مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

لن يلدغ الشعب السودانى من جحر واحد مرتين !!العصيان المدنى والانتفاضة الشعبية هما المخرج الوحيدمن هذا المأزق الخطير بقلم د. إبراهيم الكرسنى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/10/2005 11:58 ص

لا أشك مطلقا فى اتفاق جميع القوى السياسية, ما عدى الجبهة الإسلامية القومية والفئات القليلة المتوالية معها, بأن ما تشهده البلاد فى الوقت الراهن هو أخطر أزمة سياسية تمر بها منذ الاستقلال وأنها تقف فى مفترق طرق : إما التعامل معها بكل روية وحكمة لإيجاد مخرج آمن وسليم لها أو الانحدار نحو صوملة ولبننة السودان لا قدر الله. كما أننى أعتقد فى أن الكثيرين يتفقون معى فى استحالة حل هذا النوع من الأزمات فى ظل الأنظمة الدكتاتورية الشمولية, دع عنك أن يكون نظاما آيديلوجيا متطرفا وإرهابيا كنظام "الإنقاذ", وبالتالى يصبح الشرط الضرورى للخروج من هذه الأزمة وتجنيب الشعب السودانى ويلات تداعياتها هو ذهاب هذا النظام على أن يتولى زمام الأمر فى البلاد حكومة وحدة وطنية متفق عليها وعلى أن تكون مسؤوليتها الرئيسية إخراج البلاد من هذه الأزمة والتأسيس لقيام نظام ديمقراطى فى البلاد, ذلك أن منطق الأشياء يقول باستحالة أن تكون سببا فى خلق الأزمة وأحد أطراف معادلة حلها فى ذات الوقت!!

الوصول إلى هذا الهدف يتطلب أول ما يتطلب الفهم السليم لطبيعة النظام فى صيرورته التاريخية والتى سنحاول توضيحها من خلال ابرازبعض الحقائق عن منهج قادة الجبهة الإسلامية فى إدارة الأمور والأزمات و أسلوبهم العبثى فى التعامل مع أمهات القضايا التى تواجه الشعب والوطن وكذلك بهدف تنشيط الذاكرة, التى يعول "هؤلاء الناس" كثيرا على خرابها من جهة, والإلمام بصورة صحيحة لما سيرد فى متن هذا المقال ووضعه فى إطاره السليم من جهة أخرى:

أولا: المنهج غير العقلاني وغير التاريخى الذى يتناولون به القضايا والذى يفضى بهم فى أغلب الأحيان إلى طرح الأسئلة غير السليمة والتى تفضى بالضرورة إلى استنتاج إجابات غير سليمة كذلك.

ثانيا: عدم احترامهم لمبدأ الاختلاف وعدم اقتناعهم بأن التنوع هو أساس الحياة, التنوع الثقافى والاثنى والدينى والعرقى...الخ, وبالتالى عدم اعترافهم بوجود مثل هذا التنوع فى السودان إلا من باب الانتهازية السياسية.
ثالثا: عدم احترامهم لمبدأ التعدد والديمقراطية, بل احتقارهم لها باعتبارها رجس من عمل الشيطان, وبالتالى يمكن استغلالها فقط للوصول إلى مرحلة التمكين.

رابعا: إيمانهم التام بفقه التقية الذى يقر الكذب و الغش والخداع والتدليس بهدف نشر "الدعوة" وتربية كوادرهم السياسية على ذلك.

خامسا: استغلال جميع الوسائل المتوفرة لديهم لإرهاب خصومهم بدءا بمرحلة "السيخ" أيام الدراسة, مرورا بمرحلة بيوت الأشباح وانتهاءا بتعليق الفكر على أعواد المشانق.

سادسا: المكابرة وعدم رؤية الواقع كما هو , بل كما يتصورونه أو يودونه, وهو ما أغرقهم فى حالة "غيبوبة سياسية" لم يفيقوا منها حتى بعد صدور قرارات مجلس الأمن الأخيرة.

سابعا: ابتزاز خصومهم بمختلف السبل وبجميع الوسائل, حتى الرخيصة منها, بدلا عن مقارعتهم الحجة بالحجة أو مواجهتهم بالأساليب و الوسائل الشرعية والقانونية المتوفرة أمامهم وبالتالي إقرارهم لمبدأ شخصنة القضايا بكل ما ينطوى عليه من شماتة ومكايدات سوف تقضى حتما على الأخضر واليابس.

ثامنا: افتراض ضعف ذاكرة الشعب السودانى وقابليتها للصدأ مع مرور الوقت وبالتالى نسيانه السريع لأي جريمة يمكن أن ترتكب فى حقه, بل إمكانية عفوه عما سلف وغفرانه تماما كلما امتد الزمن بنا وطال!!

تاسعا: السعى الحثيث للقضاء على الخصال الحميدة للشعب السودانى كالتكاتف والتعاضد والشهامة و الكرم والمروءة والإجارة ونجدة الملهوف وذلك من خلال خلخلة النسيج الاجتماعي للسودانيين بهدف "إعادة صياغة" الإنسان السودانى واستخراج " إنسان التوجه الحضاري" من بين هذا الركام!!

عاشرا: تقديم الديني على الوطني وإعلاء شأنه وازدراء الوطنية وكل ما ترمز إليه بدءا من الثوب السودانى , مرورا بالقضاء على منظمات المجتمع المدنى وانتهاءا باضطهاد وإذلال جميع رموز العمل الوطنى دون استثناء.

سأكتفى بهذا القدر من الأوصاف تأسيا بمقولة الأستاذ الشهيد محمود محمد طه عندما سئل عن تعريفه لماهية الأخ المسلم فقال " كلما تظن به من سوء فستجده أسوأ من ذلك"!! وسأدلف الآن إلى صلب المقال لأستشهد ببعض مواقف قادة النظام انطلاقا من تلك الصفات لأدلل من خلالها على استحالة حل الأزمة الوطنية الخانقة التى تمسك بتلابيب البلاد فى ظل وجود هذا النظام حتى لا نستمر فى خداع أنفسنا, بل الأسوأ من ذلك بكثير الاستمرار فى مواصلة خداع الشعب السودانى الصابر الصامد. , أوجه ما سيرد فى متن هذا المقال إلى جميع قادة أحزابنا السياسية دون استثناء ولكن أخص منهم السيدين محمد عثمان المرغنى والصادق المهدى.

إن تخطيط قادة الجبهة لانقلاب الثلاثين من يونيو وتنفيذه يقف دليلا صارخا ليس فقط لعدم إيمانهم بمبدأ الديمقراطية فقط وإنما ازدرائها كذلك وإلا فما هو تفسير انقلابهم على حكومة ديمقراطية منتخبة انتخابا حرا مباشرا ونزيها وعلى نظام ديمقراطى يشكلون فيه ثالث كتلة برلمانية من حيث الوزن العددي و المعارضة الرئيسية للحكومة المنتخبة سوى عدم إيمانهم بمبدأ الديمقراطية من أساسه واستغلاله فقط بهدف الوصول إلى مرحلة التمكين؟؟!!

هل تذكرون معى حجم الابتزاز الذى تعرض له قادة الجماعات الدينية المسيسة , وبالأخص الختمية والأنصار والجمهوريين, بدءا بمعركتهم الشرسة لحل الحزب الشيوعى, مرورا بمعركة الدستور الاسلامى و التحالف مع المتمردين " الخوارج" والشيوعيين " الملاحدة" وانتهاءا بمحكمة الردة المهزلة التى أفضت إلى تعليق الفكر على أعواد المشانق وإرهاب السيدين المرغنى والمهدى إلى أن أخمدا السيوف فى خدورها بدلا من إشهارها فى وجه ابتزاز وإرهاب الجبهة المتنامى إلى أن تمكن من الإطاحة بكليهما فى نهاية المطاف. ليس هذا فحسب فازدرائهم لقياداتنا الوطنية لم يتوقف البتة حتى وفى أحلك الظروف التى تمر بها البلاد وإقرار الجميع, بما فى ذلك بعض "العقلاء" من قياداتهم, بأن الخروج منها يتطلب إجماعا وطنيا, و إن ما حدث بالأمس القريب من اضطهاد لقادة حزب الأمة واحتلال دارهم من قبل أجهزة الأمن ليس لأى سبب سوى سعيهم للاحتفال بمناسبة عزيزة على جميع عشاق الحرية والديمقراطية فى البلاد ,وهى الذكرى العشرين لانتفاضة السادس من أبريل المجيدة, يقف دليلا دامغا لمدى العداء الذى يكنه " هؤلاء الناس" للممارسة الديمقراطية شكلا ومضمونا. ولكنهم, وانطلاقا من تعاملهم المزدوج مع نفس الظاهرة والحدث, فقد ظلوا يسعون حثيثا لاستقطاب قادة الطوائف الدينية الأخرى غير المسيسة بهدف استغلال نفوذهم الدينى لتمكين برنامجهم دون أن يشكلوا أى تحد أو خطورة سياسية عليهم. وحينما ترى احتفائهم بالشيخ الجليل العارف بالله عبد الرحيم البرعى ومدى حزنهم عليه عند انتقاله إلى الرفيق الأعلى لظننت فى بادئ الأمر بأن هذا الشيخ الجليل هو أحد مؤسسي تنظيم الجبهة الإسلامية دون أدنى شك!! فأى نفاق وأفك سياسى أكبر من هذا؟!

ولعلكم تذكرون كذلك تأسيسهم للمؤتمر العربى الشعبى الاسلامى بعيد تسلمهم لمقاليد الحكم فى البلاد مباشرة انطلاقا من قناعاتهم الثابتة بتقديم وإعلاء الدينى على الوطنى واستقدموا الإرهابيين من جميع أنحاء العالم, بما فى ذلك أسامة بن لادن, بل أبقوا أبواب البلاد مشرعة أمام شذاذ الآفاق من جميع بلدان العالم بعد أن أفرغوا البلاد من معظم العناصر الوطنية التى تختلف معهم فكريا وسياسيا وشردوها فى أركان الدنيا الأربعة بعد أن ساموهم سوء العذاب. وقد استغلوا هؤلاء الإرهابيين لتنفيذ برنامجهم على جميع الأصعدة, الوطنى منها والاقليمى والعالمى, وقدموا لهم كلما يحتاجونه من دعم ومساندة حتى وان جاء مخالفا لجميع الشرائع و القوانين والأعراف المتعارف عليها دوليا ودمغوا البلاد وأهلها بصفة الإرهاب التى أصبحت مرادفة لهم حيثما حلوا والتى سيحتاج محوها إلى جهد خارق من قبل الحكومة الوطنية القادمة.

لقد ظن قادة الجبهة بأنهم, ومن خلال استقدامهم لهؤلاء الإرهابيين, سوف يتمكنون من تثبيت دعائم نظامهم ودولتهم فوق تراب الوطن والى الأبد. وهنا تأتى المكابرة حيث أن هؤلاء الارهبيين, وبممارساتهم المخالفة لكل الشرائع الدينية والوضعية, قد بدؤوا فى حفر قبر " الإنقاذ" لحظة دنست أقدامهم أرض السودان الطاهرة, فى الوقت الذى ظن فيه قادة النظام أن مجئ مثل هؤلاء ومن هم على شاكلتهم سيكون سندا ودعما حقيقيا لتثبيت أركان نظامهم. هل اتضح لنا الآن آفة الآيدولوجيا والمكابرة وحجم كارثة رؤية الواقع كما نود وليس كما هو!!

تقف هذه المكابرة بمثابة "الدليل" الذى استرشد به قادة النظام فى تنفيذ برنامجهم وفى كل ما ارتكبوه من موبقات فى حق الشعب والوطن, بل و تجاوزوه لارتكاب الجرائم فى حق الشعوب الأخرى و التى كان من أبرزها محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى أديس أبابا. إن تراكم مثل هذا النوع من الممارسات, وفى ظل طغيان مكابراتهم المعهود, هو الذى أدخل السودان فى النفق المظلم و المأزق الحقيقى الذى يعيشه بعد صدور القرار الأممى رقم 1593.

كيف إذن سيتسنى لنا الخروج من هذا النفق؟ اننى لا أتفق مع السيد الصادق المهدى فى أن على نفسها جنت براقش. ياليت أن واقع الحال كان كما تمناه لكن الواقع يقول أن براقش لم تجنى على نفسها فقط ولكنها جنت بأفعالها النكراء على السودان كله وكذلك على جميع الأبرياء من مواطنيه. وعليه فلابد من تضافر جهود جميع القوى الوطنية لإنقاذ البلاد من جرائم " الإنقاذ". وفى سبيل الوصول إلى هذا الهدف لابد من التأكيد على بعض الحقائق الجوهرية والأخذ بها كعلامات بارزة نسترشد بها أثناء هذه المسيرة الصعبة والشائكة إن كنا جادين حقا فى فك الوطن من إساره وتخليصه من براثن "الإنقاذ" وما جرته عليه من مآسى ومحن, وهى كالتالى:

أولا: يجب الإقرار باستحالة حل الأزمة الراهنة و الخروج من هذا النفق المظلم فى ظل هذا النظام.فمن الناحية المنهجية والعقلانية, بل وحتى الواقعية البحتة, يستحيل لمن كان سببا مباشرا فى خلق الأزمة أن يكون أحد عناصر حلها. ولحسن الحظ فقد أجمعت جميع القوى السياسية دون استثناء على أن نظام "الإنقاذ" هو المسئول الأول والوحيد عن حدوث هذه الأزمة وبالتالي يصبح من المنطقى أن يتحمل جميع تبعاتها وتداعياتها.
ثانيا: أن نظام "الإنقاذ" قد فقد مصداقيته تماما عند الشعب السودانى بعد إقراره علنا, ومن فوق جميع منابره الإعلامية, بأنه قد انتهج الكذب كأسلوب للإطاحة بالحكومة الشرعية المنتخبة و الاستيلاء على السلطة, ولازال ينتهجه كأسلوب للحكم وإدارة جميع التحديات والقضايا, بما فى ذلك إدارة الأزمة الخطيرة الراهنة.

ثالثا: إن النظام قد فقد معظم حلفائه الإقليميين والدوليين, إن لم نقل جميعهم, ولم يتبقى له سوى أمثال العقيد القذافى ومن هم على شاكلته.

رابعا: إن التذرع باتفاقية نيفاشا أو أن وجود النظام يعتبر شرطا ضروريا لتنفيذها, وهو على ما أعتقد السبب الرئيسى لتماديه فى غيه غير عابئ ببقية القوى السياسية, ما هو سوى ذر للرماد فى العيون وكلمة حق أريد بها باطل. إذ كيف يمكن لاتفاقية سلام أن تنهار فى ظل غياب الطرف المسؤول أولا وأخيرا عن إشعال فتيل الحرب؟ هل يعقل أن تشتعل الحرب مرة أخرى فى عدم وجود القوى الداعية لها والمؤججة لنيرانها؟ بل كيف يعقل أن تفشل الاتفاقية فى ظل حكومة وطنية رافضة لمبدأ الحرب وداعية لإحلال السلام بين أبناء الوطن الواحد؟!

خامسا: يتطلب التعامل مع هذه الأزمة وإزالة آثارها الحكمة و الواقعية و التعقل و الحنكة السياسية وهى صفات يفتقدها, وللأسف, جميع القيادات الحالية للنظام الحاكم فى السودان.

سادسا: يجب أن يكون الهم الأول والأساسي لجميع القوى السياسية والقيادات الوطنية هو عدم تعريض الشعب السودانى لمزيد من الضغوط و المآسى, فيكفيه أنه قد تحمل ستة عشر عاما من كوارث " الإنقاذ", كما أقر بذلك رئيس النظام نفسه فى لحظة صدق نادرة مع النفس!!

انطلاقا من هذه الحقائق فاننى أعتبر أن ذهاب النظام الراهن هو بمثابة الشرط الضرورى لحل الأزمة الراهنة التى تكاد أن تعصف بالبلاد وأنه ليس من سبيل آخر لذهاب النظام سوى العصيان المدنى والانتفاضة الشعبية- السلاح الماضى والمجرب والمتاح لجماهير شعبنا فى الوقت الراهن. لكن اللجوء إلى هذا السلاح وتعظيم فرص نجاحه يتطلب أولا اقتناع قادتنا السياسيين بذهاب هذا النظام كشرط لحل الأزمة ثم ثانيا مدى توفر القناعة لديهم بجدوى العصيان المدنى والانتفاضة الشعبية كأنجع أسلوب للإطاحة به وليس أى وسيلة أخرى, ولنا ليس فى الانتفاضات الشعبية التى تجتاح أرجاء العلم كأوكرانيا وقيرقستان ولبنان وغيرها أسوة حسنة, بل فى التاريخ الناصع والمشرف لشعبنا فى الإعداد لها و تنفيذها بنجاح كأفضل أسلوب مجرب للإطاحة بأعتى الدكتاتوريات التى جثمت على صدره حينا من الدهر والتى تمر ذكراها العطرة علينا فى هذه الأيام.
هنالك حقيقة أرى لابد من ذكرها فى هذا المقام وهى إن سلاح العصيان المدنى والانتفاضة الشعبية يتطلب عدم خضوع قياداتنا السياسية, وبالأخص المرغنى والمهدى, لابتزاز الجبهة الإسلامية وضرورة رفضهما التام لهذا الأسلوب الرخيص الذى أوردنا موارد التهلكة والذى جرباه من قبل عندما تعرضا للابتزاز الدينى من قبل قادة الجبهة والذى سيتعرضون له هذه المرة وبصورة مكثفة تتناسب وحجم المأزق الذى يواجهونه ولكن لن يكون من زاوية الدين بل سيأتى هذه المرة من زاوية التشكيك فى الوطنية و العمالة للاجنبى واتهام كل من يخالف القرار 1953 بالخيانة والعمالة!! واننى أنتهز هذه السانحة لأحيى السيد الصادق وحزب الأمة لموقفهم المشرف من الأزمة وعدم دعمهم للنظام فى حربه المجنونة التى يريد إشعالها ضد المجتمع الدولى.

إننا نقول لقادة الجبهة الإسلامية إن الشعب السودانى لن يلدغ من نفس الجحر مرتين. فما استطعتم تحقيقه من خلال الابتزاز الدينى فى بداية عهدكم لن تتمكنوا من تحقيقه مرة أخرى وأنتم تلفظون أنفاسكم الأخيرة باسم الوطنية التى اغتلتموها بأيديكم الآثمة , وأحللتم محلها الإسلام السياسى, فلماذا لا تستنجدون بحركات الإسلام السياسى والإرهابيين وشذاذ الآفاق الذين جلبتموهم فى بداية عهدكم ليساعدوكم فى حربكم التى أعلنتموها ضد العالم "الصليبى" والمجتمع الدولى برمته؟؟!! هل تذكرتم الآن وجود شعب على أرض المليون ميل مربع يسمى بالشعب السودانى بعد محاولاتكم اليائسة لإحلال شذاذ الآفاق من كل حدب وصوب مكانه لذا فاننى أرى أنه بدلا من الزعيق ليل نهار حول العمالة والوطنية, التى أنتم آخر المؤهلين لتوزيع صكوكها, من الأجدى لكم أن "تركزوا" فى وجه أمريكا التى " دنى عذابها"!!

كلمة أخيرة للسيدين المرغنى و المهدى وقد سبق أن ذكرتها لكل منهما فى القاهرة خلال شهر نوفمبر المنصرم: إن الشعب السودانى ينظر إليكما كقيادات تاريخية سامقة ويعلق الكثير من آماله وطموحاته الآنية عليكما, لذلك لابد من وضع خلافاتكما جانبا والعمل معا كيد واحدة من أجل مواجهة هذا الظرف العصيب و التصدى لقيادة الشعب, بمختلف فئاته وأحزابه ونقاباته وطوائفه, نحو العصيان المدنى و الانتفاضة الشعبية, للإطاحة بهذا النظام. هذا هو المدخل السليم للخروج من الأزمة الراهنة وإنقاذ البلاد والشعب السودانى معا من ويلات هذه الأزمة وتداعياتها وأى جهد فى غير هذه الوجهة سيجعلنا كمن يحرث فى البحر. لذلك فاننى أتوجه بمناشدة خاصة إلى مولانا محمد عثمان المرغنى بضرورة التوجه إلى أرض الوطن, اليوم قبل الغد, للتلاحم مع السيد الصادق المهدى وقيادة الانتفاضة الشعبية القادمة دون أدنى شك. وأربأ بكما الخضوع مرة أخرى لابتزاز الجبهة الإسلامية باسم الوطنية أو إرهابكم بأسلوب "هدر الدماء". كما أود أن أؤكد حقيقة أخيرة وهى أنه كلما ارتفع زعيق قادة النظام كلما كان ذلك دليل ضعف وليس دليل قوة وأن النظام فى اللحظة التاريخية الراهنة فى حلة احتضار تام وبالتالى فهو عاجز عن أن يقتل "ذبابة" ناهيك عن اغتيال قمم سامقة فى حجم المهدى والمرغنى!!
د. ابراهيم الكرسنى
8.4.2005

د. إبراهيم الكرسنى
7.4.2005

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved