مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

سفينة الانقاذ تبحث عن منقذ بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/13/2005 9:22 ص

لا زلنا في رحلة البحث عن تداعيات القرار رقم 1593 ، ونحن الان في انتظار رده فعل النظام وكيف يفكر في الخروج من هذه الازمة ؟؟ فهل سوف يقدم عل المزيد من الحماقات ويصر علي الابراء بقسم البشير أم يفضل تقديم وجبة سريعة للمحكمة الدولية قوامها بعض قادة الجنجويد ، فعلي الاقل هذا سيلهي المحكمة الدولية لبعض الوقت وسيتمكن النظام عندها من ترتيب أوراقه ، وحتي هذه اللحظة يبدو أن النظام فضل الانتظار في صف العدالة الدولية ، وكل ما قام به حتي هذه اللحظة لمعالجة هذه الازمة هو مظاهرات التنديد التي دعا اليها أنصاره قبل أيام ، وذلك بالاضافة الي البرامج التلفزيونية المطولة والتي عادة ما تستضيف بعض رموز النظام ومفكريه في محاولة منهم لفك طلاسم لغز القرارات الدولية ، ولكن علي المستوي الدولي والاقليمي لم يتحرك النظام الي الان وترك الامور كما كانت عليه في السابق ، ولقد تابعت بالامس ما بثته الفضائية السودانية عن ما قامت به أمانة المؤتمر الوطني فرع قطر من حشد جماهيري لمجابهة القرار الدولي ، وكان كل الحضور من أبناء ( السودان النيلي ) والذين يسيطرون الان علي كل مقاليد السلطة في السودان ، وكانوا يختمون كل كلمة بقسم ( غليظ ) علي طريقة مشيرهم البشير ، والملاحظ أنهم يتشبهون بزعماء القاعدة من حيث الزي وطريقة الوعيد الممزوجة بالقسم ، وهذا يدل علي تمكن النظام من التغلغل داخل دول الخليج والتي طالما وصفها بالرجعية وناصبها العداء أيام حرب الخليج الثانية ، ففي حرب الخليج الثانية عام 91 كان النظام يصف حاكم الامارات السابق الراحل الشيخ زائد بن نهيان ( بالأعور ) الذي لا يري كل الحقيقة ، ويصف العائلة المالكة في المملكة بأحفاد اليهود ويشبه مليكها بالفهد المروض ، أما بالنسبة لمصر فكانت نفس الجماهير التي خرجت ونددت بقرار مجلس الامن الاخير كانت تخرج كل يوم قبل خمسة عشر عاما وتطلب من صدام بأن يضرب السد العالي ( بالكيماوي يا صدام ، السد العالي يا صدام ) ،هذه المظاهرة التي دعت الي اغراق قاهرة المعز عن طريق ضرب السد العالي لم يحشد لها حزب الليكود أو حركة كاخ اليهودية المتطرفة ولكن نظمها نفس الذين خرجوا ورفضوا أن يسلم قتلة الجنجويد الي المحكمة الدولية ، أما بالنسبة لدولة الكويت فهي أيضا قد أستقبلت رموز النظام الحالي وتناست كل الجرم الذي أرتكبوه بحق أهل الكويت عندما كان الاعلام السوداني يصف الكويت بأنها المحافظة التاسعة عشر في الامبراطورية الصدامية ، ولقد طالب أهل الكويت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو علي فراش الموت أن يعتذر عن موقفه الداعم لصدام حسين عندما غزا الكويت ولكن شاءت الاقدار أن يعيد السودان علاقاته مع الكويت من غير أن يتفوه بكلمة اعتذار واحدة لشعب الكويت ، ولكن يبدو أن الذاكرة العربية لا تستحضر كل ما يمر بها من احن وأحداث وتحتاج لغرفة انعاش من أجل مدها بأقوال الماضي القريب ، والان هذه الدول تستقبل بالأحضان كل رموز المؤتمر الوطني ونسيت كل الاساءات التي كان يوجهها هذا التظيم الي شيوخهم وزعاماتهم ، ،وتحتضن دولة الامارات أكبر جالية من المؤتمر الوطني ويبدو أنها سوف تكون أرض المهجر الجديدة اذا زالت سلطتهم في السودان ، وبدأ نفوذهم يتزايد في هذا البلد العزيز ونقلوا أليه كل ما تعلموه من مكايدات ومكر مارسوها في السودان ، وكلنا نذكر حادثة اعتقال اللواء عبد العزيز خالد وكيف أستطاع قاضي سوداني أن يقنع السلطات الاماراتية بتسليم سعادة اللواء خالد الي سلطات الخرطوم بناء علي مذكرة مجهولة يقال أن مصدرها جهة مقرها سوريا وتسمي بالانتربول العربي ، فالامارات لا تضم كيانات المؤتمر الوطني فقط فقد سبقتهم اليها رموز البعث العراقي ، ففيها أيضا يتواجد طيب الذكر الاستاذ / محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي السابق ، أما بالنسبة لجزيرة قطر وشيوخها فهي أشبه بفلم ( جزيرة الحيوانات ) والذي مثله فال كلمر من حجم التناقضات الموجودة علي أرضها ، فهي بالاضافة الي تشكيلة تنظيم الاخوان المسلمين المصري فهي أيضا تعتبر مقر قيادة المارنز الامريكية والتي أسقطت نظام صدام حسين ، فقاعدة السيليه والعيديد يتواجد فيها أكثر من خمسين ألفا من قوات المارنز وبها مركز تدريب علي حرب المحاكاه (simulation ) الالكترونية ، كما يرتبط نظام قطر بعلاقات تجارية مع الدولة الاسرائيلية ، والامر الذي أستغرب له كيف تمكن أمير قطر من طرد والده وجعله يتسول بين الدول ثم يستقطب لبلاده ذلك النسيج المتناقض من الضيوف .
ونعود مرة أخري لنري كيف سيدير النظام الازمة الحالية ؟؟ هل سيديرها وفقا للطريقة العراقية ؟؟ ، الطريقة العراقية في التعامل مع القرارات الدولية كانت ناجحة ولكنها لم تنقذ النظام ، لم يغلق صدام حسين كل الطرق في وجه المجتمع الدولي ، وفعل كل ما في وسعه من أجل انقاذ السفينة ولكن رياح التغيير القادمة من المحافظين الجدد كانت أعتي من جسد السفينة المتهالك ، وافق صدام علي تدمير أسلحة الدمار الشامل ووافق علي فرض الوصايا علي النفط واحترم حظر الطيران الدولي المفروض علي الجنوب والشمال الكردي ولكن هذا كله لم يطفئ نار الازمة المشتعلة ، الحل الوحيد الذي لم يستخدمه صدام وكان بالامكان أن يتدارك به الوضع هو أن يعيد التواصل مع الشعب العراقي من شيعة وأكراد وأن يرفع الضيم عنهم ، كان من الممكن أن يجنب صدام بلاده ويلات الغزو والاحتلال لو دعا العراقيين الي المشاركة في السلطة واتخاذ القرار ، ولكن عقلية صدام كانت كعقلية أهل الانقاذ لا تؤمن الا بالهيمنة واستخدام القوة ، فكانت النتيجة نهاية النظام الذي جثم علي صدور العراقيين خمسة وثلاثون عاما ولكنه سلم بغداد للقوات الغازية في ثلاثة أسابيع فقط ، وللعلم أن صدام كانت له شعبية داخل العراق وكان أنصاره من حزب البعث يخرجون الي الشوارع ويهتفون (( بالروح وبالدم نفديك يا صدام )) ، هذا النوع من الجماهير الانتهازية هي التي فتكت بصدام وجعلته يعيش علي وهم الزعامة الكاذب ، وهذه هي نفسها الجماهير التي يقودها عبد الباسط سبدرات ود.حسين أبو صالح في شوارع الخرطوم ، أنها جماهير تحركت من أجل حماية القتل وطمس الحقيقة وبث الحياة في حزب المؤتمر الوطني ، فمجلس الامن لا يرجع لعدد هذه الجماهير عندما يصدر قراراته والمحاكم لا تأخذ بالمزاج الشعبي المتقلب عندما تصدر أحكامها ، ولكن العراق أنتصر علي أمريكا في مجلس الامن ، وأستطاعت القيادة العراقية بفضل مندوبها د.محمد الدوري أن تحيد كل من الصين وروسيا وأن تكسب دعم كل فرنسا وألمانيا وهذا ما لم يفعله نظام الخرطوم والذي بفظائعه أستطاع أن يوحد كل من أمريكا واوروبا لاتخاذ قرار واحد يدين تلك الجرائم البشعة ويدعو لمحاكمة القتلة ، أما وضع السودان الان والذي ان جاز يمكن أن نطلق عليه ( رجل أفريقيا المريض ) لم تكن قيادته في حنكة ادارة الرئيس العراقي صدام حسين ، لأن محمد الدوري أستاذ القانون الدولي السابق بجامعة بغداد غير اللواء الفاتح عروة والذي لا نعرف عنه شيئا سوي أنه ضابط استخبارات سابق وكان محظيا بثقة الولايات المتحدة ولا علاقه بالعلاقات الدولية أو القانون الدولي ، ونظام الخرطوم بسبب عنجيهته واستمراره في سياسة الاستئصال أستطاع أن يوحد كل من أمريكا واوروبا من جديد ، وحتي الصين التي كان يطمح في وقوفها الي جانبه بددت أحلامه بعد أن اختارت الصين سياسة الانزواء وانتظار النتيجة ، أما بالنسبة للحل الداخلي للأزمة فان توقيع السلام مع الجنوب جاء بناء علي ضغط دولي مورس علي النظام من الخارج ولم يأت هذا السلام بناء علي رغبة أهل الانقاذ والذين أغرقوا البلاد في حرب دينية أزهقوا فيها الكثير من الارواح ودمروا كل البنيات الاساسية للحياة في الاقليم الجنوبي ، ولم نصدق نهاية هذا الفصل من حرب الجنوب حتي نقل النظام مدافعه وطائراته الي اقليم دارفور وقرر أيضا خوض حرب مقدسة ضد ما يسميهم ( مخالب اليهود ) في اقليم دارفور ، وتمادي النظام في أثامه وأعتمد علي المليشيات في حربه الجديدة ، ووقعت الكارثة ,استشهد أكثر من ثلاثمائة ألف فرد وتم تدمير وحرق 500 قرية ، وقامت المليشيات والمدعومة من الجيش بارتكاب المزيد من الفظائع ، وامعانا في اذلال أهل دارفور وكسرا لهيبتهم لجأت مليشيات الجنجويد الي سلاح فعال في هذه المعركة وهو سلاح الاغتصاب المنظم ، وهم يعرفون حساسية الشرف والعفة بين نساء أهل دارفور ولذلك عمدوا بوحشية الي هتك عرضهن واغتصابهن أمام الاشهاد حتي يشعروهم بالذلة والمهانة ، واستخدم النظام كل اسلحته التي عادت اليه من حرب الجنوب ، واستطاع النظام أن يحمل طائرات الانتنيوف الروسية بالمئات من القنابل التدميرية ، وذلك غير المروحيات والتي تلازم استخدامها مع غارات الجنجويد ،
ولكن كما قال الشاعر عين الرضا عن كل ذنب كليلة *** وعين السوء تبدي المساويا
فنظام الخرطوم ينكر كل هذه المجازر ويدعي عدم حدوثها اطلاقا ، ويصف كل القضية علي أساس أنها تكالب من القوي العظمي الاستعمارية علي السودان ، والاعلام السوداني له مراسلين في العراق وينقلون لنا سير المعارك في الفلوجة والرمادي والنجف كما عرفت لاحقا أن له أيضا مراسلين حتي داخل الاراضي المحتلة لينقلوا لنا الفظائع التي أرتكبها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ، ولكن مراسلي الفضائية لم يتسن لهم نقل ما يجري في دارفور علي الرغم من أنها علي بعد مرمي الحجر من العاصمة الخرطوم ،
والان النظام يهتم بكتابة الدستور ، ودعا الي ذلك النطيحة والمتردية من احزاب التوالي التي أشتراها النظام وصرف عليها من مال الشعب السوداني ، وحمدت الله أن المؤتمر الشعبي رجع الي صفوف المؤتمر الوطني وقرروا كتابة دستور السودان من جديد ، هولاء هم القتلة قد تجمعوا مرة أخري وربما في القريب العاجل يلتحق بهم شيخهم الترابي ليكملوا سوية مشوار الماسآة والمتاعب لأهل السودان ، ولكن ماذا جري للدستور السابق والذي نال اجماع كل الشعب السوداني ؟؟؟ هل العيب فيه أنه كتبه د.الترابي خلال شهر واحد ؟؟ أم أن العيب أن السلطة أول من نقض دستور الشيخ السجين ؟؟ ولكن كيف يكتب النظام الدستور ويقره علي كل العباد كما كان يفعل سابقا وبنسي قبل ذلك حل أزمة دارفور وشرق السودان والذين اصبح لا وزن لهم ولا قيمة عند النظام ، وما هي الفائدة من كتابة الدستور اذا كان من يكتبه هو أول من ينقضه كما حدث في دستور ( الثوابت ) والذي كتبه د.الترابي ،
أن أزمة السودان ليست في كتابة العقود والمواثيق بقدر ما نحتاج فعلا الي من يحترمها ويقر بها ، فقد نقضت الجبهة الاسلامية ميثاق الديمقراطية ولم تحترم رأي الشعب ، وهي الان أوصلتنا الي هذا الطريق المسدود وجعلت من السودان كرة يتقاذفها أعضاء مجلس الامن ، والحل الا ن ليس في كتابه الدستور ولكن الحل يكمن في ذهاب هذا النظام ويترك للشعب السوداني حرية الخيار ، أن السودان عاش تحت وصاية الانقاذ خمسة عشر عاما وأظنه الان قد بلغ الحلم من أجل قيادة نفسه طريق الحرية والديمقراطية ، ولو كنت مكان صدام حسين لقبلت بعرض الشيخ ذائد بن نهيان ولو كنت مكان الانقاذ لقبلت بتسليم السلطة للشعب مع رسالة اعتذار لكل الذين نال منهم سيف الانقاذ وهم كثر

ساره عيسي

[email protected]
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved