دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..

دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..


07-11-2005, 06:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=98&msg=1137401924&rn=0


Post: #1
Title: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-11-2005, 06:07 PM

أقر بداية أن ضيق الوقت يحاصرني. ومع ذلك، أفتتح هذا البوست، لما تمثله دعوة الصديق المبدع أسامة في بوست شاعرنا فضيلي من تعقيد وجاذبية أدبية وفكرية لا تقاوم، ولما يترك المجال لأن تنال قصيدة فضيلي حظها على نحو كاف من تلق وقراءة. لذا لا داع لقلق إذا ما تأخرت في العودة قليلا أحيانا!.

Post: #2
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-11-2005, 09:14 PM
Parent: #1

نحن إذن إزاء وضعيتين بالغتي التعقيد. كل وضعية منهما ذات عناصر ومستويات مادية ومعنوية مركبة، أومفاهيم ومقولات متداخلة يصعب عزل بعضها عن بعض إلى حد بعيد، إذ تبرز هنا تصورات أساسية مثل "الحرية".. "السلطة".. "اللغة".. "المقاومة".. وما إلى ذلك من أوجه صلة جوهرية بالوضعيتين محل النظر. ولا أنسى هنا الإشارة إلى أهمية متى تتداخل الوضعيتان ومتى تفترقان. ولعل شهادات المبدعين تشكل ملمحا دالا في هذا السياق!.

Post: #3
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-12-2005, 00:44 AM
Parent: #2

يا برنس
هل وصلت الى منفاك الثاني في كندا؟
هذا كلام لا يمكن ان تقبل به ثقافة "المين استريم" البيضاء الراسمالية الذكورية,
في شمال امريكا,
هنا نعني الولايات المتحدة الامريكية وكندا
لكن تقبل به ثقافتنا ونحن نعبر من العالم الثالث الى تلك البقاع
أعتقد ان الحوارات الجادة بين الكتاب تساهم في ما تفكر في القيام به
و قد شجعتني مشاركاتي في بوست النص الشعري لشاعرنا فضيلي جماع,
ان اقوم بجهد اكبر توفره ظروف عبورنا للحدود
وسيتضح ذلك في ما سأنشره من مشاركات حول فكرة العبور بين الحدود,
وفكرة الدياسبورا والمنفى,
وخاصة مساهمة ادوراد سعيد المهمة في هذا الصدد ,
ومساهمات العابرات للحدود من امثال جياتري اسبيفاك

المهم واصل ,
ونحن معاك
المشاء

Post: #4
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-12-2005, 00:59 AM
Parent: #3

أعود اليك يا برنس
فانت قد ذكرت ا ن بوست النص الشعري لفضيلي جماع,
وما قلته من مشاركات ,
هو الذي اوحى اليك بذلك ,
ودعني ,انشر بعضا من رد شاعرنا الكبير فضيلي جماع على مشاركاتي في بوسته المميز:

Quote: أرجو ألا أفسد عليك طعم البحث والإجتهاد حين أنكص على عقبي ‘ غير موقن بصحة إجابتي على أسئلتك المشروعة - كما ذكرت لك.. فلست بالتأكيد من يشهد على نفسه. أنا على يقين من أمر واحد : أن أسئلتك لفتت إنتباهي. تجربة المعتقل وتجربة المنفى المر !! أجزم أن معظم أشعار ديواني "الغناء زمن الخوف" تعبير عن حالة المنفى الداخلي..تبعتها قصائد المرحلة من 1989 حتى الآن (والتي لم أسمها بعد) وهي حالة أخرى بين المنفى والحلم بوطن جديد مختلف..ومعظمها قصائد ولدت خارج جغرافيا الوطن. أعود وأقول أنني لم أفكر حتى اللحظة في كتابة ما يمكن تسمينه تجربة المعتقل أو المنفى ، ربما لإيماني القاطع أن التجربة - كمعطى شعري أو إبداعي- ما زال تنورها ملتهباً ، وأظنها لما تكتمل بعد.

وهي اجابة تنم عن صدق حقيقي ,
و ذلك متعلق باننا كمبدعين لم ننتبه بعد الى اننا في مكان اخر,
واننا ينبغي ان نقدم شهاداتنا في هذه التجربة الجديدة عبر النصوص الأبداعية,وشهاداتنا الشخصية,
والدراسات
وربما ان ذلك لم يتم بالصورة المطلوبة ,لاننا كما نبهني الى ذلك شاعر صديق,
نعتقد ان اقامتنا مؤقتة

ولكن هذا ليس عذرا مقنعا كي لا نجعل المكان يتحدث عنا
وفي انتظارك
المشاء

Post: #5
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-12-2005, 09:47 AM
Parent: #1

up, waiting for Prince contribution
almashaaaaaaaaaaaaa

Post: #6
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-12-2005, 10:17 PM
Parent: #5

عزيزي المشاء العظيم:

يبدو أن البيروقراطية الكندية كنظام مكتبي أكثر تعقيدا مما كنت أتصوره. تقبل إعتذاري عميقه من كل هذا التأخير. ولدينا جولات مؤجلة هنا ولا ريب. أتمنى أن أرى مشاركات أخرى هنا. لك الود أصدقه.. ودوما خالص التقدير.

Post: #7
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-13-2005, 06:28 PM
Parent: #6

بدء الكلام:

شهادة ذاتية:

Post: #8
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-13-2005, 08:15 PM
Parent: #7

(1):


هذا يوم آخر خانق شديد الحرارة، تنقلت خلاله بين أروقة حكومية ومؤسسات رأسمالية عديدة، حتى صارت رأسى فارغة تماما، وقد تبخرت منها القدرة على كتابة شيء ما فيما يبدو مرة واحدة وإلى الأبد. ومع ذلك، أجدني أكتب الآن، وإن بدا ذلك بعسر شديد، بينما أخذت تمطر في الخارج دفعة واحدة.

والحال، قد تزيل تلك القطرات المنهمرة آثار نهار غائظ، قد تحرك تأملات في العالم المترامي هنا وهناك، قد تزيد لوعة الحب بين عاشقين متقاربين وراء نافذة زجاجية معتمة، لكنها لن تغسل أبدا جبال الحنين المتراكمة في قلبي إلى شيء غريب يدعى "الوطن".

منذ قليل، أخذت دشا باردا. غادرت المنزل إلى حديقة في الجوار. جلست هناك أنظر إلى السماء المتلبدة بغيوم سوداء كثيفة، قبل أن ينذرني هزيم كان يخترق سكون حي جميل أشبه بحلم. لسبب ما، وجدتني فجأة أفكر في عنوان لكتاب قديم: "كل شيء قيل وتم".

لم أفعل غير ذلك سوى التدخين وتبادل كلمات ميتة مع عاملة منهكة تنتظر بص العودة إلى بيت بدا من ملامحها المشرقة برغم التعب حميما. ثم أقبل البص. هكذا لم يسعفني الوقت لأقول لها قصة أمل ظل ينمو في داخلي منذ سنوات، أن يفتح لي باب بيتي من الداخل، ولو تأخر البص أكثر لحكيت لها عن أشياء أخرى صغيرة، كأن أصحو من نومي وأجد وجهها إلى جوار وجهي، وقد أدركت بفرح أن مصدر الراحة كان تمازج أنفاسنا طوال ليلة هادئة، لكنها ذهبت... يا أسامة!!!.

Post: #9
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-14-2005, 05:31 PM
Parent: #8

عزيزي أسامة:

يبدو لي السجن، في أحد مستوياته، كعقوبة تتفاوت شدتها وفق درجة ما يحدثه فرد ما من تحطيم لقواعد رسمية سائدة يطلق عليها "القانون"، وهو بهذا المعنى يتخذ شكلا ماديا ملموسا تميزه عادة جدران بالغة العلو وقضبان حديدية متقاربة تسمح ببقاء حد أدنى من التنفس ولا تتجاوزه، بينما تدل أشكال الحياة في داخله من أنشطة يومية ونوعية غذاء وغيرهما على ما يسمى بعملية "الإصلاح والتهذيب"، وهي العملية التي يتم بواسطتها إخضاع الفرد مرة أخرى ل"القواعد" وضمان عدم تكرارها مستقبلا، كما أن دلالة السجن على هذا النحو تشكل مجالا لتهديد الأفراد خارجه بمصادرة حرياتهم في أية لحظة يتم خلالها كسر إحدى تلك القواعد، ولعل نقطة الضعف هنا تتمثل في أن السجن كأداة ضبط وتسوية مجتمعية يهتم فقط ب"نتائج" كسر هذه القاعدة أوتلك ولا يتعداها إلى فحص "الأسباب" (سأعمل على تأجيل النظر في الآثار النفسية للسجن بعد تناوله كمفهوم معنوي).

Post: #10
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-15-2005, 12:58 PM
Parent: #9

عزيزي أسامة:

أكثر دلالات السجن خطورة تتمثل، وعلى نحو جوهري، في دلالته المعنوية، ومنبع الخطورة في هذا السياق ينبع من تعذر إدراكه من خلال شكل مادي ملموس، وبالتالي يصعب تقييم آثاره المدمرة، وهو كآلية قمع هنا ينتمي أكثر إلى مجتمعات تعتمد أساسا على "النقل" في إنتاج مختلف معارفها، حيث تلعب "المجالس الخاصة" دورا مهما في صياغة أشكاله المتعددة مثل "الشائعة"، التي يمكن أن تقوم بوظائف حيوية عديدة ك("القتل" المعنوي) للأفراد. ولعل ذلك ما دفع أروى صالح في كتابها الهام "المبتسرون" إلى أن تطلق على تلك المجالس إسم "السلطة المعنوية للمجتمع". وهو ما أدركه ماركيز، وعمل كعادته على صياغته ببراعة في رائعته "سرد أحداث موت معلن"، وذلك من خلال ما يمكن التعبير عنه بمفهوم " التواطؤ الجماعي"، ذلك أن البلدة "كلها" كانت على علم بعزم "التوأم" على إغتيال "سانتياغو نصار" في لحظة محددة ما عدا الضحية، التي تم عزلها لسبب أوآخر عن مصيرها المحتوم في سجن مطلق بلا أبواب أوقضبان أوحوائط. وعلى هذا النحو يمكن إدراك مفاهيم عديدة (في حالات محددة) كسجن، مفاهيم مثل "الكراهية".. "الحقد".. "الحب (نفسه)".. "النظرة الحزبية الضيقة ذات البعد المعتقدي (التعصب)".. وما إلى ذلك.

لي عودة لتعميق هذا البوست وسابقه.

Post: #11
Title: المنفى \المهجر \ الدياسبورا\ العولمة
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 02:03 PM
Parent: #10

عزيزي البرنس

ان نتحدث عن السفر والمشي بين الثقافات وعبر الحدود ,
يعني اننا نتحدث حديثا جديدا في خطابنا الثقافي
وما حركه هو انتقالنا بشكل ملفت ,
خارج حدود انتقالنا التقليدي كسودانيين ,
وكلامي هنا منصب على الذين تم تصنيفهم ضمن الثقافة العربية الاسلامية
وهذا الاحتراز مهم

فما سأشير به يتعلق بما كتبته تلك الثقافة ,
وبالتاكيد في ان هنالك خطابات اخرى قالت به ثقافات ثقافات سودانية اخرى عن السفر والانتقال والعبور,
لم يتيسر لي بعد الاطلاع عليها

وحينما قلت بانتقالنا التقليدي ضمن الثقافة التي اشرت اليها كسودانيين,
فاننا اقصد اننا لم نقرأ خطابات عن العبور السوداني الى دول الخليج وليبيا مثلا
وهو امر يدعو للتساؤل والدهشة معا

طبعا هذا الحديث يعنيني ولا يعنيني
فهو يعنيني ,اذ انني لم اكتب اطلاقا عن تجربتي في ليبيا
لكنني بدأت الكتابة عن تجربتي كمشاء في اليمن,
بتناص مع الشاعر الفرنسي رامبو,
من خلال رسائله التي كتبها عن اقامته في عدن
ولكنني تذكرت تجربتي في ليبيا ضمن اقامتي في اليمن,
وكتبت نصا قصصيا نشرته ,وافكر في كتابته من جديد,
وكان عنوان النص:
المفارق الفكهة
موت مدرس متجول


ونشرته بالسفير في ملحقها الثقافي,
وفي الخرطوم التي كانت تصدر في القاهرة في زمان المعارضة
مقدمتي تلك كانت ضرورية,لكلامي عن اننا , أو قل انني ساقدم مفاتيح فقط ,
لمقاربة موضوع مهمل مثل خطابنا السوداني عن المنفى وعن المهجر وعن الدياسبورا
وحين فصلت بين المهجر والمنفى ,فهو بتأثير من تفكر فيهما ,اعاده الي الاستاذ:
عبد الماجد فرح يوسف
في بوست شاعرنا الكبير:
فضيلي جماع:
كون الرصاصة و ردة

وسأستأذنه في نشره هنا ,
لانه يطرح تساؤلات مهمة ,
وأساسية في مقاربة :
المنفى \المهجر \ الدياسبورا\ العولمة

والاخيرة اي العولمة ليست ملائمة تماما لوضعية الانسان المنفي ,
او الانسان البيني ,
في تأرجحه بين الجغرافيا
و اسمح لي ان اطرح هذا المصطلح بصيغته الانجليزية اي :
Quote: globloc

وهي صيغة تجمع بين الصفة من كلمتي العولمة اي :
globalization
والمحلية
localization
كما طرحه أكاديمي هندي
وهذه البينية سماها هومي بابا :
Quote: المكان الثالث

وسأعود
المشاء

Post: #12
Title: Re: المنفى \المهجر \ الدياسبورا\ العولمة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-15-2005, 03:53 PM
Parent: #11

عزيزي أسامة:

إلى حين عودتك والنقاش حول ما طرحته أنت بالفعل أعلاه، يطيب لي بداية توضيح أمر، سبق لك أنت أن توجهت به إلي في أحد بوستاتك، وهو ضرورة مراعاة طبيعة "المنبر" كفضاء مختلف له خصوصيته، ما دفعني إلى طرح مساهمتي ك"شهادة" عبر قالب قصصي مسلسل، هذا من جانب. ومن جانب آخر، حاولت بدء الحوار عبر تحديد مفهومي "السجن (إستكمال)" و"المنفى (لاحقا)"، لكنك عبر مساهمتك الأخيرة تنقلنا إلى الشق الآخر من المسألة والأهم في تصوري، وهو ما أشرت إليه أنت أكثر من مرة عبر مفهوم ظل يشغل إهتمامي ككاتب وإنسان أولا منذ سنوات عديدة، وأعني مفهوم "العبور"، سواء تعلق الأمر هنا بإنسان آخر أوثقافة مختلفة أوفضاء جغرافي مغاير، بيد أن عودتي بعد أن تفرغ من مساهمتك ستتناول بعض تساؤلاتك أعلاه، خاصة فيما يتعلق بما أسميته أنت بعبارات مختلفة، قد تعني أيضا "منطقة البترودولار"!!!.

Post: #13
Title: فكرة العبور والتنقل والمشي مجازا كما في تجربتي
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 04:32 PM
Parent: #12

عزيزي برنس

ساواصل الحديث المفاتيحي عن العبور
ويمكنك ان تواصل الحديث عن السجن

وليس لي ما اقول به عن الخطاب حول السجن,
غير التنبيه الى ما كتبه محجوب شريف على سبيل المثال

وساركز على فكرة العبور والتنقل والمشي مجازا كما في تجربتي,
لانها محور اهتمامي النظري ,

وجزء من مشروعي لا ن اكون واحدا من الملخصين الشعريين لتجربة الرحيل السودانية كما عشتها واعيشها

ولك محبتي يا برنس
المشاء

Post: #14
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 06:08 PM
Parent: #1

عزيزي برنس
قبل ان نتحدث عن السفر والعبور خارج السودان,
دعنا نتحدث قليلا عن السفر داخل السودان,
من خلال خطاب الجماعة العربية الاسلامية

فمن اشهر ما قيل في ذلك,
حسب زعمي المفتاحي –وارجو تصحيحي ,
هو ما قالت به الحقيبة :
من الاسكلة وحلا
والتي تناص معها شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم ,في نصه ايضا عن السفر :
قطار الغرب
ولست هنا براصد ,
وانما اقول بما تسعفني به الذاكرة من نصوص

فالسفر في خطاب تلك الثقافة التي ذكرناها غير مستحب

فهنالك الكلام عن :

Quote: القطر الشالك انت يتكسر حتة حتة

و

Quote: القطر الشال معاوية يتكسر زاوية زاوية


وهناك رجاء للحبيب حتى لا يسافر:
Quote: قلنا ما ممكن يسافر

و
Quote: لو تسافر دون رضانا بنشقى نحنا الدهر كلو

والامثلة كثيرة
فالسفر عموما غير مستحب

لماذا ؟

لان وجود الحبيب هو مغزى اساس للحياة,
وغيابه يشكل انهيارا لاحد اعمدة الاقبال على الحياة

ومن النصوص الشهيرة ايضا نص حميد في بداياته الشعرية
Quote: شن طعم الدروس


وهو نص عن صعوبة الحياة في وضع مديني,
وعن النوستالجيا حول القرية:

Quote: يما المدرس لو فكر
يلقاني قاعد فوق ككر


وهو نص يختلف عن رسائل جبر الدار التي تتحدث عن العمال في وضع مديني ,
وعن دخول العلاقات الراسمالية بين العمال و اصحاب المصنع,
وعن الطرف الذي ينتج فائض القيمة,
في ظل تلك العلاقات بين المالكين والعمال

كما انه يتحدث عن سفر اخر,
وهو سفر الخواجات الجواسيس من السي اي اي الى السودان تحت غطاء علمي

ومن النصوص الشعرية التي احبها كثيرا ,
واظن ان الكثيرين يشاركونني ذلك الانطباع,
نص :
الى مسافرة
للشاعر :
عثمان خالد

وقد صدر في كتيب ,
و قد اطلعت عليه في ذلك الزمان
وكان ذلك من دواعي سروري
و واحدة من ذكريات الصبا والشباب الجميلة

ويبدأ كما نعرف هكذا في تحسر:

Quote: حليلو قال ناوي السفر
يا حليلو


لكن كما ذكرنا,
هناك خطاب او خطابات تحدثت او ستتحدث عن السفر داخل السودان من خلال النزوح نتيجة للحرب في الجنوب ,او في الانقسنا ,
او من خلال النازحين نتيجة للجفاف والمجاعة,
وبعض من ذلك ما يمكن ان يكتبه الاطفال الضائعون في الجنوب-lost Boys في رحلتهم الطويلة عبر الانهر والغابات والرصاص والمشي الطويل لاميال واميال

وفي انتظار مزيد من المداخلات المساهمة
المشاء



Post: #15
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-15-2005, 09:24 PM
Parent: #14

عزيزي المشاء:

أثار شجوني بوستك الأخير ببساطته وعمقه في آن. ومع ذلك، (سأبدأ) ببوستك الأسبق، مؤكدا أننا لا نبعد كثيرا من مفهوم "العبور" حين نتحدث عن السجن ك"تجربة" إستثنائية بالغة الثراء هذه المرة، فهو بهذا المعنى يشكل في تصوري مختبرا ملائما للعبور نحو "الذات" السجينة و"الآخر" السجان معا، فأنت هنا كسجين تسعى إلى تماسكك الجسدي والنفسي ما أمكن، محاولا أثناء ذلك إستكشاف عناصر المقاومة والصمود في داخلك من ناحية، جاهدا في بحثك عن مكونات ذهنية السجان وآليات قمعه المختلفة للتقليل من آثارها إلى أدنى حد، وقديما قالت الحكمة الفرعونية (مخطيء من لا يعرف قلعة عدوه من الداخل)، ونتيجة هذا الصراع لا شك تفضي بك إلى أحد عبورين يمكن الإشارة إليهما من خلال مفهومي "الإنتصار" و"الإنكسار"، والعبور الأول إلى الإنتصار يبرهن عن إنسانية حقة، إذ أنك حسب فانون تحرر بذلك ذاتك وتزيل جلادا في نفس الوقت.

لي عودة:

Post: #16
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 09:53 PM
Parent: #15

عزيزي برنس
لك ان تقول ما تريد قوله عن السجن,
ولكن في علاقته بما كتب في السودان,
وما لم يكتب
طبعا ما لم يكتب مرتبط بتحليل عدم الكتابة
ليس لدينا تراث مثل :
دفاتر السجن
كما كتبها قرامشي
وليس لدينا تراث مثل ما كتبه :
عبد اللطيف اللعبي,
ولا اتذكر هنا عنوان الكتاب

عموما نرجع الى مفهوم المكان ,
كما في كلامنا عن ان السوداني ضمن جماعتنا الثقافية,
يعتقد ان اقامته مؤقته
ومعظم هؤلاء ,كما في بداية الهجرة الضخمة التي اعقبت 1973’
عاشوا في دول النفط الخليجية
ومن هنا السؤال؟؟؟
لماذا لم يكتبوا ؟؟

المهم دعنا نتداعى
ساكتب عن الرحيل والدياسبورا والمنفى ,

في شكل مفاتيحي ,
او قل مفتاحي

وارقد عافية

المشاء

Post: #17
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 10:07 PM
Parent: #16

واقول اضافة يا برنس
ان التعبير عن النزوح او الهجرة كما نسميها في ثقافة جماعتنا العربية الاسلامية,

سيكون مختلفا عن الذين هاجروا بسبب المجاعة ,
وعن الذين تركوا مساكنهم وارضهم بسبب الحروب القبلية السياسية ,
كما في حدث في انشقاقات الحركة الشعبية لتحرير السودان,
ومختلفة ايضا عما يحدث الان في دارفور ,
من رحيل قسري
و حتى جماعتنا العربية الاسلامية ,
والتي لا ادعي الدفاع عنها في هذا الشان,
قد تعرضت لنزوح قسري ,
بعد انتصار الثورة المهدية
لكن ذلك لم يدون ابداعيا,
ربما لان السودان في تلك الفترة لا يوفر كتابا يعبرون عن تلك الفئة
وساعود
المشاء

Post: #18
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-15-2005, 10:22 PM
Parent: #17

عزيزي المشاء:

يمكن تعريف السجن هنا أيضا بوصفه "لغة"، بمعنى أن يجد شعب ما كالهنود الحمر نفسه سجينا منفيا في لغة أخرى بكل ما يصحب ذلك من محو ثقافي منظم. ولعل هذا المعنى للسجن يتضمن كما تلاحظ أنت في مثال أمريكا الكثير من المهاجرين الجدد، وأعني أولئك الذين يجهلون اللغة الانجليزية كجسر لعبور فاعل وليس ماديا فحسب إلى واقعهم الجديد أوالبديل، إذ يظلون محبوسين في جهلهم بالغة، بينما يتعاملون مع محيطهم الملموس كما لو كانوا يشاهدون عبر شاشة التلفاز فيلما "أجنبيا"، ولكنه غير مصحوب بترجمة بصرية هذه المرة.

لي عودة إلى مساهمتيك الأخيرتين.

Post: #19
Title: هل نتحدث عن السجن بشكل حقيقي ام بشكل مجازي؟
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 10:43 PM
Parent: #18

يا برنس العزيز

كلامي عن السجن ,في سؤالي لشاعرنا فضيلي جماع كان عن السجن كحقيقة ,
وليس كمجاز كما تفضلت بذلك,
وكلامي عن شعر محجوب شريف عن السجن ,
كان ايضا عن السجن كحقيقة وليس كمجاز
وما استشهدت به عن الايطالي قرامشي وعن المغربي اللعبي ,
كان يتعلق بسجن حقيقي وليس مجازيا

فعلينا ان ان نحدد سؤالنا:

هل نتحدث عن السجن بشكل حقيقي ام بشكل مجازي؟
وهذا الشكل المجازي ,شكل غير محدود

نريد ان نركز على الخطاب السوداني حول السجن,
وبعد ذلك يمكن ان نتكلم عن السجن ,بكل اشكاله ,
مع التركيز على السجن الحقيقي وليس السجن المجازي,
وهو حمال أوجه
و في انتظار عودتك,
المشاء

Post: #20
Title: Re: هل نتحدث عن السجن بشكل حقيقي ام بشكل مجازي؟
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 11:01 PM
Parent: #19

في اقامتي في لبنان شهدت شريطا بثته قناة مسيحية ,
وليس لدي اي احتجاج او شك في ما بثته القناة المسيحية
لكنني قد الجأ الى ذلك لو شعرت انهم يعبرون فقط عن ارائهم الدينية

فالشريط نفسه ,
وهو حول حزام الفقر الذي تشكل كنتيجة للنزوح بسبب الحرب والمجاعة,
يجعلك تتأكد ,
من ان الميديا السودانية الرسمية ,
تحجب ذلك
وهذا ما يجعلني اقول ان تجربة نزوح مثل تلك,
ستعبر عنها ,او قد تكون عبرت عنها,
خطابات كثيرة من قبل الذين عاشوها
ونأمل ذلك

Post: #21
Title: Re: هل نتحدث عن السجن بشكل حقيقي ام بشكل مجازي؟
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-15-2005, 11:11 PM
Parent: #20

عزيزي أسامة:

سأعود غدا بذهن صاف. على أن يتضمن ذلك ما وعدت به من آراء وتعليقات حول سياقات منتمية إليك أعلاه. وما إشارتي السابقة إلى العودة إلى ما أسميته "مساهمتيك الأخيرتين" سوى إعلان من جانبي بوجود نقلة نوعية ستعمل أكثر على لحم ما يبدو ظاهريا غير متناسق على طريقة. وإلى لقاء.

Post: #22
Title: في انتظارك يا برنس
Author: osama elkhawad
Date: 07-15-2005, 11:17 PM
Parent: #21

في انتظارك يا برنس
وتصبح على خير
المشاء

Post: #23
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: المعتمد
Date: 07-15-2005, 11:55 PM
Parent: #1

الاخوة الاعزاء
الاديب الكبير اسامة
والناقد والاديب البرنس
سلام.
انا عارف روحى زول مشاتر عشان كدة لقيت كرعى المعوجات ديل جابنى لى حدى البوست الراقى دا واستمتعت بيه ايما استمتاع.
انا طبعا ما داير اخرب عليكم استرسالكم بس داير اعبر عن اعجابي بالحوار.
وزى ما بقول الفنان احمد شاويش عن السفر:
والسفر خلانى اشتاق لى السفر
كان القى خاطرا سمح
كان كلمة اقولها وتداوى الجرح.
لا يهم ان كان جرح الحب او جرح السياسة او جرح ذوى القربي وانما فى السفر شفاء.
لكم الود
واسف تانى على الدخلة المشاترة دى.

Post: #24
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-16-2005, 05:36 AM
Parent: #23

عزيزي المعتمد
شكرا على كلماتك المشجعة
ودخولك غير مشاتر اطلاقا حين ذكرت الكلمات التي غناها الفنان المطرب احمد شاويش:
Quote: والسفر خلانى اشتاق لى السفر
كان القى خاطرا سمح
كان كلمة اقولها وتداوى الجرح.


فالسفر ,كما قيل له خمس فوائد,
كما في البيت الشعري:
Quote: سافر ففي الاسفار خمس فوائد


وحتى في وضعية المثقف المنفي ,
كما يرى ادوارد سعيد في حديثه عن :
صور المثقف
تحتوي جانبا ايجابيا

وسفر محمد المكي ابراهيم والنور عثمان ابكر الى المانيا في الستينيات ,
منحنا شعرا جميلا

وكان لقاء النور وود المكي ,
هو النواة التي اثمرت لنا تيار الغابة والصحراء الشعري

شكرا على مساهمتك

مع محبتي

المشاء

Post: #25
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-16-2005, 03:46 PM
Parent: #24

عزيزي المعتمد:

هكذا أنت كعهدي بك من قبل في هذا المنبر تترك أثرا جميلا كلما مررت من هنا أوهناك، وما يجعله هكذا هو تواضع المدرك النبيل، بيد أن ما يجعل من مساهمتك إضافة هنا هو تلك الأغنية لأحمد شاويش التي تعكس الصورة الأخرى الإيجابية للسفر كغياب من مكان وحضور إلى مكان آخر.

ولي عودة:

Post: #26
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-16-2005, 05:01 PM
Parent: #25

عزيزي أسامة:

على خلفية ما أسميته أنت "خطاب الجماعة العربية"، أدعوك إلى إعادة تأمل بعض ما أوردته أنت كذلك من مقاطع أوأبيات غنائية من زاوية أخرى:

(Quote: القطر الشالك انت يتكسر حتة حتة).

(Quote: القطر الشال معاوية يتكسر زاوية زاوية).

(Quote: قلنا ما ممكن يسافر).

(Quote: لو تسافر دون رضانا بنشقى نحنا الدهر كلو).

(Quote: شن طعم الدروس).


لقد قادك التأمل إلى التقرير بما نصه:
(فالسفر في خطاب تلك الثقافة التي ذكرناها غير مستحب).


والسؤال الذي طرحته أنت هنا:
(لماذا ؟).


وإجابتك هي:
(لان وجود الحبيب هو مغزى اساس للحياة,
وغيابه يشكل انهيارا لاحد اعمدة الاقبال على الحياة).


قد يكون ذلك مقبولا إلى حد بعيد كتفسير مفترض على مستوى التشوقات الكبرى إلى الحب كمرادف للحياة، لكن التمعن من زاوية أخرى في النصوص نفسها، وعلى ذات الخلفية التي أسميتها أنت "خطاب الجماعة العربية"، يكشف كم هو معاد وعلى درجة واضحة من العنف ذلك الخطاب لكل ما يمت للحراك بصلة، فالسفر هنا ينطوي على مفاهيم تحمل درجة عالية من المغامرة أوالبحث أوإكتشاف المجهول أوإمكانيات العثور على طرق مغايرة للحياة تجعل الطرق السائدة أوالمتوارثة في محل مساءلة أومقارنة على أدنى تقدير، بينما الجوهري يتمثل في تصوري في تلك الثقافة في الثبات وكذلك في التشوقات الكبرى عبر تجليات عديدة إلى الموت كجسر إلى حياة أخرى أكثر معنى وفق التصور الديني، وحتى نزعة الحراك هنا كما تعكسها خطابات القوى السياسية الراديكالية لتلك الثقافة تنزع دائما نحو الماضي وإعادة إنتاجه كطريق أفضل لحياة راهنة أومستقبلية، وليس غريبا من نافل القول أن تشيع خلال الفترة الماضية مفاهيم مثل "عرس الشهيد".

Post: #27
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-16-2005, 06:12 PM
Parent: #26

عزيزي المشاء:

هكذا أبدو مشتتا ما بين أمرين; محاولة تجذير وتجسيم ما طرحته من خلال عنوان هذا البوست، وملاحقة ما تطرحه أنت في ذات السياق من رؤى عميقة تثير جدلا حقيقيا، ومن ذلك ما أشرت إليه أنت من تأثير مفهوم العبور الجماعي والفردي المتكرر والكثيف إلى خارج الوطن ولفترات أطول وبين ثقافات متعددة ومتنوعة في آن على المشهد الثقافي الذي يحتوي أقلاما من السودان تم تصنيفها ضمن ما أسميته أنت أعلاه "الثقافة العربية الاسلامية"، وهي على أية حال ليست قضية جديدة تماما على مستوى الآداب والمشاهد الثقافية الأخرى في العالم، إذ تم طرحها على أكثر من مستوى، فالأدب الذي يكتبه يهود على سبيل المثال عكس في أغلبه تلك الحال الدائمة من العبور بين الأمكنة والثقافات المختلفة، لذلك يطلق عليه صفة كوزموبوليتاني.. CSMOPOLITAN، أي أدبا مؤلفا من عناصر ذات مرجعيات متباينة ثقافيا تعكس حال الشتات اليهودي الضارب في القدم.

لي عودة.

Post: #28
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-16-2005, 08:05 PM
Parent: #27

عزيزي أسامة:

أنا أتحدث عن السجن هنا كوضعية تستهدف مصادرة حرية الإنسان.. أوكسر إرادته.. أوإخضاعه قسرا لقواعد مفروضة من قبل سلطة خارجية ما كنظام سياسي، أوعلى نحو طوعي ذاتي كما يحدث أن يقوم فرد ما بحبس نفسه في أفكار آيديولوجية، سواء تم عقل تلك الوضعية على نحو حقيقي كما في الحال الأولى للسجين السياسي التي يجسدها غرامشي بامتياز أومجازي كما في حال الحزبي بما يمثل أقصى أنواع القهر والإستلاب.

أما في حال ما أسميته أنت "الخطاب السوداني حول السجن"، أرى أنه لم يرسخ على مستوى عامة الناس ما يمكن الإشارة إليه هنا، اللهم إلا على مستوى النخبة، وربما يعود ذلك إلى أن المنجز المتحقق كتعبير عن وضعية السجن في السودان قد ظل بطوليا مطلقا، أي أنه لم يحتفل بالضعف البشري، أويرصد تفصيلا التشوهات النفسية التي تتم داخل السجين على نحو ما فعل عبدالرحمن منيف مثلا في "شرق المتوسط"، وحتى إن فعل ذلك نجده يتم على مستوى حكم قيمي قائم مثلا على إدانة سلوك ما كخيانة.

ويحضرني هنا نموذجان، كتاب القدال "كوبر"، والذي يركز أكثر على التوصيف الخارجي لتفاصيل الحياة اليومية داخل السجن الشهير، وكان من الممكن أإعتبار كتاب سلاطين "السيف والنار" كتابا بالغ الدلالة على وضعية مكتملة لمفهوم السجين في السودان، لو لا التعتيم الذي تم عليه وفق مواقف آيديولوجية "تاريخية" بدت في كثير من الأحيان مبدئية.

ويمكن القول، في هذا السياق، إن سيرة حياة الزبير باشا، كما وردت في غير كتاب، قد تكشف عن وضعية غير تقليدية لسجين أومنفي سياسي، ولعل ما نسجه الزبير نفسه خلال منفاه في مصر أوجبل طارق ما يعكس بشريته كإنسان هو مزيج من ضعف وقوة.. فاستمع إليه وهو يخاطب ليل المنفي الغريب المحددة حركته قسرا:

يا ليل ماني هين ولأني لين
في الكفر والإسلام اسمي بين
وفي قومي هناك بيتي بين
وللأقارب والأرحام بعطي وبهين
توفيقا من المولى الكريم المهيمن
وكل شيء مكتوب والأمر بين


ثم استمع إليه وهو يصف مآله:


بعد الأهل والونسة
وبعد العز والحرسا
بعد انتظام العساكر المؤسسة
وبعد فرسانا يفشوا المغسة
انقلب الدهر وانعكسا

Post: #29
Title: ان المكان ,لم يعد واحدا احدا,فهو قد اصبح متعددا
Author: osama elkhawad
Date: 07-17-2005, 12:21 PM
Parent: #28

لقد نبهت عزيزي برنس الىنقطة مهمة تتعلق بتخوف الثقافة العربية الاسلامية من السفر حين قلت :
Quote: وعلى ذات الخلفية التي أسميتها أنت "خطاب الجماعة العربية"، يكشف كم هو معاد وعلى درجة واضحة من العنف ذلك الخطاب لكل ما يمت للحراك بصلة، فالسفر هنا ينطوي على مفاهيم تحمل درجة عالية من المغامرة أوالبحث أوإكتشاف المجهول أوإمكانيات العثور على طرق مغايرة للحياة تجعل الطرق السائدة أوالمتوارثة في محل مساءلة أومقارنة على أدنى تقدير،


واظن ان المسالة لا تنحصر في الجماعة العربية الاسلامية,لكنها عموما مرتبطة بالمجتمعات التقليدية
وهذا الخوف تغذيه مشاعر عديدة مثل الاحساس بالغربة الذي يترتب على تغيير المكان
وأظن ان نص حميد الشعري ,وهو من بواكيره,عن رحيله الى عطبرة,ولست متاكدا من اسم المدينة التى رحل اليها,
أظنه مرتبط بذلك الخوف من الانتقال من القرية الى المدينة,
وهو خوف يتكرر في كثير من غناء الشايقية,
والمتزامن مع الهجرة المكثفة من الريف الى المدينة
وقد احيانا ,وفي نصوص كثيرة ,ان المكان ,لم يعد واحدا احدا,كما في تجربة المجتمعات التقليدية,
فهو قد اصبح متعددا ,
وهذا التعدد ,وتلك الهجنة في مفهوم المكان ,
يقلل كثيرا من حالة النوستالجيا التي تنتاب المسافر من بلده الام الى مكان اخر

وقد قال كونديرا في حوار معه,عندم ساله المحاور عن تجربة المنفى في باريس,وكم انها معذبة,
قال:

Quote: انني في غاية السعاده هنا


وساعود
المشاء

Post: #30
Title: Re: ان المكان ,لم يعد واحدا احدا,فهو قد اصبح متعددا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-17-2005, 01:07 PM
Parent: #29

إلى حين عودة المشاء:



"من يعش في الغربة يمشي فوق فضاء خاو، مجردا من شبكة الرعاية التي تحيط به. كل كائن بشري، بلاده الأم، حيث توجد عائلته وأصدقاؤه، وحيث يستطيع أن يتكلم بالغة التي تعلمها في الصغر من دون أدنى مشقة"- كونديرا (خفة الكائن التي لا تحتمل).

Post: #31
Title: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟
Author: osama elkhawad
Date: 07-17-2005, 05:30 PM
Parent: #1

عزيزي برنس ما اوردته من مقطع لرواية لكونديرا,
سبق ما اريد قوله عن شبكة المكان المتعدد والهجين,

وهو ما ساقول به نقلا عن شهادة اكاديمي هندي هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية,
و حينما رجع لزيارة مكانه الاول,سأله ضابط الجوازات الهندي -
وهو سؤال يقول به الكثير من ضباط الجمارك السودانيين للسودانيين الذين يعودون بجوازات سفر غربية "مريكية \اوروبية-كندية –استرالية"

سأله متسهجنا:
Quote: لماذا عدت ؟


وهو سؤال يحيل الى ان المنفي ,او قل المقيم في مكانين ,
واحد ولد فيه ,وواحد يقيم فيه ,ويمارس فيه كل نشاطاته كانسان,
له تاريخ وشبكة من العلاقات الضخمة في المكان الذي تركه
ولهذا ورد في الرواية ما قمت ,مشكورا ,بايراده:

Quote: "من يعش في الغربة يمشي فوق فضاء خاو، مجردا من شبكة الرعاية التي تحيط به. كل كائن بشري، بلاده الأم، حيث توجد عائلته وأصدقاؤه، وحيث يستطيع أن يتكلم بالغة التي تعلمها في الصغر من دون أدنى مشقة"-


ولعل ما قال به نص كونديرا الروائي ,
هو تعبير عن حالة الجيل الاول من المهاجرين
وهذه مسالة مهمة ,
اي اجيال المهاجرين واختلافها في علاقتها بالمكان
والان بعد تفجيرات لندن الدامية ,
هنالك سؤال يطرحه المتخصصون في مسائل الهجرة في بريطانيا:
Quote: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟


وارجو ان اسمع منك ,
فقد احتاج الى زمن لترجمة وتحضير ما اريد المساهمة به

ولك امنياتي في منفاك الجديد

المشاء

Post: #32
Title: Re: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟
Author: munswor almophtah
Date: 07-17-2005, 06:19 PM
Parent: #31

الأخ أسامه وكذلك البرنس سلام من الله عليكما

فى ما قاله البرنس على لسان الزبير ودرحمه قاله إبن عمه السروراب القح الجاك ودبابكر عندما كان همباتيا قومابى ثم أدخل السجن وفى السجن الأوامر والنواهى وكان السجان يسمى سرور وعندما كان طليقا كانوا يذبحون البكار لحكامات وينزلون أعلام الأنادى

فأرسل قصيده طويله من السجن عاميه يقول فى آخرها

شراب البيره واللبن البجيك معبور
بقينا حيارى فى لفظا بقولو سرور

وكذلك أحسب أن البردونى قال ما لم يقل بها الأائل فى ذلك المضمار حيث قال

فظيع جهل ما يجرى
وأفظع منه أن تدري
جنوبيون فى صنعا
شماليون فى عدن
يمانيون فى المنفى
ومنفيون فى اليمن
فهل تدرين يا صنعاء
من المستعمر السرى
غذاة لا أشاهدهم
وسيف الغدر فى صدرى


فتحدث عن المولدين من يمانين وأمهات أجنبيات من السودان والصومال والحبشه وكينيا وغيرها من البلدان وكذلك يقولون لهم المشكلين
ففى بلدان أمهاتهم ينادونهم باليمانيه وينادونهم فى اليمن بود السودانيه والحبشيه والصوماليه




منصور

Post: #33
Title: Re: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-17-2005, 07:54 PM
Parent: #32

عزيزي منصور:

أشد ما أثار انتباهي من البيتين اللذين أوردتهما للجاك ود بابكر هو كلمة "حيارى". وذلك بالضبط ما يعكس الحال النفسية للسجين. لا سيما إذا كان ذلك في وضعية ود بابكر كرجل لا يعرف قاموسه الطليق قبل إيداعه السجن ما أشرت إليه أنت بقولك "الأوامر والنواهى". البيتان في الواقع يصوران حالين نفسيتين تقعان في علاقة تضاد نقضية. البيت الأول يعكس رغبة في التحرر يزيدها الحنين قوة. والآخر يعبر عن موانع تلك الرغبة التي تحول دون تحققها. وهو ما يعطي للصراع داخل السجين بعده النفسي المستعر. لكن قصيدة البردوني كعادة قصائده الأخرى ذات أبعاد مركبة وهي بالغة الدلالة في هذا السياق. أشكرك لإضافة حقة.


المشاء:

سأعود إلى مساهمتك الأخيرة بالغة الأهمية.

Post: #34
Title: هذا البوست حكر لمن يساهم فيه
Author: osama elkhawad
Date: 07-17-2005, 09:20 PM
Parent: #33

عزيزي منصور

سلام

مساهمتك في محلها,
وارى ان يكون هذا البوست حكرا لمن يساهم فيه,
حتى يكون له مردود معرفي
فقد سئمنا بوستات المديح ,
ولانصارها ان يقوموا بذلك,
لكن هذا البوست محتكر فقط للمساهمين
ليس لنا من طريقة كي نمنع الاخرين من الدخول اليه
ولكن هذا رجاء ,
نريد لهذا البوست ان يكون للمساهمين فقط

هذا راي شخصي
ومن تقاليد المنبر ان يقول ذلك صاحب البوست,
اي عبد الحميد البرنس
وله الكلمة الاخيرة
عذرا يا برنس اذا كنت قد تدخلت في سلطاتك كصاحب للبوست

في انتظار رايك كصاحب للبوست
مع محبتي
المشاء

Post: #35
Title: Re: هذا البوست حكر لمن يساهم فيه
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-17-2005, 09:38 PM
Parent: #34

والقول (هنا) ما قاله شيخي المشاء. بيد أني أسعى على الدوام إلى النقيض تماما لكل ما له رائحة سلطة ما. محبتي.

Post: #36
Title: قلت كلمتك يا برنس ,وهي السارية
Author: osama elkhawad
Date: 07-17-2005, 10:15 PM
Parent: #35

عزيزي البرنس
كلامي كان عبارة عن اختبارلطريقة سير البوست ,
وطريقة سير البوست وتطوره أثبتت كلامي حول ضرورة وجود بوستات معرفية نوعية
وحتى المشارك الوحيد ,
وكان مساهما ,
احس بالحرج
فطبيعة البوست هو حوار حول قضايا معقدة ,
عموما قلت كلمتك يا برنس ,
وهي السارية
وانا موافق على ذلك
المشاء

Post: #37
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-17-2005, 10:39 PM
Parent: #1

عزيزي منصور
اشارتي حول اخر من ساهم ,
تتعلق بالمساهم الوحيد في هذا البوست قبلك ,
وهو قد عبر عن كلامي
المهم ساعقب على كلامك,
باعتبارك واحدا من جماعتنا ,
ولك تقديري
المشاء

Post: #38
Title: Re: دعوة للتأمل في وضعيتي السجن والمنفى (إلى خطى الخواض كمشاء بين الناس والثقافات)!..
Author: osama elkhawad
Date: 07-18-2005, 06:41 AM
Parent: #37

up

Post: #39
Title: المنفى أحيانا,يكون منفى داخليا
Author: osama elkhawad
Date: 07-18-2005, 11:00 AM
Parent: #38

شكرا عزيزي المنصور على مساهمتك

وقد نبهت من خلال ايرادك لهذا البيت الشعري للبردوني:

Quote: يمانيون فى المنفى
ومنفيون فى اليمن
فهل تدرين يا صنعاء
من المستعمر السرى
غذاة لا أشاهدهم
وسيف الغدر فى صدرى


أقول قد نبهت الى ان المنفى أحيانا,يكون منفى داخليا بالرغم من الوجود الفيزيائي داخل الوطن الام,
وهو بهذا المعنى لا يكون جغرافيا,وانما نفسيا
أما كلامك عن المولدين في اليمن:


Quote: فتحدث عن المولدين من يمانين وأمهات أجنبيات من السودان والصومال والحبشه وكينيا وغيرها من البلدان وكذلك يقولون لهم المشكلين
ففى بلدان أمهاتهم ينادونهم باليمانيه وينادونهم فى اليمن بود السودانيه والحبشيه والصوماليه

فقد ذكرني بواحد من المع الكتاب اليمنيين ,الا وهو محمد عبد الولي,
وهو مولد,اي يمنى حبشي,
وقد ساهم مساهمة رائدة في تأسيي الخطاب القصصي والروائي اليمنى الحديث

مع محبتي

المشاء

Post: #40
Title: Re: المنفى أحيانا,يكون منفى داخليا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-18-2005, 02:21 PM
Parent: #39

عزيزي أسامة:

لعل فكرة "العود الأبدي"، قد صاغت رؤية كونديرا إلى العالم كثيرا، وإذا كانت "خفة الكائن التي لا تحتمل"، مثل "موسم الهجرة إلى الشمال"، لاقت رواجا أكثر، فثمة أعمال أخرى عكس خلالها كونديرا تلك الفكرة على نحو كذلك خلاق، وإن بطرق مختلفة وغير مباشرة، وهنا أذكر "الضحك والنسيان" و"البطء" ذات البناء الروائي البسيط والمعقد في آن.

والحق أن كونديرا كفيلسوف وروائي معا قد صور بدقة شديدة في رائعته "خفة الكائن.." تلك الحال اللامتوازنة للمنفي كما تجسده شخصية توماس لا سيما خلال مناجاته الداخلية وراء نافذة زجاجية أوغيرها، موضحا كيف أن العالم يبدو خفيفا شيئا فشيئا عندما نرتاد الماضي كثيرا كسجناء داخل لحظات نفسية وتاريخية محددة، وقد قام حاجز بفعل ذلك بيننا وبين الحاضر الذي لا نكاد نلمسه.

لكن المنفى مع ذلك يتبقى كبعد نسبي، فهو قد يشكل واقعا ايجابيا ينجح خلاله بعض الأفراد في التكيف مع شروطه اللغوية والثقافية وغيرها، فيما قد يشكل واقعا سلبيا للكثير من الأفراد الذين تحدث انتقالاتهم عادة إلى خارج بلدانهم نتيجة لهزات اقتصادية أوسياسية أواجتماعية ذات بعد نسبي، بمعنى أنهم غير معدين للمضي قدما على أي مستوى خارج محيطهم التقليدي.

ولي عودة.

Post: #41
Title: Re: المنفى أحيانا,يكون منفى داخليا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-18-2005, 03:29 PM
Parent: #40

عزيزي المشاء:

ثمة فتاة في نحو العشرين من عمرها ذات ملامح "شرق أوسطية" كما يقولون في أجهزة الإعلام هنا عادة و"محجبة" لعلها من العراق أوفلسطينية، كنت قد رأيتها هذا الصباح حين صعدت إلى الأتوبيس القادم من وسط المدينة إلى الضاحية التي أقطن فيها، كانت مطرقة إلى الأرض في حياء تشعر أن الخوف يحكمه إلى حد بعيد لا القناعة، بينما تنم نظراتها المختلسة إلى شاب ذي ملامح أوسطية صادف أن جلس قبالتها عن نهم غامض ولا متناه، وربما رسخ في وعيها أن الجالية العربية في "أتاوا" كرصيفتها في "لندن" ذات تواجد كثيف إلى الدرجة التي يقال معها إن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثالثة بعد الانجليزية والفرنسية، وهي حتما تنتمي إلى جيل تال من المهاجرين. هكذا، بحكم قصر المدة أوالمعايشة، لا أجد سوى الوصف الخارجي وتصوراتي الذاتية، حين أطالع سؤالك أعلاه: "Quote: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟".

Post: #42
Title: Re: المنفى أحيانا,يكون منفى داخليا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-18-2005, 03:29 PM
Parent: #40

عزيزي المشاء:

ثمة فتاة في نحو العشرين من عمرها ذات ملامح "شرق أوسطية" كما يقولون في أجهزة الإعلام هنا عادة و"محجبة" لعلها من العراق أوفلسطينية، كنت قد رأيتها هذا الصباح حين صعدت إلى الأتوبيس القادم من وسط المدينة إلى الضاحية التي أقطن فيها، كانت مطرقة إلى الأرض في حياء تشعر أن الخوف يحكمه إلى حد بعيد لا القناعة، بينما تنم نظراتها المختلسة إلى شاب ذي ملامح أوسطية صادف أن جلس قبالتها عن نهم غامض ولا متناه، وربما رسخ في وعيها أن الجالية العربية في "أتاوا" كرصيفتها في "لندن" ذات تواجد كثيف إلى الدرجة التي يقال معها إن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثالثة بعد الانجليزية والفرنسية، وهي حتما تنتمي إلى جيل تال من المهاجرين. هكذا، بحكم قصر المدة أوالمعايشة، لا أجد سوى الوصف الخارجي وتصوراتي الذاتية، حين أطالع سؤالك أعلاه: "Quote: لماذا يوجد مناصرون للقاعدة في الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين؟".

Post: #43
Title: البدوي ما بعد الحداثي
Author: osama elkhawad
Date: 07-18-2005, 04:19 PM
Parent: #42

عزيزي برنس

اشتغل الان على عدة نصوص ومقالات مهمة عن السفر
وهي تتعلق بتعريف المنفى ,كما ورد عند ادوارد سعيد
والجانب الايجابي وايضا السلبي للمنفى

كما سنقارب الفروق بين الرحيل والسفر والنزوح والسياحة
وما طرحته ما بعد الحداثة عن البدوي ما بعد الحداثي
ومسائل اخرى تتعلق بعلاقة السينم مثلا بالشارع,
ودور الشوارع في التطور الانساني,
وغيرها من المواضيع الشائكة في موضوعة الرحيل

بس ادينا فرصة لترجمة المادة وتجهيزها بشكل مرض

مع تقديري ومحبتي
المشاء

Post: #44
Title: Re: البدوي ما بعد الحداثي
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-18-2005, 06:23 PM
Parent: #43

عزيزي المشاء:

ما أشرت إليه يشكل نقلة نوعية عن حق في مسار هذا البوست. سأترك المجال مفتوحا إلى حين عودتك. بيد أني سأبدأ نشر أشعار من مفجأة للكثيرين أسميها ديوان "إعترافات" لشاعر المنفى العظيم السوداني (على الكامل) ولنتذكر هذا الإسم جيدا ويا له من عنوان دال على (إنسان)!!!.

Post: #45
Title: Re: البدوي ما بعد الحداثي
Author: osama elkhawad
Date: 07-18-2005, 10:55 PM
Parent: #44

عزيزي برنس
في انتظار نشرك لديوان الشاعر علي الكامل
المشاء

Post: #46
Title: Re: البدوي ما بعد الحداثي
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-18-2005, 11:46 PM
Parent: #45



عزيزي المشاء..

وأول الكلام قطرة:

...
.....
هل كل راحل يريد دمعة ومغفرة؟
إن الراحلين مثلي
يطلبون.. كأسا وقبلة وأغنية



وقطرة:

...
.....
لا تتركوا الأحلام تحت وسادة
أو خلف أبواب البيوت...
رافقوها للشوارع
تحت وهج الشمس
فالحلم كالنبتة
يثمر أويموت....



ثم قطرة:

....
......
ثم.. أسكر.
والصوت يأتيني قويا.. دافقا
كل هذا البحر
كل هذا الأفق
امرأة بهذا الجمال
وأنت حزين... خائف
من مخاطر السفر.


Post: #47
Title: Re: البدوي ما بعد الحداثي
Author: osama elkhawad
Date: 07-18-2005, 11:51 PM
Parent: #46

واصل يا برنس

المشاء

Post: #48
Title: Re: البدوي ما بعد الحداثي
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 07-19-2005, 07:44 AM
Parent: #47



علي الكامل



كإبتسامة لم تكتمل




كفين تصافحا على عجل
كمن يغفو واقفا وينتبه
رحلة الندى بين الغصن والتراب
هكذا أعيش أوأموت
والوقت كالسراب
أوكرحلة لا تنتهي
أغمس الفرشاة في دمي
أرسم الجحيم مقلة
أنامل رقيقة تضمها أصابعي
أرسم الفردوس وردة
فراشة تطير
بالكتب القديمة.... وقليل من الخمر
أقايض لوحتي...
أخرج من المدن المليئة بالحياة
في أذني ضجيج الشاحنات
أصوات الباعة
في عيني صور الأطفال
واجهات المتاجر
جمهرة المحطات
وفي القلب دفء تلك البنت
أوغل في الصمت
الصورة الآن باهتة
والمسافات تنهمر... مطرا ثلجيا
على باحة القلب
أنادي
يعود الصدى


كأنه الذي مضى
أبي يناديني للصلاة
أمي تدعوني للطعام
وأنا أخربش أحلامي على الرمل
ويطبق الصمت من جديد.


حوار الظهيرة لا ينتهي
أحدث البنفسج...
يحدثني الرمادي
أبحث في كيمياء اللغة
في عناصرها
عن لوحة ترضي أذواق المشترين
تجلب ثمنا... يملأ الكف
يشتري الخبز.. اللحم.. الخمر..
ورضاء بنت كالتي اشترتني بلا ثمن
لوحة لم أجد
وضيعت متعة الحوار
حاولت الضوء والظلال.
كان النهار يمضي
وكنت أحاول همهمات الظلمة
الداكنة وأشباحها
تذكرت جدران زنزانتي
ورفيقي الذي أمضي ليلته
نازفا بجواري
ثم أسلم الروح
دون أن أفعل من أجله شيئا
أغلقت نوافذ الذاكرة.
عدت لحفلات الرقص
انفض سامرها
لشوارع المدينة.. الوحشة تسكنها..
طرقت بابا.. وبابا.. وبابا
وأطبق الصمت من جديد.
الأرض لا تكف عن الدوران
الشمس تجري لمستقر لها
البحر هو البحر
الأصداف على الرمل
السماوات ملبدة بالغيوم
لكن المكان يعبق برائحة جديدة
بوصلة في القلب.. بوصلة في السفينة
وقمر يمضي في منازله
أي الدروب يقود إليها
أي الدروب يقود إلى متاهة أخرى
ومن أي نافذة يدخل هذا السؤال.