مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بشر عرفت وأحببت. بقلم علي يس الكنزي جنيف / سويسرا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/20/2005 9:26 م


علي يس الكنزي جنيف / سويسرا

الإنسان الذي عرفت وأحببت قال عنه تعالى في سورة التوبة: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" آية (128)، أما في سورة الأنبياء فقالالله تعالى عنه "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" آية (107).
جاءنا نبي الرحمة مبشراً غير منفراً، ومرغباً ومحبباً الإيمان إلى قلوبنا وإلى كل خلق الله. بين لنا أن دخول الجنة ايسر من دخول أحدنا داره، فقال: " من قال لا إله إلا الله موقناً دخل الجنة". سمعته الجن فقالوا أنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فأمنا به. حن إليه الجزع، ودافعت عنه الحمامة وحمته العنكبوت، قال: للضب من أنا؟ قال: أنت رسول الله محمد.
أحب المساكين، وتمنى أن يحشر معهم. كان يصل الرحم، ويزور القبور، ويترحم على الموتي، أوصى باليتيم قائلاً: "أنا وكافل اليتيم كهاتين"، واشار بأصبعه وسبابته. كان رحيماً بجيرانه، فإذا صنع أهل بيته طعاماً، نظر لجيرانه فأصبهم منه بمعروف. كان نبياً بئياً يحب الخضرة والشجر، فأوصى بالشجر والحيوان خيراً، فقال لجيش أسامة موصياً: "إياكم ان تقطعوا شجرة، أو تذبحوا شاة بغير حاجة". كما أوصانا بأن نريح ذبيحتنا.
كان يحب نساءه ويداعبهن، ويدعو أصحابه بأحب الأسماء إليهم، قال عنهم اصحابي كالنجوم. نادى ابنته فاطمة "بإم أبيها". كان لين الكلام، يفشي السلام، ويطعم الطعام ويصلي والناس نيام، حتى تورمت قدماه الشريفتين، وهو الذي غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر. وما فعل ذلك إلا ليعلمنا كيف يكون العرفان، "إفلا أكون عبداً شكوراً". كان يحب سماع القرآن من غيره وعليه نزل.
قال له ربه في سورة الحجر "نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (49)
فزادنا قولاً وبشارة بلسان ربه: " يا بني آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك".
قال عنه تعالى في سورة القلم "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" آية (4). فقد كان أحسن الناس خلقاً، وأصدقهم حديثاً، وأوفاهم عهداً. يؤدي الأمانة، ويحفظ الجوار، ويكظم الغيظ، ويعفو عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه. عمل بوصية ربه، فأخلص في السر والعلن، وعدل في الرضا والغضب، وقصد في الغنى والفقر. كان صمته فكراً، ونُطقه ذكراً، ونظره عِبَراً.
قال عن نفسه متواضعاً لإعرابي أخذته الرهبة عند رؤيته: "هون عليك يا أخ العرب، أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد". كان لبسه في غير إسراف ولا مخيلة، وما أشتهت نفسه يوماً ادام، وما عاب طعام. كان يأكل مما عرض عليه، فإن أبته نفسه قال إني صائم.
كان يقبل الدعوة والهدية، ويأبي الصدقة، ويكافئ عامل المعروف بمثليه وبالدعاء له. كان يحب للناس ما يحب لنفسه. قال مرة يوصي أصحابه " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع بعضكم على بيع بعض، كونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه". كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه. أين نحن من هذا الحديث، وأين نحن مما يجري في دارفور؟!!!
هذا هو البشر الذي عرفت، هذا هو البشر الذي أحببت، وهاأنذا أجهر بحبي له قائلاً: " إنني أحبك يا صاحب الجمال والوجه المنير، يا مظهر التجلي أنوار ذو الجلال، يا رسول الله، أعلم بآني أحبك أكثر من نفسي ومالي وولدي وزوجي". اللهم صلى على من بلغ العلا بكماله وكشف الدجي بجماله، حسنت جميع خصاله، صلوا عليه وآله.
علي يس الكنزي جنيف / سويسرا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved