مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ستة سودانيون قتلي في العراق بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/29/2005 7:45 م

لقد قام منتدي الانتصار القريب من تنظيم القاعدة ببث صور علي شبكة الانترنت تتعلق بعملية اعدام قامت بها ( جماعة أنصار السنة ) في حق ستة سودانيين زعم التظيم انهم قاموا بنقل مؤن للجيش الامريكي ، ولقد ذكرت قناة الجزيرة ان الخبر لم يتأكد من صحته ولكني حسب متابعتي لأخبار هذه الجماعات فهي دائما تصدق في وعيدها اذا كان شرا فهم كما قال الشاعر :
يصدق وعدها والصدق شر اذا ألقاك في الكرب العظام
وتعود هذه الازمة لاسبوع عندما بثت هذه الجماعة شريطها الاول ولكنها لم تجد تجاوبا من حكومتنا الرشيدة المشغولة الان بمحاصرة جثمان الراحل / الخاتم عدلان في مطار الخرطوم، فهي لم تتفاوض مع الخاطفين ولم ترسل وفدا الي العراق ليقابل هيئة علماء المسلمين والتي نجحت في كثير من الاحيان في انقاذ الرهائن الغربيين وكان سيزيدها شرفا ونبلا ان تنقذ هولاء البؤساء من ابناء السودان والذين دفعتهم ظروف السودان الاقتصادية الي ركوب هذه المركب الصعبه ، ولكن غير غريبا علي مشيرنا البشير ( أبو القسم ) أن يتجاهل حقوق رعاياه فهو يمارس القتل بكل اشكاله ضد أبناء الشعب السوداني فكيف يمكن أن يؤثر عليه قتل هولاء الضحايا ، فعلي الاقل فقد وفر له الخاطفون ستة رصاصات يمكن أن يستخدمها في قتل طلبة الجامعات او في حربه الناشئة في دارفور ، والمواطن السوداني الذي يهتم له المشير المشير هو قائمة الجنجويد ذات الواحد وخمسين ذيلا ، فهولاء سودانيون يجب حمايتهم حتي ولو تطلب منه ذلك ابادة كل الشعب السوداني مقابل هولاء الحفنة، وخارجية مصطفي عثمان يمكن أن نجد لها العذر في الغياب لأنها مشغولة الان بجلب قوات حلف شمال الاطلسي الي دارفور ولكن بشرط أن يكونوا تحت اشراف قوات الاتحاد الافريقي !!!؟؟؟؟ ، هذا هو نظامنا الذي لا يبالي بأرواح مواطنيه ، وعندما قتل الاصولي الخليفي اربعة وعشرون مصليا في مسجد الحارة الاولي قام النظام بمحاكمة الخليفي فقط وتجاهل في التحقيقات الذين خططوا ومولوا ووفروا السلاح للقاتل المسعور ، هذه الجماعات التي تهلك الحرث والنسل في العراق أصدرت فتواها بقتل كل من يعمل في العراق من الاجانب سواء كان ينقل الامدادات الي الجيش الامريكي او يقوم بنقل الكابلات لشركة الكهرباء العراقية ، فهي حرب ضد الانسان العراقي قبل ان تكون حربا علي العرب الاجانب ، وهذا أكبر رقم تقتله هذه الجماعة من العرب الاجانب منذ بدء الاحتلال ، فكثيرا ما كانت تقبل هذه الجماعات التفاوض وتطلق سراح رهائنها أمام عدسة مصوري وسائل التلفزة العالمية ، فلقد تم قبل ذلك اطلاق سراح الرهائن اليابانيين والفرنسيين والفلبينيين والايطاليين وغيرهم ولكن يبدو أن سوء الطالع والقدر والاهمال الحكومي جعل هولاء السائقيين السودانيين عبرة لمن لا يعتبر ، فهولاء قتلتهم حكومتهم في داخل السودان قبل أن يخرجوا الي العراق ويلقوا هذا المصير البشع ، والخارجية السودانية كما أعرفها سوف تتعلل بمقولة (( نحن حذرنا الناس من مغبة الذهاب الي العراق ومن يذهب فعليه تحمل مسؤولية ذهابه )) ، ولكن هناك دول منعت رعاياها من الذهاب الي العراق ولم تحارب في صف القوات الدولية مثل فرنسا ولكنها سلكت كل السبل من أجل انقاذ رعاياها ولم تعتبر أن ذهابهم كان امرا شخصيا ، فظروف العيش الضيقة تجعل الانسان يتمسك ولو ببصيص أمل بسيط يستطيع به اعالة عائلته ، وحتي دولة صناعية مثل اليابان لم تبالي بارسال مندوبيها الي العراق مجتازين خط المخاطر من أجل انقاذ مواطنيها ، ونحن نعذر النظام لأنه مشغول بتطبيق القرار 1590 ليبدا في القرار 1591 ومتبقية له ورقة ( فراق الحبايب ) كما كنا نطلق علي مادة الرياضيات في ايام الاعدادية وهي القرار 1593، ولكن هناك تنظيمات اسلامية في السودان مثل الاخوان المسلمين كان في امكانها القيام بهذه المبادرة وهي بالتاكيد علي صلة بالحزب الاسلامي العراقي بقيادة الدكتور محسن رضا عبد الحميد والذي يملك حزبه ايضا تأثيرا كبيرا علي هذه الجماعات ، ولكن الجميع فضل الانتظار حتي لا تفوته فرصة مشاهدة شريط الرعب الدموي ونفر مثل د.عصام البشير والحبر يوسف نور الدائم واحمد علي الامام كان من الممكن ان يطلقوا مناشدة من منابر مساجدهم في الخرطوم من أجل اطلاق هولاء الرهائن ، ولكن كل ذلك لم يحدث لان النظام قد استبق الاحداث واشتري كل الالسن الطيبة والبذئية ، والنظام في اعلامهالي الان يتبني وجهة نظر هذه المقاومة العنيفة ويبث أشرطتها التي يظهر فيها ملثمون يرتدون الثياب السوداء وهم يذبحون الضحايا علي طريقة خروف العيد ، واحمد البلال خصص في الصفحة الاخيرة من جريدة أخبار اليوم ألبوم لصور الذبح البشعة وكان ينشرها كاملة من غير حذف وتغيير وينقل لنا كل مشهد البشاعة من غير أن يعتذر للقراء الكرام عن بشاعة الصورة كما تفعل محطات التلفزة العالمية ، ومن المحتمل أن النظام قد وافق علي ذبح هولاء الرعايا السودانيين علي اعتبار أن هذه صدقة من أجل دعم المقاومة العراقية ، ومن المحتمل أن يكونوا من دارفور وفي هذه الحالة ( زيادة الخير خيرين ) لأن قتلهم في هذه الحالة حلالا ويقرب الي الجنة وتكون المقاومة العراقية الباسلة قد دعمت النظام بدلا ان يحدث العكس ،
ولنا عودة
ساره عيسي
باحثة ومهتمة بقضايا حقوق الانسان
أمدرمان
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved