مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كفانا تخويفا فالحركة الشعبية لتحرير السودان ليست لقمة سائغة الالتهام بقلم بدر الدين أبو القاسم محمد-ليبيا / طرابلس

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/14/2005 6:42 ص

كفانا تخويفا فالحركة الشعبية لتحرير السودان ليست لقمة سائغة الالتهام

يحاول بعض أدعياء السياسة هذه الأيام الترويج لبضاعة مزجاة في السوق السياسي السوداني مفادها أن الاسلامويين ممثلين في حزب المؤتمر الوطني وربما قريبا جداً تعود اللحمة بينه وحزب المؤتمر الشعبي إلي سابق عهديهما ، قد أعدوا العدة للفتك بالحركة الشعبية لتحرير السودان وسوف تكون شمار في مرقة وعصاى في درقة ، حجتهم في ذلك رصيد الإسلامويون من الخبرة والحنكة السياسية والقدرة علي التلون حسب مقتضى الحاجة وضرورات المرحلة ، فضلاً علي ما يتمتعون به من ذكاء خارق مصحوباً بالمكر والخداع. والشواهد علي ذلك بداية ما حدث لنظام مايو علي أيدي هؤلاء ، وانتهاء بما جرى لحزب الأمة القومي أمور لا تخطئها العين أو يزيغ عنها بصر. والغريب في الأمر والمحزن حقاً هو أن يتحول الخوف إلي تجارة رائجة يتطوع مثقفون منا لتسويقها دون وعي وإدراك. ولكن كيف فات علي هؤلاء أن الحركة الإسلامية التي تصور كوحش كاسر قادر بضربة واحدة القضاء علي الفريسة ،قد شربت هي نفسها من نفس الكأس وتعرضت للتصدع والانشقاق ومشروعها الحضاري الذي ظلت تبشر به منذ ميلادها وحاولت فرضه بالقوة ، اعترفت الآن ولو بشكل ضمني بفشله، وصارت تبحث عن طريقة لإنقاذ الإنقاذ عبر اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ، والتي لن تجد الطريق ممهدا لها إلا بالتوصل إلي ذات الشيء في دارفور وشرق السودان. من كان يصدق أن عرّاب الإنقاذ يدخل السجن مصدقا المثل الذي يقول إن السحر قد انقلب علي ساحره ، وصار في مقدمة من يبحثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة التي رفضها يوماً وضاق بها زرعا وحرم أبناء شعبه التمتع بها.
وفات علي هؤلاء أن هذا الترويج لمثل هذه الترهات يخدم مصالح بعينها لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ولكن نقول لهم بثقة كبيرة في النفس أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ليست لقمة سائغة كي تلتهم وتبتلع من قبل هؤلاء. لقد أبانت الحركة الشعبية أنها تمتلك كوادر متميزة وتعرف تماما من أين تؤكل الكتف ، كما يقول المثل ولا يستطيع أحد أن ينكر أنها أوضحت من خلال المفاوضات قوة وحنكة سياسية وبراعة في طرح القضايا التي تنسجم مع تطلعات وبرامج وأهداف السودان الجديد الذي تدعو له وتبشر به. وسوف يتوصل الباحثون يوماً عندما يتناولون موضوعة السلام الذي تحقق في السودان عبر نافذة نيفاشا المضيئة ، يتوصلون إلي نتيجة مفادها أن الحركة الشعبية لتحرير السودان فاجأت الكثيرين وأبانت عن فريق عمل مؤهل قاد العملية التفاوضية بنجاح ، مؤكدة علي امتلاك زمام المبادرة. لقد حاول البعض تسديد الطعنات في الظهر أيام الانشغال بإدارة الحرب والبحث عن السلام والإعداد لمرحلة المفاوضات ، معبرين من خلال مقالاتهم المسمومة ، والبعيدة تمامًا عن الموضوعية والنقد البناء الهادف أن شعار السودان الجديد فارغ المحتوى ويحمل بذرة فنائه في داخله ، لأنه قائم أصلاً علي العنصرية والجهوية ويسعى إلي طرد العرب والمسلمين من السودان ، قاموا إثر ذلك بالتصدي له حسب زعمهم ومواجهته تصديقاً لأحلامهم وكوابيسهم المزعجة ، ونقول لهم رفقاً بأنفسكم . فالسودان الجديد ماض في سبيله وهو دعوة إلي كل أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناتهم بعيدا عن الإقصاء والتهميش للانخراط في هذا المشروع الكبير الواعد بنقل السودان قريباً جداً إلي مصاف الدول الكبرى. ونحن نؤمن في الحركة الشعبية لتحرير السوادن بوجود الأحزاب الأخرى وحقها في ممارسة دورها السياسي عبر قانون للأحزاب يعنى بالتنظيم والإدارة .علماً بأن اتفاقية السلام الشامل نصت علي ذلك بشكل واضح وصريح في ملحق آليات الاتفاقية. ونعتقد أن الممارسة الديمقراطية الحقيقية تحتاج إلي تنظيمات سياسية قوية ومنظمة ، فمثلاً لا يمكن أن نستمتع بمشاهدة مباراة كرة قدم أو أي رياضة أخرى ما لم يكن المتنافسين فيها علي درجة عالية من القوة التنافسية ، التي تحتاج بلا شك إلي إعداد وتمارين مكثفة وصبر وإصرار علي تذوق طعم الفوز والنأي قدر المستطاع عن تجرع مرارة الهزيمة. والدرس المستفاد إلي جانب كل ذلك هو مصافحة الطرفين بعضهما البعض بعد نفاد الوقت القانوني وليقنع كل منهما بما حقق. فهل نحن مستعدون لممارسة تلك القيم في تنافسنا السياسي ؟ ورسالتنا إلي إخوتنا في النتظيمات السياسية المختلفة ، تنطلق من هذه المباديء والأسس التي نأمل أن تضمن صراحة قانون الأحزاب السياسية:-
1- أن يكون أعضاء الحزب هم مصدر السلطة في الحزب ولا وصاية لفرد أو قلة من أعضاء الحزب أو غيرهم علي قرار الحزب.
2- سيطرة نظم الحزب ولوائحه والمساواة أمامها بين أعضاء الحزب في ضوء قانون الأحزاب ودستور الدولة.
3- عدم الجمع بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التي يملكها مؤتمره العام المنتخب انتخابا دوريا حرا ونزيها ، وهذا مع وجود شكل من أشكال المحكمة الحزبية الدستورية المستقلة ( الجودية في العرف السوداني) يعود لها الفصل في الشئون الحزبية بين أعضاء الحزب وأطيافه الداخلية قبل اللجوء إلي القضاء في الدولة.
4- ضمان حرية التعبير في الحزب وإتاحة الفرصة لنمو التيارات والأطياف داخل الحزب وأخذها أشكالا معترفا بها داخليا من أجل نمو الأحزاب وبلوغها مستوى الكتلة المؤثرة عندما تسمح بالتعدد داخل الوحدة ، وتقضي علي أسباب التفتت و الانشقاقات .
5- تداول السلطة في الحزب وفق آلية انتخابات دورية حرة ونزيه من القاعدة إلي القمة.
قبول الحزب لوجود غيره من الأحزاب وضبط فكره ومنهجه وبرنامجه في ضوء حق الرأي والمصلحة الأخرى في التمثيل دون إقصاء أو احتواء بالترهيب أو التغييب والإنكار ، بما في ذلك حق التنافس في الوصول إلي السلطة وتداولها سلميا بين الأحزاب ، وواجب الدفاع عن حق الأحزاب الأخرى في الوجود والتعبير.
فالحركة الشعبية لتحرير السودان لديها رصيد نضالي كبير يقيها من تخويف الانهزاميين والنفعيين . ونفرق في ذات الوقت بين تخوفات الحريصين ، وقلوبهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يرون فيها جهد صادق ومساهمة فاعلة وحيوية وإضافة حقيقة في مشوار تطور وبناء العمل السياسي في السودان . ويودون أن يروا سوداناً يليق بأهله وقادر علي توليف صيغة جديدة جوهرها التعايش السلمي بين كل أبنائه لا تقيم وزناً تفاضلياً علي حساب العرق أوالدين أو الجهة فكلنا لآدم وأدم من تراب. ولتكن وقفة مع النفس لصنع سلامها الداخلي بتصحيح مسارها وتنقيتها من كل الشوائب العالقة والترسبات التي تقلل من شأن هذا أو ذاك دون أي وجه حق وترفع للأسف آخرين دون وجه حق أيضاً. وأود أن أنوه إلي أننا لا نسخر أو نقلل من جهد أحد ، كما نود في ذات الوقت ألا يقلل أحد من جهدنا أو يسخر منا ، ومن حقنا أن نقى أنفسنا شر الطامعين وأولئك الذين يستمتعون بالاصطياد في المياه العكرة. والتحدي بالنسبة لنا هو ألا نترك لهم مياه عكرة يتصيدوننا فيها وهو أمر لا يتحقق بين عشية وضحاها ويحتاج إلي بذل جهود كبيرة ونفوس لا تعرف الكلل والملل.
كما أود الإشارة أيضاً إلي أننا لا نزال في بداية مشوار العملية السياسية ذات الأفق الواسع والعوالم الرحبة ولا نقول أعطونا ذات المدة الزمنية التي توفرت لآخرين في سدة الحكم ولكن قليل من الصبر. ونطالب الجميع التأني في استصدار القرارات والأحكام المتسرعة والمسبقة. فالحركة الشعبية تعلم علم اليقين حين اختارت السير في هذا الطريق وتعرف ما لها وما عليها. والآن لدينا إلتزام واضح وصريح يبدأ من الأخ الرئيس جون قرنق دي مبيور وينتهي بأعضاء وجماهير الحركة الشعبية قاطبة ، هؤلاء جميعاً ملتزمون بكافة التعهدات والالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية السلام الشامل والعمل علي تطبيقها في أرض الواقع. وانطلاقا من ذلك سوف يكون هناك تعاون بناء مع حزب المؤتمر الوطني كشريك وكافة القوي السياسية السودانية الأخرى لتنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل. والتي بدأت بشرياتها من خلال الدعم السخي في مؤتمر المانحين بأوسلو قبل أيام معدودات فلهم منا الشكر والتقدير.وعادت الكرة من جديد إلي الملعب السياسي السوداني وبدلاً من تضييع الوقت في هواجس لا طائل ورائها دعونا نضع أيادينا فوق بعض ونرتقي جميعاً إلي مستوى المسئولية ولنتعلم كيف نسمو فوق الجراحات لبناء هذا السودان الوطن العظيم.

معاً من أجل سودان جديد

بقلم / بدر الدين أبو القاسم محمد
ليبيا / طرابلس


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved