مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

احمد البلال ولجان تقصي الحقائق العربية بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/19/2005 8:02 ص


يعتبر الاستاذ / احمد البلال الطيب هو ( روبرت ماكسويل ) الصحافة الانقاذية ، فلقد أستطاع هذا الرجل في زمن وجيز بحكم علاقاته الوثيقة من أركان النظام من أن يكون صاحب أكبر مؤسسة صحفية في السودان وهي مؤسسة الدار للنشر ، وبالاضافة الي امتلاكه لصحيفة سياسية يومية وهي أخبار الايام فهو أيضا يمتلك صحيفة أخري تهتم بمواضيع ( التابلويد ) أو الصحافة الصفراء كما يطلق عليها في عالمنا العربي ، ولكن أكبر ما قام به الاستاذ البلال هو انتقاله من العمل الصحفي التقليدي الي مجال أكبر هو تقديم برنامج الواجهة في التلفزيون السوداني ، وربما هذه نقلة نوعية وفرصة لم يحظي بها الكثيرون من أبناء هذا الوطن الذين سحقتهم الانقاذ بعجلتها وانتقائها للناس الذين تريدهم ، وعلي الرغم أن التلفزيون السوداني لا زال يعتبرملكا للدولة الا أن احمد البلال يعتبره جزءا من مؤسسته الصحفية ، ففي أحد المرات أتصل عليه أحد المشاهدين وأتهمه بمحاباة النظام في برامجه ولكن أنظر كيف رد عليه أستاذنا البلال (( يا اخي البرنامج دا حقي واذا ما عجبك دور لك علي قناة ثانية )) ، هذا هو منطق الانقاذ قتل للأنفس وقتل للفكر واغتيال للكلمة الحرة ، ولم يكتف أحمد البلال باستضافة كل رموز السلطة علي مختلف مشاربهم ولكنه أيضا تمكن من استيراد بعض الفئات من الخارج ليدعم بهم موقف النظام في الداخل ، وكان من بين هولاء الضيوف اتحاد الصحفيين العرب والذين قدموا الينا من أجل الادلاء بشهادتهم في قضية دارفور ، وبهذا تحول هذا الاقليم المنكوب الي سوق جديد وقبلة يقصدها شراذم القوميين العرب وبعض مرتزقة الصحافة الاخوانية من أجل التكسب والتبضع بأرواح الضحايا الذين أدخلهم النظام في محرقته ، ولم يقتصر الامر علي هولاء فقط ولكن تدخل في هذه الازمة شيوخ معممين بعمائم الازهر الشريف ، وكان من بينهم د.يوسف القرضاوي و د.محمد سليم العوا ، كل هولاء صالوا وجالوا في أرض دارفور ولخصوا رأيهم في مقولة واحدة كان يخفونها داخل عمائمهم (( أن سبب الازمة هو الصهيونية العالمية )) ، وأنا استغرب كيف تركت اسرائيل أرض الكنانة مصر وأرض المغرب وسوريا والجولان والاردن وفضلت فقط التدخل في الشان السوداني وتركت كل تلك البلاد التي تعج بالعرب الشرفاء أمنة ومستقرة ، هل كل هولاء جاءوا من أجل الادلاء بشهادة الزور واعانة خليفتهم المشير البشير في قتل النساء والاطفال الرضع باسم محاربة اليهود ؟؟؟ ، وحتي اسرائيل عدوة العرب لم تقتل في عامين 300 الف عربي كما فعل المشير البشير ، استخدم المشير البشير الطائرات والمليشيات من أجل تطهير الارض من ساكنيها وشارون فعل نفس الشئ ولكنه قتل من يراهم أعداء للدولة العبرية ولم يقتل أبناء جلدته من اليهود ، هذه هي المفارقة ، وربما كلنا شاهدنا بتقزز ما قام به أحمد البلال يوم أمس عندما قام باستضافة بعض مرتزقة الصحافة العربية في برنامج الواجهة ، ورأينا كيف أنهم تحولوا بقدرة قادر الي قضاه يتقصون الحقائق ويصدرون الاحكام بتبرئة النظام ، ولأول مرة أري في حياتي صحفي يتحول الي قاضي ويحكم بقتل شعب كامل من أجل حماية الروح العربية داخل السودان ، ولم ينقصنا الجنجويد في السودان حتي تبعث الحكومة الوفود الي الخارج من أجل جلب المزيد من ( الزرقاويين ) ليتطوعوا من أجل لوي عنق الحقيقة واثبات الباطل حقا والحق باطلا ، هذا يدل علي انهيار المؤسسات العربية في اخلاقها ، ولم يمر وقت حتي طويل حتي ينبذها الناس ويلقون علي زعاماتها البيض الفاسد ، ولكن هولاء العربان القادمين من الخارج نسوا أنهم لم ينصحوا النظام بتوخي الحذر في جرائمه وسوف تكون النتيجة ذهاب هذا النظام ويتركهم أيتاما كما فعل صدام حسين ، أن اسرائيل موجودة في قطر ومصر والاردن والمغرب بشكل شرعي وواضح فلماذا اصبحت الان خطرا علي اقليم دارفور ؟؟ ، ان للصحفيين العرب أيام مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي كان يصرف عليهم بسخاء من مال الشعب العراقي ، وهم كانوا يدبجون المقالات ويمدحون عنترة العصر الحديث الذي يمتطي صهوة جواده من أجل انقاذ ( ليلي ) العربية من قلعة العدو ، صدام كان يقتل ابناء شعبه علي اساس أنه يحارب اسرائيل والصهيونية العالمية ، ومرتزقة الصحافة العربية هم الذين جعلوه يعيش وهم هذه الكذبة وهم الذين تسببوا في دفن صدام في تلك الحفرة قبل أن تخرجه منها قوات المارنز الغازية ، وأتضح أن الشعب العراقي لن يموت من أجل حياة الديكتاتور كما صورته بعض الاقلام العربية ، فوزارة الثقافة العراقية كانت تجري الاعطيات علي كل من يمدح صدام أو يتحدث بين الركبان عن انتصاراته ومعاركه التي لم تنتهي الا بعد ذهابه ، وفي اواخر الحرب العراقية ايرانية تحولت بغداد أيضا الي مصيف يخلد اليه صائدى الجوائز من مرتزقة الصحافة العربية ، ولقد سألت الاستاذة /أمينة السعيد صدام حسين لماذا يصرف بسخاء علي هولاء النفر وقد أنتهت الحرب وهي تقصد مرتزقة الصحافة العربية ؟؟ فرد عليها صدام بسخريته المعهودة (( هولاء لا يكلفون قيمة دبابة واحدة )) ، كان صدام ينظر الي هولاء الادعياء علي اساس أنهم نوع من الاسلحة الرخيصة التي يستخدمها ضد اعدائه وشعبه ، ودفع الشعب العراقي ثمن هذا النزق وتم توصيف قضية الاكراد علي اساس أنها حرب ضد الدولة اليهودية ، ولذلك كانت مذابح حلبجة وحملات التهجير العرقي والمذابح الجماعية من أجل حماية العروبة من الخطر الصهيوني ، ونسي هولاء أن بيت المقدس حرره رجل كردي في يوم من الايام وهو القائد صلاح الدين الايوبي ، لم يقتل صدام الشعب العراقي بمفرده ولكن هناك من صفق له وتستر عليه وهناك من أقنعه بقدسية هذه الحرب ضد الاكراد ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، ويبدو أن كويونات النفط التي منحهم لها صدام أوشكت علي النفاذ ولذلك بدأت هجرة هذه الوفود الي السودان بحثا عن الاعطيات ، ووجدت في دارفور الارض المثالية من أجل زرع ملحمة مجيدة كما فعل صدام في حلبجة ، ونعود الان لقصة ( اتحاد الصحفيين العرب )) وهي قصة لا تقل عن مثيلتها العراقية ، فقبل ثلاثة أشهر من الان قام نظام الخرطوم بدعوة اتحاد الصحفيين العرب الي السودان من أجل تقصي حقائق الصراع في دارفور ، والنظام أعتبر هذا جزء من حملته الدبلوماسية وكان يحتاج الي شاهد زور من الخارج لتغطية جرائمه في دارفور ، وبالفعل وصل هذا الوفد وتم استقباله بحفاوة من قبل الرسميين السودانيين ، وتمت اعاشة هذا الوفد في فندق هيلتون والميريديان بالخرطوم ، وفي الصباح الباكر قامت المروحيات بنقلهم الي الفاشر والجنينة ، وهناك ألتقوا بالوالي كبر والذي أعطاهم كل ما يريدونه من معلومات بعد أن أقام لهم أستقبالا حافلا ، وكتبت اللجنة تقريرها في يوم واحد وخلصت الي أن سبب الازمة هو اسرائيل ولا توجد انتهاكات لحقوق الانسان في دارفور ولم تسجل حالات اغتصاب ضد النساء الا واحدة وأتضح أنها كانت فبركة من الامريكان ، ولكن النظام تعامل مع هذا التقرير ببرود ولم يقابله بالاهتمام المطلوب ، والسبب في ذلك أن هناك لجنة تقصي حقائق ثانية كونها النظام برئاسة مولانا دفع الله الحاج يوسف ، ونسبة الي أن اللجنة الاخيرة كانت برئاسة قاضي من ذوي الاختصاص أعتبر النظام أن نتائجها مجدية أكثر من لجنة الصحفيين العرب القادمة من الخارج وذلك لأن ( طبختهم لم تكن مسبوكة ) كما يجب ، ولكن قرار مجلس الاخير أعاد الطلب علي هذا التقرير ، ولذلك عادت لجنة تقصي الحقائق المكونة من الصحفيين العرب الي السودان من جديد لتأخذ بقية أتعابها من النظام ، وتذرعت بأنها لم تنشر تقريرها في السابق لأنها لم تعرضه علي جمعيتها العمومية ، وزعمت أن الجمعية العمومية قد صوتت بالاجماع لصالح التقرير الذي أعدته والذي برأ النظام تماما من كل جرائمه ، ووصل الوفد الي الخرطوم وعومل اعضائه بحفاوة تليق برؤوساء دولهم وفتحت لهم أبواب القصر الجمهوري ، ووعدهم المشير البشير بأن السودان سوف يدافع عن الامة العربية في دارفور لاخر رمق ، وأسمعهم البشير ( نغمة ) القسم الثلاثي مرة أخري ، وهذا الوفد الزائر لم يتطرق لمسألة الحريات الصحفية في السودان علي الرغم من أن السودان من أكثر الدول انتهاكا لحرية الرأي والصحافة ، ورئيس لجنة تقصي الحقائق في أزمة دارفور أعترف أن تقريره ( جاء منحازا للسودان ) وهو بذلك يقصد النظام ، ولن تكون هذه آخر الوفود بل سيطل علينا المزيد من هولاء المرتزقة وشهداء الزور ، انهم يتكسبون من أزمتنا وتشردنا في الافاق ،
حرام علي بلابله الدوح وحلال للطير من كل جنس
ولكن هل ينقذ ذلك النظام من ورطته ؟؟ أن ذلك لن يحدث ولكن هذا يجعلنا نتساءل عن صدقية هذه المؤسسات العربية ، وهل من الممكن أن نتواصل معها بعد ما تاجرت بدماء الضحايا ودعمت الجزار في موقفه ، وأكون من السعداء اذا أتي يوما وقررالسودان الانسحاب من الجامعة العربية وسوف أكون أول من يهلل لذلك وأعتبره عيد استقلال جديد للسودانيين
ولنا عودة
سارة عيسي
Sara_issa_yahoo.com

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved