مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بقسمه الثلاثى البشير يحفر حفرته فى حوش بانقا بقلم د. صلاح مرسى ـ السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/18/2005 3:28 م

د. صلاح مرسى ـ السعودية
بقسمه الثلاثى البشير يحفر حفرته في حوش بانقا
استضاف احمد البلال بتاريخ 28/3 في برنامجه ـــ في الواجهة ـــ
وزير الخارجية السودانى الدكتور مصطفى اسماعيل في محاولة لاستيضاح
الحهود الحكومية لمنع صدور قرار مجلس الامن الخاص بتقديم مرتكبى جرائم
الحرب في دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية أو موقف الحكومة
السودانية في حال صدور القرارفكان جواب الوزير مرارا ان حكومته سوف لا
تقوم يتسليم اى سودانى للقضاء الخارجى في اى حال من الاحوال ولكن في
نهاية البرنامج اعاد البلال نفس السؤال الذى بدا به النرامج هل
ستسلموا قائمة ال 51 آلي المحكمة الدولية اذا صدر القرار ؟ فكان رد
الوزير بعد ان استفاق من غيبوبته السياسية واحلامه الوردية انهم سوف
يدرسون القرار على مستوى مجلس الوزراء وعلى مستوى الخبراء والدول
الصديقة قبل اتخاذ القرار النهائى , هذا التراجع في موقف الوزير بعد ان
حاصره البلال يذكرنا ان هناك خلل كبير في سياسة الانقاذ الخارجية
, هذة السياسة ليست قائمة على الواقعية السياسية ( وقديما قالوا رحم
الله امرىً عرف قدر نفسه ) آو القراءة الصحيحة للسياسة الدولية التى
تتحكم فيها الكبار انما تقوم على الامال والتمنيات الطيبة ولا ادل
على ذلك اكثر من الموقف الصينى الاخير من القرار 1593 الذى كان
بمثابة الامتناع الايجابى لصالح القرار في الوقت الذى كان حكومة
الانقاذ تعلق امالها العريضة في الفيتو الصينى آو حتى الروسى الدول
الصديقة التى طالما تفاخرت بهما الانقاذ امام خصومها الداخلى
والخارجى فجاءت مواقف الدول ( الصديقة ) مخيبة لامالها وكأنها كانت
تريد من الحكومة الصينية ان تحمى حفنة من المجرمين مقابل المخاطرة
بمصالحها في السودان الجديد , نعم الحكومة الصينية اختارت الوقوف بجانب
مصالحها في السودان بالتجاوب مع رغبة الشعب السودانى بعدم حماية
المجرمين هكذا آ ثرت الصين بحنكتها واستراتيجيتها البعيدة النظر
الوقوف مع الشعب السودانى والارادة الدولية بعد ان بدا لها في
حكم اليقين ان حكومة الانقاذ تعانى من حالة الموت السريرى وسوف تشيع
قريبا في مدافن لاهاى الباردة , ليس من العيب ان تقف الصين
مع مصالحها بعد ان طمأنتها قادة السودان الجديد بان مصالحها محفوظة
ايضا في غياب حكومة الانقاذ لكن المضحك المبكى ان الانقاذ وضع كل
بيوضها في سلة الفيتو الصينى فوقع القرار 1593 كالصاعقة عليهم
فأصحاهم من سكرتهم السياسية فجاء رد فعلهم كالثور الجريح الذى
يركض بغير هدى و يرى اى كائن غيره عدوا له حتى يدمر نفسه تدميرا
كاملا , وبعد وقوع الفأس في الرأس لم تعطى الانقاذ نفسها فرصة
التفكير الرشيد بل أدخلت نفسها وكالعادة طائعة أو مكرهة في السبات
السياسى مرة أخرى ــــــ والذي يبدو لا استفاقة بعدها الا امام
الكمرات العالمية مكبلين أو في سجون اروبا الموحشة أو عندما يلاقوا
ربهم ملطخين بدماء أهل القران في دارفور ــــ بقسم البشير الثلاثى
الذى لم يدع أى فرصة للعقلاء منهم بالتفكير السليم في كيفية
الحفاظ على بعض كيانهم بعد انقشاع ظلام الانقاذ أو فرصة
للدبلوماسية أن تلعب دورها حتى على مستوى الاحلام الوردية , فجاء
هذا الانتحار السياسى ( أى السبات ) كاملا ومكملا هذة المرة
برفضهم القرار , ان السيادة الوطنية التى تتباكى عليها الانقاذ وتذرف
عليها دموع التماسيح الان انتهكت بشكل لا مثيل له في تاريخ السودان
الحديث مرات ومرات في فترة حكمهم الاستبدادى ابتداءا بعدم قدرتهم
الحفاظ على وحدة السودان بتقسيمه آلي شمال وجنوب ومرورا
بقبولهم قوات دولية في جبال النوبة وقبولهم اكثر من عشرة الاف جندى
دولى من قوات حفظ السلام في السودان واخرا وليس أخيرا اذعانهم
لقرار مجلس الامن 1590 الذى حرمهم حتى تحرك الجيش السودانى في جزء
من ترابه أى في دارفور الا باذن من مجلس الامن , في هذا القرار ( 1590)
المنتقص حقا لسيادة السودان بسبب انتهاكات الحكومة بحق الابرياء في
دارفور لازمت الحكومة فيه صمت القبور وكأن دار فور ليست جزء من تراب
الوطن فلم نسمع أى تنديد من جانب الحكومة ولم نشاهد مظاهرات جابت
مدن السودان , المسألة أصبحت واضحة وضوح الشمس وهى ببساطة المحافظة
على سلطتهم وثرواتهم في الخرطوم على حساب تآكل الوطن من أطرافه حتى
جاء القرار 1593 فجن جنون الانقاذ لأن رأس السوط تطالهم هذة
المرة بشكل مباشر فارتعدت فرائصهم وشل تفكيرهم وأخذوا يستنجدون
بالشعب السودانى ـ الذى كالوه صنوف العذاب طيلة ستة عشر عاما ــ
مستغلين شعار السيادة ومتدثرين بها , أين أنتم من المواطن السودانى
عندما استخد متموه وقودا للحرب في الجنوب واستسلمتم أخيرا في نيفاشا
,أين أنتم من المواطن السودانى عندما حرمتموه من العيش الكريم داخل
وطنه بسبب سياساتكم الاقتصادية والتعليمية الجهنمية , أين أنتم من
المواطن السودانى عندما ارتكبتم في حقه جرائم ضد الانسانية في دارفور
,أين أنتم من المواطن السودانى عندما أرديتم العشرات قتيلا في
مظاهرة سلمية في شرق السودان , بعد ذلك تطلبون من الشعب السودانى
حماية المجرمين . ان الشعب السودانى قد استوعب الدرس تماما وسوف لا
يموت مرتان مرة بسبب سياساتكم وأخرى بسبب حما يتكم من العدالة
الدولية وقيل في الأثر الشريف ( ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )
ان الذين يتعاطفون معكم هم الذين انتفخت أوداجهم من أكل مال
الشعب المصابر والذين امتلات بطونهم من أكل المال الحرام بشتى السبل
ويكبرون ويهللون نفاقا وكأن الله غافل عما يفعلون وحاشا لله
ان الله يمهل ولا يهمل وعندما جاءت عدالة السماء انصافا لحق اهلنا
في دارفور من الاطفال والنساء والشيوخ الابرياء ها هم يملؤون الارض
ضجيجا ولكن حقا انها فرفرة الذبيح وبيننا وبينهم الأيام اذا أمد
الله في العمر . ونقول للذين يخافون من انفراط عقد الدولة
السودانية وتفتته آلي دويلات بسبب أختيار الانقاذ سياسة مواجهة
المجتمع الدولى فان ان هذه السياسة هو الكمين الذى أستدرجت فيه
الانقاذ لكى تستأصل ليس كأفراد انما كحكومة والى الابد كالنظام
البعثى في العراق , ان فى سياسة المواجهة الخاسر فيها الاول والاخير
نظام الانقاذ حتى ولو احتمى بالاطفال والنساء لحين من الزمن
وبعدها حتما سوف يكون الرابح السودان الجديد الذى سوف يؤسس على
قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والوحدة , هذا التحول اذا
لم يأتى نتيجة لاستحقاقات نيفاشا والتسوية السياسية في دارفور
وشرق السودان وامتثالا للقرارات الدولية وفى مقدمتها القرار 1593
سوف يأتى بالقوة اما بالاستهداف المباشر كالذى حصل للنظام العراقى
والصربى آو الاستهداف الغير مباشر عن طريق تقوية ودعم الثوار في كل
من الجنوب والغرب والشرق في ظل شتى أنواع الحصار الذى سوف يفرض
على النظام نتيجة لرفضها القرار 1593 . يذكرنى موقف الانقاذ هذا
النظام البعثى البائد في العراق وكأنهم لم يستوعبوا درس العراق
ومن سخرية الاقدار أن النظامان هما وجهان لعملة واحدة ومتطابقان
آلي الحد البعيد فكلاهما نظام أقلية على حساب الاكثرية وتحكمهم
أيدلوجية عنصرية بغطاء دينى وكلاهما ارتكبا جرائم ضد الانسانية في
حق شعبيها الاكراد في شمال العراق واهل دارفور في غرب السودان
وكلاهما رفضتا القرارات الدولية كرفض النظام العراقى البائد القرار
الدولى بعودة مفتشى اسلحة الدمار الشامل ورفض حكومة الانقاذ بتسليم
مجرمى الحرب للمحكمة الجنائية الدولية وكانت النتجة اقتلاع النظام
البعثى من جذوره في العراق والقاء القبض على المخلوع صدام حسين
في حفرة داخل مزرعة قرب قرية العوجة مسقط رأسه , وهل حكومة
الانقاذ بموقفه الرافض لقرار مجلس الامن 1593 ماضية في نفس المصير
؟ وهل البشير بقسمه الثلاثى يحفر حفرته في حوش بانقا مسقط رأسه
؟؟

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved