مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عندما يكُبرُ السلام في النفوس تكُبر الأحزاب بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/15/2005 3:52 م

عندما يكُبرُ السلام في النفوس تكُبر الأحزاب
الجمعة 15/4/2005 م آدم خاطر
مما لا شك فيه أن حلول الوفد المئوي للحركة الشعبية بالخرطوم منذ أيام كان نقطة تحول حقيقية أعلنت بصفة قاطعة انطلاقة مستحقات اتفاق السلام على نحو جدي ، وقد انعكس وجوده إيجابا على مجمل البيئة السياسية رغم الأجواء المحبطة التي خلفتها آثار وافرازات القرار الاممى الكيدي الظالم رقم 1593 . هذا التحول العملي في نهج شريك السلام أفسح له المجال واسعا للانتقال إلى مرحلة التحول الديمقراطي وانطلاقة عمله السياسي كقوى جديدة على الساحة الداخلية ، و قلل في ذات الوقت كثيرا من عظم الصدمة والانتكاسة التي رمت إليها قرارات مجلس الأمن في هذا التوقيت و قطع الطريق أمام الكثير من الشكوك والتكهنات التي كانت تحوم لجهة بطء تنفيذ الاتفاق ، سيما وان تشكيلة وفد الحركة ضمت العديد من رموزها وخبرائها الذين شاركوا فعليا في إنجاز الاتفاق نفسه الأمر الذي سيكون له مردوده الايجابي في تطبيق مقتضياته بصورة سلسة على نحو ما يجرى الآن من اتصالات ولقاءات مكثفة بين طرفي الاتفاق في شكل لجان متعددة تعكس بجلاء ارتفاع مقياس التفاهم بينهما و الذي أملته ضرورات المرحلة الراهنة وبات يتبدى في توحيد الخطاب السياسي والاعلامى على هدى ما ابرم وتعزيز أسس الشراكة السياسية وتوسيع دائرتها قوميا من خلال إدراك أطراف الاتفاق لرغبة القوى الوطنية الأخرى خارج الاتفاق وهى قد ساندته بنيروبي بضرورة إعادة النظر في نسب المشاركة في لجنة الدستور بما يعصم روح الاتفاق و يكفل لها القومية ويوسع من دائرة المشاركة الفاعلة ويقود مستقبلا لتحقيق التوافق الوطني والحكومة القومية الانتقالية . لذا فان المرونة التي أبدتها الحكومة والحركة الشعبية تجاه هذه الرغبة أعانت في تحريك الصف الوطني وأكسبت اللجنة المشتركة التي تقود الإعداد و الاتصال بالتنظيمات السياسية مصداقية و بعدا قوميا مّكن لموافقة العديد من القوى الرئيسة في إبداء حرصها ودعمها و مشاركتها الفاعلة وغير المشروطة في أعمال لجنة الدستور الانتقالي في سياق ما أعلن عنه التجمع الوطني ، الحزب الاتحادي الديمقراطي ، الوطني الاتحادي ، الأخوان المسلمون ، الأمة الإصلاح والتجديد القيادة الجماعية ، المؤتمر الشعبي، يوساف ، أنصار السنة ، جبهة الإنقاذ الديمقراطية ، حزب العدالة ، وكل تكتلات جنوبيى الداخل وقيادات جنوبية نافذة في قامة الفريق جوزيف لاقو والأستاذ السياسي بونا ملوال والسيد الدو اجو وآخرين ، حيث تزامن قدومهم للخرطوم مع مقدم الحركة الشعبية كإشارة أخرى طيبة في اتجاه استكمال الجهود الداخلية بما يكفل استقرار العمل السياسي وإنجاح الحوار الجنوبي/ جنوبي و علو الحدس الوطني واستشعار موجبات المرحلة الراهنة على نحو خاص .
هذا التجاوب الحزبي المقدر مع أهم ركيزة في بناء السلام الحقيقي وهى لجنة إعداد الدستور الانتقالي وترتيباتها التي تجرى تدلل على حقيقة مؤداها أن الأطراف العظمى في المكون السياسي القومي و التي تحرص على تسريع تطبيق الاتفاق وتجسيد معانيه لم تعد تحبسها تلكم الروح السالبة التي كانت تعكسها المزايدات والمناكفات في السابق ولن تقعدها قتامة الأجواء التي تحيط بالبلاد جراء التمرد وفتن النعرات في الشرق ودارفور ، وأنها لديها الرغبة الأكيدة والدافع الوطني في المشاركة والتعاون لأجل مصلحة الوطن ومطلوبات السلام المستدام . والكرة الآن بملعب حزب الأمة القومي وإمامه في الانسجام مع التوجهات الوطنية بقبول المشاركة على أساس الصيغة التي قبلت بها معظم الأطراف الأخرى ، وان الشروط التعجيزية التي قدمها الحزب عبر مفاوضيه ليوم الأربعاء 13/4 وعلق عليها الوزير سبدرات و الأستاذ عرمان تعوذها القدرة على المرونة و هي بعيدة كل البعد عن ما يتطلع إليه أهل السودان من إمام الأنصار الذي دأب في الآونة الأخيرة على إقصاء نفسه وحزبه بمواقف ليس أمامنا ما يؤكد أنها الأنجع والأفضل بين الخيارات المتاحة لتضييق الهوة في الحراك الدائر. وفى ظل تقارب المسافات الذي تشهده أولى خطوات التطبيق الفعلي للاتفاق لابد من أن يعود الإمام الحبيب بالنظر مليا لرغبات الأمة السودانية وتوقها لان تجد هذه القيادات تبدى من التفهم والتعاون ما يساعد المسيرة في الانطلاق ، و يحمل المواطن من أن يغير نظرته باتجاهها . قريب من ذلك موقف مبارك المهدي وهو يقفز في الهواء دون حساب بدعوة خارج زمانها من اريتريا لتحالف مسلح ينشده لحماية السودان من الصوملة كما اسماه ، وتاريخه القريب والبعيد يقول بأنه يجيد العصف بالتحالفات حتى ولو كانت داخل بيت المهدية . ومقتضيات السلام تدعو لإبعاد البندقية والعنف وأجندة الحرب عن قاموسنا وانطلاقة السلام تبدأ ، وجعل حماية الدولة وكيانها والوطن مسئولية حصرية للقوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية بمهنية صرفة ليس فيها حزبيات غير الوطن . وان موقف الحزب الشيوعي حيال هذه التطورات بعد الظهور العلني لزعيمه الغائب نقد لسنوات أمر ملح تمليه ذات الضرورة حتى يكتمل نصاب الدستور وتنعقد لقاءاته في شبه إجماع وطني ليؤمن مسار السلام الرئيس وتتجدد دماء الحزبيات بنفس السلام .
ساعد في تعزيز هذه الأجواء المشاركة الناجحة والمشتركة لوفدي الحكومة والحركة سوية على مستوى قيادة التفاوض بمؤتمر المانحين باوسلو والإعداد الجيد له من قبل الفريق الوطني الذي أمن عمليا المبالغ المطلوبة للبناء والاعمار والتأهيل لما خربته الحرب في حدود 4.5 مليار دولار امريكى وأعطى دفعة جديدة من الأمل والتفاؤل لمسارات السلام وإحياء ما توقف منها سواءا في القاهرة أو ابوجا . ورغم اشتراط بعض الدول المانحة ربط مساهمتها والتزاماتها التي قطعتها بإحراز اختراق وتقدم في ملف دارفور لكن ذلك لا ينبغي أن يوقف الغاية الكبيرة من هذه التظاهرة الهامة اويقلل الضغط على التمرد و هو يجد المكافآت التي تحضه على فعل المزيد من الانتهاكات والهروب من ساحة التفاوض، ويعقد مهمة الدولة في استقرار الأوضاع وتحميلها المسئولية الأمنية وتدهور الوضع الانسانى . حيث تظل الأسباب الجوهرية لتحقيق المطلوب في إعاقتهم وتعطيل المفاوضات وتحجر مواقف حركاتها على ما يعتريها من تصدع داخلي وموجات الانقلابات الداخلية وحملات العزل والإقصاء بين القيادة العسكرية الميدانية وأرباب الملاذات الآمنة في فنادق وفلل مدن العالم وحواضره، مما نتج عنها عزل الدكتور خليل إبراهيم وتنصيب محمد صالح حربة رئيسا مؤقتا لحركة العدل والمساواة على نحو ما جرى لعبد الواحد محمد نور منذ اشهر. هذا التفكك الداخلي لهذه الحركات والمواقف الغريبة والمتجددة و التي هي أشبه بالرمال المتحركة يكشف بعدها عن معاناة وتطلعات مواطن دارفور، و تصعب مهمة التفاوض معها لان كل من يعزل أو يفصل يقوم بتأسيس كيان وقيادة جديدة ومكاتب للإعلام والدعاية وفرعية هنا وبيان هناك ونفى له من آخر وناطق رسمي وهلم جرا ، ولا يستبعد أن نرى تأسيس حركة ( العزل والمؤاساة الدارفورية ) في غضون أيام جراء ما يكتنف هذه الحركات من خلافات طالما توفرت الظروف ووجدت من يمولها ويرعاها . وقد سبق وان قلت بان هذه الحركات تحمل بذور فنائها في داخلها لجملة أسباب وينقصها النضج السياسي والوعي لدى قياداتها ولكن الإعلام المصوب حولها وآلته جعلتها تعظم من ذواتها وبات القانوني المخضرم عبد الواحد يصدر أوامره لأتباعه باعتقال قيادات قبلية بعينها نظير مكافآت مالية في منهج جديد لتحرير دارفور اللهم إلا إذا كانت حركته قد انشات محكمة دولية خاصة بها لها قانونها وسلطانها ، مثل دعوته لإقامة حكومة في المنفى لسد الفراغ الدستوري !!! .
ولكن مدرسة السلام التي تؤسس الآن لتكبر في نفوس أبناء الوطن حتى تكبر تنظيماتنا وكياناتنا الساسية في إرادتها وتوجهاتها وهى تتعاطى قضايا الوطن وهمومه لترقي في سلمه وتجد القبول والسند أفرزت ايجابيات أخرى بدأت تدب في جسم بعض هذه الكيانات الوليدة لتصبح أكثر نضجا والتصاقا بهموم الوطن ومطالب مناطقها وتسدل الستار أمام سماسرة الحرب وتجارها ، ذلك ما لمسته في المواقف و التصريحات المتوازنة لرئيسها الشاب الأستاذ/ احمد محمد طاهر و البيان المنسوب لامين عام(الحركة الوطنية لشرق السودان) من لندن لأيام وهى تدعو لراب الصدع في البلاد بمنهج سياسي سلمى يحمل حسا وطنيا وتوجها منضبطا من حركة مناطقية ناشئة لتوها تكون بهذا الإدراك والوعي بالمخاطر التي تحدق بالوطن والفتن التي تطل جديرة بان يلتفت لها وان تسمع الدولة لسوطها وتجلس للتحادث معها فيما تنادى به من حقوق كانت للشرق أم للوطن عامة حتى يسود هذا السلوك الحضاري في تنامي الحس الوطني ونبعد شبح البندقية سيما وان هذه المبادرة قد وجدت صدى وقبولا لدى الأوساط الرسمية البريطانية . هذه الحركة فيما قرأت لها وتوافر لدى من معلومات تنادى بوحدة البلاد وتدعو لها وتخالف المبادى الهدامة والأجندة الخارجية التي تنطلق منها تنظيمات الأسود الحرة والبجا في شرق البلاد وهى تركن إلى اسمرا ورئيسها ، لذا لزم الحكومة أن تأخذ بيدها وتدير معها حوارا سلميا غير مشروط يقطع الطريق أمام المغالين والمتاجرين بدواعي التهميش والعرق الذي يريد أهله أن يكون سمة ملازمة للسودان الجديد . ومن فرط حرصي واهتمامي بسلام السودان وقضاياه أتوجه للدولة وتنظيمها الحاكم وهى راعية السلام وصرحه والحريصة على بنائه واخص السيد النائب الأول الأستاذ على عثمان محمد طه و هو من ائتمنته قيادة الدولة للسلام ومطلوباته، بان يوجه أجهزته لتبسط يدها رعاية لكيان كهذا قعد به الإعلام وظلم الساسة في أن ينهض بصوت فيه مصلحة الوطن وهموم مناطقه ُتعلى في سلم حتى لا ترتد هذه الحركة على أدبارها أو يتصيدها أصحاب الفتن وأرباب الكنائس والمنظمات فنضيف بإرادتنا فصلا مأساويا آخرا كان بالامكان تجاوزه ليسهم هذا الكيان مع الآخرين في معالجة قضايا إنسان الشرق على نحو ما يعلن في أدبياته . اللهم قد بلغت فاشهد

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved