كثير من المراقبين والمهتمين بشأن السوداني تحدثوا عن مستقبل السودان
واجمعوا على أقل أن البلاد على وشك دخول في نفق مظلم, أو مهدد
بالتفتت أو التشرزم على غرار الصومال أو يوغوسلافيا السابقة
لكن لا أحد يوضح لنا كيف يحصل ذلك, فقد ضربوا لنا الأمثال 0
فلنظر إلى جنوب السودان, انتهت الحرب والناس في انتظار الوحدة بالتراضي
أو الانفصال بالتي هي أحسن , بعد ست سنوات في تجربة معايشة على طريقة
(السودان الجديد) واٍن نجحت أو فشلت ليس هناك ما يدعو للقلق ,كل شئ
يتم على حسب ما رتب واتفق عليه سلفاَ 0
أما ثورة دار فور وبنفس القوة التي انفجرت بها قد أثرت في مراكز القوة
في السودان,كما يقول المثل إما أن نرد المارد في قمقمه أو يخرج كل
مارد من قمقمه وهكذا خرج كل مارد من قمقمه في السودان ,,قضية
دار فور هي القشة التي قصمت ظهر البعير أو الصخرة التي تحطمت
عندها كثير من المسلمات السودانية, لا الأحزاب السياسية كبيرة لها دور
في صناعة السياسة السودانية بعد اليوم ولا الأيدلوجيات القديمة التي
حكمت السودان تستطيع أن تكيف وضعها مع الثورة, وتختلف
حركة دار فور عن الحركة الشعبية في أنها أول صراع شمالي شمالي
مسلح ومنظم ورأسي ليس أفقي (بمعنى تغير المرتكزات وليس المراكز
وأول أعلان مباشر :بأن المنظومة الحاكمة في السودان منذ الاٍستقلال
جهوي المبت والمنشأ, ومحتكر لسلطة والثروة ,ومهيمن لثقافة
ومهمش للآخر0وأن السودان الشمالي المسلم متنوعة ثقافياَ ومتباينة
عرقياَ ومتفاوتة تاريخياَ0 خرج مارد أخر من الشرق ومن كردفان
بنفس الأعلان وتحول الصراع دراماتكياَ إلى صراع بين المركز
والهامش أي الأطراف ضد المركز المهيمن ,ودخل البلاد في مرحلة
تاريخية جديدة,كل يطالب حقه في السلطة والثروة والثقافة0الصادق
المهدي زعيم حزب الأمة اقترح مشروع لحل المشكل السودان واسماه
المؤتمر الجامع لقضايا المصيرية, حيث تحل فيه كل العقد التاريخية
والقضايا الراهنة على حد زعمه,- الهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا0
أما الشريكان , الحكومة والحركة الشعبية لا تريان في ذلك ضرورة
على الأقل في الوقت الراهن 0 المعارضة التقليدية ترى الحل
في ا لحوار والتفاوض الهادئ مع الحكومة ,سياسة النفس الطويل
لا بدا من صنعاء واٍن طال السفر0 أما قوي الهامش تفضل
التفاوض المعزز بدعم عسكري لوجيستي كما ترى 0أذاَ
نحن أمام مفترق الطرق, والطريق الوحيد الذي يقودنا إلى
بر الأمان هو طريق دولة العدالة والمساواة والإخاء ,
يا أهل السودان تعالوا إلي كلمة سواء ,أن لا نتخذ المركز(المُهمش)
سيداً بعد اليوم وأن نجلس ونحتكم إلي دستور يرضي الجميع
ويعطي كل حقه وأن لا ينقص ذلك من حق الآخر شيئاً

حامد جربو/-السعودية0