراهيم شمس الدين كان يركب الطائرة العسكرية ويرمي أسري الحركة من الجو امعانا في التعذيب ، والان يصر النظام علي المكابرة ويرفض قبول قرار الامر الواقع فهل يهرب هولاء الرموز الي خارج السودان لينجوا من منصة العدالة الدولية ، وأنا أذكرهم بأن الانظمة التي تستقبلهم هي أول من يسلمهم للمحكمة الدولية ، وكلنا نذكر ما صار اليه الملا عبد السلام ضعيف سفير طالبان لدي باكستان والذي لم تحمه الحصانة الدبلوماسية من يد العدالة الامريكية ، والان أصبح علي المشير وزمرته الانكفاء داخل السودان وأن يودعوا بجد عهد الرحلات السياحية الي الخارج ، والنظام كان يعتقد أن اتفاق نيفاشا سوف يكون الجسر الذي يسمح لهم بتكملة مشوار المذابح والاغتصاب في دارفور ، فكان يري أنه أستطاع أن يرشي المجتمع الدولي بتقديمه بعض التنازلات للحركة الشعبية في اتفاق نيفاشا ، والان يهدد د.ابراهيم أحمد بنسف هذا الاتفاق ويرمي بالاسباب علي المجتمع الدولي ،ولكن ما هو المطلوب للخروج من هذا المأزق ؟؟ وأفضل الحلول من وجهة نظري أن يتنحي النظام عن الحكم ويقر بمسؤوليته عن كل الجرائم التي أرتكبها في حق الشعب السوداني ، ونحن في هذه الحالة لن تأخذنا العزة بالاثم وسوف نقبل منهم العذر وربما نصفح عنهم كما صفحنا عن غيرهم ، ونترك للتاريخ وضمائرهم أمر محاسبتهم (( فما لجرح ميت ايلام )

سارة عيسي

[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved