مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

{ الانقاذيون السودانيون{ البهلونا والتضحية بقلم شاكر عبد الرسول-امريكيا - كنتاكى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/19/2005 8:38 م

قال الترابى (التقيت مع البشير وقلت له انت اذهب الى القصررئيساً وانا ذاهب الى السجن سجينا ) على هذة الفكرة بنى الانقاذيون تجربتهم السياسية واعتبروها كمنهج لتسيير شئون الدولة وكان الغموض والتمويه والتناقض بين الاقوال والافعال من ابرز سماتهم . وعلى هذا الاساس كانوا عندما يتعرضون للمحن فبدلا من ان يفكروا تفكيرا عقلأنيا او منطقيا نجدهم يلجاؤن مباشرة الى تفتيش الضحية اوالى القيام بعمل بهلوانى للخروج منها .

ففى بدية التسعينات عندما تعرضوا للضغوط الدولية وقع اعينهم على الارهابى الدولى (كارلوس ) وقاموا بتسليمه لفرنسا فى صفقة مشهورة واعتبروه انجازا لهم فى محاربة الارهاب والمعروف ان كارلوس دخل السودان بعلم من الحكومة واجهزتها الامنية ، وعلىالرغم من ان تسليمه قد ساعد فى فتح مجالات التعاون مع الحكومات الاوربية خصوصا فرنسا.الا ان ما يفعله النظام فى الداخل كان يختلف عن هذة الصورة الكاذبة ويتضح ذالك من خلال ( المؤتمرات المعادية والمعسكرات التدريبية وفتح ابواب البلاد لجماعات غير مرغوبة فى دولها ) وهنا واجه الانقاذيون ضغوطات عديدة من دول الخليج ومصر وفى هذة المرة وقع بصرهم على اسامة بن لادن . فطلبوا منه بان يغادر البلاد فغادر من دون اى ازعاج او شكوى . واسامة ايضا جاء الى السودان باتفاق مع الانقاذيين ولعب دورا كبيرا فى تسويق افكار الانقاذيين لدى الحركات الاسلامية وكان له مكانة خاصه فى قلوب المسؤلين وفى معسكرات الدفاع الشعبى والدبابين وتمتع بلقب الشيخ مقتسما مع الترابى ولكن كل ذالك لم يشفى له . وكان رحيله خيرا له لان اصدقاءه عرضوا فكرة تسليمه للسعودية ثم لامريكيا الحكومتان رفضتا الفكرة يومذاك مما جعل اسامة يفلت من بين ايديهم . فبعد مغادرتة تحسن صورة النظام لدى الراى العام العالمى - السعودية ومصر ولكن الافعال كان شئ اخر . فمحاولة اغتيال الرئيس مبارك قد وضحت الامور جليا وظهر الانقاذيون على حقيقتهم ووقعوا فى محك حقيقى وواجهوا ضغوطات وعزلة دولية وحملة شرسة وكان اصابع الاتهام تشير مباشرة الى الشيخ الترابى او الى اقرب تلامذته مما دفع بالرئيس مبارك ليقول ( البشير ما هو الا سكرتيرا للترابى ) ولخروجهم من هذة العزلة حاول كل فريق ان يضحى بالاخر وفجاة ومن دون اى انذار مسبق سقط الترابى واصبح هو الضحية ( ذهبت الى السجن سجينا وذهب الى القصر رئيسا ) قبل فتره قرانا خبرا فى احدى الصحف يقول : ان الطبيب ركن الطيب ابراهيم الخير التقى بدكتور خليل ابراهيم ( العدل والمساواة ) قبيل مغادرة الاخير للسودان قال الطيب لخليل : نحن خيًرنا بين ان نضحى بالدولة او بالشيخ فاخترنا الشيخ .

ان صح هذة المقولة فان الانقاذيين قد ضحوا بشيخهم وهو اعلى درجات التضحية ووجدو ارتياحا من العالم الخارجى ، وحاول الرئيس البشير ان يقفز ما وراء الحقائق واراد ان يدخل الى نادى الرؤساء كرئيس محارب للارهاب ،غير ان احداث سبتمبر 11 قد قلب كل الموازين مما دفع بالانقاذيين يتجهون نحو قانون سلام الامريكى وفى نشوة المفاوضات والابتسامات العريضة ظهرت الحركات المسلحة فى دارفور وازدادت تهديدات الجيش الشعبى بدخول الخرطوم حربا. وهنا ايضا وجدو انفسهم فى موقف اصعب وهو اما ان يضحوا بالدولة او بالنظام ، فاختاروا الدولة وكبلوها بقيود ووضعوها تحت الوصايا الدولية ، للاجل استمرارهم وبقائهم فى الحكم . بل سال لعابهم لنيل جائزة نوبل للسلام ولكن تاتى الرياح بمالاتشتهى السفن فقرار 1593 قد افسد عليهم كل شئ ووضعهم امام خيارين احلاهما مر: اما ان يضحوا بانفسهم ويذهبوا الى لاهاى او ان ياخذهم الطوفان .

ياترى ما هو العمل البهلوانى الذى يفكر فيها الانقاذيون لخروجهم من المازق ؟ ومن هم ضحايا هذا المخرج ان كان هنالك مخرجا ؟
شاكر عبد الرسول

امريكيا - كنتاكى

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved