رسالة من أحد الهنود الحمر إلى الرئيس جورج بوش

رسالة من أحد الهنود الحمر إلى الرئيس جورج بوش


12-30-2004, 01:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1104365731&rn=0


Post: #1
Title: رسالة من أحد الهنود الحمر إلى الرئيس جورج بوش
Author: المهدي صالح آدم
Date: 12-30-2004, 01:15 AM

الرئيس الكبير في واشنطن أرسل خطابا
يعلمنا فيه أنه يريد شراء أراضينا ، منا الرئيس
الكبير يتحدث عن الصداقة .. لكنا نعرف أنكم
لستم في حاجة لصداقتنا.

أيها الرئيس الكبير كيف تستطيعون شراء
وجه السماء، ثم كيف تستطيعون بيعها بعد ذلك
مرة أخرى؟

وماذا عن دفء الأرض وحرارتها ؟
يا أيها الرئيس الكبير ، إن الكلمات التي
تخرج من فهمي لهي اشبه بالنجوم ، والنجوم لا
يمكن أن تنطفئ ، لذا ثق في أن ما اقوله
صحيح.

كيف يمكن لواحد من الناس ليس من حقه
إمتلاك لمعة المياه ورائحة الجو النقية الطازجة ،
أن يبيعها ؟

إنها أرض مقدسة ، هذه الأرض، عندي ، وعند كل
أمتي،

والأرض الرملية التي تحتضن البحر :
والضباب في أحضان الغابات المظلمة
والحشرات بأصواتها المختلفة .

إذا فأعلم أيها الرئيس الأبيض:
إن ذكريات الواحد منا.. نحن الهنود الحمر
مخزونة .. مخزونة في الماء الخالص في الأشجار

هذه الأرض : أيها الرئيس ، هي
أمنا.

وعندما يطلب الرئيس الكبير في واشنطن
شراء ارضنا منا ، فإنما يريد شراء كل هذا
أيها الرئيس الكبير: لنا آباؤنا ، وسنكون
بحق اولادهم.

بحب الروح العظيم ، أمتنا ولكن لسبب
مجهول لنا لم نعلمه بعد، قد ترك الهنود الحمر
لأقدارهم.

انه الآن يرسل إليكم الماكينات، وبعد مرور
زمن قريب سيملأ الرجل الأبي كل شبر من هذه
الأرض كما الأنهار التي تفيض على مراقدنا،
بعد الأمطار المفاجئة ، ولقد أصبحنا نحن
يتامى ، ذلك لأننا من عرق آخر ، ومن جنس
مختلف، ذلك لأن كبار السن فينا يحكون
حكايات مختلفة.

واعلم أيها الكبير:
ان المياه القادمة من الجداول والأنهار
ليست ماء فقط.

إنها دم اجدادنا ، ايضاً ،
لقد ترك الرجل الأبيض في الملف قبور الآباء
سرق الأرض من الأولاد.

إن الجوع الذي ستتسبب فيه أيها الرجل
الأبيض
سيلف الدنيا ويشعلها
سيجعلها من بعد ذلك-صحراء مترامية
الاطراف.

وسيرى ضباب الصباح تلك الشمس
المشرقة من بطون الجبال ثم يهرب .

*والحصان الحديدي* الذي فككت لجامه
فانطلق يقتل فينا ويفترس .

كيف ، أنا لا استطيع فهم هذا،
إذا تركت الحيوانات، البشر، وذهبت
ألا يموت البشر من جراء وحدتها.

إن ما يصيب الحيوانات ، لا بد وأن يصيب
البشر.

وما يصيب الأرض لا بد وأن يصيب
أولادها.

أيها الرجل الأبيض علموا أولادكم ما
علمناه: علموهم،
أن الأرض أمنا.. والأرض لا يمكن البصق
عليها، علموهم,
أن الأرض ليست للإنسان، إنما الإنسان
للارض.
فالإنسان ما هو إلا اللب في نسيج الحياة
ما الذي يريد الرجل الأبيض شراءه ؟
أوجه السماء ، أم دفء الأرض؟
أم سرعة بقر الوحش المسرع؟
كيف يمكن أن نبيع نحن ، لكم ، هذا؟
هل يظن الرجل الأبيض أنه يستطيع عمل
كل شئ.

لأننا وقعنا في قطعة ورق وأعطيناها له؟
كيف يمكن أن نبيع كل هذا؟

نحن لسنا بالقطع ، أصحاب نقاء الجو
ولمعان المياه ؟

ثم كيف يمكنكم إعادة بيع هذا كله عندما
تموت آخر بقرة لديكم؟

الرجل الأبيض يملك الآن سلطة مؤقتة
ويظن في نفسه
انه قد اصبح كل شئ.

هل يمكن لإنسان أن يمتلك أمه التي ولدته؟
ليس من المهم ، أين نقضي البقية المتبقية من
أيامنا.

لقد رأى أطفالنا آباءهم وقد ذلت جباههم ،
ولف القهر محاربينا، فأطلقوا العنان
لأنفسهم في شرب الخمر
والتهام الطعام ، بعد أن رأوا هزائمهم
وبذلك خدروا أجسادهم

ولن نستطيع العيش طويلاً في هذه الأرض
التي قضينا فيها حياتنا.

إننا سنموت ، ثم لم نجد شخصاً واحداً
يقيم لنا مأتماً فيها.

ولكن لماذا لا أبكي ؟ الناس يأتون ويذهبون
كأمواج البحر،
ونحن بالتالي سنذهب ، لكنا نعرف من اليوم
الشيء الذي
سيكتشفه الرجل الأبيض ذات يوم ، لأننا
لكنا نأتي من نفس الروح العظيم ، ولا بد أيضاَ
أن يذهبوا ذات يوم من هذه الأرض ، قد يكون
هذا الذهاب أسرع من ذهاب كل الأعراق
والاجناس ، استمروا في تسميم مراقدكم،
وستختفون ذات ليلة في قماماتكم،

إن هذا القدر مجهول لنا الآن في هذه
الساعة لكننا نعلم أنكم ستنتشرون شعاعاً
براقاً في كل ناحية وأنتم تغرقون.

سترون أن الصقور في السماء انعدمت
وسيحدث ذلك بعد موت كل الأبقار ، وبعد
استئناس الخيول البرية ، وبعد أن تمتلأ
الغابات إلى اقصى مكان فيها برائحة الحيوانات
والبشر ، وبعد أن تتسخ منظر التلال اللطيفة
بهذه الأسلاك التي تتكلم.

لقد قلتم للجياد الشابة المسرعة : الوداع
فما معنى هذا؟ اتعلمون؟ إنه نهاية حياة
وبداية حياة وبقاء على قيد الحياة لمدة اكثر
طويلاً فقط.

إننا نحن الهنود الحمر ، ندافع عن حياة كل
انسان كما يرغب ويريد (مهما كان الفارق بيننا
وبين اخواننا) ، ونحن إذا قبلنا إقتراحكم فإن
هذا لا يكون إلا من أجل الأمان في هذه
الأراضي الجديدة ، وقد يكون ذلك أيضاً من
أجل قضاء آخر أيامنا وبقية عمرنا عليها في
راحة وسكينة.

عندما نبيع لكم هذه الأرض كما تريدون
وهي أرضنا ، فأحبوها كما أحببناها وأعتنوا بها
كما إعتنينا بها واهتموا بها قدر اهتمامنا بها،
وأذكروها كما رأيتموها اليوم، واحموا هذه
الأرض ومن عليها من الأحياء، من أجل
أبنائكم ، ذلك لأن هذه الدنيا مقدسة، حتى
الرجل الأبيض لا يستطيع الفرار من قدرنا
المشترك، وربما كنا جميعاً –نحن وأنتم –اخوة
ولا نعرف، والزمن فقط هو الذي سيظهر ذلك.


*الحصان الحديدي = القطار