مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لماذا تتعهد أمريكا بتسليح قرنق؟ بقلم أسامة خلف الله مصطفى-نيويورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/17/2005 12:18 م

لماذا تتعهد أمريكا بتسليح قرنق؟
أسامة خلف الله مصطفى-نيويورك

أنا لست من معجبى تعقب الاحداث والتعليق عليها، فلقد تحول معظم السودانيين الى معلقين ومتفرجين سياسيين بعد أن حرمتهم الطائفية ومستغلى الدين والعسكر من المشاركة السياسية فى بناء وطنهم والاحلال الطبيعى للاجيال. ولكن تبقى ساحة القلم هى الساحة الوحيدة التى لم تطالها دبابات العسكر أو إحتكارات العائلتين المقدستين أو المتطرفون الدينيون.
لقد لفت إنتباهى تصريحات مستر زوليك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية عقب زيارته لرمبيك الاسبوع الماضى، إذ قال بأن مباحثاته مع قرنق تركزت على تحديث قوات المتمردين فى الوقت الذى تكتسب فيه الجهود الرامية لتنفيذ إتفاق السلام قوة دفع. وذكر أيضاَ أن فريقا من البنتاغون سيصل رومبيك هذا الاسبوع لتققيم الاحتياجات. ولقد مرًّ هذا الخبر مرور الكرام على آذان الحكومة القائمة وزاد من إستياء المواطن السودانى الذى أصبح فى شبه غيبوبة من كثرة ما يراه من عواقب لتصرفات أسواء الانظم الديكتاتورية التى سرقت ما يقارب من الاربعين عاماَ منذ إسقلالة. وإننى أتعجب من هذا السياسة من قبل وزارة الخارجية الامريكية فى رغبتها فى تسليح فصيل معين بعد أن رعت أمريكا مباحثات السلام قرابة الثمان سنين، ونجحت ضغوطها للطرفين فى إرغامهم على توقيعه. فكيف وبأى منطق وقبل أن تضع الحرب أوزاها أن تتجراء الخارجية الامريكية بهذا القرار. إن جون قرنق وفى آخر لقآته بالسودانيين بأمريكا قد رد على سؤال على أحد المتهورين العنصريين الذى ناشده بان لا يقتسم عائدات النفط مع الشمال لان النفط يوجد بالجنوب، لقد رد قرنق قائلاَ بانه لم يكسب الحرب وكذلك الجكومة لذلك رضى بالقسمة. هل تعلم وزارة الخارجية الامريكية بإن الاخلال بالتوازن العسكرى بين الطرفين قد يكون محفزاَ للعودة لحلبة الصراع العسكرى؟ هل تعلم الوزارة بإعترافات قرنق باسباب جلوسه على طاولة المفاوضات.

والملفت للانتباه بأن مستر زوليك ناقش تسليح المتمردين وأيضاَ تحفيزالمتمردين فى تطبيق إتفافية السلام. كيف تتبنى وزارة الخارجية هذين المنهجين المُتباينيين؟ كيف تُحفز أمريكا المتمردين فى طريق السلام وهى تزيد فى المد العسكرى للمتمرديّن وهى تعلم تماما بأن تكافؤ القوى العسكرية وعدم قدرة أى من الطرفين على حسم المعركة هى الاسباب الرئيسية التى ادت الى الجلوس على مائدة المفاوضات. ولتقريب الفكرة لعقلية زوليك فإننى أدعوه للرجوع مرةَ أُخرى لمشاهدة فيلم روكى مع منافسة الروسى، ففى نهاية الجولة الاخيرة يسقط روكى الملاكم الامريكى بعد أن أسقطَ منافسة الروسى بلكمة، ويسقط الملاكمان على الحلبة بعد أن أنهكت كلاهما لكمات الآخر، أترى يا زوليك وفى تلك اللحظة إذا أتى حكم الحلبة بمشروب به سعرات حرارية عالية وأعطاه لروكى؟ هل ستنتهى المعركة بسقوط الملاكمين.
لماذا شذّت أمريكا عن باقى الدول المانحة التى إلتزمت بأعادة التعمير ولجأت هى الى إعادة التسليح؟ كيف تعطى أمريكا ثقتها لحركة تمرد عجزت وحتى هذه اللحظة عن صياغة أفكار تعايشية غير إلغائية حتى داخل القبائل فى تلك المنطقة؟ هنالك تسرع غير مبرر من قبل هذا الادارة الامريكية فى تسليح فصيل مبهم الاطروات السياسية ......اللهم الإ فى معاداته للهوية الثقافية العربية والانتماء الدينى الاسلامى ...فهو صريح صراحةً فاقت حدود اللباقة السياسية الى مرحلة التعدى على الاخرين. إن الإدارة الامريكية الحالية لست ساذجة كما نحسَب ولا تتصرف بعفوية فى معظم الاحيان وأنا لست من معتقدى نظرية المؤامرة فى تحليل الاحداث ولكن كيف تلجأ دولة كأمريكا الى تسليح فريق دون الاخر فى صراع دموى دام أكثر من عشرون عاماَ ولم تجف دماء أبناء الوطن الواحد؟ أليس هذا دعوة مفتوحة للحركة بالاستمرار فى مشاريعها الإنفصالية؟ . هذه الخطوة الامريكية لا أجد لها تفسير سوى أنها تأكيد فعلى على النوابا الامريكية لخيار الإنفصال. هل نجح اللوبى الصهيونى المسيحى فى إقناع الادارة الحالية بإقامة دولة دينية مسيحية لانقاذ مسيحيى الجنوب من إضطهاد مسلمى الشمال كما يزعمون.
وتمر هذه السياسيات الامريكية الغير منصفة أو متوازنة والنائب الاول لنظام صوملة السودان يتبادل البسمات ويستحى القهوة فى مؤتمر الدول المانحه لجيوب مسولئى النظام والحركة وكأنَ تصريحات زوليك لا تعنيه. وأحياناَ تُصابُ بالغثيان وأنتَ ترى مسؤليى النظام يلعبون دور المظلوم أمام شاشات الكاميرا ومنهم من يُسوق بأن الغرب قد إستهدف التوجه الاسلامى فى السودان. ولقد صرح مسؤل أمريكى بأن ما فعلوه خلال مفاوضات السلام تمثل فى إبلاغ قرنق كجزء من عملية تحفيز للتوصل الى إتفاق بانهم سيساعدون فى تحديث قواته وإعاده بنائها وتم تخصيص 20 مليون دولار لهذا الغرض. إذا ملّكت هذه الحكومة أمور البلاد للغرب فهل تدرى ماذا كان تطبخ الادراة الامريكية فى دهاليز نيفاشا مع الحركة؟ فاننى أدعوهم لقرأة تلك التصريحات مرة أُخرى. ولا أدرى لماذا كان موقف الادارة المُعلن أثناء المفاوضات بأن الطرفين قد تلقوء تحذيرا بالاسراع فى الوصول لاتفاق فى حين يؤكد المسئول الامريكى أن الحركة وُعدت بالتسليح بعد إتمام الصفقة ,نعم كان ذلك التحذير للحكومة فقط. وسؤ النوايا لا يخفى على أحد فى هذا التخطيط الامريكى فى إدارة الصراع. ومثل هذه التصريحات والوعود الامريكية للحركة سوف ينقل هذه الادارة من سمسرة السلام الى شريك غير نزيه وطرف من أطراف النزاع. فهل فَكر واحد من عباقرة الخارجية الامريكية من عواقب هذا الموقف؟ أم أن الادارة الامريكية تُفكر بصورة كيدية فى معاقبة هذا النظام ولا تعر إنتباه لمستقبل أبنائه اللذين كثر عليهم الجلادون داخلياَ وعالمياَ.
الخطورة فى الموضوع تكمن أن الاتفاق نص على إندماج القوات الحكومية والحركة فى جيش قومى موحد إذا إختار الاخوة الجنوبيون الوحدة. فهل التسبب فى إخلال القوى عن طريق التدخل التسليحى الامريكى يصب فى إتجاه الوحدة؟ ام فى إتجاه زيادة غرور الحركة فى الانفصال؟. إذا كانت هذه الادارة لا تثق فى حكومة الغوغايين فلم ولن يكون تقديم السلاح للطرف الآخر بادرة تطمئنية. ففى بلدُ حصدت الآت الحرب فيه ما يربؤ عن الثلاث ملايين من أبنائه ....يكون فيه تقديم السلاح لاحدى أطرافه كفتح الباب لادخال الهواء لنار مشتعلة داخل غرفة.
تتأتى زيارة زوليك لرومبيك ووعوده بتسليح الحركة فى وقت تعيش فيه هذه الحكومة واحدة من أزماتها التى جنت فيه براغث على نفسها وكما هو المعهود، وهى القرار 1593. فالادارة الامريكية تعرف مدى الوهن الذى أصاب الحكومة من جراء التدويل لقضايا السودان واحدة تلو الآخرى.وفى وضح النهار أعلنت الادارة عن نواياها وإلتزاماتها الخفية تجاه حركة التمرد. وحينما أخفى د.قرنق مصادر تسليحة طوال فترة القتال لكى لا تستغله الحكومه الدينيه المتطرفة طُعم لتحفيز مقاتليها وأيضاَ لكى لا يفقد حيادة المواطن السودانى وإتهامات العمالة، تأتى الخارجية الامريكية منزوعة الحياء ....قليلة الشفافية ...عديمة الاحساس بمشاعر المواطن السودانى....لتعلن وفى وضح النهار بأنها سوف تكون مصدر تسليح المتمرديّن وبأنها سوف تصب الزيت على النيران المحترقة ....فيا بُشرىّ لهذا الوطن... فانتم أيها المواطنون الشرفاء وإذا كنتم تحلمون بوطن واحد ....فارجو أن تفيقو من هذا الحلم......فلقد أوقعتنا سياسة الحكومة الصبيانية فى شرك الاستعمار الحديث كما أوقع صدام بلاد الرافدين فى براثن الاستعمار الحديث...فيا لطول ليّلُ الوطن فى ظل العسكر ....ويا لغموض مصير الوطن بعد أن رهنته سياساتهم الاستفزازية فى يد أبان عينيهم خُدُر.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved