مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الميرغنى : الانكسار بعد الصمود بقلم دربرب أوهاج شنيبو – واشنطون – الولايات المتحدة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/22/2005 4:33 م


بسم الله الرحمن الرحيم بدءاً وختماً والصلاة والسلام على المصطفى ذاتاً وصفاً وأسماً

الميرغنى : الانكسار بعد الصمود

بقلم دربرب أوهاج شنيبو – واشنطون – الولايات المتخدة

لقد كانت مسيرة الحزب الاتخادى الدبمقراطى على طول تاريخ وجوده فى السودان أنه ضد الأنظمة الديكتاتورية والعسكرية والشمولية حتى ولو جاءت مبرأة من كل سوء. وهو الحزب الوحيد فى السودان الذى يؤمن بالديمقراطية لطبيعته الليبرالية ويعشق الحرية. وهو الحزب الذى يعلم أنه لا ينمو ولا يتطور ولا يتنفس يصورة طبيعية الا فى ظلال ورحاب الحريات العامة الكاملة ولذلك فهو لم يشارك أو يصالح أى نظام عسكرى استولى على السلطة بليل منقلباً على الديمقراطية على الاطلاق ومات زعيمه ومؤسسه الزعيم الخالد اسماعيل الازهرى فى سجون دكتاتورية نظام مايو المشئوم. وقد نافح من قبل وناضل ضد الحكم العسكرى الأول والذى لم يكن انقلاباً بالمفهوم السائد للانقلابات العسكرية وانما كان تسليم من رئيس الوزراء وقتها عبدالله خليل من حزب الأمة كنوع من المكايدة السياسية مع الحزب الغريم. ولكن الزعيم الأزهرى كون الجبهة الوطنية مع السيد الصديق المهدى الذى كان ضد الانقلاب ورافضاً له منذ البداية.

ومن بعد الأزهرى رفع راية النضال ضد الحكم العسكرى المايوى المناضل الشهيد الشريف حسين الهندى والذى ظل عاضاً على قضية الكفاح من اجل استرداد الحرية والديمقراطية لبنى شعبه الى أن لقى ربه راضياً مرضياً وأوصى الذين من بعده أن يعضوا على قضية الحرية والديمقراطية بالنواجز ولكن البعض فرط فى الوصية. وهو الذى قال نأكل أصابعنا ولا نبيع قضايانا ولكن البعض الذين يلبسون قميص الحسين الهندى قد باعوا القضية للانقاذ بثمن بخس . ومن بعده تسلم الراية مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى الذى تصدى لقيادة الحزب بعد انتفاضة ابريل 1985 بعد أن غيب الموت معظم قيادات الحزب السياسية ومن بقى منهم على قيد الحياة قد بلغ به الكبر والوهن مداه.

وعندما تم التامر بواسطة الجبهة القومية الاسلامية على الديمقراطية وانقلابها المشئوم فى 30 يونيو 1989 زج بالزعيم مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى فى سجن كوبر مع بقية القيادات السياسية وكان هذا أول ما قدمه مولانا من أجل الوطن سجناً وتضحية من أجل الوطن والعمل الوطنى. وبكل ما عرف عنه من هدوء وذكاء استطاع الخروج من السودان بمواراة للنظام الغرض منها العلاج وهو فى قرارة نفسه قد حزم أمره بأن يقود عملاً معارضً شرساً لهذا النظام الذى أضافة لما سيلحقه من دمار للوطن فهو سيلحق الدمار به شخصياً وببيته وأتباعه ووجود البيت الميرغنى ككل ودوره فى الحياة العامة السودانية والحياة الدينية والحياة السياسية اذ يعلم فى قرارة نفسه أن الذين نفذوا الانقلاب الغالبية العظمى منهم من ابناء الختمية أو ينتمون للطريقة الختمية بصلة ما وحتى شيخهم حسن الترابى تربطه وتربط أهله الروابط الصوفية بالطريقة الختمية. ويعلم مولانا الميرغنى علم اليقين أن هؤلاء أتوا للسلطة وهم يحملون بين جنباتهم أحقاد شديدة وكبيرة ضد البيت الميرغنى بالذات اذ يعتقدون أن هذا البيت قد استغل واستعبد اجدادهم وأباءهم وأخذ أراضيهم واستخدمهم فيها عبيداً يذهب كل الريع للبيت الميرغنى ليزدادوا غنى على غناهم ويزداد أهليهم فقراً على فقرهم ولا يدرون أن البيت الميرغنى لم يجبر اباءهم وانما أعطوا ما أعطوا طواعية وعن رضاء بالحب لا بالأكراه .

وقف السيد محمد عثمان الميرغنى موقفاً مشرفاً وظل معارضاً شرساً لهذا النظام الذى أذل بنى وطنه وأفقرهم وخرب عليهم دينهم ولم يهادن ولم يساوم طوال الستة عشر عاماً الماضية مما جعل كل القوى السياسية المعارضة تعقد له لواء قيادتها ممثلة فى التجمع الوطنى الديمقراطى والى وقت قريب كان يضغط على النظام الحاكم لتحقيق الأسس السليمة لحكم السودان وتحقيق السلام والتحول الديمقراطى وأصر على أن يحاسب كل من اغترف ذنباً وارتكب جرماً فى حق الشعب السودانى وكل من افسد فى مال الشعب وسرق منه وأصر كذلك على ارجاع كل المفصولين الذين احيلوا للصالح العام من منطلق سياسى. ونادى كذلك بقومية القوات المسلحة وأجهزة الأمن المختلفة والخدمة المدنية وذلك بمراجعتها وتغيير تركيبتها من حزب واحد الى رحابة كل الوطن وحتى الآن لم يتحقق ذلك ولم يلتزم النظام الفاشستى فى السودان بتحقيق هذه الأطروحات ولم يوقع مع التجمع الوطنى الديمقراطى اتفاقاً بهذا الخصوص.

لقد ظل كثير من السودانيين يكنون الاعجاب لمولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رجل الدين مرشد الطريقة الختمية أن يتصدر العمل السياسى العام المعارض ويتحمل الغربة والاغتراب ويدخل السجون من أجل حرية شعبه وهو الذى له قدسية وهالة البيت النبوى عند أهل السودان تحميه من أن يتعرض لما يتعرض له بقية الناس وظنوا به أن يكون خمينى أهل السودان ليخلصهم من شاه السودان البشير وشرذمته. بعد كل هذا الصمود وكل هذا الظن فيه من أهل السودان وعلمه بهذا النظام الذى خرب كل هذه الحياة العامة والسياسية والنظام فى أضعف حالته وهو يترنح وايل للسقوط يخرج علينا سيادته ببيان يؤيد ويعضد فيه أطروحات النظام الذى يرفض فيه تقديم المجرمين الذين ارتكبوا أفظع الجرائم فى حق بنى شعبنا فى دارفور. يرفض محاكمتهم امام المحكمة الجزائية الدولية بحجة رفض التدخل الدولى فى حين أن التدخل الدولى قد تم فعلياً بقرارى مجلس الأمن 1590 و 1591 بل منذ توقيع اتفاق السلام فى نيفاشا ومنذ دخول الاتحاد الافريقىفى دارفور. ما الفرق بين التدخل من الاتحاد الافريقى أو جامعة الدول العربية أو مجلس الأمن الدولى؟ كله تدخل لا فرق بينهما ما دام بنى السودان قد فشلوا فى حل قضاياهم بأنفسهم. والذى جلب التدخل فى شئون أهل السودان هو هذا النظام الحاكم الذى انبرى السيد محمد عثمان لمساندته فى الزمن الضائع. وهذا ما جنته يدا هذا النظام ويجب أن يتحمل ما جنت يداه. واذا استمر هذا النظام فى الوجود سيكون هنالك مزيداً من التدخل الاجنبى وقد يصبح السودان تحت الوصاية الدولية وبل الوصايا الامريكية كما هو حاصل الآن فى العراق الآن. كان المطلوب من مولانا السيد محمد عثمان أن يقول للنظام هذا ما جنته يداك ويجب ان يتحمل افرادك ما يترتب على ذلك على المستوى الفردى ودعونا أن ننقذ السودان الوطن ومواطنه البائس الفقير الذى لا ذنب له فى ذلك غير سوء فعائلكم وما جلبتموه له من ماسى ودعونا أن نأتى الى كلمة سواء ليتحمل كل أهل السودان معكم الوضع الذى وضعتم فيه بلدكم من غير بصر ولا بصيرة وذلك بعقد مؤتمر جامع لكل أهل السودان للاتفاق على أسس كيف يحكم السودان ومن بعدها تكوين حكومة قومية يشارك فيها كل أهل السودان بمختلف فصائلهم لفترة انتقالية ثلاث سنوات كما جاء فى اتفاق نيفاشا وبعدها اجراء انتخابات حرة ونزيهة ليقول الشعب كلمته لا بتعضيد النظام فى موقفه والذى لم يثور ويقلب الدنيا رأساً على عقب عند اجازة القرارين 1590 و 1591 ولكن قلب الدنيا وازداد الصراخ والعويل من أجل شرذمة من المجرمين وكان يكفيك مولانا شرف الموقف لو أنك صمت. هذا نظام فى لحظاته الحرجة ويفرفر فرفرة المذبوح فلا تنفخ فيه الروح.

الكل فى الحركة الاتحادية والكل فى مختلف القوى السياسية فى السودان يعلمون علم اليقين أن هنالك مجموعة من تجار الختمية والذين قبضوا القرار السياسى للحزب الاتحادى الديمقراطى داخل السودان بمساعدة مولانا الميرغنى هم الذين يقودون السيد محمد عثمان الى احضان النظام وينقلون له أشياء ومعلومات خاطئة بعيدة كل البعد عن الحقيقة الغائبة عنه لبعده عن الساحة الداخلية ويوهمونه أن هؤلاء أولاد ختمية وعلى رأسهم على عثمان محمد طه وأنهم معه ويريدون مولانا أن يأتى ويقف معهم ليقفوا معه ضد السيد الصادق المهدى امام الأنصار وزعيم حزب الأمة العدو اللدود. وهذا افق ضيق يريدون أن يدخلوا السودان مرة ثانية فى نفق المكايدات السياسية التى دمرت الحياة السياسية واعادة سيناريو المكايدات بين الختمية والانصار والاتحاديين وحزب الأمة. وهؤلاء تجار الختمية من أمثال الخليفة عبد المجيد عبد الرحيم وعلى أبرسى وعلى ابراهيم مالك وأحمد على أبوبكر وبقية تجار الكوارته وهؤلاء كل يوم وليلة مع على عثمان محمد طه وجلال يوسف الدقير يخططون كيف يمكنهم عزل السيد محمد عثمان عن بقية المعارضة والرجوع به للسودان خصوصاً بعد موقف الصادق المهدى الأخير من القرار 1593 وبين هؤلاء وعلى عثمان خط ساخن مفتوح. هذا اذا اضقنا لهم المحامى تاج السر محمد صالح الساعد الأيمن لعلى عثمان من جهة والسيد محمد عثمان من الجهة الأخرى ومعه فى أحيان كثيرة المحامى الشايقى والشيوعى السابق الذى انتمى للاتحادى الديمقراطى بعد الانتفاضة وكل رصيده فى الحزب هو أنه محامى ممتلكات ال الميرغنى وما صودر منهم وهذا هو الذى جعله يطلع فى الكفر ويكون ممثل الحزب الاتحادى الديمقراطى فى تجمع الداخل وهنالك اتحاديون أقدم منه وأكثر نضالاً وأكثر قدرة ومقدرات منه. هذا لا ينسينا استاذ المدارس الابتدائية الصغرئ فتح الرحمن ابراهيم شيلا الذى يقوم بنفس الدور مع أقربائه الدناقلة بكرى حسن صالح وزير الدفاع ومصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية وصارت اللعبة كلها قبلية والسيد محمد عثمان الميرغنى يجب أن يكون فوق القبيلة وللسودان كله. كل هؤلاء يريدون أن يقودوا السيد محمد عثمان الميرغنى والحزب الاتحادى الديمقراطى الى أحضان النظام كما فعل اخرون بالشريف زين العابدين الهندى. أنهم يقودون الحزب الى كارثة محققة بعد كل ذلك التاريخ الناصع البياض للحزب بمناهضته للنظم العسكرية وهؤلاء أرضينا أم لم نرضى تحوم حولهم الشبهات داخل السودان بأنهم قد قبضوا الثمن ووعدوا بالكثير بعد اكمال الخطة برجوع السيد محمد عثمان الميرغنى خالى الوفاض الا من الوعود ولذلك فهم يعملون بكل جهدهم لتمييع مواقف الميرغنى الثابتة والصامدة وهم ايضاً الذين عملوا على استعداء كل الاتحاديين باسم الميرغنى حتى انقسم الحزب الى ثلاثة أقسام يقود احداها الحاج مضوى محمد احمد ( هيئة عامة ) والثانى محمد اسماعيل الأزهرى ( مؤتمر استثنائى ) والثالث الخليفة حسن مصطفى وزير الشباب ابان الديمقراطية الثالثة ( وطنى اتحادى ) هذا غير جناح الشريف الذى انقسم متذ التسعينات. وكل هذه المجموعات اذا استمر استعداء الذين يتحدثون باسم الميرغنى دونما أن يقول الميرغنى أنهم لا يمثلونه, فسيكون مصيرهم هو أن يلتحقوا او يندمجوا مع الشريف زين العابدين الهندى وسيكونوا قد أرجعوا ساعة التاريخ للوراء وخلق حزبين وطنى اتحادى وشعب ديمقراطى وليس هنالك من أمل فى التقاء الميرغنى والهندى مرة أخرى ويكونوا بذلك قد أضروا مولانا السيد محمد عثمان بدلاً من أن ينفعوه وهذا لن يكون فى مصلحة السيد ولا الحزب الاتحادى الديمقراطى ولا السودان الوطن ككل. وعلى مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى أن يراجع كل التقارير التى تأتيه من داخل السودان وألا يعتمد على مصدر بعينه لأنه أهل ثقته فالسياسة علم وفن لا تتحمل العواطف والثقة المفرطة. نحن نعلم أنه يثق فيهم ثقة عمياء والاً لما صار أحمد على ابوبكر ذلك الترزى الأمى هو الرئيس الفعلى للحزب داخل السودان مع وجود السيد أحمد الميرغنى نائب رئيس الحزب المنتخب وخريج أكسفورد أعرق الجامعات الانجليزية وكذلك مع وجود النائب الثانى المنتخب لرئيس الجزب ذلك المناضل والسياسى والمحامى الضليع السيد على محمود حسنين. هذه صورة مقلوبة ويجب أن تستعدل والاً لأنقلبت الأشياء فى الوطن رأساً على عقب.

بعد كل ذلك الصمود للسيد محمد عثمان الميرغنى يجب عدم الانكسار فى اللحظات الأخيرة وكل القضايا قد نضجت وأن مرحلة التغيير قد أتت ولابد لمولانا وللحزب من مواصلة المشوار من أجل تحقيق الأجندة الوطنية بالضغط على النظام من أجل التحول الديمقراطى وتحقيق السلام لكل ربوع الوطن. على مولانا أن يجمع كل أنصار التحول الديمقراطى داخل وخارج التجمع والتواثق على أما اسقاط النظام أو الضغط عليه ليجبر على الاستجابة لمطالب كل أهل السودان وذلك بتوحيد ورص الصفوف واستنهاض جماهير الشعب السودانى لتتولى أمرها. أن معظم الشعب السودانى يكره هذا النظام كراهية التحريم . وهذا النظام العسكرى هو أضعف ظام عسكرى يمر على السودان ولكن الشعب السودانى يفتقد القيادة ووحدة الهدف والبديل الذى يلهم ويستنهض الجماهير. وعلى الميرغنى أن يختار حوله من المستشارين أصحاب المقدرات والقدرات السياسية والعلمية والوطنيين المخلصين ويقيناً لن يعدم أمثال هؤلاء فى حزبه والذين ابتعد الكثير منهم لأن الأمر ولى غير اهله. وهنالك أيضاً الأكفاء المقتدرين والمؤهلين كل التأهيل السياسى والعلمى من أبناء الطريقة الختمية اذا كان يبحث عن أهل الثقة مع المقدرة والتأهيل ولكن السيد اراد حوله ضيقى الأفق وشذاذ الافاق واصحاب المصالح والمنتفعين والمطيعين الذين لا رأى لهم اللهم ال اجادة التامر. وما كنا لنقول مثل قولنا هذا لشيخنا ومرشدنا لولا أننا قد رأينا أن السيل قد بلغ الذبى . ألا اللهم قد بلغنا فاشهد ونبرئ انفسنا أمام أهل طريقتنا وأمام أهل السودان وأمام التاريخ.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved