مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

تداعيات اليوم الأسود بقلم أبوبكر حسن خليفة رفاعة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/10/2005 4:15 م

تداعيات اليوم الأسود

" العالم لا يسع الأشرار والأخيار معا .. بالرغم حصونه بنيت على الثنائية
إلا أن صدره يضيق بكثافة مخلوقاته البلهاء " الكاتب

تمزقت أحشاء البصرة ونزف قلب بغداد وسالت الدماء في النجف الأشرف ملطخة ضريح الإمام , وسقطت حضارة السبعة آلاف سنة أمام خيول رعاة البقر ؟!
قوم بلا تاريخ يريدون أن يطمسوا ذاكرة الزمن ليعيشوا في الأرض الفساد 0
فهاهم بعد أن مزقوا المكان شر ممزق أرادوا فرض فكر القوة لا قوة الفكر !
فارتجت الموازين وصار العالم أعرج كما هو حالة قائدهم ..
إنهم يحاولون قتل الأمل عند شباب انتفاضة الأقصى بعد أن عجزوا عن القضاء عليهم .
يقول الأستاذ محمود محمد طه :ـ
" التاريخ يعيد نفسه بوجه من الوجوه ليس بكل الوجوه لان الوجود لولبي ! "
أما في حالة بغداد فكأنه هو ؟!
سقطت المدينة وانتشرت جثث القتلة , وأفلت شمس الأمن والاستقرار , ونهبت
المتاحف , وضربت المساجد , وشكت الدماء إلى إمامها :
قـم قـم أيهــــا الإمـــــــام *** فمـا فوق الأرض رجل مــلام
باعـوا النفوس وشــروا الذل *** بحفنة ورق ووعـود وأوهـام
فرجـمـــنا بوابل غضــــــب *** وصــار الوطن بأيدي اللئــام
فهتفت أرواحنا لبيك ونزفت*** دماءنا فما تركت موطا أقـدام
*********
وهؤلاء المغول إن كانت قد ساقتهم مصالحهم إلى احتلال مناطق البترول ومنابع المياه العذبة . بالرغم من كثرة الدعاوى كما قال قائدهم وقتها :
" جئنا لنصحح عدالة السماء في توزيع النفط " ؟!
و إن كان قد علموا أكبر الأخطار التي تهدد إسرائيل فاستأصلوها أو كادوا حتى يتجهوا إلى ضرب سوريا وتحجيم دور مقاومة حزب الله , وتكبيل أحد أضلاع " محور الشر " إيران 0
ومن ثم يسهل على إسرائيل الحليف الإستراتيجي لأمريكا أو بالأحرى الأداة الفاعلة لتنفيذ المخطط الإمبريالي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط فرض رؤيتها "للسلام " وفق رؤية التلمود للشعوب الأممية الغير سامية !
وبما أن هذه الحرب دعوة للاستعمار كما قال المحلل آورى شبيط . فإنها لن تكون
نزهة قصيرة كما عبر الكسيس فيشمان المعلق العسكري لاحرنوت .
فبالإضافة إلى أن الاقتصاد العالمي سيخسر أكثر من ثلاثمائة وخمسون ألف مليار
دولار . فسوف يكون لها تأثير واضح في المنطقة العربية والعالم أجمع .
ومن نتائجها :-
أولا كشفت الغطاء عن نتانة الأنظمة , وأظهرت عوراتها المغلظة .
ثانيا انتقلت بالخطاب السياسي من حالة الضبابية إلى مأزق المباشرة .
ثالثا أثبتت أن الشعوب متقدمة خطوات واسعة أمام العلماء والسياسيون وهذا يعني إشكالية وضع العربة أمام الحصان و " أخوف ما أخاف على أمتي الأمة المضلين " .
رابعا أكدت على ازدواجية المعايير لدى الإدارة الأمريكية "إسرائيل – كوريا ". خامسا الفشل الذريع الذي منيت به الدوبلماسية والسياسة الخارجية الأمريكية . سادسا القوة العسكرية الأمريكية وحدها غير قادرة على تحقيق المصالح الصهيونية والإمبريالية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الثالث .
وخلاصة القول أن هذه الحرب قضت على الدوبلماسية وعلى أمل إصلاح الحكام ,
ونزاهة الإدارة الأمريكية في التعاطي مع قضايانا , وأضعفت المنظمات الدولية .
كذلك بينت الفرق الشاسع بين عقلية المعارضة السياسية للحرب في الغرب ودول الشرق حيث تقدم روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الأسبق باستقالته وفعل
الشي نفسه توني بن ,ومزق السناتور الديمقراطي رو برت بيرد جوازه وغير ذلك
في الوقت الذي لم يقدم أي مسؤول عربي استقالته من منصبه ؟!!
وفي الختام أقول أن هذه الحرب أفضت إلى نتيجة واحدة هي أن الشعوب العربية
هي الرصيد الوحيد المتبقي لكفاح الأمة . بعد أن أبطلت الأنظمة سلاح البترول ,
والمقاطعة الاقتصادية و الدوبلماسية , وعجزت عن طرد القواعد الأجنبية .
وأما الشعوبيين في المنطقة العربية فأذكرهم بمقولة اللورد اللنبي بعد أن دخل الشام غازيا , وبعد أن ركل قبر صلاح الدين بقدمه وقال :ـ
ها قد عدنا يا صلاح الدين ؟!
إما لسان حال ريتشارد مايرز فأظنه يقول :ـ
أنظر يا صلاح الدين ماذا فعل أحفادك ؟!
أنت من أذقتنا شر الهزائم وأخرجتنا من الأراضي المقدسة
وهؤلاء الأحفاد هم من فتح لنا الأبواب وأزاح لنا الألغام وأتى بنا إلى ها هنا ؟؟!!!!!
( هذا المقال كتبته صبيحة اليوم ..الذي سقطت فيه بغداد .. واليوم أنظر إليه ضاحكا بمرارة !! )


أبوبكر حسن خليفة رفاعة
[email protected]
11/4/2005م


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved