مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أقول بكل مرارة... نحن شعب مغفل وساذج!! ورحم الله شعبا عرف قدر نفسه بقلم مبارك إبراهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/12/2005 3:45 م

أقول بكل مرارة... نحن شعب مغفل وساذج!!

ورحم الله شعبا عرف قدر نفسه

نحن الشعب السوداني أينما كنا...غربا وشرقا..شمالا وجنوبا ..في المدن والقرى..في الوديان والجبال..في الكهوف والسطوح..فلنكن فوق الأشجار وعلي ظهور الجمال والحمير ولنكن فوق زوارق الموت.... سموا ما شئتم..ومهما يكن من خفة دمنا وحلاوة ألسنتنا ..ومهما كان الحنكشة والفلسفة ..نحن شعب مغفل وساذج ..مغفلين وساذجين بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف ولكن مع هذا التخلف والسذاجة والغفلة ندعي دائما بأننا شعب مثقف وعلي درجة عالية من الوعي بحيث لا ينطلي علينا أوهام الدجالين ودموع التماسيح التي يذرفها أولئك الذين يقولون لا اله إلا الله ..نعم اشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله .نعم نحن نقولها وألسنتنا معلقة بقلوبنا ولكن هم ..أولئك الذين ينبشون مقابر الأطفال ويحرقون عظامهم لطمس الحقائق..هم ينبشون المقابر ويحرقون الجثث ويقولون هذا من عند الله ونحن نصدقهم..إذن نحن مغفلين بدرجة امتياز وهذا أمر عجيب!!! .

هم يسقطون القنابل العنقودية الحارقة فوق القرى وعلي رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ ويقولون هذا جهاد في سبيل الله ..وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..ونصدقهم وهذا يعني نحن مغفلين !!

بغمزة واحدة من شيخ دجال منافق نقفل المدارس والجامعات ودور العبادة ونكف عن الزراعة والصيام والصلوات ونخرج إلى الشوارع بالملايين وبطوننا فارغة وأجسادنا واهنة وضامرة من لسعة الجوع والعطش..وبيوتنا خالية من قوت يوم..ولكن هم يمتلكون كنوز الدنيا وما فيها ومع هذا نحن نصدقهم ..دائما نصدقهم ونصفق لهم ..لم نصدقهم فحسب ولكن نرفع صور المنافقين والدجالين..ونهرول في الشوارع ونقول لهم لا تخافوا ولا تحزنوا نحن نفديكم بأرواحنا ودماءنا ..نعم دماءنا وأرواحنا رخيصة في سبيل بقاءكم انتم فوق رؤوسنا وأكتافنا إلى الأبد.. هكذا هم يكذبون ونحن نصدقهم ..إذن نحن مغفلين وهذا أمر عجيب!!!

يتوقف المطر ويمتنع الرحمة عن النزول من السماء ويجف الوديان والأنهار وييبس الأخضر ويسود الفساد وينتشر بيوت الدعارة وترتفع معدل الجريمة ..ثم يأتي شيخ دجال منافق من أخر الدنيا ويقول لنا عباد الله ..عفوا أيها المغفلين ..جئت إليكم من أخر الدنيا..حاملا إليكم بشرى سارة ..يا عباد الله أنا املك كل المفاتيح السحرية التي تجلب المطر وتنزل الرحمة من السماء..يقول هذا الدجال انظروا..هنالك ..تحت تلك الشجرة الوارفة الظلال ..شيء مدفون ..وهذا الشيء دفنه شخص حاقد..وأنا علي استعداد تام لانتزاع واستئصال ذلك النحس الذي حال دون نزول المطر من السماء وحول حياتكم إلى جحيم يطاق..ولكن لدي بعض الشروط والمطالب ..نحن نقول له أمرك مطاع يا مولانا الشيخ ونحن مستعدين لتلبية مطالبك وشروطا ..هو يقول حسنا ..عفوا.. أحسنتم أيها المغفلين!! اذهبوا إلى جزيرة (الواق واق) واجلبوا لبن عصفور حتى أتمكن القيام ببعض الطقوس التي تجبر ذلك النحس للانصياع والخضوع لأوامري..عندئذ تنزل الرحمة من السماء ويفرح الناس ..ونحن نصدقهم وهذا يعني نحن مغلفين وهذا أمر عجيب!!! من الذي قال أن هذا الدجال ينزل المطر ويزرع البسمة في أفواه الناس؟ ومن قال لعصفور لبن؟ ومن قال ذلك الشيء المدفون تحت تلك الشجرة يحول دون نزول الرحمة من السماء؟!!.

أولئك المنافقين..زجوا خيرة أبناء هذا الوطن في حروب ملعونة بسم الدين تارة ..وبسم( وهم الجهاد) تارة أخري.. فمات منهم الملايين, وتشرد منهم الآلاف, وبعد عشرين سنة من الدمار, والخراب قالوا لنا..عفوا أيها المغفلين..هذا ليس بجهاد ولا يحزنون..وهذا يعني نحن شعب مغفل وساذج وهذا أمر غريب ومدهش!!!

إذا كانوا هم فعلا صادقين كما يدعون ..لماذا لم يرسلوا فلذات أكبادهم إلى الجهاد؟ ولماذا لم يبادروا هم بالذهاب إلى الجهاد حتى نصدقهم؟ لماذا لم يرسل مفتي الجهاد علي عثمان محمد طه ابنه إلى جهاد؟ ولماذا لم يرسل الشيخ الترابي ابنه إلى الجهاد ؟ هل أبناءهم من طينة أخري؟!! .

ما زالوا هم يعيدون تكرار نفس الاسطوانات ونحن ما زلنا نصدقهم..إذن كيف يتم تفسير هذه المعادلة؟ أليس نحن شعب مغفل وساذج؟!! هم يعيدون الآن نفس الخزعبلات والأوهام في دار فور ونحن نصدقهم..إذن نحن شعب مغفل وساذج وتحت رحمة الأوهام..وهذا أمر مؤسف في القرن الواحد وعشرين..عصر الوعي واليقظة .إلى متي سنظل هكذا مغفلين وواهمين؟!!.

ثم هرولوا إلي كردفان وذرفوا دموع التماسيح في مأتم الشيخ الجليل المرحوم مولانا عبد الرحيم البرعي تخمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته ..إنا لله وإنا إليه لراجعون ..هرولتهم إلي هناك لم يكن خالصا لوجه الله ..بل هرولوا إلي هناك من اجل كسب ود أتباع الشيخ الجليل, وأيضا لكسب ود أبناء كردفان بصفة عامة ..ونحن صدقنا تلك الدموع المبرمجة علي مقياس الريختر( التمساح)!!

لم يخطر في بالهم يوما أسم دار فور, ولم يفكروا يوما أن يقدموا لها وردة حمراء ولكنهم يهرولوا إليها عندما يقترب موسم الانتخابات لتقبيل خدود الأطفال لكسب ود أمهاتنا وبعد ذلك يقولون.. اذهبوا إلي الجحيم أيها المغفلين ..وهذا يعني نحن مغفلين بدرجة امتياز !!

ثم يهرولوا إليها عندما تشتد الحرب أوزارها في الجنوب ويسجل الجيش الشعبي ضربات مؤلمة وقوية في صفوف (المجاهدين), ويهرب الحناكيش من المعركة ويستنفد حطب الوقود ..عندئذ يعيدون الهرولة إلي دارفور وكردفان بحثا عن حطب الوقود ..وفي مدخل مطار الفاشر توجد لوحة كبيرة مكتوب فيها عبارة ..مرحبا جيدا جيدو ..حطب الوقود جاهز لشحن من هنا إلي مطار جوبا مباشرا وهكذا نوفر لهم الوقود إلي يوم القيامة.

بمجرد صدور القرار 1591 و1593 اجبرنا بالخروج من بيوتنا ونزلنا في الشوارع نطبل ونصدق ..هل خرجنا من بيوتنا بإيعاز من إرادتنا أم خرجنا بإيعاز من الدجالين والمنافقين ؟ إذا كنا فعلا نملك إرادتنا بأيدينا لماذا لم نخرج من بيوتنا رافعين لافتات ..لا للمقابر الجماعية..لا لنبش مقابر الأطفال..لا لحرق الجثث وحرق العظام ..لا للتطهير العرقي ..لا للكذب بسم دين الله الحنيف .لا ..ولا..ولا

أين أئمتنا من تلك الجرائم البشعة التي ارتكبت في دار فور؟ ابن هم ونحن عندما نبشت القبور وأحرقت العظام؟ أين ضمائرنا وضمائرهم؟ هل أمرهم الله بالصمت ودفن الرؤوس في الرمال؟ لماذا لم يحركوا ساكنا؟ أليس الساكت عن قول الحق شيطان اخرس؟ لماذا أصدروا فتأوي الجهاد في جنوب السودان وأغمضوا أعيينهم من مجازر دار فور؟ أين هم كانوا عندما ذبحت الأطفال في دار فور؟لماذا لم يقولوا لشعب السوداني عبر مكبرات الصوت ..إن ذبح الأطفال ونبش المقابر ودفن مصادر المياه حرام ..لماذا لم يدعوا هؤلاء الدجالين المنافقين الجماهير بالخروج إلي الشوارع عقب صلاة الجمعة لتعبير عن غضبهم واستياءهم إزاء تلك الجرائم التي ارتكبت في دار فور؟!!!

في ختامي حديثي أقدم اعتذاري لأولئك الذين يسكون في الكهوف والقطا طي ويشربون مياه الرهود والبرك الملوثة بمياه الحمير والكلاب وأيضا أقدم اعتذاري لأولئك الأطفال الذين يأكلون بقايا( قرقوش) المطاعم ويمتصون (السلس يون) ويلتحفون الأرض وينامون تحت رحمة الكراتين وعند الفجر نجدهم وقد تحول أجسادهم إلي( فروم) بعد أن دهسهم الشاحنات الكبيرة !!!نحن شعب مغفل وساذج ..ورحم الله مريء عرف قدر نفسه .

مبارك إبراهيم

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved