مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الأستاذ غازي سليمان وقرار مجلس الأمن 1593 و مأساة دارفور بقلم هلال زاهر الساداتي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/16/2005 2:16 م

شاهدت وأستمعت إلى الأستاذ غازي سليمان في تلفزيون السودان مساء الخميس 14/4/2005 متحدثاً عن قرار مجلس الأمن رقم 1593 القاضي بإحالة 51 متهماً بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسان إلى محكمة الجزاء الدولية بلاهاي لمحاكمتهم , والأستاذ غازي محام كبير ومشهود له بالشجاعة في إبداء رأيه والتعبير عن دواخله بصراحة , وهو مصادم فيما يعتقده , وهو إلى ذلك مدافع صلب عن الشعب السوداني ضد بطش وظلم نظام الجبهة , ومنافح عن الحريات والديمقراطية . خلاصة حديثه هي أن القرار 1593 ( حفرة ) حسب قوله وقع فيها السودان لما سيتبعه من عواقب وخيمة على السودان وما سيثيره من مشاكل إزاء رفض الحكومة الأنصياع له , وقال أن الحل يأتي في إشاعة الديمقراطية وإطلاق الحريات و القسمة العادلة للسلطة والثروة لكل السودانيين , وأرجو هنا أن أكون قد نقلت خلاصة حديثه بدون أن أخل بمحتواه . وكان المحامي الكبير طيلة حديثه لم يشر من قريب أو بعيد للجرائم والفظائع التي أرتكبت في حق أهلنا في دارفور , أو أستحقاق الجناة للحساب والعقاب . ولم أجد تفسيراً لذلك سوى أن ضميره المهني وضميره العدلي كمحام يحتم عليه الدفاع عن المتهم مهما كان جرمه دون تفرقة بين المجرمين . وأود هنا أن أحصر حديثي عن دارفور متجاوزاً عن الجرائم البشعة التي أرتكبها نظام الإنقاذ في الجنوب وجبال النوبة والانقسنا وبورتسودان في الشرق وحتى في بلدة العليفون بقتلهم طلبة الدفاع الشعبي الفارين بجلودهم , واتجاوز أيضاً عما فعلته هذه الشرذمة من مظالم في حق السودان والسودانيين .
هذه الحفرة التي ذكرتها حفرها أهل الإنقاذ للأبرياء وكانت العاقبة أن وقعوا فيها , والقضية الآن هي سفك دماء ثلثمائة ألفاً من النفوس مقابل تسليم واحد وخمسين متهماً يأبي النظام أن يسلمهم للمحكمة الدولية , وأنها لعمري قسمة ضيزي يأنف منها كل ذي عقل أو ألقى السمع وهو شهيد . وهم أوقعوا نفسهم في هذه الورطة أوالحفرة كما ذكرت وهاهم يصطرخون ووزير خارجيتهم مسيلمة الجديد يجوب الأقطار متسولاً الحماية و الإفلات من الحساب الدولي , كما إن سبدراتهم النسخة الرديئة من الصحاف جرد أهل دارفور من جنسيتهم السودانية ونسبهم إلى رواندا . ومثلنا السوداني يقول ( الصقر أن وقع كتر البتابت عيب ) , ولكن هل يعرف هؤلاء الناس العيب ؟! أنهم أناس لا يعرفون العيب , وكل شيء في شرعهم مباح من قتل وحرق وتعذيب وأغتصاب مما حدث ويحدث في دارفور .
أما الحديث عن الديمقراطية وبسط الحريات وقسمة السلطة والثروة فهو شأن لا يختلف عليه إثنان إلا من أبى من دعاة الشمولية والإستبداد . وأين يقع قول الله تعالي ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) , وأنت يا غازي أصابك كثيراً من الأذى من نظام الجبهة , واذكرك بمداهمة جلاوزة الأمن مكتبك منذ سنوات قريبة , وفجروا فيه القنابل المسيلة للدموع وانهالوا بالضرب عليك وعلى المجتمعين , وامتد عدوانهم الباطش إلى كل من كان في العمارة التي يوجد فيها مكتبك وأعتقلوا الكل كما أخبرني أخي المحامي الذي يوجد مكتبه في نفس العمارة , وخاطبت أنت حينذاك ضابط الشرطة الذي ضربك : أنا شكلك ده عرفته وسأنال منك مستقبلاً ولو كنت في الكعبة في مكة . وأعجب أنك تتقد لضربة في جسدك ولا تتقد لدماء ثلثمائة ألفاً من المواطنين السودانيين في دارفور ومئات الأعراض المغتصبة ! مالكم كيف تحكمون ؟! لقد وجد أهل الأنقاذ المشرفين على الغرق في كلامك القشة التي يتشبثون بها من الغرق , ومن قبل أمسكوا بقشة أخرى مدها السيد محمد عثمان الميرغني من رفضه محاكمة المطلوبين خارج السودان , واستثمروها في تصريحاتهم ولجاجهم في إذاعتهم المرئية والمسموعة وفي مؤتمراتهم الصحفية , وكأن ذلك التصريح حجة دامغة تلزم الأمم المتحدة , ومعضدة بقسم رئيسهم المغلظ , وهذا وهم يسعدون به زماناً قصيراً . حقاً , انني لا أفهم قصدك من حديثك وما ترمي إليه , والرجاء أن تفصح أكثر وأن تجيب على سؤال واحد وهو : هل توافق على محاكمة النجاة أمام محكمة الجزاء في لاهاي ؟ وأرجو أن تشرح لي الأمر بوضوح كما كنت أشرح لكم دروس الإنجليزي وأنت تلميذ بالسنة الثالثة في المرحلة الوسطى . فلنعلم أن أرواح الشهداء لن ترتاح في قبورهم المجهولة في دارفور , ولن تبرد النار المتأججة في صدور ذويهم الأحياء , ولن يعتدل ميزان العدالة المختل حتى يتم القصاص العادل من المجرمين سفاكي الدماء وهاتكي أعراض الحرائر , والمفسدين في الأرض أشد الفساد , كما أن كل أهل السودان الشرفاء عدا هذه الطغمة الشريرة من الجنجنويد ومن والآهم , لن يهدأ لنا بال , أو يستكين لنا حال إلا إذا انفذ القصاص العادل في هؤلاء الطغاة البرابرة ومن والآهم من الفئة الضالة الباغية .

هلال زاهر الساداتي
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved